هل الإخوان شركاء الثورة؟

داود روفائيل خشبة

الحوار المتمدن-العدد: 3758 - 2012 / 6 / 14 - 23:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كتبت السطور التالية صباح اليوم (14/06/2012) تعليقا على ركن الأستاذ بلال فضل اليومى فى صحيفة الشروق بعنوان "بوكس" وحاولت إدخال كلمتى كتعليق فى موقع الشروق، لكن لسبب ما، على الأرجح لخطأ منى، لم تظهر الكلمة بين التعليقات.

عزيزى الأستاذ بلال فضل

اسمح لى بأن أعلق على بضع نقاط فى بوكسك فى شروق اليوم.

إننى معك تماما فى كل ما تقوله عن شفيق، ولكن حين تتحدث عن الانحياز "لشريك ثورة ... كان واقفا إلى جوارك فى الميدان" أجدنى أختلف معك اختلافا جذريا. الشراكة فى الثورة تكون بلا معنى ولا مضمون إذا لم تكن تعنى شيئا أكبر وأعمق من التنسيق المرحلى لصفوف قوتين متعارضتين جذريا لمواجهة عدو مشترك. لا تكون شراكة فى الثورة إلا على أساس وحدة الأهداف. وأول أهداف ثورة 25 يناير كما أفهمها: الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، وإذ أقول هذا لا آتى بشىء من عندى بل ألتزم بشعارات الثورة التى نعرفها جميعا. فهل يلتزم المشروع الإسلامى للإخوان بالحرية، حرية الفكر وحرية الإبداع؟ إن قالوا ذلك فإنما يقولونه نفاقا ولخدمة غرضهم القريب. هل يلتزم مشروع الإخوان الإسلامى بالعدالة الإجتماعية ونحن نعلم أن سياستهم الاقتصادية تقوم على حرية رأس المال وقدسية الملكية الفردية ومباركة الاختلاف الأبدى بين الطبقات؟ هل يلتزم مشروع الإخوان الإسلامى بالكرامة الإنسانية؟ فى رأيى – ولن ألحق به صفة التواضع، بل هو رأيى الذى أعتز به وأضحى بكل شىء دفاعا عنه – فى رأيى أن لا كرامة للإنسانية إلا بسيادة العقل والاحتكام لأحكام العقل مما يتعارض جذريا مع المرجعية الدينية، والمرجعية الدينية هى بالضرورة خضوع لسلطة أشخاص يدّعون لأنفسهم احتكار تأويل نصوص صمّاء لا تملك أن تفصح عن نفسها.

إننى أطلت أكثر مما توقعت فى تناول هذه النقطة الأولى، لذا فإنى فيما يتعلق بحديثك عن أنك حين تعطى المرشح صوتك فإنك "لا تمنحه شيكا على بياض" وأنه إذا لم ينفذ أهداف الثورة فإنه يفقد شرعيته، فإنى أكتفى بالقول بأننى لا أجد هذا مقنعا، وأنتقل لما جاء فى مقالك بعد هذا.

تنقل حديث وزير خارجية إسرائيل السابق دعما لشفيق وكأنك ترى أن من يرفض مرشح الإخوان فإنه حتما يقبل مرشح النظام الفاسد الذى أرادت الثورة أن تسقطه. ذلك النظام الفاسد، بشفيق أو بغير شفيق، هو قائم ومستمرّ، ولو تولى الإخوان رئاسة الجمهورية وسيطروا على كل سلطات الدولة واستبدوا بها، فذلك النظام الفاسد قائم ومستمر، وواجب كل وطنى مخلص مواصلة النضال ضده.

إننى لا أقول لك ولا أقول لأى ناخب لا تنتخب مرسى مرشح الإخوان، ليس فقط لأنى أحترم حقك وحق كل ناخب فى أن يفعل ما تمليه عليه قناعته، بل لإنى أكاد أتمنى أن يفوز مرشح الإخوان لأنى أعتقد أن هذا هو السبيل المضمون لأن تهدم جماعة الإخوان المسلمين ذاتها.

#داود_روفائيل_خشبة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات