صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1101 - 2005 / 2 / 6 - 12:30
المحور:
الادب والفن
[نصّ مفتوح]
..... ..... ....... .... ......
وقفَ الأطفالُ أمامَ غضبِ الليلِ
لَمْ تصغِ أمواجُه
إلى رقرقاتِ دموعِ البراري
موجاتٌ مجنونة اندلعَت
من أعماقِ البحارِ
هبَّتْ في وجهِ الكهولِ
في وجهِ النسيمِ
زعزعت بسمةَ البدرِ
حطَّمتْ توازنات خيوط المدارِ
ارتعدَتْ نجومُ الليلِ
عندما تصدّعَت هلالات المسارِ؟
هربَتِ الطيورُ بعيداً
عن لظى الإشتعالِ
تخلخلت خاصراتُ الجبالِ
لَمْ تشفعْ كلّ الصلوات
تفاقمَت موجاتُ البحر
جارفةً ما تبقّى من التلالِ
وجعٌ تفحَّمَ في جذوعِ الأشجارِ
تغلغلَ إلى أعماقِ الديارِ
ماتَت آلافُ الكائناتِ
موجةٌ هائجة من أعماقِ البحرِ
غضبٌ مسمومٌ بالبطش
اجتاحتِ الأمواجُ أعشاشَ العصافير
تهدّمَت أوكارُ الطيورِ
جذوعُ الأشجارِ
تهيّضَتْ عظامُ الحيتانِ
هربتِ الأسماكُ إلى أعماقِ القاعِ
بعيداً عن غضبِ النارِ
نارُ الموجِ
نارُ الريحِ
نارُ زلازلِ البحرِ
كيفَ إندلعَتِ النيرانُ
من قلبِ البحرِ؟
هل غضبتِ الشمسُ
فأرسلت أشعّتها الحارقة
فوق خدودِ الكونِ؟
إنذهلَت الطبيعةُ من طبيعتها
هل غضبتِ الطبيعةُ
من تفاقماتِ شرورِ الإنسان
..... ...... ...... ..... يُتْبَعْ!
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
مقاطع من الجزء الخامس من أنشودة الحياة.
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟