أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - اشوا من الشلغم














المزيد.....


اشوا من الشلغم


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 3757 - 2012 / 6 / 13 - 11:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




هواء في شبك
( اشوا من الشلغم)
و(اشوا) تعني اخف وافضل، وهذه حكاية فلاح مسكين، قدم له احدهم المشورة، ان يذهب الى( المتصرف) الجديد ويعطيه هدية، لعله يأخذ باله منه ويتسامح معه في بعض الضرائب، سمع المسكين المشورة، واستيقظ مبكرا وذهب الى المزرعة، وملأ ( الكوشر شلغم) والكوشر يصنع من الخوص يستخدم في حمل الفاكهة والخضر، لكنه لم يقتنع بالشلغم لان ثمنه يكاد يكون تافها، ونظر الى الطماطة، وصار رأيه ان يهديه طماطة، خصوصا حين رآها تتلألأ تحت اشعة الشمس الاولى، فظن انها ستعجب المتصرف، ملا الكوشر واتجه الى دار المتصرف، استقبله الحراس، فقال لهم: اريد ان أرى المتصرف، لقد جلبت له معي هدية، احتجوا عليه بان الرجل مازال نائما، وليس الحكمة في ايقاظه في مثل هذه الساعة، لكنه اصر على رأيه، استسلم الحراس للامر الواقع وايقظوا المتصرف، واخبروه ان احد الفلاحين، يقول انه جلب له هدية، استيقظ الرجل منزعجا، وذهب باتجاه الباب فوجد الفلاح يحمل كوشرا من الطماطة، وسأله اين الهدية، فقال: هذه الطماطة ( اتمنيتها الحلكك)، فصرخ المتصرف بالحراس، ان اربطوا هذا المتخلف على عمود، واضربوه بالطماطة واحدة واحدة، فكان الفلاح كلما ضربته واحدة من الطماطة صاح باعلى صوته:( اشوا من الشلغم).
وماذا نقول نحن: ان هذه الازمة التي تمر بها العملية السياسية، والتي يؤثر البعض ان يسميها مشكلة، اشوا من الشلغم، وماذا سيكون الشلغم اذن، ربما يكون عودة الى العنف والهاونات التي بدت مسرعة، وهي تتوق ثانية الى مغازلة جراح العراقيين التي لم تندمل بعد، ومن حكمة القول: ان الامر حتى الان اسهل من ذي قبل، ولم يصل الى خطورته، فهو افضل من اعمال القتل والفوضى التي مرت بنا في السنين القليلة الماضية، ولم نكد نرى نور الاستقرار الامني والروحي، حتى حاول البعض ان ينهض باعباء الطائفية ثانية ليضع فدرلة المجتمع العراقي، ومن ثم تدمير البنائية الجديدة التي حاول الشعب في كثير من التضحيات والصبر المحافظة عليها، لم تكد لحمة الشعب العراقي تعيد ذاتها من جديد، حتى تعالت الاصوات من بعيد، بما تمليه عليها مصالحها، لتضع الاطراف المؤثرة في العملية السياسية في احضان دول الجوار، ومن ثم تدعو الى عدم تدخلها بالشأن العراقي.
ان وصمة العار التي لاتمحى على مر السنين، هي خيانة الشعب، ودفع السلطة الى من تأخذ بيده دول اخرى، كي يكون في المستقبل تابعا ذليلا، وعميلا لها يأتمر بأمرها ويينتهي عندما تنهاه، وهذا ليس من رأي الشعب في شيء، ولو علم ان الديمقراطية ستوصله الى هذا الذل والهوان، ماخرج وخاطر وانتخب، لقد خرج الشعب العراقي ليعيد بناء ذاته التي توزعت بين الظلم والاضطهاد وبين الاحتلال البغيض، كان يريد ان يؤكد وجوده للآخرين، وحياته ايضا، ولم يخرج بناء على الشعارات الوقتية التي رفعتها بعض الاحزاب، وهو يعلم جيدا ان الاجهزة الكهربائية والبطانيات والمبالغ المالية، لاتستطيع ان تثلم شرفه، ولذا رفضها في اكثر من مكان، ليجاهر بالاخوة والمبادىء، ويتحدى التهديدات التي مارستها اطراف حسبت فيما بعد على الديمقراطية وهي منها براء، بدليل مايجري الان.
لم يقدم المالكي شيئا تعجيزيا، انه قدم مايقدمه اي واحد كان سيوضع في مكانه برئاسة الوزراء، ان ديكتاتورا واحدا كما يقول البعض، استطاع ان يرسم خارطة العراق، هنا حي الاطباء ، وهناك دور الموظفين، وهناك وهنا، وهذا قانون الاصلاح الزراعي، وذاك قانون رقم 80 في اربع سنوات ونصف، وضع تاريخ العراق ومستقبله، واتهم بالتفرد والديكتاتورية، نعم كانت ديكتاتورية الفقراء، من قبل زعيم الفقراء، قال صديقي ان الشعب جميعه يحب المالكي وسيخرج في تظاهرات مؤيدة، فقلت له: حين يلمس ان 600 متر مربع ستوزع على اربع من عوائله سيفعل ذلك، وسيفعل لو ان القروض لاتوزع لخالتي وبنت خالتي، وسيخرج ان رأى ان المرتب الشهري لاينتهي اربعة في الشهر نتيجة الغلاء الفاحش، ومهما يكن فالامر ( اشوا من الشلغم).
عبد الله السكوتي



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- والله لو اصير ملك
- ليلة غنى ابو كاطع
- قرالي الجلجلوتيهْ
- طابك الجلب
- يباوع الكشاية بعين غيره ، ومايباوع الدلك ابعينه
- افريح نقلوه للجبهة
- حكمة القنافذ
- ياليتنا كنا معكم
- بلابوش فيدراليه
- كاسك ياوطن
- بسمايه تتلولح بالجو
- هذا الصفه يامصطفى
- ثلثين الجنّه الهادينه ، وثلث الكاكه احمد واصحابه
- كلاوات
- حيل هيا جرعه نيا
- نعّلوا الكحيله الخنفسانه شالت رجلها
- متلازمه من الباب للمحراب
- حكاية الصقر والديك
- من فاته اللحم لم يفته المرق
- لاتكول انهزم كوك


المزيد.....




- مصطفى شعبان بمسلسل -حكيم باشا- في رمضان
- شاهد: أصدقاء وأقارب الأسيرة الإسرائيلية آغام بيرغر يحتفلون ب ...
- حركة حماس تعترف بمقتل قائد جناحها العسكري محمد الضيف
- القاهرة: لا لتهجير الفلسطينيين من أرضهم
- عمّان.. رفض قاطع لتهجير الفلسطينيين
- حماس تنعى عددا من كبار قادتها العسكريين وفي مقدمتهم القائد ا ...
- سـوريـا: مـا هـي طـبـيـعـة الـمـرحـلـة الـجـديـدة؟
- الدولي المغربي حكيم زياش ينضم إلى نادي الدحيل متصدر الدوري ا ...
- العراق ومصر يجددان رفضهما لتهجير الفلسطينيين
- الجيش الفرنسي يسلّم آخر قاعدة له في تشاد


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - اشوا من الشلغم