لينا سعيد موللا
الحوار المتمدن-العدد: 3763 - 2012 / 6 / 19 - 17:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أفضل ما يمكن أن يقدمه التاريخ من درس للعرب والملسلمين عامة، أن يتقلد الأخوان السلطة في مصر فيوضعوا على المحك ليضطروا إلى الانتقال من الوعود البراقة إلى اتباع برنامج حكم دقيق، يترصدهم فيه المنافسون على كل زلاتهم وفشلهم ..
لقد اتهموا دوماً بأنهم لا يملكون برنامج لحل المشاكل العصرية والمعقدة التي تعاني منها مصر يحققون من خلاله أمل الجماهير من الربيع العربي، ومثالي هو سيطرتهم على البرلمان المصري، وخفوت نجمهم بعد فترة وجيزة لتشبثهم وشبقهم بالسلطة لدرجة أخافت الآخرين منهم وزرعت التوجس في نفوسهم.
لا بد أن نمر بمرحلة يتعرى فيها الأخوان من بريق سماوي تمسكوا به، ليصبحو حزباً عادياً مجرداً من الصولجان الالهي، والتأثير من خلاله على العامة بمفردات وكأنها خصصت لهم دون سواهم، وإن لم نمر بهذه المرحلة اليوم فسيبقى الأخوان يشيعون بما يجلب الشفقة عن حرب الطغاة عليهم وعلى الدستور الالهي، وأن يكون لهم حظ اليوم في تحقيق رهاناتهم هي مرحلة لا بد سنمر بها، وأن نمر بها الآن افضل من الانتظار والوقوع في ذات متاهة الانتظار حتى زمن طويل قادم .
أما في تركيا فلقد خرج حزب العدالة والتنمية من ضوابط دولة علمانية ديمقراطية، خرجوا بخطاب محاربة الفساد وتطوير بنية الاقتصاد، وغابت عن خطاباتهم المزاودات الدينية وانصرفوا للعمل، وفي يوم ما سيغادرون بعد أن ينخرهم الفساد وترف السلطة، إنها فلسفة السياسة وتداول السلطة . وهذا ما صرح به أردوغان ذاته في جامعة الأزهر وأمام حشد من أنصار حزب الأخوان عن ضرورة أن يستلموا السلطة بواسطة دستور علماني ويحكموا دولة علمانية، قبل أن يثير سخطهم، فلطالما أثارت العلمانية ريبتهم لأن ثقافتهم تحجب عنهم معانيها ولأنهم لا يعرفون الوصول إلا بترداد عبارات دينية بعد إخراجها من السياق وتسخير معانيها لنصرتهم، وفي هذا قمة الانتهازية .
قادمون
لينا موللا
صوت من أصوات الثورة السورية
#لينا_سعيد_موللا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟