أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مهند صلاحات - وصايا الشهداء














المزيد.....

وصايا الشهداء


مهند صلاحات

الحوار المتمدن-العدد: 1102 - 2005 / 2 / 7 - 11:14
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


( ملاحظة في غاية الأهمية : قبل أن نبدأ ... هذه الوصايا لم تكتب لزمن محدد بالوقت ... بل كتبت لزمن ضاعت فيه الفكرة في أقبية عصر المادة والعولمة )

بداية مشوشة الفكر :

تنحني وجوه الذين رحلوا كغضن على بالي ...
فأغدو عاجزاً عن ضبط ذاكرتي ... ولا أستذكر شيئاً لم يحمل إسمه في ذات اللحظة ... يجتاح مخيلتي وذاكرتي والمشاعر التي من المفترض أن تكون للجميع ... حتى غدت ذاكرتي، ذاكرة للشهداء فقط ... مليون عصفور على بوابة القلب تقف في صفوف كصفوف المقاتلين معلنة إستعدادها على ترديد لحن الشهداء ... ومن أمامهم يقف إمام الشهداء باسم يقود جوقة النشيد كي يعزف اللحن الثائر …

يمكنني الأن أن أحدثكم عنهم بملئ إرادتي ... لكني أعجز عن تحديد تفاصيل ذاتي .... ولا شيء من حروف اللغة تمر الأن سوى حروف أسمائهم ....

كان صديقي ...
لكنه غاب في زحام الشهداء ... لم يبتعد أكثر من خطوتين عن قلبي وعن الجسد ... كان البلد ... لكنه غاب اليوم بعيداً في زحامهم ... وبقي في الذاكرة جزء من الأبد ...
كان كخيط دخان يغوص في زحام الشهداء ... وكان يسير بإتجاه عكس إتجاه المدينة ويبتعد ... لكنه كان يزداد مني إقتراباً كلما إبتعد ...

كان صديقي ...
لكنه غاب في زحام الشهداء وإبتعد ... فكان البلد .. وكان التوحد في الرجال إلى الأبد ...
يا رفيقي الذي في رحم هذه الأرض قد إتحدْ ... أفتقدك ... رغم قربك من القلب كالوريد ...
أفتقدك منذ ميلاد الفجر الجديد بدونك ... حتى تقمص الفكر للرجال ... والتردد في اللحاق فيك ومفارقة الجسد ...
وحين نقشف البلاد في لحظة الميلاد فلا نجد الأب ولا نجد الولد ...

كان صديقي ...
لكنه غاب في زحام الشهداء وإبتعد عن الجسد ... وكان وجه المدينة فيه يتحدْ ... وفي لحظة رحيله ... كانت حشود الغزاة القتلة ترتعد ...
لقد أدرك الغزاة حجم الجريمة التي إرتكبوها ... وأدرك الغزاة حجم الخطيئة التي إرتكبها جندي جاهل في جسد كان للأبد، بلداً لم يعرف يوماً طريقاً غير الثورة، ولم تعرف البندقية سوى كتفه غصناً تعلق عليه ... ولم تجد الفكرة أكثر من عينيه والقلب بلد وجسد ...
كان البحر ... وما سواه كان الزبد ...
أدرك الغزاة في ذات اللحظة التي فارق فيها الجسد أنهم قد إرتكبوا بحق أنفسهم ما هو أكبر من وقع القنبلة في الجسد ...
ظنوا قبل إغتياله أنهم سيغتالون بإغتياله كل البلد ... لكنهم إكتشفوا سريعاً أن المدينة أيضاً كانت تسير مع جموع المشيعيين في الجنازة ... وترفع العلم ... وتتوعدهم بالثار ...
حتى الأحجار كانت تصرخ ( يا أيتها الأسماء المدرجة على لوائح الإغتيال المنظم والمبعثر والمكسر ... لكِ البقاء إلى الما نهاية ... وللجبناء الموت منذ البداية )

من يظن لحظة أنه قادر على إغتيال البحر ... يكن قد إنتحر بالغباء المطلق الموزع في بطاقات الشحن السريع إلى جهنم ...

حديث ما قبل الزحام :

* كان يحدثنا قبل الدخول برحلة الموت السرمدي في ضباب اللا رؤية وزحام الشهداء أن الثورة لا تشبه شيئاً إلا البرتقالة ... ومهمة الثائر هي أن يقوم بتقشير هذه الثورة ويجعلها جاهزة لأن تكون البركان الذي يشبه الياسمين ... يجعل من الثورة عارية من القشور حتى تتذوقها كل الجماهير ...
من يحاول أن يجعل من البرتقالة شيئاً للزينة يحاول أن يبعدها عن هدفها الحقيقي وبالتالي فهو يخون مبادئها ...
* لم توجد الثورة إلى لتعيش في قلوب الجماهير الغاضبة والراغبة في التغيير ... ومن هنا يبدأ المسير ...
* دعوا الشعوب لمرة واحدة تتذوق حلاوة هذا البرتقال النرجسي الذي لا يعشق إلا نفسه كي يصنع ثوار ...
* دعوا هذه الجماهير تتنفس الثورة والحرية ...
* إجعلوا من الثورة هواء الشعوب وبرتقالهم البرتقالي ... في الفضاء الرمادي ...

وصايا الشهداء ...

* لا يمكن أن نقاوم المحتل بفكر مختل ...
* لا يمكن أن ننتصر بالبندقية وحدها ... ولا يمكن أن نعيش الثورة بفلسفة دون بندقية
* حياتنا : هي المرحلة التي نثبت فيها أننا وجدنا على هذه الأرض لنفتدي الأخرين ونكن شهداء ...
* الجبهة الداخلية هي إمتداد للجبهة الخارجية، فنحن لسنا شذوذا إنسانياً, وليس واقعنا مريخياً كي ينطبق علينا ما لا ينطبق على غيرنا ...
* إذا كان البعض يرى أن الثوار هم ظاهرة غير محببة في بعض المجتمعات, فهذا ليس مبرراً للسقوط بوحل التسويات والتحول الفكري ... بل يجب أن يكون حافزاً أكبر لإثبات أن الثورة هي الحقيقة ...
* عندما يسقط بعض الرفاق في الوحل محاولين تبرير سقوطهم لا يعني أن نسقط جميعاً أو أن نعتزل الثورة ... لكن حين تسقط المبادئ لن يكون هنالك وجود لثورة حقيقية ...
* تعلموا دائما أن تنتسبوا للفكر لا للحزب لكونه حزب ... حتى إذا تحول الحزب من مبدأي إلى نفعي تكون لديكم القدرة على تمييز الحقيقة والإبتعاد عن النفعية ... كونوا دوماً مبدأيين على أساس الفكرة ... لا حزبيين على أساس التعنصر للتكتل الحزبي ...
* لا تكونوا عابرين في الحياة ... وإجعلوا من موتكم مؤشرات في صحراء التوهان يهتدي بها الضالين عن الطريق ...
* لا ... لن تسقط الراية ..
* يموت الشهداء كي تبقى الرايات عالية ... فلا تجعلوا منها بعد رحيلهم رايات إستسلامكم بحجة رحيلهم
* كونك إنسان جندت نفسك لتكون ثورياً يعني أنك إنسان حمل على عاتقه حملاً لم يستطع الأخرون على حمله ... فيجب أن تعي أولاً حجم المسؤولية الملقات عليك ... ومن ثم أن تعي أن الإلتزام الفكري والأخلاقي هما دليل إنتمائك الحقيقي ومعيار نجاحك ...



#مهند_صلاحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعارات / قصة قصيرة
- قررت الزواج ببحر غزة
- الخطأ في شمولية الحكم على الفكرة / ردا على مقالة محمد الموجي ...
- محاولة لترجمة النهى في ليلة راس السنة
- من يحسن قراءة الوطن على أعتاب السنة الجديدة ؟
- المُخٌلِّص
- التكفير سلاح الجاهل ... ردا على الأستاذ محمد الموجي حول كفر ...
- علمانية الفرد العربي ... الحقيقة المرفوضة
- الأندلس الجديدة ... والطاغوت على أبواب المدينة
- لماذا أبو مازن مرشح الإجماع الفتحاوي
- الحوار المتمدن ... ويكفي أن نقول هو المكان السليم للحوار الم ...
- ذاكرة الزمن المستعار 1
- الجريمة ... حين تحاول أن تكون ثقافة لشعب مقاوم ...
- نبوءات الشهداء
- أنفلونزا
- الإيدز ... والحاكم العربي
- صدام حسين .. رجل المهمات الصعبة في صياغة المشروع الأمريكي ال ...
- انقلاب الموازيين ... جامعة النجاح في نابلس مثالا
- الأنثى والبليد
- عمل المرأة بين الرأي والواقع المفروض


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مهند صلاحات - وصايا الشهداء