أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد هالي - صور من واقع مضى ! الصورة: 6














المزيد.....

صور من واقع مضى ! الصورة: 6


محمد هالي

الحوار المتمدن-العدد: 3756 - 2012 / 6 / 12 - 00:43
المحور: الادب والفن
    


أتحدث معكم أيها الموتى، من الحياة أرتجف خوفا، فمن هو الأقوى؟ أ الحياة أم الموت؟ التعب أم الراحة؟ الحركة أم السكون؟ أسئلة كثيرة تستفزني، و حلول كثيرة تثير غضبي، و حزني، مريض في هذا الوجود، لم أعد أعرف من أنا؟ موتكم راحة أيها الأموات، يغضبني الصمت، و السكينة، أتذكر ضجيجكم، و أترنح، هتافاتكم لازالت ترن في أذناي، كم هي مثيرة بروعتها، و كم هي عجيبة، و مفرحة في هذا الوجود، سأتحدث، لم أعد في حاجة إلى كلامكم، لا جدوى من الانتظار، طال موتكم، و ارتياحكم،و حان هذياني، فليكن هذيان، إذن، اسمعوا أو لا تسمعوا.
كم كنا أقوياء بتكتلنا، كم كان مجتمعنا الصغير يبني شروط تواجده، و يرسي قوانينه، و أعرافه، إنه مجتمع داخل المجتمع، قيم جديدة، و خاصة، تتشكل خارج القوانين، و الأعراف السائدة، كل تصرف طائش لا بد له من عقاب، لابد له من محاسبة، كثيرة هي الأحداث، و كثيرة هي الحوادث، مادام هناك خير و شر، أبطال و خونة، رفاق و مرتزقة، مدافعون و وشاة.
تحاليل و نظريات يتداخل فيها النفسي بالاجتماعي، و الاقتصادي بالسياسي، و العاطفي بالحماسي، قضاة و محامون يبرزون في قلب كل محاكمة، الحل يتجه للقرار، و القرار قرار الأغلبية، قرار الشعب، قرار شعبنا الجديد، و الامتثال للقرار واجب من طرف الكل، العوالم تتكاثر في ذهني، و أشدها فتكا عالم الوجود، يشعرني بأني لاشيء، وجود بلا وجود،أصحو من مشكلة، لأجد أخرى تنتظرني، حياة الفقراء كلها مشاكل، كد و اجتهاد، شقاء و تعب بدون انقطاع، لا تطور في الكدح، نزول بلا صعود، و كأن الحياة بالنسبة لنا، موت في الحياة، نحاول أن نستيقظ، نحيى، ننط من فوهة المأساة، نتجاوز بطرق شتى، لعل الوصول إلى قيمة الوجود مطلب، و في الطريق الكثير من الحواجز، و العوائق، لأن التلذذ مصيبة، و الإشباع غريزة المتاعب، و ما أصعب التلذذ، و ما أصعب الإشباع، في واقع الحرمان، لا تتوفر فيه مقومات الحياة، سنستمر في الوجود سنحيى من جديد، خطوات لابد منها للوصول إلى درجة الوجود.
استمرت التعبئة في كل مكان، لا يجب أن يبقى الجوع، عليه أن ينتهي إلى الأبد، الثكنة تستعد لمعارك مستمرة و طويلة، يجب أن يتفاعل الأفراد في الداخل مع أفراد في الخارج، الطلبة يستعدون ينسقون، يجتمعون في أمكنة مختلفة، يهيئون أنفسهم لأصعب الاحتمالات، و أسوءها، المطلب الأساسي لازال كما كان، "لا للجوع" مطالب أخرى ستأتي في حينها، علي هاشم و بهلول استعدوا بما فيه الكفاية، و معهم أناس آخرين، التجمعات تكبر، نقاشات و توضيحات انطلقت في الزنازين، الرفض للجوع أصبحت معالمه واضحة، تتطور، يجب أن ننقل الأمر إلى مكان أرحب، هي الساحة إذن، تكتلات في كل اتجاه، شعارات ترتفع و تصفيقات من جديد تدوي، الأزرق يتحرك في ذهول، مواجهة صعبة،لكنها ضرورية، هي إذن حرب المواقع، استفزازات انطلقت في كل دخول و خروج من الثكنة، الأزرق يسحب بطاقات الهوية، ينطلق التظاهر لاسترجاعها لأصحابها، الأزرق يقتحم مرافق تواجد الطلبة، التظاهرات تتوجه لطردهم، الاحتجاجات، و التظاهرات أصبحت شبه يومية، لم يعد للتجسس أي دور، و لم يعد للقمع أي اعتبار، سنتحرر لا محالة، ستملأ بطوننا، في أية لحظة، المطلب ترتب عنه مطالب أخرى، تحررت الثكنة من كل الأشكال السائدة، السهرات الليلية المائعة، التي كانت تحركها أيادي خفية لضرورة الإلهاء و التدويخ، و التصرفات الصبيانية التي كانت تظهر من حين لآخر من بعض الطلبة اليائسين، و العلاقات العاطفية المبنية على المجون، و انتشرت محلها الأغاني الملتزمة، تتصاعد في جل المراقد، التعبئة لم تعد سرية، لقد تحررت الثكنة بكاملها، أصبح للطلبة وجود، و معنى، المطلب الأساسي ظل على قائمة المطالب، سهرات ملتزمة مستمرة في الملأ، نغني جميعا بأصوات عالية و جماعية، أغاني حماسية و ثورية، تحضر فلسطين و تغيب، يحضر الشعب و يغيب، يحضر العراق و يغيب، مارسيل خليفة، و الشيخ إمام، و أميمة الخليل...و محمود درويش، لهم وجود في كل ظلام، الليل عكس النهار، نردد فيه أغاني جميلة و عذبة:

إنــي اخــتـرتــك يــا وطـني........... حــــباً وطـــــواعـــية

إنــي اخـــتـرتـك يــا وطــني ........ سرا وعـــلانـــيــة

إنـي اخـــتـرتـك يا وطني ........... فليتنكر لي زمني

مــادمـت ستذكـرنـي .... ....... يـا وطـني الــرائـع يــا وطـني

دائــم الخـضرة يــا قـلبي ......... وإن بــان بــعـيـني الأسى

دائــم الــثورة يــا قــلــبي ......... وإن صــارت صفـحاتي مسا

جــئـت فـي زمـــن الجــــزر ......... جــئـت فــي عــز الــتــعب

رشـــاش عـــنــف وغــضـب وغــضـب وغــضب وغــضب...



#محمد_هالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صور من واقع مضى ! الصورة: 5
- صور من واقع مضى ! الصورة: 4
- صور من واقع مضى ! الصورة:3
- صور من واقع مضى ! الصورة:2
- قشرتا موز
- صور من واقع مضى ! الصورة:1
- من سمح لهم بذلك ؟ !
- سياسة الإعداد أم اعتدال السياسة؟
- عدالة المساواة، لا عدالة الإنصاف
- وجهة نظر في -الربيع العربي-


المزيد.....




- بيت المدى ومعهد -غوته- يستذكران الفنان سامي نسيم
- وفاة الممثلة المغربية الشهيرة نعيمة المشرقي عن 81 عاما
- فنانون لبنانيون ردا على جرائم الاحتلال..‏إما أن نَنتَصر أو ن ...
- مخرج يعلن مقاضاة مصر للطيران بسبب فيلم سينمائي
- خبيرة صناعة الأرشيف الرقمي كارولين كارويل: أرشيف اليوتيوب و( ...
- -من أمن العقوبة أساء الأدب-.. حمد بن جاسم يتحدث عن مخاطر تجا ...
- إعلان أول مترجم.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 166 مترجمة على قص ...
- رحال عماني في موسكو
- الجزائر: مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي يستقبل ضيوفه من ج ...
- أحلام تتفاعل مع تأثر ماجد المهندس بالغناء لعبدالله الرويشد


المزيد.....

- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد هالي - صور من واقع مضى ! الصورة: 6