سهر العامري
الحوار المتمدن-العدد: 1102 - 2005 / 2 / 7 - 11:17
المحور:
الادب والفن
هو بكر بن النطاح من ربيعة صلبية ، يُكنى بأبي وائل ، ويلقب بالحنفي البصري ، شاعر ذاع صيته في بغداد زمن الخليفة هارون الرشيد ، يغلب على شعره الغزل ، والمديح ، فقد روى المبرد عن الحسن بن رجاء أنه قال : اجتمع بعض من الشعراء يتناشدون قصائدهم فيما بينهم ، فلما فرغوا جميعا أنشد بكر بن النطاح لنفسه قوله في الغزل :
ما ضرها لو كتبت بالرضى
فجف جفن العين أو أغمضا
شفاعة مردوة عندها
في عاشق يود لو قد قضى
يا نفس صبرا واعلمي إنما
يأمل منها مثلما قد مضى
لم تمرض الاجفان من قاتل
بلحظه إلا لأن أمرضا
قال : فقام بقية الشعراء اليه يقبلون رأسه !
وقال في الغزل كذلك :
بأبي زور تلفتُ له *
فتنفستُ عليه الصعدا
بينما أضحك مسرورا به
إذ تقطعتُ عليه كمدا
ومن ظريف غزله قوله ايضا :
لقيت امورا فيك لم ألق مثلها
وأعظم منها منك ما أتوقعُ
فلا تسأليني في هواك زيادة
فأيسره يجزي وادناه يُقنعُ
خرج أبو دلف العجلي يطارد قطاع طرق ، فوجد أحدهم يمتطي فرسا ، ويردف خلفه رفيقا له ، فطاردهما ، ولحق بهما ، وطعنهما برمحه طعنة نفذت بهما الاثنين معا ، فقتلهما ، فتحدث الناس بأنه نظم بطعنة واحدة فارسين على فرس ، فقال في ذلك بكر بن النطاح :
قالوا وينظم فارسين بطعنة
يوم اللقاء ولا يراه جليلا
لا تعجبوا لو أن طول قناته
ميلا إذن نظم الفوارس ميلا
ومن ظريف مدحه للوزير أبي دلف بيته :
لو لم يكن في الأرض إلا درهمٌ
ومدحته ، أتاك ذاك الدرهمُ
وقال متذكرا حبيبة له ، وهو يؤدي طقوس الحج في مكة :
وليلة جمع لم أبت ناسيا لكم
وحين أفاض الناس من عرفاتِ
ولم تنسنيكِ البيضُ بالخيف من منىً
وقد رحن أرسالا الى الجمراتِ
جمعن جمالا في كمال مبرز ٍ
وسدّدن سلطانا على النظراتِ
فزودني شوقا اليك وحسرة
عليك الى ما بي من الحسراتِ
وهي قصيدة طويلة مدح فيها كذلك الشاعر أبا دلف ، أحد قادة الخليفة المأمون ، والتي عارضه فيها الشاعر دعبل الخزاعي في قصيدته التي خص بها أهل البيت ، وتلاها أمام الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام ، ثامن الائمة عند الشيعة ، حين قدم عليه ، زائرا له في خراسان من ايران ، والتي منها :
مدارس آيات خلت من تلاوة
ومنزل وحيّ مقفر العرصاتِ
لكن قصيدة بكر بن النطاح خُملت ، ولم تُذع ، مثلما ذاعت قصيدة دعبل الخزاعي ، وذلك لاختلاف موضوعيهما ، مع اختلاف غرضيهما 0
00000000000
* زور : امرأة زائرة 0
#سهر_العامري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟