ماجد محمد مصطفى
الحوار المتمدن-العدد: 3757 - 2012 / 6 / 13 - 08:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لامناص لدى التطرق الى السلام في تركيا.. تذكر رئيسها الراحل توركوت اوزال الذي توفي بغتة العام 1993 وقيل لاحقا قتل وفي حقيبته ملف يعتبر الاهم وهو ملف حزب العمال الكوردستاني الذي دشن بدوره حرب عصابات مكلفة للدولة العلمانية منذ العام 1984.
مهندس السدود الراحل توركوت اوزال شخص بحكمته تحديات تركيا الحديثة وابرزها القضية الكوردية واهمية ايجاد سلام دائم في تلك المناطق الكوردية النائية حقنا للدماء والتضحيات الجسمية وتلك الدموع العزيزة التي تنساب من مآقي امهات يودعن فلذات اكبادهن في ومضات لقاء هو الاخير في مشهد مازال هو السائد في اغلب محطات النقل الى جنوب شرق تركيا كما يحرص اعلام التركي المتشنج تسميته بدلا عن كوردستان موطن الكورد ابا عن جد ومنذ سالف الازمنة والعصور.
وليس خافيا اختلاف نظرة العسكر الى السلام مقارنة مع مواطن عادي.. الاول يرنو اليه منتصرا بعد حرب عصيبة يفرض بها شروطه شروط السلام اي استسلام المقابل واذلاله طالما خسر الحرب.. فيما المواطن يجد في السلام حياته وامنه وغد اطفاله وبالضرورة ان توفر له الحكومة كل ذلك واكثر.. ولان الديمقراطية تعني ايضا اختيار افضل الحكومات التي تعزز السلام والامن الدائمين برفاهية.
الكورد في تركيا اتراك الجبل ليسوا بمواطنة كاملة يقرنون السلام بالحرية والاستقرار والهوية القومية يدعمون الجهات التي تناضل من اجل تحقيق طموحاتهم ديمقراطيا يقبع في السجن ممثليهم الذين انتصروا بجدارة في الانتخابات البرلمانية الاخيرة يتابعون عن كثب نشاطات حزب العمال الكوردستاني الذي بادر الى ايقاف عملياته الحربية مدة طويلة بمبادرة رئيسه عبدالله اوجلان السجين بجزيرة ايمرالي منذ العام 1999 قبل دعوة سلام تركية تأتي في ظروف الحرب وتواصل العمليات العسكرية بشراسة ومنذ بداية الشتاء المنصرم.
واذن لا مصداقية كورديا لسلام رسمي باهواء العسكر دون وجود نية سلام مستتب عبر مفاوضات مباشرة بين طرفي القتال مع حزمة اصلاحات وخدمات فضلا عن اطلاق سراح نواب الكورد في السجون التركية.. وبطبيعة الحال لايعد السماح بتدريس اللغة الكوردية تجريبيا ولمدة معينة او اطلاق بث فضائي كوردي انجازا سياسيا صوب حل القضية الكوردية لانها تعالج دستوريا اذا توفر ارادة السلام بفهم المقابل لا الغائه او صهره ضمن نبرة العسكر المكلفة جدا.
لقد كان الرئيس التركي الراحل توركوت اوزال قريبا جدا من الحقيقة بشكل لم يتحمل قلبه الخافق.
#ماجد_محمد_مصطفى (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟