أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - -الديمقراطية- ليست -فتوى-!














المزيد.....

-الديمقراطية- ليست -فتوى-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3754 - 2012 / 6 / 10 - 13:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




إنَّ أحداً من القادة الفكريين لِمَا اصطُلِح على تسميته "الإسلام السياسي"، وفي مقدَّمه جماعة "الإخوان المسلمين"، لا يجرؤ الآن، أيْ في القرن الحادي والعشرين، وبما يعنيه هذا القرن على صعيد "أُسلوب الحُكْم"، ومعايير العلاقة السوية بين "الحاكِم" و"المحكوم"، على معاداة "الديمقراطية"، أو اتِّخاذ الدِّين، نصَّاً واجتهاداً، دليلاً على وجوب نَبْذ "الديمقراطية (الغربية، التي تَنْتَقِل عدواها إلينا من أُمَمٍ غَلَّبَت، أو تَغلَّبَت فيها، "المادة" على "الرُّوح")"؛ فبابُ الاجتهاد مفتوح الآن على مصراعيه، ومن أجل الوصول إلى السلطة في طريقة القرن الحادي والعشرين، أمام "المجتهِدين" لِمَدِّ وتوطيد الجسور بين "الإسلام" و"الديمقراطية"، بما يسمح بـ "أسْلَمة الديمقراطية"، أو "دمقرطة الإسلام"؛ وإنَّها لمهمة من دونها (أيْ من دون إنجازها) خرط القتاد.

الآنْ، هُمْ يؤمِنون، أو يُظْهِرون إيماناً، بأنَّ "الديمقراطية" للبشر كافَّة، وبأنَّ "الحُكْم الرَّشيد" هو "حُكْم الشعب"، وبأنَّ "الشعب"، الذي اعترفوا بوجوده أخيراً، وإنْ شاب معناه لديهم ما يُفْسِد معناه العالمي والديمقراطي، هو مَصْدَر الشَّرْعية (السياسية) في الحُكْم.

لكنَّهم يتطرَّفون في مَيْلِهم إلى فَهْم، وإفهام العامَّة من الناس، "الديمقراطية" على أنَّها شيء يَعْدِل، أو يكاد يَعْدِل، "الانتخابات"؛ فَهُم "ديمقراطيون" إذا ما انتصروا لـ "الانتخابات"، وألْحَقوا الهزيمة بكثيرٍ من قِيَم ومبادئ الحياة الديمقراطية؛ فـ "أسْلَمة الديمقراطية" إنَّما تعني عندهم، وفي الممارَسة أوَّلاً، تضخيم هذا "الفِرْع"، أيْ "الانتخاب"، من "دوحة الديمقراطية"؛ وكأنَّ "المصلحة الدنيوية" الكامنة في هذا "الفَهْم"، وعلى أهميتها وقوَّتها، يُمْكِنها أنْ تأتي بمعجزة جَعْل "الجزء" مساوياً لـ "الكُلِّ"، أو أكبر منه!

وانتصاراً لـ "الحقيقة" نقول (وكان ينبغي لهم أنْ يبدأوا "عهدهم الفكري الجديد" بقولٍ مشابهٍ في معناه) إنَّ "الديمقراطية"، بقيمها ومبادئها العالمية التي نَعْرِف، لا وجود لها في "النَّص الديني"، ولا في التجربة التاريخية للدولة الإسلامية، أو للنظام السياسي في الإسلام؛ وإنَّ أي "اجتهاد" لن يقوى على النَّيْل من قوَّة هذه الحقيقة.

ولقد رأيْنا دائما، في جهودهم ومساعيهم الفكرية، التناقض نفسه؛ فَهُمْ أوَّلاً يَسْعون في إنكار وإلغاء ما هو في منزلة بديهية هندسية إذا ما رأوا فيها، أو في عواقبها، ما يضرُّ بـ "فِكْرَةٍ"، إنْ أصابها ضَرَرٌ تأذَّت مصالح دنيوية (وسياسية) لهم؛ فإذا انتهى سعيهم هذا إلى عاقبته الحتمية، وهي الفشل، لجأوا، على جاري عادتهم، إلى "زورق نجاتهم" الأخير، وهو "التأويل"، أيْ لعبة التأويل بما تعنيه من غُشٍّ وتدليس لغويين.

وفي "التأويل"، يستطيع المرء، كائناً مَنْ كان، وبقليل من الجهد الذِّهني، أنْ يَجِدَ (أو يَعْثُر على) المعنى الذي يريد في "النَّص" مدار التفكير والاجتهاد؛ وهذه "المُهِمَّة" التي يتوفَّرون على إنجازها، ويلبسونها، مع أصحابها، لبوس "القداسة"، يُخْرِجون "نتائجها" على هيئة "اكتشاف" لِمَا يُسمُّونه "بُذوراً"، أو "إشارات"، أو "تلميحات"؛ فـ "الديمقراطية"، مثلاً، ومن طريق "التأويل"، تُرى في "النَّص" على هيئة "بذور"، أو "إشارات"، أو "تلميحات"؛ أَوَلَم يروا، مِنْ قَبْل، "الاشتراكية"، على هيئة "بذور"، أو "إشارات"، أو "تلميحات"، في "نصوص" أخرى؟!

إنَّ "الدولة المدنية الديمقراطية"، بمفهومها العالمي، وخواصِّها وسماتها ومقوِّماتها التي نَعْرِف، لا وجود لها في أيِّ "نصٍّ ديني"؛ وليس ممكناً، من ثمَّ، رؤية وجودها فيه ولو بأقوى المجاهر؛ وأحزاب "الإسلام السياسي" ليست مَدْعوَّة إلى الإتيان بمعجزة إقامة الدليل على وجود ما هو غير موجود؛ فيكفيها، إذا ما أرادت أنْ تكفينا شرورها الكامنة في هذا "الخَلْق" و"الإبداع"، أنْ تُشْهِر إيمانها بهذه "الدولة"، بمفهومها المتواضَع عليه عالمياً، وتأخذ به مثلما هو عليه، بلا اجتزاء وانتقائية؛ فثمَّة بَوْن شاسع بين "تَدْيين الدولة" و"تَدَيُّن المجتمع"؛ فالأوَّل تُحرِّمه "الديمقراطية"، والثاني تُحلِّله.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العودة إلى 11 شباط 2011!
- حتى يصبح -نفي الرأسمالية- هدفاً واقعياً!
- صراعٌ يَصْرَع الأوهام!
- خَبَرٌ صغير!
- .. إلاَّ انتخاب شفيق!
- مصر.. عودة الوعي وعودة الرُّوح!
- -الحولة-.. صورة حاكمٍ وسُورة شعبٍ!
- -الرَّائي- و-المرئي- في -الرؤية الكونية-
- -العقد شريعة المتعاقدين-.. أهو مبدأ ل -السرقة-؟!
- حتى لا ينتصر شفيق وتُهْزَم مصر!
- إنَّها -المستحيلات الثلاثة- في الكون!
- التفاعل بين -المادة- و-الفضاء-
- في فلسفة اللغة
- فساد الكِتَابة!
- لويس السادس عشر يُبْعَثُ عربياً!
- فكرة -الرُّوح- وكيف شَقَّت طريقها إلى رأس الإنسان
- مرَّة أخرى وأخيرة في محاورة -أعداء ماركس-!
- أعداء ماركس.. على هذه الشاكلة!
- -موتى- يَنْعُون -الماركسية-!
- في -حُرِّيَّة التعبير-


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - -الديمقراطية- ليست -فتوى-!