أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مها الجويني - طفل من درجة ثانية














المزيد.....

طفل من درجة ثانية


مها الجويني

الحوار المتمدن-العدد: 3763 - 2012 / 6 / 19 - 01:14
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


طفل من درجة ثانية
أصمت ، إبتعد ، لا تلعب هناك ... و يشار إليه في كل الأماكن كأنه كائن من" زحل" حط على أرضنا كزائر . إنه وصمة العار ، ثمرة الجريمة ، إبن الزنا ، و إبن القح.... هو المنعوت باللقيط و المنبوذ من جميع أترابه . إبن صاحبة الجرم الفاضح الأم العزباء .
حسب الاحصائيات الرسمية تتجاوز حالات الولادة خارج اطار الزواج 1060 حالة سنويا ولكن هذا العدد لا يعكس الواقع لان العديد من هاته الحالات لا يتم الابلاغ عنها و يولد ما يقارب 460 طفل في السنة مجهول النسب و الهوية .و حالات أخرى تنتهي بوفاة الام أو الرضيع إذا كانت الولادة في ظروف غير صحية و غير ملائمة . رغم ما بذلته الحكومات التونسية من مجهودات لصالح رعاية (تعتبر تقدمية و خطوة هامة مقارنة بنظيراتها من باقي الدول العربية ) هذه الفئة الاجتماعية لكنها تبقى محدودة .
إنها شبيهة بحبة المسكن التي نشربها فقط لتسكين الآلام و لا تداوي الجراح فعليا.
وجود اللقيط صاحب التسميات المتعددة بمثابة شهادة و دليل على طهر و حسن سيرة و سلوك الاخريات اللواتي أنجبن أطفالا داخل إطار العلاقة الزوجية فلولا وجود اللقيط و أمه لما تواجدت صفات مثل " شريفة " و"عاهرة" . مشكورهذا اللقيط لمنحه صفة الشرف و العفة لغيره. لأنه ابن الجريمة و أمامه بقية المجتمع أبرياء، هو أبن الفاحشة و البقية هم الشرفاء . هو المتهم و كل من يراه يسائله عن أبيه و أمه بالطبع في مرتبة العاهرة و لا يشملها الاحترام .
جميع الاطفال هم أحباب الله و أبنائه اما من فقد أحد أبويه كالأيتام فقد نهى الله عن الاساءة اليهم و كرمت الاديان السماوية كل من يتودد اليهم ، ولكن اللقيط لا تشمله هذه الرحمة و لم يذكر في أي دين سماوي ، أبناء الزنا وجب رجم أمهاتهم و نفيهم . و لا يشار إلى الاحسان اليهم فهم اطفال من درجة ثالثة ، هم ليسو من أحباب الله و لا تغنى لهم التهاليل و الاهازيج و لا يعرفون هدايا العيد ولا تشملهم فتاوى الاحسان الى الاطفال و تكريمهم . حتى دسا ترينا و بنودها لا تذكرهم بل تجعل منهم كائنات خارج النص.
عديدة هي أعياد الاطفال في مجتمعاتنا و في كل مناسبة نرى المؤسسات الخيرية و المنظمات الحقوقية مصحوبة بالإعلام يدعون لمساعدة أصحاب الحاجة بتقديم الهدايا و المنح و لا أرى في هذه المؤسسات من يدعو للدفاع على كرامة ذلك الطفل المهان و المسلوب للكرامة . لان ففي مثل هذه المناسبات تستضاف جميع الفئات إلا الأم العزباء و إبنها يبقون دائما على هامش الحدث و ليسوا أصحاب أولوية . لما يتحرجون من ذكرهن ؟ و لما لا تطرح قضاياهن في العلن ؟ ألسن بمواطنات ؟ أليست لهن احتياجات ؟ إلى متى ستظل قضية الأمهات العازبات من المحرمات و الممنوعات ؟


مها جويني



#مها_الجويني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بعد تبرئة ألفيش من الاغتصاب.. تطورات جديدة في القضية
- بقصف مدفعي لـ-قسد-.. مقتل امرأة وإصابة طفلها ومواطنين آخرين ...
- ما هي خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت بالجزائر ...
- العثور على ملكة جمال ميانمار مدفونة تحت مبنى بعد محاولتها إن ...
- 800 دينار سجلي حالاً.. كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة ...
- فتح باب التقديم: مهمة استشارية للتدريب على مهارات المفاوضة ا ...
- الكوريات في رحلة المطالبة بالإبقاء على الجامعات النسائية
- السويد.. القبض على شرطي من ستوكهولم للاشتباه في اغتصابه طفلا ...
- البرلمان العربي يطالب بتمثيل المرأة الفلسطينية بفريق العمل ف ...
- السويد.. القبض على شرطي من ستوكهولم للاشتباه في اغتصابه طفلا ...


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مها الجويني - طفل من درجة ثانية