كمال سلمان
الحوار المتمدن-العدد: 3765 - 2012 / 6 / 21 - 11:43
المحور:
الادب والفن
لا تقلْ يا صديقي، إنك سوف تبقى تهوى الشتاء لدفئه.. لقبّعة توضع على الرأس وللِفاع أسود اللون تتلفع به، أو لمعطف كُحلي تتّقي به البرودة والثلوج.. فالبرودة موت، والشتاء سكون وصمت. وإنّ كثيراً منا في الشتاء يشبه الموت تماماً، فلتكنْ ربيعا لا غير.
انظرْ، معي إلى أيام الربيع، ثمّة بينها وبين الشتاء والصيف والخريف فرق واضح، فما يُوجده الربيع في الإنسان والحياة والطبيعة والكون.. لا يُوجده الخريف الأصفر المبشّر بطبيعة الفساد الذي يطرأ على الكون طِيال الزمان، ثمّ في هذا الفصل الربيع الخصب ليستْ الزهور وحدها التي تتفتّح فحسب، بل هناك الكثير ممّا يبرعم في ذات الإنسان في الضمير والعواطف والسجايا.. ولكن لمَن يعرف الجمال ويؤمن بأثره في النفس..
..أريد أن أفتحَ الشباك على مصرعيه في بقايا الشتاء لأقولَ للربيع القادم من بُعد الزمان: لا ويلةً، ولا عولةً بل مرحباً وأهلاً.. وفي ذكراك الان لقد أشتقت لرؤية وجه الأرض الترابي، إلى التراب الصديق الذي نام تحت مساحات واسعة بيضاء من الثلوج برضا التقدير والتحقق، التراب الذي ينتظر قدومي في يوم ما من فصول السنة لنكون صديقين بلا فراق ومقاطعة دوماً.
لنكنْ، في هذا الربيع المقبل بالترويدة وكل الهدوء من وراء ثلوج الشتاء ربيعاً، ربيعاً بالطبائع والعواطف حتى ننهي أخر فصل طويل فينا، الفصل الخامس، فصل العمر العابر بنا بكل أفراحه وأتعابه وغربته.. نحو المحو والفناء المؤبد.
#كمال_سلمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟