أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - حين نسى ابن ابي ربيعة ان يصنع مؤخرة لألهته














المزيد.....

حين نسى ابن ابي ربيعة ان يصنع مؤخرة لألهته


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3761 - 2012 / 6 / 17 - 12:15
المحور: كتابات ساخرة
    


حين بدأ ابن ابي ربيعة الطائي اولى خطواته في تنفيذ مشروعه الالهي اقسم بينه وبين نفسه الا يكشف سره لأحد حتى لزوجته العزيزة (في بداية التنفيذ على الاقل).
كان قد قضى اياما في حر الصحراء اللاهب وهو يفكر بخلق اله خاص به بعد ان وجد الناس من حوله ينفضون كل في سبيله وكل له الهته الخاصة.
وكان عليه وهو في هذه المعمعة ان يجيب على الاسئلة التالية:
اي المواد الخام اصلح لصناعة الهتي الخاصة؟ لقد صنع بعضهم الهته من التمر وبعضهم من روث البهائم وبعضهم من البرسيم والبعض شذ عن القاعدة ليصنعه من التراب المالح.
حتى اذا صنعت الهتي ،هكذا قال لنفسه، كما يصنع الاخرون فكيف اقنعهم ان هذه الالهة الجديدة خير من الهتهم؟
انها حيرة والله وقع فيها ابن ابي ربيعة لكنه عزم الامر وقرر ان يبدأ العمل في صنع الهته الخاصة.
رأوه الناس وهو يحمل الخوص وبقايا سعف النخيل وجذوعها يوما وجذوع الفسائل يوما آخر وروث المواشي في ايام اخرى وحين سألوه اجاب بنظرة غاضبة ولم يجب فتركوه حتى يحين مورد الكواشف.
بعد اسابيع طويلة اكتملت فرحة ابن ابي ربيعة وهو يرى الهته منتصب القامة وسيم الوجه تصطبغ على وجنتيه ابتسامة غامضة كتلك التي رسمها دافنشي لأميرته الموناليزا او الجيوكندا كما يسميها الانجليز.
رأوه القوم مرة اخرى وهو يتمختر ماشيا بين البيوت الطينية،رافع
الراس عالي المنكبين وظلوا على حيرتهم لايعرفون ماذا اصاب صاحبها وهو يعلمون انه غير حديث بنعمة الغنى والجاه.
مرت شهور وشهور حتى سرت بين القوم اشاعة تقول ان ابي ربيعة يتعبد في محراب بناه لنفسه واضافوا بأن بعض الفضوليين رأوه وهو يركع بخشوع حتى ظنوا ان ظهره سينفلق الى نصفين بينما ادعى بعضم بان ابي ربيعة قد اصابه مس من الجنون او مس من التصوف الالهي.
واجتمع القوم على ضرورة زيارة ابن ربيعة في محرابه على ان تحدد بعد صلاة الجمعة المقبلة.
قبل ذلك كان ابن ربيعة قد اصابه الذهول وانتابته الحيرة وعصفت بعقله الشكوك فقد نسي ان يصنع لألهته مؤخرة مثل بقية الاله التي رآها في منامه ولكنه وبعد طول تفكير واطراق عظيم خيل اليه ان وحيا نزل عليه او قل الهاما اشعره بشيء من العزاء حين قيل له ان الاله ياهذا ليس من البشر ولا حاجة له للمؤخرة ليقضي بها حاجة هي من عادات البشر.
ولكن الامر لم يعد سهلا على ابن ربيعة فظلت الافكار تقوده شمالا ويمينا وسولت نفسه له ان يحرق هذا الاله ويصنع الها آخر يقضي حاجاته حينما يريد ذلك ولكنه تراجع عن الامر في اللحظة الاخيرة حين اقتنع ان الاله الذي صنعه لايحب "بيوت الراحة" ولهذا لاحاجة لها مادام يحافظ على الوهيته وهو واقف.
جاء يوم الجمعة الموعود وسار القوم زرافات الى دارة ابن ابي ربيعة .. انتظرو طويلا امام باب المحراب فلا احد يفتح لهم وبعد مداولات شاقة توصلوا الى ضرورة ان يقتحموا المحراب فربما يستطيعون مد يد العون الى ابن ربيعة او ربما يتعرض الان الى محنة ما بعدها محنة.
تفجأوا حين اقتحموا المحراب بابن ربيعة وهو يسجد امام احد يقف بشموخ وحين دققوا بوجه هذا الواقف امامه رأوه حسن الوجه طيب الملامح تدخل بسمته الواثقة الى القلوب مباشرة، اما يداه السبلتان فقد كانتا اشبه بايادي من يريد ان ينقذ قوما من طوفان قادم، كان وجهه بالكامل يحمل تحذيرا للرائي من تحرك الجبال الساريات وما بينهما ولا برزخ.
بعد طول انتظار قام ابن ربيعة ونظر الى القوم متسائلا فصاح اكبرهم:
- يا ابن ربيعة لقد جئناك لنمد لك يد العون ولكننا رأيناك وانت تتعبد بكل قدسية ارهبت قلوبنا فهلا تقبلنا معك مؤمنين بك وبمن تعبد.
رد ابن ربيعة بصوت خافت:
- لا عليكم ايها القوم ستجدون الامان في هذا المحراب والسلام خارجه ولا تحملوني ما لاطاقة لي به فانا مثلكم اريد ان اكون بعيدا عن الطوفان بفضل هذا الماثل امامكم.
وفي اليوم الثاني خرج ابن ربيعة من محرابه والتقى بالقوم في سوق السبت واهاب بهم صائحا:
- ايها القوم لاتقدموا القرابين ولا الهدايا لصاحب المحراب بل اجمعوا انفسكم على كلمة واحدة .. حينها سيرضى عنكم هذا الماثل امامكم بعد ان تقدموا ما تجود به اياديكم من غلة مواسم الحصاد التي ستثمر لكم كل حبة بعشرة من امثالها.
صاح القوم مهللين مكبرين وقد ارتعشت منهم الافئدة فيما اراد بعض الشباب الركض نحو المحراب لتقبيل الايادي بين يدي ذاك الماثل للجميع ولكن ابن ربيعة صاح بالقوم:
- لا تركضوا، فالماثل امامكم لايريد لكم ان تجهدوا انفسكم في لهيب هذه الصحراء واذا مات بعضكم من شدة الحر والعطش فمن سيقدم له بعض الغلة من موسم الحصاد المقبل.
فاصل مضحك جدا: في محافظ السليمانية العراقية والتي ينبطح بها قصر مام جلال يوجد 20 ألف خريج جامعي تقدموا للحصول على المنحة الشهرية التي سميت بدل "عطالة" بناء على موافقة حكومة الاقليم.
واصيب خريجي محافظتي دهوك واربيل بهذه العدوى "العاطلة" والذين يبلغ عددهم 20 ألف و720 متخرجا من الجامعات والمعاهد التابعة لاقليم كردستان فقرروا ان يتقدموا بطلباتهم للحصول على هذه المنحة وقال بعضهم "لايهم التعيين فالمنحة شعرة من ...".



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة من اولاد العراق المقتدر الى السيد مقتدى الصدر
- الى اليمين در,, هناك الزريبة
- باص ابو قاطين بالتعليم العالي
- تحذير حكومي من شراء انواط الشجاعة من سوق(مريدي)
- آل كابوني يتظاهرون ضد الملح في شوارع بغداد
- هذا الاخ مو كذاب بس .. عذراء داخل شرنقة
- الكرسي المذهب في حي الطرب
- مام زيباري كلش شايف حاله
- وخرجت كل الروائح العفنة من قمقم بغداد
- ضحكت... ضحكت.. حتى نقلوني الى مستشفى البكاء للولادة
- حتى صقوركم الوحشية غزتنا؟
- أيها المرجع الحائري ارجع الى كهفك احسن
- نموذج العراقي الجديد من العهد التليد
- لاحياء لمن وافق ولا حياء لمن ذهب الى جنوب افريقيا
- جمعية الرفق بالانسان قبل الحيوان احيانا
- كلكم زنادقة مادمتم بعيدين عن سنة النبي
- مابين حفصة بنت الاجدع والحمار والكلب الاسود
- ولچ جولي بعذابي انتي وصولي ...أجز شارب ولا اصيرن وصولي
- يا صلاح يا ابن عبد الرزاق..لا اصلح الله لك شيئا
- مام جلال ابوس ايدك لا تقدم استقالتك


المزيد.....




- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - حين نسى ابن ابي ربيعة ان يصنع مؤخرة لألهته