أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مها الجويني - محرومة من العودة














المزيد.....

محرومة من العودة


مها الجويني

الحوار المتمدن-العدد: 3769 - 2012 / 6 / 25 - 19:34
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


محرومة من العودة
عبارة حق العودة لطالما اقترنت بالمشردين ، بمن تعرضوا للنفي و هجروا من أوطانهم ، ولكن هذا الحق لا يشمل اللاجئين فقط بل في مجتمعاتنا من يعيش الغربة و النفي و النبذ و الحرمان من الحقوق دون أن يطردوا من أوطانهم . أتحدث عن من إخترن الظلام للعيش فيه تحت مسمى "بنات الليل". كائنات تحاك عليهم عديد الروايات، و في تونس يعشن وضعية خاصة وفق قانون الدعارة المقننة الصادر من 1942 ويحتوي على 54 مادة تقنن سن و مكان و آليات عمل هؤلاء النسوة.
الدعارة المقننة لا تقل سوءا عن الدعارة الغير شرعية فكلاهما إستعباد و رق معاصر تشترى فيه المرأة و تباع و تنتهك . في تونس حيث تتباهى كل الحكومات التي مرت علينا بحقوق المرأة و مكتسبتها يغيب فيها قانون رسمي لمكافحة الاتجار بالبشر . بالعكس تونس شهيرة بالسياحة الجنسية حيث يأتي السواح من الخليج العربي او ليبيا للاستمتاع بعاهرات مراكز الدعارة المقننة أو الأخريات.
من البديهي و الطبيعي أن ترغب إحداهن بالعودة للحياة الطبيعية ، لتعيش دون عنف وإسترقاق . تتم إجراءات إستقالتها من احدى المراكز بمحضر "توبة" تمضيه بنت الليل ثم تذهب إلى حال سبيلها. السؤال الذي يطرح كيف ستعود ؟ و من سيضمن لها العيش العادي ؟ و أين هي مراكز إدماج هؤلاء النسوة ؟ و هل تستطيع فعلا أن تعيش بعيدا عن الدعارة ؟ و من سيحميها من هذه ألآفة ؟ ومن سيداوي جراح العنف الذي تعرضت له ؟ و من سيصغي إليها؟ و أي بند قانوني يساعد بنت ليل لتعود إنسانة ؟
قرأنا في كتب التاريخ أن تونس أول بلد عربي ألغى الاستعباد في 1846 و سمعنا أيضا أن المرأة تساوي الرجل في جميع المجالات لكن الواقع أخبرنا أشياء أخرى، واقع يتسم بأقتصاد رأسمالي متوحش جعل من تلك الانسانة آلة للجنس ، نظام سياسي غاب فيه العدل و طغت عليه المحسوبية جعل من القوانين تغظ النظر عن فحش رجالات الاعمال و ممارساتهم ، و فساد جعل من الامن يحمي الصياد و يدمي الفريسة . صدر في جريدة" لوموند الفرنسية" مقال تحت عنوان" الصيف التيلاندي في تونس اذ تحدث المقال عن السواح الليبيين و الجزائريين الذين إتخذوا من تونس وجهة لممارسة رغباتهم الجنسية دون رادع و على مرأى الأمن التونسي الذي لا يزال تحت خدمة من يدفع أكثر .
في وطن المرأة ، حق التحرر من العبودية بات من الأمر المستحيل ، في ظل غياب سياسة وطنية تجعل من حقوق الانسان و كرامته شغلها الشاغل و لكن هيهات ثم هيهات فبتعلة الحرية يرحب بالعهر و بالاستغلال و بتعلة ضيق الحال و غياب الموارد ، نرى نقص في عدد المراكز إجتماعية لإصغاء و غياب تدابير حكومية للحماية من الدعارة ونلاحظ أيضا إنعدام التمويل للملاجئ الاجتماعية . و رغم أن هذه المسألة ذكرت في توصيات اللجنة المعنية للقضاء على التمييز ضد المرأة إبان عرض تونس لوضع حقوق المرأة فيها و التزمت حكومتنا باتخاذ التدابير اللازمة لحماية النساء من الاتجار بهن و بالعمل على تعزيز المساواة . و كما جرت العادة، التعهد بتنفيذ مشاريع نفعية تجاه المرأة لا تخرج عن أطر المناسبات و الملتقيات الدولية فقضية نساء بلدي جزء من البروباغندات الحكومية و ليس لها أي صلة بالواقع حيث تعامل فيه فئة من النساء كالعبيد .



#مها_الجويني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طفل من درجة ثانية


المزيد.....




- بتطبيق المواعدة -تندر-.. قد تبدو هذه الفتاة جذابة للعزاب ولك ...
- الولايات المتحدة.. اعتقال امرأة في فلوريدا بتهمة -الاتجار با ...
- 7 رجال وامرأة يخوضون انتخابات الرئاسة بالغابون
- أفضل من الزواج والمال! .. دراسة تكشف عن المصدر الحقيقي للسعا ...
- الأمم المتحدة تحقق في 36 غارة إسرائيلية في غزة ضحاياها -من ا ...
- معاناة النساء وكفاحهن..قصص يسردها مهرجان -فيلم المرأة- في ال ...
- لماذا تزيل أعداد متزايدة من النساء حشوات تكبير الثدي؟
- صدمة بعد تسبب خطأ تلقيح صناعي بإنجاب امرأة طفل زوجين آخرين
- 800 دينار الآن سجلي..كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة با ...
- اليوم العالمي لمكافحة السرطان: تعزيز الوعي والتكاتف لمواجهة ...


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مها الجويني - محرومة من العودة