أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ابراهيم هيبة - عدو المرأة














المزيد.....


عدو المرأة


ابراهيم هيبة

الحوار المتمدن-العدد: 3754 - 2012 / 6 / 10 - 10:15
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


المرأة هي الوجه الآدمي للعدم؛ والرجل إما أنه يكره المرأة و إما أنه لا يعرفها حق المعرفة. هذا ما انتهيت إليه بعد كل هذه السنين التي قضيتها في التودد إلى هذا الكائن الذي يجمع بين الجاذبية والتفاهة؛ لقد كنت آنذاك في المرحلة الجامعية وكنت واقعا تحت سحر شيئين اثنين لا ثالث لهما: الميتافيزيقا والمرأة. بالنسبة للأولى، مازلت أمارسها من حين لآخر، أما بالنسبة للثانية، فإنني لم أعد أكثرت لوجودها. لكن هذا الاكتراث لم يأت مجانا، بل كان حصيلة لسنوات من الوهم وخيبة الأمل... كنت اسمح لنفسي، من وقت لآخر، بالإذعان لجاذبية هذه المرأة أو تلك، ولكنني كنت كلما اقترب من إحداهن وأتعمق معها في الحوار أكثر فأكثر، إلا وكانت تنتابني الرغبة في التراجع وعدم التقدم؛ كنت دائما لا أجد وراء تلك الجاذبية والجمال إلا طفلا مدلّلا، أو كائنا ساذجا، أو روحا جوفاء يزكيها الغرور والنرجسية.
كن شاعرا أو فيلسوفا أو اتخذ لك أي شكل تشاء من أشكال العظمة، ولكن كن على يقين بأن كل ذلك لن يضمن لك أي احترام أو تقدير من جانب المرأة— فهي قد تترك وتذهب مع أي رجل آخر، ولن يكون ثمة من مبرر لذلك إلا كونه خبازا ثريا أو صائغا مخنثا. لقد كان هذا بالفعل ما عالجني من مرض الحب، والذي لم أستعد عافيتي منه إلا بما هو سيء وفاسد في المرأة ـ أي كل تلك اللحظات التي بادرتني فيها بالخذلان وخيبة الأمل. والحق أن المرأة، وفي كل الأحوال، كائن سطحي، سواء كانت جميلة أم ذميمة. فهي عندما تكون جميلة يطغى على شخصيتها الزهو والخيلاء، وتظن بأنها يجب أن تكون محط اهتمام الجميع لمجرد أنها تملك وجها متناسقا. إنها تجهل بأن جمالها مجرد ترتيبات هندسية من صنع الصدف وقوانين الارتقاء الطبيعية، والحق أن هذا الجهل هو بالضبط ما يجعل من كل امرأة جميلة امرأة غبية وتافهة في الآن نفسه. وأمّا عندما تكون هذه المرأة ذميمة فإنها تنقم على الطبيعة وتندب حظها العاثر، وقد يصل الأمر إلى أن تتولّد لديها عقدة الشعور بالدونية. آه لهؤلاء النسوة وما تفعله بهن المظاهر! إنني أكاد اجزم بأن كل حياة المرأة تتمحور حول شيء واحد: عبادة السطح.
المرأة كائن بدون روح. فمن بين كل النساء المثقفات، اللواتي شهدهن تاريخنا البشري، لم تكتب لحد الآن ولو واحدة منهن عملا فلسفيا يجاري الطاو تي كنغ (Tao Te-King) في عمقه الميتافيزيقي أوكتاب الأفكار لبسكال في قوته الاستبصارية. قد تهتم المرأة بالبوِّيتيكا أو الميتافيزيقا ولكن اهتمامها هذا لا ينبثق ، في كل الأحوال، عن أي ضرورة جوانية— إنه مجرد استعراض يحدث على السطح؛ بل يمكنني القول بأن السذاجة الميتافيزيقية للمرأة لا تعكس إلا وجها واحدا من كونها كائنا يفتقر إلى الروح؛ فثمة وجه آخر لذلك ويتمثل في افتقارها للفضيلة: فبمجرد ما تستشعر المرأة بأنه لا تحدوك أية رغبة في الزواج بها، تتوقف على الفور عن الاهتمام بك حتى ولو كنت تجمع في شخصك بين ذكاء اسبينوزا وعبقرية دافنتشي. لقد أصبحت، بالنسبة إليها وببساطة تامة، منعدم الوجود؛ وحتى إن كانت تحس بوجودك فهي لا تفعل ذلك إلا لتكرهك. ماذا أقول؟ لا يبحثن أحدكم عن الصداقة لدى المرأة فهي لا تعرفها. حتى الحب الذي تكنه المرأة لأولادها لا يمكن أن نعتبره فضيلة ـ إنه مجرد ميل غريزي من إبداع ميكانيكا الطبيعة؛ وفي هذا السياق لا تختلف المرأة في أي شيء عن إناث الشامبنزي؛ ومن يشك في ذلك، ما عليه إلا أن يحاول تصور مدى الحب الذي كانت ستكنه له أمه لو أنه كان ابن امرأة أخرى.
والمرأة تفتقر أيضا إلى الإحساس بالكرامة؛ فعندما ينزلق الرجل، مثلا، إلى الفقر قد يتحول إلى ماسح أحذية أو حتى نشال؛ أما المرأة فتتجه مباشرة إلى الدعارة. وفي الحقيقة لست أبالغ إن قلت بأن أشكال انحطاط المرأة لا تنتهي؛ فهي كائن بدون شخصية، ولا أدل على ذلك من كونها مازلت تُستعمل كمطية سياسية من طرف الأيديولوجيات— واحدة تغطّيها وأخرى تعرّيها، واحدة تنظر إليها كموضوع متعة أو تسويق، والأخرى قد ترفع من شأنها قليلا فتجعل منها حاضنة أو آلة إنجاب. والمرأة، في كل هذه الأحوال، كائن لا يوجد في ذاته— إنها مجرد كائن ملحق بالرجل يلجأ إليه هذا الأخير في ساعات التعب طلبا للراحة أو استمرار النوع.
عندما استحضر،الآن، في ذهني كل تلك العذابات المجانية التي تكبدتها من اجل المرأة، وكل تلك "المشاعر النبيلة" التي أهدرتها لأجلها ، لا املك إلا أن اشعر بالسخرية والشفقة على نفسي؛ إنني مازلت لحد الآن لا أصدق كيف أنه أمكنني أن أتعلق كل ذلك التعلق بإنسان من الدرجة الثانية؟ وكيف أنه حصل أن تورطت في تخبطات عشقية من اجل كائن وهمي يقترب في قيمته من العدم ؟ والحق أنه لولا دفع الليبيدو وإغراءات الأرداف المكتنزة ونزوات الرجال، لهبطت أسهم النساء إلى الدرجة الصفر ولانطفأ بريقهن الزائف إلى الأبد.



#ابراهيم_هيبة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جاذبية المشنقة
- أنا و العالم
- تأملات في الضجر
- إنسان السطوح
- منافع المرض
- مصادر الصلاة
- تمارين في الزهد
- البعد الميتافيزيقي للأرق
- حول الزواج
- مائة عام من العزلة
- عبادة الأنا
- فينومينولوجيا الموت
- بؤس الفلسفة
- الإنسان المنفصل
- تهافت الآلهة
- الحيوان الرومانسي
- شهوة التسلط
- على أجنحة الموسيقى
- الإنسان الأخير
- فكر و وجود


المزيد.....




- بيان مصري يرفض أي محاولات لتشكيل -حكومة سودانية موازية-
- نتنياهو يهدد -حماس- بعواقب رفضها الخطة الأمريكية بشأن غزة
- جنبلاط: الذين وحدوا سوريا أيام سلطان باشا الأطرش لن يستجيبوا ...
- كيف يصوم سكان غزة والضفة رمضان وسط الأنقاض ونذر الحرب؟
- توقعات بانسحاب 20 ألف جندي أمريكي من أوروبا
- مصر: لن نقبل استخدام المساعدات سلاحا للتجويع في غزة
- الإعلام الإسرائيلي يتهم -حماس- بتخزين المساعدات الإنسانية
- الانتخابات الرئاسية المبكرة في تركيا قد تجرى في نوفمبر 2027 ...
- القاهرة: لا بديل عن التنفيذ الكامل لما تم التوقيع عليه باتفا ...
- إسبانيا: النظام العالمي يتغير وأوروبا بحاجة إلى تعزيز دفاعها ...


المزيد.....

- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ابراهيم هيبة - عدو المرأة