أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبوعبيد - فوبيا انتقاد الإسلاميين














المزيد.....


فوبيا انتقاد الإسلاميين


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 3765 - 2012 / 6 / 21 - 01:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لو سيق مثل "الإخوان المسلمون" فإن انتقاد "الإخوان" لا يعني انتقاد الإسلام، فما "الإخوان" إلا حركة، وكل حركة تصبح سكوناً لولا البشر الذين يشكلون عناصرها، وكل البشر خطاؤون ما خلا الأنبياء. الأمر عينه ينطبق على كل الحركات والأحزاب الإسلامية، مثلما ينطبق أيضاً على رجال الدين مهما كانت صفاتهم الاعتبارية.

إذنْ، صفة "إسلامي" لا تمنح الحصانة للموصوف، فلا يجوز نقده، ولا تهبه صفة القداسة فيعامل على أنه مختلف عن باقي البشر مهما كانت اعتقاداتهم، أو الأيديولوجيا التي يتبنونها في النهج السياسي، أو الاجتماعي، أو الفكري بشكل عام.

وكي لا يتشكل لغط حول مضمون المقال، فليس القصد هو انتقاد الإسلاميين دون غيرهم، إنما انتقادهم مثل غيرهم، خصوصاً أن النقد يكون حول نهج سياسي أو برنامج اجتماعي، دون مسّ المسلّمات الدينية والعبادات.
المفارقة تكمن في أن كثيراً من المفكرين الإسلاميين، أو المنظّرين المثقفين، في تلك الحركات الإسلامية منفتحون على النقد، متقبّلون له، ومستعدون لمواجهة الرأي بالرأي، ولا يعتبرون مخالفيهم في الرأي مرتدّين مهرطِقين أو متمردين على الدين.

لكن المشكلة قابعة في تصرف عناصر تلك الحركات ومناصريها الذين تقودهم العاطفة على حساب العقلانية، فيعتقدون أن من يخالف، أو لا يناصر، حركة إسلامية، إنما هو لا يناصر الدين، ويعارض شرائع الله، وهذه هي الطامّة الاجتماعية، وهذا هو السقم السلوكي.

من الخطورة، إذنْ، اختزال الدين في حركة أو في حزب. والأخطر هو منح أي منهما صفة القداسة فتصبح كأنها في خانة المحظورات الدينية التي لا يجوز مسّها أو الاقتراب من تخومها بكلام ناقد. وهي الخطورة ذاتها التي تشكلت بأيدي البشر أنفسهم حين منح الكثير منهم صفة القداسة لرجل دين، أو مُفتٍ، فنظروا إليه على أنه فوق النقد كما هو حاصل بشكل جليّ مع مرجعيات دينية، وولايات الفقيه التي يُنظر إليها على أنها لا تخطئ، وأن كلامها من "الفرائض".

لا ريب في أن احترام الشخصيات الدينية والحركات والأحزاب الإسلامية واجب طوعي، لكن ليس من الواجب عدم النقد، مثلما ليس النقد واجباً إنْ لا وجوب له. والنقد لا يعني عدم الاحترام، مثلما الاحترام لا يتمثل في عدم النقد، وعدم النقد لا يعني الطاعة.

إذا كان "الإسلاميون" يجيزون لأنفسهم نقد غيرهم من الحركات والأحزاب، فمن الجواز، أيضاً، نقد غير الإسلاميين للإسلاميين. والمطلوب توعية "الفوبيّين" أن لا أحد يمثل الدين بعينه، فالمسلم ممارس للإسلام وليس هو الإسلام.



#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين -عدالتيْن-
- أطفالَ الحولةِ نعتذرُ!
- دولة وأفكار لا دويلات وفِكْر
- براءة الجماهير لا براعة المشاهير
- حين رضي الله عن المرشح
- تحرّرتْ فلسطين
- -خبيث- استراتيجي
- الربيع الفنيّ
- البرأمانات العربية
- واشنطن تتجاوز الإشارة الحمراء الروسية
- العرب.. شعوب الله المختارة
- كتابُ مَنْ لا كتابَ له
- القذافي .. إعدام خارج قفص الاتهام
- طرقتُ البابَ حتى كَلَّ مَتْني
- -نائم- في البرلمان
- -يا خوفي- جوبز -ماسوني- !!
- الثأرُ من الفنّ
- سوريا.. حتى في الكُفرِ جهلٌ
- صبرا وشاتيلا.. الذكرى المنسيّة
- نِصْفُ حُرّية أفْضَلُ مِنْ عَدمِها


المزيد.....




- سقطت بعد ثوانِ من إقلاعها.. شاهد الفوضى بعد تحطم طائرة في في ...
- تحليل بيانات يكشف ما فعله قائد طائرة الركاب -قبل ثانية- من ا ...
- مدى الالتزام بتوجيه ولي العهد السعودي في المدارس بلبس الزي ا ...
- السعودية.. فيديو احراق سيارة متوقفة بالطريق والداخلية ترد
- -ديب سيك-: أسرار وراء روبوت الدردشة الصيني الجديد، فما هي؟
- شرطة لوس أنجلوس تنقذ مسنة عمرها 100 عام من حريق في دار المسن ...
- في دولة عربية.. أول عملية عسكرية للجيش الأمريكي ضد -داعش- في ...
- صخب ترامب مؤشر على الحالة الأميركية
- زوجة الضيف للجزيرة نت: لم يتنكر كما كان يشيع الاحتلال ولم يغ ...
- قبل موتهم جميعا.. كشف آخر ما فعله مسافران قبل اصطدام طائرة ا ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبوعبيد - فوبيا انتقاد الإسلاميين