أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - الصراع على شكل النظام السياسى فى مصر














المزيد.....

الصراع على شكل النظام السياسى فى مصر


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3760 - 2012 / 6 / 16 - 21:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



على مدى خمسمائة يوم تقريبا منذ سقوط نظام مبارك يدور الصراع الرئيسى فى مصر على شكل الإستبداد وليس على شكل الديموقراطية،فقد عمل نظام مبارك بشكل منهجى منظم على تدمير العمل السياسى ووتجريف القيم الأخلاقية ومطاردة كل ما هو نبيل فى مصر، وترك شعبا يحتاج إلى إعادة تأهيل سياسى وثقافى وفكرى وأخلاقى قبل أن يخطو خطواته الأولى نحو الديموقراطية الحقيقية، ولهذا جاء المشهد بعد سقوط مبارك كصراع بين الأوغاد وليس النبلاء، مع طيف باهت يظهر فى خلفية المشهد لبقايا الشخصيات المحترمة التى صمدت خلال عهد مبارك وتحملت الكثير لكى تحافظ على وطنيتها واخلاقها. المطروح على المصريين إذن هو الأختيار بين أنواع من الأستبداد منها ما هو سئ جدا ومنها ما هو اقل سوءا.
نعود إلى البداية حيث تصور العسكر أن تقسيم السلطة بينهم وبين جماعة الأخوان المسلمين سيضمن تهدئة الشارع وإستيعاب الفعل الثورى وبناء نموذج حكم مشترك على غرار النموذج التركى قبل أردوغان والذى يسمى فى الأدبيات السياسية حاليا (تركى1) بحيث تظل القوة الحقيقية فى يد قيادة الجيش ويؤول البرلمان بأغلبية مريحة للقوى الإسلامية ،ومع مرور الوقت يتحول نظام الحكم إلى ( النموذج الباكستانى) حيث يتشارك العسكر والإسلاميون فى السلطة وفى الفساد وفى تبادل المواقع وفى قهر الشعب ،ويتأسلم العسكر ويتعسكر الإسلاميون. وقد تحالف الطرفان لشهور لإيذاء الثوار وإجهاض الثورة ،ولكن هذا الأتفاق لم يكتمل نتيجة طمع الأخوان ورغبتهم الملحة فى التكويش على السلطة كلها من خلال عملية إنتخابية فيها من التضليل وشراء الذمم والمتاجرة بأسم الله أكثر بكثير مما فيها من نظام إنتخابى حر، وتصوروا أن ذلك يقودهم إلى طريقة أوردوغان فى التكويش على السلطة فى تركيا عبر الأنتخابات،أو ما يسمى فى الأدبيات السياسية حاليا نموذج ( تركى2)، ولكن لأن تركيا ترتكن إلى تاريخ طويل من العلمانية المتشددة فأن نموذج الأخوان كان سيتحول بعد عدة سنوات إلى ( النموذج الإيرانى) وليس إلى النموذج التركى.
فطن العسكر بسرعة إلى أن اللعبة الاخوانية خطيرة جدا وستطيح بالجميع، وستنقل ذاكرة مصر الأمنية والمخابراتية إلى مكتب الإرشاد، وستعيد تشكيل الجيش على غرار الحرس الثورى الإيرانى،وأنهم فى النهاية سوف يقعون ضحايا لهذا المخطط الأخوانى الخبيث الذى أظهر شبقهم السلطوى وطموحهم السياسى الذى يرغب فى إعادة تشكيل المنطقة كلها ،وليس مصر وحدها، لتكوين أممية أخوانية تحكم ما يسمى بالعالم الإسلامى.
عند هذه النقطة فاق الكثير من أبناء الشعب المصرى لمخططات الأخوان وجشعهم ونهمهم للسلطة وطريقتهم المتعجرفة وتهديدهم لمكونات وتاريخ وهوية المجتمع المصرى،وقد شجعت صحوة الشعب المصرى ضد الأخوان المجلس العسكرى لكى يبعد خطوات عنهم ويستخدم كل أدواته الناعمة والخشنة فى محاولة لإرجاعهم إلى نقطة البداية لكى يعيدوا صياغة الأتفاق من جديد أو إلغاءه كلية.
والسؤال المطروح هل سيتحول الجفاء إلى تصادم على غرار( النموذج الجزائرى)؟. كل شئ فى السياسة جائز، فإذا خسر الأخوان السباق الرئاسى وفقدو مجلس الشعب بقرار المحكمة الدستورية فقد يدفعهم هذا إلى إستخدام مليشياتهم السرية التى تشكلت وتسلحت بعد الثورة من الأسلحة المهربة من غزة وليبيا ، وهذا سيقودنا إلى النموذج الثالث المحتمل وهو ( النموذج الجزائرى) الذى نتمنى الا يحدث فى مصر.
والسؤال وماذا عن النموذج الرابع، وهو النموذج المصرى الخاص فى بناء نظام ديموقراطى عصرى؟،أعتقد أن هذا النموذج من قبيل الأمنيات وبعيد عن التحقيق فى الواقع فى ظل غياب الدافع الوطنى عن المنافسة والصراع السياسى الحالى، ويبقى فى تقديرى ترتيب النماذج الممكنة فى مصر هى حسب الترتيب: النموذج الباكستانى ثم النموذج الإيرانى ثم النموذج الجزائرى ثم النموذج الديموقراطى المصرى الخاص.
ترتيب هذا النماذج محسوب على اساس استمرار العملية السياسية عبر صناديق الأنتخابات ولا يدخل فيها السيناريوهات الأستثنائية مثل الإنقلابات العسكرية أو القفز على السلطة عبر الفوضى والعنف.
قد اكون متشائما فى قراءة المستقبل على هذه الصورة، وأتمنى من كل قلبى تحقيق رؤية المتفائلين، ولكن المعطيات الموجودة حاليا لا تشجعنى على تبنى النماذج المتفائلة.



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول الوضع الراهن فى مصر
- صحة الرؤساء فى النظام الديموقراطى
- ألاعيب الأخوان المسلمين
- بأى صفة يحاكمون الأقباط؟
- الكنيسة القبطية وأنتخابات الرئاسة
- من غزوة الصناديق إلى غزوة الرئاسة
- دلالات الحكم على عادل إمام
- لماذا ينغمس المصريون فى نظرية المؤامرة؟
- دراسة إستطلاعية عن أقباط المهجر
- المؤشر العربى خطوة نحو الأمام.... ولكن
- الحرب الباردة العربية الجديدة
- الأخوان: من الإستضعاف إلى المغالبة
- البابا شنودة معلم الشعب
- شرعية الأنتخابات بعد الثورة
- مطلوب رئيس لمصر
- التمرد على السلطة
- الفاشية الدينية تصادر حق النقد
- فك الألتباس حول مفهوم العلمانية
- المرأة والثورات العربية
- بيان إلى الشعب المصرى العظيم


المزيد.....




- محمد رمضان يؤدي في -كوتشيلا- ويثير الجدل مجددا بإطلالته
- رئيس وزراء لبنان في أول زيارة رسمية إلى سوريا من أجل -تصحيح ...
- محادثات القاهرة -لم تحرز تقدما- وحماس تبدي استعدادها لإطلاق ...
- رغم مساعي التهدئة مع ترامب..ميتا أمام القضاء بسبب إنستغرام و ...
- شاب كيني متهور يخاطر بحياته ويتعلق بمروحية أثناء حفل زفاف! ( ...
- البوندستاغ يحدد الـ6 من مايو موعدا لانتخاب فريدريش ميرتس مست ...
- رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية يعلن عن زيارة قريبة له إل ...
- عشرات القتلى في ضربة روسية وسط سومي الأوكرانية وموسكو تؤكد ا ...
- الصناعات التقليدية..تراث يناضل من أجل البقاء
- شي جينبينغ يندد بحمائية -لا تفضي إلى أي مكان- خلال جولة في ج ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - الصراع على شكل النظام السياسى فى مصر