أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - على هامش الانتخابات الرئاسية في مصر بين الدولة الاسلامية والدولة الدينية














المزيد.....

على هامش الانتخابات الرئاسية في مصر بين الدولة الاسلامية والدولة الدينية


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 3762 - 2012 / 6 / 18 - 14:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



فوز الدكتور محمد مرسي في انتخابات الرئاسة المصرية، سيضع جماعة الاخوان المسلمين على المحكّ ليس في مصر وحدها، بل في العالم العربي جميعه بشكل خاص، والعالم الاسلامي بشكل عام، فقد ترك حكم حركة طالبان لأفغانستان أثارا سيئة تخطت حدود ذلك البلد الذي دمرته الحروب الأهلية والاحتلالات الأجنبية، وشكل ذلك الحكم صورة سوداوية في نفوس المسلمين، ودعاية مغرضة ضدّ الاسلام كدين، استغلها الاعلام الغربي الامبريالي في عدائه للعرب وللمسلمين، خصوصا عندما قاموا بتدمير تراث ذلك البلد مثل تدمير التماثيل البوذية، وتناسى العرب والمسلمون فترة الدولة العربية الاسلامية التي سادت العالم في مرحلة تاريخية، واعتبروا حركة طالبان نموذجا للحكم الاسلامي.
وشكّل انقلاب حركة حماس ذراع جماعة الاخوان المسلمين في فلسطين عام 2006 عن الشرعية الفلسطينية، صدمة للشعب الفلسطيني، ومعيقا لنضاله وسعيه للخلاص من الاحتلال، عدا عن معاناة مليون ونصف مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة للحصار الذي لا يزال مفروضا على قطاع غزة، واستغلت اسرائيل وأنصارها هذا الانقلاب كذريعة للهروب من متطلبات السلام العادل والدائم في المنطقة، مع أنها ليست بحاجة الى ذرائع.
أما وقد وصل الدكتور محمد مرسي مرشح الاخوان المسلمين بانتخابات ديموقراطية الى رئاسة مصر كبرى الدول العربية، واحدى الدول ذات التأثير الاستراتيجي الكبير الذي يتعدى حدود الشرق الأوسط بكثير، فان الرهان الآن على كيفية الحكم الذي سيمارسه الرئيس الجديد، الذي سيتلقى تعليماته وتوجيهاته من مرشد الحركة، ومن مجلسها الاستشاري، وكيفية تعامله مع المشاكل التي تواجهها مصر، وأهمها بناء الاقتصاد الذي دمره ونهبه رجالات النظام السابق، وأيضا طريقة عمله في اعادة النظام الى البلد الذي أفزعه "البلطجية"، كما ستكون الأنظار موجهة اليه في كيفية التغلب على الطائفية التي ترعرعت زمن النظام البائد....إضافة الى العديد من المشاكل .وبالتأكيد فان الرئيس الجديد لن ينجو من المؤامرات الداخلية والخارجية التي ستحاول إفشاله.
لكن في جميع الأحوال فان الشعب المصري لن يتنازل عن حقه في الحصول على الحريات العامة، بما فيها حرية الصحافة، وحرية تشكيل الأحزاب، وحرية المعتقد، واستقلالية القضاء، والحريات الشخصية النابعة من ثقافته...فهل سيضمنها لهم الرئيس الجديد؟ وهل سيحافظ على دستور البلاد ويلتزم بالعملية الديموقراطية، واجراء الانتخابات والايمان بتبادلية السلطة حسب صناديق الاقتراع وفي مواعيدها؟ أم أن انتخابه سيكون آخر عملية انتخاب؟ وهل سيبني دولة اسلامية أم دولة دينية؟
وقد لا يرى البعض -بمن فيهم مثقفون- فروقا بين الدولة الدينية والدولة الاسلامية، وللتذكير فقط فان غالبية دول أوروبا الغربية تحكمها"أحزاب ديموقراطية، وهي تمارس الحكم بطريقة ترضي شعوبها، وان كانت تتبع سياسات خارجية تحكمه مصالحها وعلاقاتها الدولية. وللتذكير أيضا فان دولة الخلافة العربية الاسلامية التي سادت العالم قرونا، كانت دولة اسلامية وليست دينية.
وسأعطي مثالا مبسطا للدولة الاسلامية، فعمر بن الخطاب رضي الله عنه، عندما فُتحت مصر في عهده، حافظ هو وتابعوه من بعده على تراث البلد الفرعوني، بما في ذلك تماثيل الفراعنة، مع أن الدين الاسلامي يحرم صنع التماثيل، وأعطى للأقباط حقوق المواطنة الكاملة بما فيها حق العبادة وبناء الكنائس وغيرها، ولم يطبق عليهم تعاليم الشريعة الاسلامية، وقصة ابن قائد الجيوش عمرو بن العاص عندما لطم قبطيا لأنه تقدم عليه في سباق للخيول، مشهورة جدا، حيث أتى الخليفة بابن عمرو بن العاص وبالقبطي عندما بلغه الأمر، وقال للقبطي"ألطم ابن الأكرمين كما لطمك". واحترم هو ولاحقوه قوانين الكنيسة في الزواج والميراث وغيرها...وهذا ما فعله في القدس عندما دخلها فاتحا أيضا.
وللتذكير فقط فان الدين الاسلامي يحرم الخمور على المسلمين فقط، ولا شأن لأتباع الديانات الأخرى بذلك.
واذا ما انتبه الرئيس الجديد الذي هو عضو في جماعة الاخوان المسلمين الى تسامح الاسلام، وانتبهت جماعة الاخوان المسلمين الى أن دورها في ممارسة الحكم، يختلف عن دورها في المعارضة، وعن دورها عندما كانت حزبا محظورا، وتلمست مشاكل ومعاناة شعبها، واستطاعت التعامل مع السياسات الدولية، وطورت البلاد علميا واقتصاديا وفي كافة المجالات، ولم تضطهد خصومها السياسيين، وابتعدت عن الانغلاق الثقافي، فانها ستشكل رافعة لها في مصر وفي بقية الدول العربية، وان لم تفعل ذلك فانها ستصل الى نهاية دورها.
18-6-2012



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -درج الطابونة- في ندوة مقدسية
- كلب الشيخ شيخ
- (كافر سبت) في اليوم السابع
- بين السّنّة والشيعة ستضيع الأمّة
- لعنة حزيران
- حزيران والهزيمة المتجددة
- بدون مؤاخذة –هنا القدس
- رواية-دروز بلغراد- في ندوة مقدسية
- بدون مؤاخذة- خير من فينا
- بدون مؤاخذة- نكبة واستقلال
- قصة البنت التوتيّة في اليوم السابع
- البنت التوتيّة والأهداف التربويّة والتعليميّة
- رواية هناك في سمرقند في اليوم السابع
- كتابان لحنان جبيلي عابد في اليوم السابع
- قضية الأسرى الفلسطينيين قضية شعب وأمّة
- ما تيسر من عشق ووطن نزيه حسّون في اليوم السابع
- الأسير حسام شاهين الباسم دائما
- الإصدار الشعريّ الجديد لنزيه حسّون
- ديوان (آخر صورة لمولاتي) في اليوم السابع
- ديوان نزف التراب في اليوم السابع


المزيد.....




- تجربة طعام فريدة في قلب هافانا: نادل آلي يقدّم الطعام للزبائ ...
- 6 فقط من أصل 30: لماذا ترفض دول الناتو إرسال قوات إلى أوكران ...
- الدفاع التركية: تدمير 121 كم من الأنفاق شمال سوريا
- صحيفة: خطاب بايدن في الفعاليات بـ 300 ألف دولار
- وكالة الطيران الأممية ترفض طلب كوريا الشمالية التحقيق في تسل ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن
- مجلس الأمن يدين هجمات الدعم السريع بالفاشر ويدعو لفك الحصار ...
- المحكمة العليا الروسية تزيل تصنيف “طالبان” كـ-جماعة إرهابية- ...
- ما ردود الفعل في إسرائيل على رفض “حماس” مقترح وقف إطلاق النا ...
- الخارجية الأمريكية توضح لـCNN مصير سفينة قمح متجهة إلى اليمن ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - على هامش الانتخابات الرئاسية في مصر بين الدولة الاسلامية والدولة الدينية