أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - ادريس الحسناوي - ملاحظات أولية بخصوص اللقاء الصحافي الذي خصت به القناتان المغربيتان رئيس الحكومة















المزيد.....

ملاحظات أولية بخصوص اللقاء الصحافي الذي خصت به القناتان المغربيتان رئيس الحكومة


ادريس الحسناوي

الحوار المتمدن-العدد: 3751 - 2012 / 6 / 7 - 19:05
المحور: مقابلات و حوارات
    


ملاحظات أولية حول البرنامج الصحافي الذي خصت به القناتان المغربيتان السيد رئيس الحكومة


" قال أجدادنا : إلى غْلُبوك العْرب سير لْعْرْبيات "


انتظرنا كثيرا السيد بنكيران في برنامج خصته به القناتان الأولى و الثانية . و في أفق انتظارنا شيء من مسببات و مبررات الزيادة الأخيرة في المحروقات. انتظرنا وجها آخر يظهر به السيد الرئيس ، ووجها آخر تظهر به الصحافة المغربية الممثلة بقناتيها ، لكن لا شيء من هذا أوذاك برهن عليه الطرفان .
ففي تبريرالسيد ع الإله بنكيران للزيادة في المحروقات ربطٌ قسري بينها و بين إصلاح منظومة صندوق المقاصة، و تناقض صارخ في كلام السيد الوزير .فإذا كانت الحكومة تريد إصلاح هذه المنظومة فذلك مطلوب و مرغوب فيه ، وقد نادت به عدة تنظيمات سياسية و نقابية ، و جمعوية ، لأن صندوق المقاصة تحول إلى مصدر آخر للريع و الامتيازات ، لكن أن يتم إصلاحه على حساب القدرة الشرائية لفئات عريضة من الشعب المغربي فتلك هي الزلة الكبرى .
لقد فُهم من كلام السيد بنكيران بأن هذه الزيادة " زيادة وطنية " يساهم عبرها المغربي في تجنيب البلاد كسادا مرتقبا ، لكن لماذا لم تفكر الحكومة في فرض الضريبة على الدخل ، و على إعادة النظر في مجموعة من الامتيازات التي تضخ في جيوب اللوبيات العسكرية و لوبيات الفساد ، لماذا لم يفكر السيد الرئيس في " إجبارية الزكاة " انسجاما و تناغما مع مرجعية الحزب القائد للحكومة ،لماذا لم يرغم داعمي " موازين " و داعمي مهرجانات السفالة في معظم المدن المغربية على التبرع بدعمهم المادي لفائدة " اقتصاد الدولة " .لماذا لماذا ...؟؟؟ لم يظهر شيء من هذا لبنكيران، غير جيوب مستضعفي الشعب و فقرائه لتجاوز هذه الأزمة .
لقد اتخذت قرارات مشابهة في تاريخ المغرب لقرار الحكومة الحالي، و كلنا يتذكر الزيادة التي نادى بها الحسن الثاني ( رحمه الله ) لبناء مجموعة من السدود ، ومن بينها سد الحسن الداخل ، لكن الفرق بين قرار الحكومة الحالية و قرارات تاريخية سالفة ، هو أن الشعب كانت معظم فئاته مرباة على " الوطنية "و المصلحة العامة، بالإضافة إلى سياقات أخرى ( لا داعي للخوض فيها ) فرضت على الشعب المغربي القبول و التأقلم مع تلك الزيادات أو الاقتطاعات الإجبارية بالنسبة لموظفي الدولة الصغار ، رغم بعض الرجات الاجتماعية التي شهدتها آنذاك مجموعة من المدن ( فاس ، الدار البيضاء ...) بسبب تلك القرارات. لكن هناك فرق بين مغرب " المغربة" و " سياسة الماء" و " الاستقرار الداخلي و الموضوعي " و بين مغرب الحراك الشعبي ، و الأزمة الاقتصادية المالية ، و العلاقات الدولية المتأرجحة ، و الاقتصاد الفسيفسائي . إن المغرب الحالي يقتضي استراتيجية شاملة من أجل التغيير بدء بالقيم و مرورا بأي نظام تعليمي و اقتصادي نريد و انتهاء بالرتوشات ، والتي أعتقد أن الحكومة اعتبرتها من بين الأولويات .

لقد لاحظنا من خلال التبرير المبالغ فيه من طرف بنكيران للزيادة في المحروقات نوعا من الاستعطاف للشعب ، و الاستعداد للتضحية بشعبية الحزب لفائدة المصلحة العامة ، حيث أقر بأن الزيادة في المواد الأساسية غير مرتقبة و استدل على ذلك بإحصائيات دقيقة لأسعار الخضر و الفواكه ، و ذكر أثمنتها "الخيالية" دون أن يعي بأن تلك الأثمنة متعلقة بأسواق الجملة ، و رهينة بالبعد و القرب ، و عدد المضاربين و السماسرة الذين يستفيدون من ذلك السعر قبل أن يصل إلى المستهلك " ملتهبا" .
إن هذا البرنامج سيثير مجموعة من النقاشات و التداعيات ، خصوصا من طرف :

- بعض التيارات الإسلامية في المغرب : حيث أحل السيد بنكيران اقتراض الدولة ، و اعتبره ملاذا "حلالا" لرأب الاختلالات الاقتصادية الوطنية. كما أنه عبر عن نيته المستعجلة لمساعدة الفئات التي تعيش هشاشة اجتماعية ،دون أن يقف عند التلميح أوالتفكير في إجبارية الزكاة مثلا.
- موظفو الدولة : حيث لمّح السيد الرئيس بإمكانية خصم الزيادة التي استفادوا منها السنة الفارطة (600 DH )، إذا احتاجت الدولة إلى ذلك
- الصحافيون : و خاصة أن السيد الرئيس استفرد بالحوار ، و كان في بعض الأحيان يقمع المحاورين ، بل أظهر لهما أنه هو المطالب بهذا اللقاء ، و ماعليهما إلا الاستماع- مافهمته من إشاراته و طريقة تحاوره –
لقد كان على السيد الرئيس أن يطلب من إحدى القناتين أن تخصص له غلافا زمنيا لإلقاء كلمة توضيحية حول الزيادة في المحروقات ، و حول أداء الحكومة ، دون أن يلجأ إلى لقاء صحافي غابت فيه الديمقراطية ، و ساد فيه الخوف و التوجس من طرف الصحافيين ، و " الاستبداد الكلامي " ، و خلط الأخماس بالأسداس بالنسبة للسيد رئيس الحكومة .
- المثقف : إذ يرى ذاته و وعيه السياسي مجسدا (ديمقراطيا ) في رئيس لايتقن الخطاب السياسي و المقابلات الصحافية ، و لا يتوقع العواقب الوخيمة لما يتلفظ به.
- عامة الشعب : و خصوصا الذين راهنوا بتصويتهم على حزب العدالة و التنمية على التغيير ، و أجرأة برامج الحزب على محك الواقع.

توضيح لابدَّ منه :

إن التهجم على الحكومة بدافع " السياسوية" الضيقة مسرحية فقه فصوله الشعب المغربي ، و خاصة عندما نستمع إلى المعارضة الحالية – الاتحاديين ، الأصالة و المعاصرة....الخ - ،التي تسببت في جزء غير هين من الأزمة التي يعيشها المغرب .و ما تطالب الأمة به الآن هو مُضي الحكومة قُدما في خطوات حقيقية للتغيير دون أداء ضريبة الاستقرار السياسي و الاجتماعي ، و لاتهم الكثيرين من فئاتها التلوينات السياسية بقدر ما يهُمُّها الذي رفع شعار التغيير ، و لمست أثره على وضعها و واقعها و مستواها المعيشي .
قد يقول قائل إن الحكومة الحالية حديثة العهد بتقلد كرسي القيادة، و أنها ورثت ملفات فساد و قضايا تقتضي " النضال المرير" لحلها ،لكن خواتم الأمور أحيانا قد تقاس بمقدماتها .و المقدمات التي شرعت عبرها الحكومة الحالية ورشَ التغيير الحقيقي مقدماتٌ قد تجني على الحزب المهيمن في الحكومة ( و قد اعترف بذلك السيد الرئيس في البرنامج)، و قد تعرض الحكومة إلى اصطدام حقيقي مع الفئات الشعبية . و هذا هو الاحتمال الأكثر ترجيحا .


إدريس الحسناوي07/06/2012




#ادريس_الحسناوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهرجان -موازين- في ميزان الحكومة المغربية الحالية
- دليل التدبير المالي لجمعيات دعم مدرسة النجاح / عسل في العموم ...
- المؤسسة المدرسية و الأستاذ
- تاريخ منسي بين سطور( تاريخ
- قراءة في المذكرة 155 المتعلقة بإسناد مهمة أستاذ مرشد
- عباءة الوقار…


المزيد.....




- ماذا قال ترامب عن احتمالية خوض حرب ضد إيران.. والتطبيع بين ا ...
- وصول طائرة ويتكوف إلى سلطنة عمان
- تونس.. مطالب بتعزيز الديمقراطية وحماية الحريات خلال تظاهرة ش ...
- رسم كاريكاتوري في صحيفة -التايمز- البريطانية يظهر زيلينسكي ي ...
- لافروف: ندرس مقترحات جدية للتسوية في أوكرانيا ونرفض كشف التف ...
- إدانات دولية وداخلية لأحكام قضية التآمر: هل مازال الأمل في ا ...
- الجيش الإسرائيلي: إسرائيل تتعرض الآن لهجوم صاروخي من اليمن
- وسائل إعلام يمنية: غارات أمريكية تستهدف مديرية بني مطر بالعا ...
- وفد روسي بإسطنبول لبحث قضايا المنطقة
- هل سيتم تحنيط البابا فرنسيس؟ ماذا سيحدث لجثمانه بعد الجنازة؟ ...


المزيد.....

- تساؤلات فلسفية حول عام 2024 / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - ادريس الحسناوي - ملاحظات أولية بخصوص اللقاء الصحافي الذي خصت به القناتان المغربيتان رئيس الحكومة