حمدى السعيد سالم
الحوار المتمدن-العدد: 3755 - 2012 / 6 / 11 - 01:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بالأمس القريب كنت أتلقى الشتم والتهديد والوعيد والويل بل بلغ بهم الامر مبلغا خطيرا حينما ادعى بعضهم ان امثالى لن يدخلون الجنة وكأنهم يحملون توكيل السماء .... هذه التهديدات والافعال الصبيانية من قبل المتطرفين الأصوليين جاءت عندما شعروا بالخوف من فضحهم اكثر واكثر ...مما حدا بهم الى تحطيمك نفسيا ومعنويا من خلال شتمك فى التعليقات ..... واليوم أتلقى نفس الخطاب من قبل من يحسبون على الحداثيين....الكاتب الحقيقي يحاول دوماً أن يكتب ما لا يكتب، محاولاً ابتكار أدوات جديدة للتعبير وارتياد آفاق جديدة للمعنى، والدخول إلى تلك المناطق المعتمة من الحياة والوجود....
إن قراءاتي لأحداث الثورة المصرية تحملني على القول: إن احلام بعض المثقفين والكتّاب أن ثورة 25 يناير ستكون هى ربيع التحرر والتقدم اصبح أضغاث أحلام....وعلى هذا الأساس فأنا لا أقدم نفسي ككاتب يمارس الوصاية على التفكير والحريات..... ما أكتبه أعتبره إمكانية للتفكير أو حتى للتعبير, أو لإنتاج معرفة جديدة.....ولست بحاجة للقول: إن أولئك الذين دافعوا بالأمس عن أشخاص ثم ارتدوا يشتمونهم بأقذع العبارات محتاجون إلى استعادة مصداقيتهم, فالحبر الذي كتبوا به لم يجف بعد.. إنهم محتاجون للتخلي عن عاداتهم الذهنية وتقاليدهم الفكرية، ألم يكن هؤلاء يقدمون أنفسهم حراساً للحقيقة ومدافعين عن فكرة الرسمية؟!... إننا أمام مثقف لاهوتي متطرف مثله مثل اللاهوتيين الدينيين.. هل يستطيع المثقف أن يصنع صورته الجديدة، وأن يستعيد مصداقيته المفقودة؟ هذا لن يتم بنفي الحقائق وإنما بطرح أسئلة الحقيقة, أي بالنقد وإعادة التفكير في النظر إلى الأشياء....
عندما كتبت مقالا اوضح فيه خطايا الرسالة الاعلامية المصرية , اطرح فيه امراض الاعلام المصرى و خطايا الاعلام العربى التى تعود بجذورها الى وزارات الاعلام التى تحتكر المعلومة وبالتالى تفرض هذه القناعة نفسها على اداء الاعلام المرئى فى الدول العربية خاصا كان او حكوميا .....فالاعلام العربى تغلب علية سيطرة الرأى الواحد والاوحد على المضامين التى تقدم ....فالاعلام الاحادى هو الذى لايتحاور مع غيره من الآراء والتوجهات الاخرى .... فمثلا الاعلام المرئى فى مصر قاصر ومقصر فى حق الجمهور ويعيش منعزلا عنها .... فبرامج التوك شو الذى يتغذى عليها المواطن تحولت الى نوع من انواع تصفية الحسابات بالاضافة الى القدر الكبير الذى تعج به هذه البرامج من التضليل وازاغة عيون الناس عن الحقيقة ......الى جانب ان الطرح الذى يتم به تقديم الكثير من المضامين الاعلامية سطحى جدا وهذا يرجع الى ان القنوات المصرية تتصور ان اهم مايبحث عنه المشاهد هو التسلية وتمضية الوقت دون ان يكون وراء ذلك متعة حقيقية ...واحيانا يكون الطرح غير موضوعى او علمى ....
فالاعلام معلومة والمعلومة يجب ان تكون حقيقية وصادقة وموضوعية ....الى جانب ان الفضائيات الخاصة تعانى من مشكلة المحلية فنحن نخاطب انفسنا طوال الوقت بدلا من مخاطبة العالم ....فالاعلام المصرى ليس غارقا فى المحلية فقط بل (القاهرية) فمعظم القنوات وبرامج التوك شو يكون تركيزها فى معظم التغطيات الاخبارية منصب على القاهرة فقط ....ففقراتهم محصورة فى مناقشة وافتعال 3 او 4 ملفات مكررة ...... فاذا كانوا يغفلون باقى اجزاء مصر فكيف نناقش اغفالهم لقضايا مصر الدولية وقضايا المنطقة والقضايا العالمية الكبرى ..... وذلك يعود الى نقص الخبرات وضعف الاعداد وافتقاد الكوادر وتجاهل مايجب ان يكون عليه الاعلامى او المذيع من تخصص وعلم وثقافة فاصبح اختيار الاعلامى وقياس مدى نجاحه بقدرته على جذب الاعلانات او مدى استفزازه وتطاوله على الجمهور وعلى الضيوف او قدرته على الشرشحة الاعلامية او مدى شذوذه فى الطرح والعرض ..... فالاعلام المصرى لديه فقر دم ثقافى ومعرفى فى المقدمين المثقفين لان ما يحدث الآن هو ان اى ضيف فى اى برنامج يستطيع بسهولة ان يمرر مايريد من افخاخ سياسية كانت او دينية او مجتمعية , ولا يجد من يرد عليه بوعى وفهم .الى جانب الخلل الواضح فى الاختيار لمقدمى البرامج والمذيعين على شتى تخصصاتهم , وتتباين الاخطاء فيما بين النطق المعيب للكلمات , والميل للمحاكاة والتقليد لاداء مذيعى بعض القنوات الاجنبية ....
واكبر مصيبة فى الاعلام المصرى هى الترخيص لاى شخص بافتتاح قناة فضائية بدون شروط او ضوابط خاصة والنتيجة قنوات تعمل تحت بير السلم وبميزانيات فقيرة وصورة رديئة وافكار ضحلة مسمومة تبث فى عقولنا وتحسب على انها قنوات مصرية ..... من ناحية اخرى البرامج اصبحت اكثر ميلا للرغى ساعات متواصلة وبخاصة برامج التوك شو , على الرغم من ان البرامج الشهيرة عالميا لاتزيد مدتها على المدة المتبعة (الاستاندر)وهى 55 دقيقة , لارى كنج برنامجه 50 دقيقة ...بل اصبحت برامج التوك شو تدريجيا تنجر الى حالة تصفية حسابات وتمنح الفرصة لاصوات وافكار سلفية واخوانية تكبس على دماغ المجتمع الى جانب المتاجرة بالدين من اباطرة المشايخ الذين كفروا المجتمع بفتاويهم , فمشكلتنا ليست مع الله بل مع من يجعلون انفسهم مكانه , من مشايخ القنوات المتاجرة بالدين ....ولاتوجد مساحة لاصوات اخرى خاصة ان الاصوات الآخرى ضد السلفية والرجعية مخنوقة....ولاتوجد مسئولية اجتماعية حقيقية وكل شخص يتخيل ان الحرية هى ان يقول مايريد ....هذه بعض من خطايا الاعلام المصرى الذى يجب ان يكون اعلاما قادرا على تجاوز نطاق المحلية ومحاورة العالم ..... وان يتسم بالعمق فى الاطروحات والتحليلات التى يقدمها وان يكون معبرا عن كل التيارات دون حجب اى معلومات , الى جانب تغيير السياسة العامة التى تنتهجها كل القنوات العامة والخاصة بالبعد عن تأييد وجهة نظر الدولة ....والتوقف عن الاهتمام بالاثارة على حساب نوعية القضايا ..
اننى هنا اتحدث عن الإعلام المحترم .. وأردت أن يفهم هذا الإعلام ما كان يعجز عن فهمه.... وعندما انتقدت هذا الإعلام كنت أبحث عن أجوبة ناجحة ومعالجات مبتكرة لما يواجهنا به الواقع من تحديات... أردت من هذا الإعلام أن يهبط من عليائه إلى أرض الواقع؛ لكي يحسن التعاطي مع الوقائع, لا لكي يصادق عليها... إن من حق الأفراد والجماعات أن تحلم بمجتمع الحرية والمساواة والعدالة.. ولكن ليس من حق اباطرة الاعلام أن يحولوا حياة الشعب إلى مختبر لمشاريعهم المستحيلة وأحلامهم المدمرة... نحن أمام خطاب تنويري لا يحسن سوى تدمير أصحابه وتدمير المجتمع..... وما يقوم به الإعلام هذه الأيام بعد كل هذه الكوارث والانهيارات... إلا نوع من الأفيون الجديد.... يخدر عقول أولئك الذين يتهربون من النقد ويقفزون فوق الوقائع....كنت أتمنى من الإعلام الذي ينطلق من أخلاقيات المهنة أن يمارس النقد - في الوقت الراهن - كفاعلية أخلاقية ترمي إلى الكشف والتعرية أو الفضح.... وكشف آليات السيطرة وعلاقات القوة، وكذلك تعرية وجوه التقديس والتنزيه للأفعال البشرية والدنيوية.....وكذلك فضح الألاعيب والاستراتيجيات التي يتخفى وراءها اللاعبون على هذا المسرح السياسى المصرى والعربى ... أقصد مسرح الحياة والمجتمع.... فالانترنت اصبح كالماء والهواء ولم يعد من الكماليات بل اصبح اهم من التيار الكهربى فى حياة البشر ... لكن للاسف الاعلام الرسمى الحكومى المصرى خرج علينا اثناء ثورة 25 يناير وما بعدها وحتى الآن باكاذيب واباطيل واراجيف اعلامية لتشوية ثورة الشباب عن طريق الدس والتشوية الممنهج ضد الثورة والثوار ... الاعلام الرسمى الحكومى المصرى يظن ان عقليتنا لاتزال فى مرحلة ما قبل الانترنت حيث انتهج طرق جوبلزية فى تشويه الثورة والثوار منها :
(1) استباق الاحداث : حيث خرج علينا الاعلام الرسمى الحكومى المصرى بعد ان قام الشعب التونسى بثورته وهرب على زين الهاربين الى السعودية يقول : ( مصر ليست تونس ) وهذا اكبر دليل ان ثورة تونس هزت نظام مبارك والقت بحجر حرك الماء الراكدة ...وكانت بمثابة المسمار الاول فى نعش مبارك ونظامه ...ولكن الاعلام المصرى الرسمى كان يظن انه باستباقه الاحداث وان مصر ليست تونس يريد زرع افكار فى ادمغة الشعب المصرى ان مبارك ليس كعلى زين الهاربين وان الثورة التونسية ماهى الا تجربة محدودة ليس لها اى اثر او تأثير على مصر ... وهذا بعينه هو الكذب الصريح حيث لم يذكروا اى خبر عن الثورة التونسية فى النشرات او البرامج الكبرى بالتلفاز المصرى او الجرائد الحكومية الكبرى كالاهرام ... ومن استباق الاحداث ما روج له الاعلامى الحكومى المصرى يوم 23 يناير حيث احتفل حبيب العادلى او بغيض العادلى بعيد الشرطة قبل موعده بيومين ليعلن عن القاء القبض على عناصر التنظيم التى فجرت كنيسة القديسين بالاسكندرية ..العجيب ان مبارك اثنى على وزير داخليته وعلى جهاز الشرطة لسرعة ضبطهم الجناة وهو الذى قتل القتيل ولكنه ذهب لكى يمشى فى جنازته .... لان المخابرات البريطانية تأكدت من خلال المستندات الرسمية المصرية الصوتية والورقية ان وزير الداخلية (بغيض العادلى ) قد شكل منذ ست سنوات جهازا خاصا يديره 22 ضابطا , بالاضافة لعدد من بعض افراد الجماعات الاسلامية وعدد من تجار المخدرات وفرق الشركات الامنية واعدادا من المسجلين خطر من اصحاب السوابق الذين فسموا الى مجموعات حسب المناطق الجغرافية والانتماء السياسى ... هذا الجهاز قادر على ان يكون جهاز تخريب شامل فى جميع انحاء مصر فى حال تعرض النظام لاى اهتزاز ...ولذلك اصرت انجلترا على المطالبة برحيل مبارك ونظامه وخصوصا اجهزة وزارة الداخلية التى يديرها بغيض العادلى ..... بعد ان تأكدت المخابرات البريطانية من فعلتهم الشنعاء وقتل الابرياء فى مذبحة كنيسة القديسين !!....
( 2 ) تهويل وتضخيم بعض الاخطاء الشخصية والفردية : الاعلام الحكومى اخذ على عاتقه بعد الثورة التى ابطلت مشروع التوريث الذين خدموا فى محرابه سنوات طويلة .. اخذ على عاتقه تشويه الثوار والثورة حتى لايترك الشعب يعتقد ان الثوار اصحاب قضية عادلة ... لذلك ألصق بالثوار كل النقائص والعيوب وجعل منهم اشرارا خطرين ممولين من الخارج ... فى محاولة لاشعار الشعب بالخطر من الثوار حتى يثوروا على الثورة التى اذلت مبارك وكل اتباعه .... حيث انبرى المذيع المنافق ثقيل الظل تامر امين ومعه المذيع الفقير ثقافيا الخالى من الدسم الثقافى المدعو خيرى رمضان فى الصاق تهم كالتمويل الخارجى وكسر المحلات وسرقتها ووجبات كنتاكى وغيرها من الاكاذيب والاباطيل بالثورة والثوار ... بطريقة الانماط الجامدة او المصبوبة سلفا ... وساعدهم فى نشر اكاذيبهم كل الجرائد الحكومية وعلى رأسها جريدة الاهرام لتشوية الثورة والثوار ...
( 3 ) التهوين : الاعلام الرسمى الحكومى هون من اعداد المتظاهرين فى كل انحاء مصر ... حيث خرجت جرائد حكومية كالاهرام والجمهورية وغيرها فى ظل وجود مظاهرات عارمة تجتاح مصر بمانشيت رئيس عن : ( احتجاجات واضطرابات واسعة فى لبنان ) لقد كانت جريدة الاهرام تبحث عن اى حدث مهما كان ضئيلا فتعظمه وتغض الطرف عن الثورة المصرية والمظاهرات التى عمت كافة انحاء البلاد !!! هم لايريدون ايصال هتاف الغاضبين الثائرين ... لذلك لجأوا الى سلاح التهوين !!! وكانت الشاشة الرسمية للتليفزيون المصرى تغض الطرف عن الثورة وتخبر الناس فى ربوع المحروسة بقصص مختلفة تماما لا تمت لما يحدث على ارض الواقع بصلة !!! الاهرام يذكر ان عدد الثوار فى التحرير لا يتعدى 300 فرد فى القاهرة و 200 فرد فى الاسكندرية فى حين انهم كانوا ملايين ضاقت بهم الشوارع المحيطة بالميدان !!! فى حين عظموا بضعة مئات تظاهروا بميدان مصطفى محمود وقالوا عنهم ألوف مؤلفة من البشر ... انه الكذب الرسمى والحصرى للاعلام المصرى من اجل مبارك وزبانيته لكى يقضوا على الثورة !!! اذا عملية الكذب والخداع والمبالغة فى صورة النظام والتهوين من الثورة والثوار تمثل آلية تستخدم بكثرة فى النظم الاعلامية التسلطية التى تخدم اى دكتاتور او طاغية مثل مبارك !!!...
( 4 ) استخدام سلاح الفزع : ان كان لابد من ثورة كما يطالب الشباب باسقاط النظام ... فيجب ان يقوم الاعلام الرسمى الحكومى المصرى باعلامهم ان الثورة ليست سهلة والثمن سيكون غاليا وفادحا والرعب كبير والخطر اكبرمن خلال الترويع واثارة الذعر .. وكرات اللهب فى طريقها الى قلب ميدان التحرير ... لقد تحولت الصحف الحكومية والتليفزيون المصرى وقنواته واذاعاته الى ادوات لبث الذعر والخوف فى نفوس الشعب المصرى حتى لايخرجون من تحت عباءة مبارك ونظامه ... لذلك حدث الانفلات الامنى واذاع التليفزيون المصرى الرسمى مشاهد لبعض البلطجية وهم يكسرون المحلات وبعض محطات المترو ... فى تمثيلية هزلية يجب ان يصدقها الشعب المسكين لكى يؤتى الذعر وجرعة الخوف ثمارهما !!لقد ارادت عناصر السلطة فى نظام مبارك استغلاله لاحداث حالة فوضى تروع وتهدد وتدفع الناس الى القلق على حياتهم وممتلكاتهم وبالتالى يعودون الى حظيرة النظام مرتعدين خائفين خانعين طائعين لكى يعود الشعب ويسجد امام مبارك او رجل الاطفاء الذى اشعل فتنة البلطجية لكى يتعطف علينا ويطفىء الحرائق والبلطجة المشتعلة فى البلاد ... ولكن مبارك نسى ان اسوء اصناف رجال الاطفاء هو من يشعل الحرائق لكى يشعر الناس باهميته... ان انسحاب الشرطة يعنى ان الجهاز الأمنى غاب بقرار وعاد بقرار ... كيف يمكن لبلد فى مثل هذه الظروف ان يسمح بسحب الشرطة .... ولكن كان المقصود ان تسود حالة من الفوضى لكى يعود الشعب فى اليوم التالى راكعين صاغرين يطلبون الأمن ... وتحدث عن خراب البورصة واننا على شفا الافلاس الاقتصادى ... واللعب على القضايا الاقتصادية والافلاس نتيجة لما قام به الثوار !!! مع العلم ان لبنان دخلت فى حرب اهلية لمدة 15 سنة ولم تفلس !! فهل تفلس دولة بحجم مصر !!! انها اكاذيب الاعلام المصرى الحصرية ...لكن شباب الثوار كانوا قد كسروا كل الحواجز والقيود وخرجوا الى ثورة حقيقية تطالب بتغيير الجذور والاصول .. فالبحر الميت للسياسة المصرية قد عادت اليه الروح وتدفقت عليه المياة ... والذى فتح هويس التغيير جيل جديد من الشباب خرج ليمسك بمقدرات المستقبل !!!...
( 5 ) متفرقات : مثل تشتيت وتشوية الثوار باعلان الحرب عليهم من اجل تشويه صورتهم امام الناس ..واستخدموا سيناريوهات متناقضة فى ذلك مثل : الرئيس استجاب لمعظم المطالب ..فما الجدوى من التظاهر ؟!! ... واخذ الاعلام الرسمى المصرى يردد هذا الكلام وبكثافة اعلامية وبلا انقطاع لضرب الثورة فى الصميم لصالح مبارك ونظامه ... وكان الاعلام المصرى الرسمى هو صاحب الرواية المفتعلة عن وجود اجندات اجنبية ممولة من الخارج لذلك شيطن الاعلام المصرى كل من خالف روايته ....وبث النظام اتباعه فى كل مكان لنشر تلك الافكار المصبوبة والمسبوكة بمعرفة النظام نفسه وآلته الاعلامية مستخدمين العاطفة فى اقناع الشعب بسلامة موقف مبارك من خلال بث افكار انه الرجل الذى خدم البلاد وضحى من اجلها وكل مايريده ان يموت على ارضها ..فلماذا يبخلون عليه بتلك الامنية ؟! .. لقد استخدموا سلاح العواطف ولعبوا على اوتار العاطفة بكل قوة مثل مسألة : احترام الكبير وتوقيره , وحرب اكتوبر ... واعتبروا الاستقرار فى حد ذاته قيمة كبرى ... وان اللعب فى الاستقرار يعتبر ضد امن البلاد القومى !!! بل بلغ الامر بالاعلام الرسمى الحكومى المصرى ان اختلق وقائع ممسرحة واستدعى شهود زور لبث اكاذيبه ... مثل قصة الناشطة ( نجاة ) التى ادعت انها تلقت تدريبها المكثف مع شباب آخرين على يد اسرائيليين فى الولايات المتحدة وقطر لقلب نظام الحكم ...واتضح بعد ذلك كذبها !!!..وقصة الشاب تامر الذى بكى وهو يقول شهادته المزورة والمبتذلة على وجود اجانب بين الثوار فى التحرير .. الى جانب شهادة عمرو كمال وعماد التى بثها التليفزيون الرسمى كشهود زور على عمالة وكذب الثوار !!! الاعلام الرسمى لم يكتفى بهذه الشهادات المزورة والملفقة ضد الثورة والثوار بل لفق التهم سابقة التجهيز بمعرفة الاجهزة الامنية وجعل المشاهير مثل : احمد بدير , وصابرين , وزينة , وابراهيم وحسام حسن , وعلى جمعة مفتى الجمهورية , وخالد الجندى , وتامر امين , وخيرى رمضان , وغادة عبد الرازق , ومحمد فؤاد , وسماح انور , وعفاف شعيب , واحمد زاهر , ومحمد رياض , وحسن شحاته , وهانى رمزى , ومنى ذكى , وطلعت زكريا , ومى كساب , وآثار الحكيم , وحسن يوسف وغيرهم يصفون الثوار والثورة بكل نقيصة وعيب وتم استخدامهم لتشويه صورة الثورة والثوار .... لذلك اقول لهؤلاء المشاهير من الفنانين : ان الفنان متعاقد ضمنيا مع شعبه على التعبير عن احلامهم وآمالهم والآمهم ... وعندما يخون الفنان بنود التعاقد فانه لايستحق كل التصفيق والحب والاعجاب الذى ناله من شعبه ... ومن الغباء العبث مع شباب ثائر ... يطلب الموت اكثر مما تطلبون انتم الحياة !!! فلا نامت اعين الجبناء من رجال الاعلام الحكومى المصرى ... والمجد للثورة ولشهداء الثورة الذين ضحوا بحياتهم من اجل مصر الغالية !!! فمن الصعب ان تقنع الفرد العادى ان المانجو اطعم من الفول السودانى ...والاصعب ان تقنع العبيد , ان الحرية افضل من الضرب على القفا !!! ...فالخائفين لايصنعون الحرية ... والضعفاء لايخلقون الكرامة ....
ومن السقطات الاعلامية الكبرى فى الوقت الحالى ما كشفته الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان عن قيام رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط بتحويل الوكالة إلى بوق دعاية للفريق أحمد شفيق في جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية...وقالت الشبكة في بيان لها إن "عادل عبد العزيز" رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط يقوم بمخالفات جسيمة وصارخة، حيث يسخر جهود العاملين لصالح أحمد شفيق، ويمارس ضغوط وظيفية في وكالة حكومية تمول بأموال الدولة ودافعي الضرائب لممارسة الضغط المعنوي والمادي على الصحفيين والعاملين لصالح المرشح المذكور...وذكرت الشبكة العديد من المخالفات ومنها قيام رئيس التحرير بمتابعة ما يذاع في الفضائيات وما ينشر في الصحف من مواد دعائية لصالح حملة شفيق أو ضد منافسه وإملائها بنفسه لإدارة تحرير الأخبار لإذاعتها على نشرة الوكالة، وقيام الوكالة بمد فترة إرسالها حتى الثانية من صباح يوم 5 يونيو لبث تصريحات السيد أحمد شفيق خلال لقاءه مع قناة سي بي سي....كما ذكرت أن رئيس التحرير منع واحدا من أكفأ الصحفيين في الوكالة من الإشراف على إذاعة الأخبار بالنشرة، وذلك لقيامه بإذاعة خبر دعوة الائتلافات الثورية لمليونية عزل شفيق وذلك في محاولة لترهيب بقية مسؤولي التحرير والمحررين من عواقب المساس بشخص شفيق من قريب أو بعيد، ورصدت كذلك قيام أحمد غباشي مدير مكتب رئيس التحرير باستخدام مكتبه للدعاية لشفيق بالتعاون مع موظفات السكرتارية في صالات التحرير وحجرات الصحفيين....وأشارت الوكالة إلى أن رئيس التحرير كان المسئول الأول وراء السقطة المهنية الشهيرة التي تمثلت في إعلان الوكالة على نشرتها حصول أحمد شفيق على المركز الأول في الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة، قبل أن يعود ويلغي الخبر من ذاكرة الكمبيوتر المركزي للوكالة بعد أن تبين فداحة خطأه...
وأكدت الشبكة أن هناك تنسيق دائم بين عدد من مؤيدي شفيق بالوكالة على رأسهم السيدة “بسيمة نفادي” وهي حماة ابنة شفيق، وتتزعم الترويج علناً لانتخاب شفيق، خاصة وسط العمال والإداريين البسطاء لتخويفهم من مصيرهم لو جاء أحد الإسلاميين إلى الحكم، وتوزع عليهم العطايا والهدايا العينية وقد حولت غرفة مكتبها بالوكالة إلى ما يشبه غرفة عمليات لمتابعة حملة شفيق، جدير بالذكر أنها تجاوزت 68 عاما ويتم التجديد لها....وذكرت الشبكة أن رئيس التحرير يعلن عداءه لثورة 25 يناير في لقاءاته الشخصية الرسمية وغير الرسمية، ويصف مؤيدي الثورة في الوكالة بالفلول ويؤكد دائما إن صاحب الفضل الأول عليه هو الجيش والمخابرات العامة، وأنه سخر في مناسبة سابقة من رغبة مجلس الشورى بإرسال مندوبين للتفتيش على الجوانب المالية والإدارية بالوكالة، وقال: "الإخوان بيحلموا.. محدش حيقدر يقرب من هنا"...وقد تقدم عدد من الصحفيين بشكاوى للمسئولين بالمجلس الأعلى للصحافة ومجلس الشورى ولجنة الثقافة والإعلام بالمجلس والنواب من حالة التحيز الإعلامي لشفيق في الوكالة، وقد وافق المجلس ورئيسه على تنظيم جلسة استماع بين عدد من الصحفيين بالوكالة و مسئولين بالمجلس حول هذا الأمر....
اننا الآن نحتاج أيضاً إلى نقد أنظمة المعرفة وآليات الفكر وأبنية الثقافة...والسؤال الذي يطرح نفسه: هل يستطيع الإعلام أن يركز على الأسئلة المقموعة والأجوبة المرجأة؟!!.... هل يجرؤ على القول: إن دعاة الحرية في الشوارع هم الأكثر استبداداً؟ وإن دعاة الوحدة هم دعاة الانفصال.... وإن كل هؤلاء قد أقاموا مع مقولاتهم ومفاهيمهم علاقات ذات محتوى إرهابي من يناقشهم يقتلونه....أنا لا أبسط الأمور ولا أنطلق من رؤية أحادية ولا أنخرط في موقف أعمى مع هذا الطرف أو ذاك...... فأنا لا أقدس أشخاصاً، كما أنني لا أقدس أيديولوجيات.. بمعنى أصح لا أجعل من الأشخاص أصناماً ولا من الأيديولوجيات لاهوتاً، فأنا لست مع تقديس الأشخاص أياً كانوا..... وأنا دوماً أحاول قراءة الممارسات وأتعامل معها تعاملاً دنيوياً, ذلك أن الذين يقدسون الأشياء هم دائماً أول الضحايا.... سواء كان هذا الشيء الدين أو الوطن أو الحرية أو الثورة....
من جهة أخرى لم يعد يقنعني حديث أولئك الذين يتحدثون عن الحرية والمدنية..... لقد فقد مثل هذا الحديث جاذبيته بل ومشروعيته بعد كل ما جرى من قمع واستبداد وفساد ومصادرة للحريات وانتهاك للمدنية وتدمير للبنية التحتية من قبل المجلس العسكرى الحاكم والأحزاب السياسية والدينية.. وفي رأيي إن الذين سقطوا كانوا ضحية أفكارهم أكثر مما كانوا ضحية دفاعهم عن الديمقراطية والدولة المدنية....أقول ذلك لأن الذين ماتوا قام نضالهم على الدفاع عن أشخاص وأحزاب كان هاجس هؤلاء الأشخاص والأحزاب نفي أو تصفية أمثالهم أو أقرانهم....ولا أجانب الصواب إذا قلت: إن المثقف في مصر مازال أعمى؛ لأنه انخرط في مشاريع التغيير والتحرير, وطالب بالحرية حيث ينعم بها ومجدها حيث تنعدم... إن تحديد المسؤوليات هو أساس كل مبادرة جديدة، ولابد أن يكون إصلاحاً للتجربة الماضية ودفعاً لها, هكذا يتقدم المجتمع ويتقدم الفكر وتتقدم السياسة وينمو الاقتصاد....
حمدى السعيد سالم
#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟