رعد عباس ديبس
(Raad Abaas Daybis)
الحوار المتمدن-العدد: 3764 - 2012 / 6 / 20 - 16:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
متى نتعلم فن انتقاد الآخر وعدم جرحه؟
بعض الذين بنتقدون شخص اوظاهرة معينة يتركون مناقشة المسائل والاسباب الموضوعية التي دعت
الى نقد هذا الشخص او تلك الظاهرة ويتطرقون الى مسائل جانبية لا تفيد كحجة في المناقشة وانما تسيئ
للنقد وللناقد وللآخر, وقد تسيئ الى قومية أو دين أو مذهب أو اتجاه سياسي أو فكري.
لا جدال في ان الديمقراطية تؤكد الحق في نقد الشخصيات العامة والظواهر السلبية في الدولة والمجتمع
ولكن الديمقراطية ايضا وضعت مبدأ ان حريتك وحقوقك تقف عند حرية وحقوق الآخرين. والديمقراطية
وايضا الماركسية اكدتا على ان يكون النقد بناء يرنو الى تحديد السلبيات وتشخيصها بشكل موضوعي
واقتراح الحلول الناجعة لها لا ان يكون النقد مجرد النيل من الآخر او تسفيهه وبالتالي يدخل في مجال
الجدل العقيم والسفسطة. المؤاخذ على هؤلاء المنتقدين, اضافة الى انهم لا يملكون المام كامل في الموضوع
محل النقد, انهم يعممون الخاص فاذا اخطأ وزير أو برلماني يعممون ذلك على الدولة, واذا قصر مسلم أو
مسيحي أو يهودي أوصابئي أو من اي دين اخر فهم ينتقدون الدين أو المذهب الذي ينتمي اليه ذلك الشخص,
واذا كان هذا المقصر عربي أو كردي أو تركماني أو من اية قومية اخرى فيصبون جام غضبهم على تلك
القومية, واما اذا كان هذا الشخص يساري أو شيوعي أو لبرالي فانهم يضعون سلبيات العالم كلها في الفكر
الذي ينتمي اليه.
وقد يستظرف بعضهم نفسه ويدخل في خانة * النقد الساخر* فيدوس على مقدسات ملايين الناس بقصد أو
بجهل, مما يثير اشمئزاز الجميع.
ان الديمقراطية والثورة المعلوماتية وفرت للجميع اليات تمكنهم من نشر افكارهم والاطلاع على الافكار
الاخرى الموافقة او المعارضة لهم ومناقشتها بشكل علمي وموضوعي في سبيل التقارب بين وجهات
النظر والوصول الى مشتركات فكرية انسانية, لان الفكر الانساني من اصل واحد, والتراث الفكري
الانساني تكون ويتكون من مساهمة جميع الحضارات الانسانية فلا يمكن لشخص او جهة تدعي بانها
تملك الحقيقية المطلقة.
فيجب على الجميع توخي الدقة والموضوعية والالمام الكافي بالشخص والموضوع مجال النقد لكي لا
يسيئو لانفسهم ولا للآخر ولا للصحف الالكترونية التي تعطي للجميع امكانية التعبير عن ارائهم دون
تدخل منها حفاظا على حرية الرأي.
د. رعد عباس ديبس
#رعد_عباس_ديبس (هاشتاغ)
Raad_Abaas_Daybis#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟