أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - التضحية بالابن الوحيد















المزيد.....

التضحية بالابن الوحيد


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3759 - 2012 / 6 / 15 - 12:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كان هنالك رجلٌ يقود دراجته بسرعة جنونية فوق السرعة المحددة غير المسموح بها حتى لمجانين قيادة الدراجات النارية وكانت محبوبته تركب خلفه على الدراجة,صاحت به قائلة:أنت تقودُ بسرعة جنونية, فقال لها أعرف ذلك ولكن لي سؤال واحد أو إثنين لك أتمنى أن تجيبي عليهما بصراحة فلطالما فكرتُ فيهما وقد جاءت اللحظة الحاسمة لأعرف اجابتك عليهما, وهو هل أنت تحبينني؟ وهل أنت خائفة؟.. فقالت:أحبك كثيرا...وأنا فعلا خائفة..,فرد عليها خذي طاقيتي والبسيها على رأسك لتحميك واحتضنيني بكل ما لديك من مشاعر حب صادقة وقولي لي بالصوت العالي أحبببببك,وفي صبيحة اليوم التالي نشر هذا الخبر في صفحة الحوادث:قائد دراجة نارية يفقد حياته بسبب فقدانه السيطرة على كوابح الدراجة وبسبب عطل فني فقد تدهورت الدراجة على الطريق الخارجية ونجت صديقته التي كانت تركبُ خلفه لأنها كانت ترتدي خوذة الحماية من الصدمات ولن تُصب ولا بأي جرح ما عدى الخدوش الخفيفة والطفيفة وقد غادرت المشفى بعد ساعةٍ من دخولها إليه, عندها عرفت محبوبته أنه بإعطائها طاقيته أراد لها النجاة وضحى بحياته من أجل أن تعيش هي.

قصة التضحية هذه تلهب مشاعر الملايين من البشر وهي قصة حقيقية ولكن قصة تضحية الآب بابنه الوحيد في الديانة المسيحية لا يصدقها المسلمون على الإطلاق وبنفس الوقت يصدقون بأن هنالك شخص على الدراجة ضحى بنفسه من أجل حبيبته.

وخذ لك مثلَ هذه القصة آلاف القصص وخصوصا عن عامل سكة حديد كان ابنه الوحيد يلعب على السكة الفارغة التي ليس عليها قاطورات تمشي ولاحظ بنفس الوقت بأن السكة الأخرى يوشك فيها قيطارٌ آخر على التصادم بقيطار آخر مسرعاً قد أظل طريقه وكان الأب عامل السكة يمسك بيده ذراع تحويل القيطار على السكة الأخرى وبنفس الوقت كان ابنه الوحيد يلعب على السكة الفارغة,وأصابته نوبة من الصرع وقد وضع نفسه بين خيارين وهما إما أن يدع القيطاران يصطدمان ببعض وإما أن يحول أحد القيطارات على السكة الأخرى التي يلعب عليها ابنه الوحيد,وفي اللحظات الأخيرة وفي أكثر المشاهد إثارةً وحبساً للأنفاس ضحى بابنه الوحيد من أجل الحفاظ على أرواح الركاب في القيطارين,وعندما نزل ركاب القيطارين كان من بينهم أناس كثر يحتضن كل واحد ابنه بين جوانحه دون أن يشعروا بما حدث,وكان عامل السكة واقفا متجمدا في مكانه ينظر أسفل القيطار على أجزاء ابنه وأشلاءه هنا وهناك على طول السكة وعرضها,هذه القصة قد تبكيكم وقد تحرك مشاعركم وبنفس الوقت هنالك كثيرٌ من الناس من لا يصدق بأن الرب يُضحي بابنه الوحيد من أجل خير وسعادة البشرية.

لا أرى أي غرابة بأن يضحي الله بابنه الوحيد,فالبشر أضعف من الله وقدراتهم على التضحية لا تقاس بقدرة الله على التضحية من حيث الكم والنوع ومع ذلك هنالك كثيرٌ من الناس من يضحون بأرواحهم من أجل الآخرين,قرأنا في القصص الشعبية والمدنية الحديثة عن أُناسٍ ضحوا بأعز ما يملكونه من جواهر ثمينة وأموال وعقارات من أجل من يحبونه وهذا ليس تعبيرا مجازيا أو (يوتوبيا-فانتازيا) خيالية إن هذا يحدثُ يوميا وهو من صُلب الواقع الذي نعيشه,وهنالك من الناس من يضحوا ليس فقط بأبنائهم بل أيضاً بأرواحهم وبدموعهم وبكفاحهم ضد الأوبأة وضد الكوارث وهنالك من يضحي بزهرة شبابه وهنالك من يضحي بأعز ما يملكونه وليس من الضرورة أن يكون الولد والمال والتلد أعز شيء على الناس فهذه لا تأت مجتمعةً مع بعضها البعض فهنالك من تكون أموالهم أعزُ عليهم من أبنائهم وهنالك من كانت وما زالت أولادهم أعزُ عليهم من أموالهم وفي ذلك تفاوتٌ بين البشر كبير جدا في هذه المسألة وهنالك أناس مركباتهم الخصوصية أعز شيء في الوجود ومع ذلك قد يضحون بأعز شيء لديهم.

فكيف مثلا تستكثرون على الآب في الديانة المسيحية أن يضحي بإبنه الوحيد في سبيل سعادة البشرية وحمل أخطائهم وسيآتهم عنهم, إذا كان البشر يضحون بأعز ما يملكونه فإن الله ليس من الغريب عليه أن يضحي بأعز ما يملكه وربما لا يكون ابن الله أعز شيء عليه فربما أننا نحن أعز شيء على الله الرب من ابنه والدليل أنه ضحى بابنه الوحيد من أجلنا نحن وهذا دليل مرةً أخرى أن آبانا الذي في السموات يحبنا كثيرا, أنا لستُ قسا ولا خوري ولا حبرا من أحبار المسيحية بل عشتُ طوال عمري وأنا أفكر في هذه المسألة حين كنتُ أقرأ قصص الحب والغرام وكيف بالحبيب يضحي بحياته من أجل سعادة المحبوب وأنا واحد من الناس الذي على استعدادٍ تام بأن يضحي من أجل غيره من الناس ومن أجل أن يعيش من أحبهم بسعادة وبهناء وبرخاءٍ على مر العمر.

كيف تستبعدون فكرة التضحية والفداء في الديانة المسيحية وبنفس الوقت تؤمنون بأن هنالك كثيرٌ من البشر وأنتم إحدى هؤلاء الناس على استعدادٍ تام بأن تضحوا من أجل وطنكم أو أبنائكم أو محبوباتكم وبنفس الوقت تستكثرون على الرب بأن يضحي بابنه!.

وأعتقد بأن رفض الديانة الإسلامية لموضوع التضحية والفداء على الصليب راجعٌ إلى طبيعة العقلية البشرية البدوية التي يوجد عندها نقص عام في مفهوم التضحية من أجل الأبناء ذلك أن كل العرب البدو كانت نساءهم ومحضياتهم وجواريهم هي أعز شيء لديهم وكانت كل حياتهم نكاح وزواج وطلاق وحربٌ كلها كرٌ وفر لذلك كانوا يهملون الأبناء وكانوا يؤدون البنات لذلك عملت هذه المسألة على زيادة القسوة في قلوب الرجال لدرجة أنهم لم يفهموا طبيعة تضحية الرب بابنه الوحيد لأنهم لم يكونوا أي العرب قادرين على التضحية من أجل غيرهم من الناس لذلك ولهذا السبب رفض الإسلام جملة وتفصيلا موضوع تضحية الآب بابنه الوحيد من أجل سعادة البشرية أجمعها.
لقد كان العربي في الفتوحات الإسلامية يقاتل من أجل الغنائم وبعضهم من أجل أن يستشهد في القتال ويفوز في جنة الرضوان وليس من أجل أبناءه ففي الديانة الإسلامية الإنسان يعمل من أجل نفسه وليس من أجل غيره والحسنات التي يحصل عليها المسلم ويكسبها كانت من أجل نفسه وليست من أجل أولاده أو أعمامه أو خالاته وعماته وجيرانه,ولكن موضوع الفداء والتضحية في الديانة المسيحية هي من أجل الأبناء والأولاد والجيران والعمات والخالات وهذا مفهوم ارتكزت عليه الديانة المسيحية ولم تستطع الديانة الإسلامية استيعابه بالشكل الصحيح.











#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أرض الخطاة
- حول مسيلمة وفاطمة وخالد
- كلمات يؤمنون بها ولا يعملون بها
- حول خالد بن الوليد
- الملائكة الجميلة لا تحارب
- ارحموني
- صلوا وسلموا على هذه الشخصيات
- لغتنا العربية فقيرة الكلمات
- كلمات يجب أن ننساها
- معركة الحديقة
- أنا أكذب وأضحك على نفسي
- خالد بن الوليد ويونان العاشق
- الكلمة المُخدرة
- أنا مثل الحيوانات لا تغيرني المصاري
- معركتي مع أعدائي
- يسوع يسأل عنكم
- شخصية محمد(ص) المثيرة للجدل
- محمد انسان عادي
- سلطة العيب أقوى من سلطة التحريم
- إضاعة الوقت في المساجد


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين ...
- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - التضحية بالابن الوحيد