|
الولايات المتحدة العربية!
يونس حنون
الحوار المتمدن-العدد: 3756 - 2012 / 6 / 12 - 22:02
المحور:
كتابات ساخرة
عندما هبت الجماهير في البلاد العربية بدءا بتونس ونزلت الى الميادين لتسقط الطواغيت استبشرنا بلحظات شروق شمس الحرية بعد انتظار طويل ....لنفاجأ في النهاية بثورات الحرية وهي تلبس الجلابيب وتحمل المسابح وتطيل اللحى كل ذلك جعلني اتوقف عن الكتابة لعدة اشهر بسبب الاحساس بالاحباط وخيبة الامل لكن هذا الفلم لاحد المؤتمرات الانتخابية لمرشح الاخوان المسلمين (ألاحتياطي) لرئاسة مصر حفز لدي الرغبة في الكتابة مرة اخرى وهنا اؤكد اني لا اريد مطلقا ان اتدخل فيمن تنتخب الشعوب العربية لرئاستها، فالناس احرار في اختيارهم وليسوا بحاجة لنصائح من الاخرين، ولهم كامل الحق في ان يأتوا بالبلاء على رؤوسهم وان يختاروا العيش تحت سياط الجلادين كما فعل العراقيين من قبلهم مادام ذلك بارادتهم ، لكن ما قاله احد الخطباء في هذا المؤتمر بحضور المرشح الاخواني لرئاسة مصر السيد محمد مرسي والذي كان يستمع ويصفق (اي انه موافق على الكلام ) يعطي الحق لكل انسان في اي بلد عربي ان يتدخل ويبدي رأيه ويحشر انفه في هذا المرشح ودعايته يظهر في الفلم داعية ديني اسمه صفوت حجازي وهو يدشن ذلك المؤتمر الانتخابي والذي اقيم يوم الاول من مايس في مدينة المحلة الكبرى وهذا ماقاله بالحرف الواحد في مديح مرشح الاخوان صفوت حجازي (بحماس) : رأينا حلم الخلافة الاسلامية ، حلم ارض الخلافة يتحقق باذن الله على يد الدكتور محمد مرسي ومن معه من اخوانه وجماعته وحزبه ، رأينا الحلم الكبير ، الذي نحلم به جميعا ، الولايات المتحدة العربية ، الولايات المتحدة العربية ستعود ان شاء الله ، ستعود الولايات المتحدة العربية على يد هذا الرجل ومن معه ان شاء الله (هنا يشير بيديه الى المرشح محمد مرسي ومن معه وهم يهزون رؤوسهم بالموافقة ) ويستطرد الخطيب قائلا " :ستكون عاصمة الخلافة ، ستكون عاصمة الولايات المتحدة العربية هي القدس ان شاء الله هنا تتعالى صرخات الجموع المحتشدة الله اكبر وهي ترفع الاعلام المصرية ويهتف احدهم : " انا المصري بكل عزة ،بكرة مرسي يحرر غزة " وتكرر الجماهير بعده " بكرة مرسي يحرر غزة " ومعها الله اكبر 3 او 4 مرات ويكمل السيد حجازي خطبته العصماء "ستكون عاصمة امتنا ليست القاهرة او مكة او المدينة وانما القدس (ان شاء الله) وستكون هتافنا : (عل القدس رايحين ......شهداء بالملايين) وتستلم الجموع هذا الهتاف فتكرره بكل حماس ثم يعتلي المسرح مطرب يغني "من عيون كل اليهود طيروا النعاس ....يلله ياعشاق الشهادة كلكم حماس" ويستمر المغني في اغنيته الجماهيرية العامرة بالتقوى مصحوبة بايقاع طبلة بلدي "انسو العالم كل العالم وانسوا المؤتمرات ....شيلوا سلاحكم ، صلوا قيامكم ، وادعوا رب الناس" و تتكرر كلمات الاغنية التي ستطيرالنعاس من عيون اليهود ويعود الخطيب صفوت حجازي فيقول : نعم ، كل عشاق الشهادة هم حماس ، ونقولها من هنا ، من المحلة ، من قلب الدلتا ، قلب مصر وليسمع العالم جميعا ، ولن نوري ولن نواري ولن نداهن ، نعم هدفنا القدس سنصلي في القدس ، او ننال الشهادة على اعتاب القدس عل القدس رايحين شهداء بالملايين وتهتف الحشود وراءه عل القدس رايحين شهداء بالملايين وينتهي عرض السيرك هذا رابط الفلم لمن يحب مشاهدته بنفسه http://www.memritv.org/clip/en/3431.htm --------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- اول سؤال يتبادر الى الذهن هو : هل الملايين التي اسقطت مبارك من ميدان التحرير كانت تطالب بتحرير غزة ؟ام انها كانت ثائرة على الفساد والظلم والاستئثار بالسلطة ؟ وما دخل غزة بالرئاسة في مصر ؟ السيد صفوت حجازي الذي رأى حلم الخلافة يتحقق على يد المرشح الذي سيعيد (!) الينا الولايات المتحدة العربية !! ؟؟ لايريد ان يصيبنا الاحباط لان السودان انقسمت ، وان اليمن ستنقسم ، وان سوريا ولبنان على اعتاب حرب اهلية ، وان العراق سيتجزأ الى اقاليم وكل ذلك ليس بسبب مؤامرات الاستعمار كما نحب ان نضحك على انفسنا بل لان البشر في هذه البلدان لايطيقون بعضهم .......لذا قام مشكورا باعادة توحيدنا بعشرة دقائق بخطاب تهريجي مليء بنفس المنطق المخادع الذي كان يستخدمه القومجية الذين كانوا على الدوام اعداء الاخوان المسلمين الألداء ،والذين اوصلوا الانسان العربي الى اليأس بل الكفر بفكرة الوحدة العربية، وهكذا يتحول الاخوان بعدما اصبح حلم ركوب السلطة قريب المنال انفسهم الى دعاة قوميين في سعيهم لمنافقة السذج (وما اكثرهم) بدغدغة مشاعر انتهت صلاحيتها واحياء احلام من يحبون العيش في عالم الخيال..... انهم لايريدون ان يواعدوا الشعب بالاصلاح ولا بالقضاء على الفساد ولا بالنهوض بالاقتصاد ، وكأن المصريين الذين ايدوا بغالبية مطلقة سياسات السادات التصالحية مع اسرائيل همهم الاول تحرير غزة او القدس والانكى ان السيد حجازي يشجع المصريين على الموت بالقول " رايحين شهداء بالملايين "، اي انه يتوقع مسبقا ماذا سيكون مصير الملايين الذين يتخيل انهم سيلبون نداءه ويتوجهوا لتحرير غزة في احد الايام كلام ذكرني باعلام صدام حسين الذي كان يعلن تطوع الالاف المؤلفة اواخر عام 1990 لمقاتلة قوات التحالف التي كانت تستعد لتحرير الكويت من احتلاله ، ولكن عندما اشتعلت الحرب لم يتقدم حتى متطوع واحد للقتال ، فهل الحال سيكون افضل مع السيد محمد مرسي محرر غزة ومحقق الخلافة الاسلامية وموحد الولايات العربية ؟ كلمة اقولها للاخوة الاحبة المصريين من مؤيدي السيد محمد مرسي بالذات ، انتم ادرى بشؤون بلادكم ، وانتم بالتاكيد احرار في ان تنتخبوا من تشاؤون رئيسا لكم، و لديكم مطلق الحرية في ان تطيروا النعاس من عيون اليهود و تكونوا عشاق شهادة او حتى عشاق فيفي عبدو ايا" كان خياركم ، لكني ارجوكم ان تقولوا للسيد محمد مرسي ان العراقيين يهدونك السلام ويرجونك ان تستثني العراق في الوقت الحاضر من حلمك في الولايات المتحدة العربية ، فلدينا من الاحلام والكوابيس ما يملأ مناماتنا وصحواتنا لمائة عام قادمة ، لذا فنحن مضطرين لتأجيل حلم الخلافة الاسلامية في انتظار تحقيق حلم الكهرباء وحلم الامان ،كما نتمنى ان تتركونا بضع سنوات نجاهد كي تبقى كردستان والبصرة جزءا من العراق وان تبقى عاصمتنا بغداد موحدة بشقيها الكرخ والرصافة ، ونحن نواعدكم بالمقابل "وحياة الاخوة" باننا سنوصي احفادنا ونرجوهم بان يشاركوا في تحرير اي ارض محتلة لم يتم تحريرها في زمانهم ، كما نطلب من السيد محمد مرسي بان يتأنى بعض الشيء في مسيرته التحريرية وان لا يستعجل بتحرير كل شبر محتل كما هو امل الجماهير فيه ، فنحن نريده ان يترك بعض الاشبار بيد العدو بلا تحرير وذلك لتحقيق غرض سامي وجليل ،وهو اتاحة الفرصة للاجيال القادمة في ان تشارك هي ايضا في هذا الجهاد الاخواني ، اذ ليس من العدل ان يقع الجهاد والاستشهاد كله برقاب هذا الجيل بينما تذهب الاجيال القادمة الى الاراضي المحررة لمجرد السياحة والاستجمام بدون اي مجهود او تعب. وعسى ان لايطير الله لكم نعاسا" ولا يقلق لكم مناما"
#يونس_حنون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حكومة المالكي وروح الفكاهة
-
لماذا نحن اذكياء ؟
-
ثقافة العورة بين النقاب وقيادة السيارات
-
هل ابن سينا او الفارابي شهود على الاعجاز
-
وقفة رائعة مع الانسانية
-
اقوال .....مأثورة
-
قيل...عن الدين
-
كفاكم يا كويتيون
-
الدجل ....بلا خجل
-
الجهاد في الجودو
-
هل توقف سعالنا ؟
-
القذافي مكعمز عالروشن
-
امرأة من العراق
-
قريبا ....سنصدر التقوى
-
احبوا نوابكم ....باركوا سياسييكم
-
تأملات ... مع الاخبار القادمة من تونس
-
عندما اخرسني الخفاش
-
اغاظة الكفار في راس السنة
-
انتظروا الجلد العلني في العراق....قريبا
-
حتى تكون اسعد الناس
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|