أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد فرحات - انفعالية : كلنا خالد سعيد















المزيد.....

انفعالية : كلنا خالد سعيد


أحمد فرحات

الحوار المتمدن-العدد: 3751 - 2012 / 6 / 7 - 01:16
المحور: الادب والفن
    


سباق التسلح بين الطاغية والعبد لا ينتهي...فقط يحتاج أحدهما أن يبذ ذكاء الآخر...لا يستطيع الطاغية الاستماع إلى الأغاني وخاصة الأغنية الشعبية ، ثمة شيء أرضي يتطور أسفل منه ، ويدرك أن له ساعة سينتهي عندها كل شيء..بالطبع لا أتحدث عن الموت ، فالطاغية في هذه الأيام ، لا يخاف الموت بل يقي نفسه شره بكل السبل التي يثق بها ويصدر هو الموت ، الموت حليف استراتيجي له ، ماذا حدث ليخذله الآن ، هكذا يحدث نفسه عند ساعة الصفر ، لماذا يزحزحه هذا الجيل اللعين ؟ ، لقد ولدوا لآباء مدجنين ، والآن أطفالهم تقود المظاهرات .
المظاهرة مصطلح قلق في الزمان ، متى تصبح المظاهرة ثورة ؟ ، تحتاج المظاهرات دائما إلى دماء ساخنة حتى تكون ثورات لأن القوم للأسف أغبياء وأميون لا تؤثر فيهم الكلمة ، لا يحركهم الهتاف ، لا يلتفتون لك إلا وأنت مخرم الجسد ، سائل الدم ، تتقلب جثتك عبر صفحات الإنترنت في وقاحة ، تبعث الغضب والحزن والغصة و الحراك ، يلقبونك على صفحاتهم شهيدا ، ولا يعلمون أنك خرجت تطلب الحياة لا الموت ، ولكن لم تكفيهم الجثث بعد ، فالذاكرة البصرية لديهم تتشابه فيها صور القتلى و المعذبين والوجوه التائهة المعالم في الدماء تكثر ، تلتقط الكاميرات ، لا تبالي أنت للفلاش حادا كان أم خافتا ، من هذه الزاوية ، لا ، من تلك الزاوية ، حسنا 2000 لايك ، الفتى الانتهازي البريء يلتقط لك الصور من تلك الزوايا التي تعرف أن بها مقاتلك ،" كذبت الصور مقتلي كان بفكرة في رأسي " ، كذبت أنا أيضا ،" مقتلي كان عشوائيا بحتا ، تبتعد وتقترب الآجال بقدر رصاصة أو رصاصتين ، يتراجع الهتاف في الرأس مع فوضى الخلايا المتصارعة من أجل لحظة أخرى من القوة والبقاء " ، عندما تكومنا في الثلاجات ، لم تكن الخدمة جيدة ،هذه حقيقة لا شك فيها - ليس عليك أن تطيل التردد في تصديق أن هذا كلام رجل مقتول فقد قتلت وانتهيت ولا يعنيني الأمر أكثر من هذا - أتأذى لشعور الضحايا مثلي بعدم الراحة والأمان في الثلاجات الرسمية ، أعتبر - وكثيرون معي لا تعرفهم - أن هذه أكبر إهانة يمكن أن توجه ل"شهيد " ، كان عليهم ترك الجثث ، كان عليهم صونها في أماكنها ، كان عليهم أن يذودا عنا ، لو تكتلوا حول جثتي مثلا وحموها وعطلت جثتي بقعتها وأرادوا أخذها منهم لأحرقوهم بالغضب ، لا تكرموني بالدفن فأنا مكرم في كل مكان أيها الأغبياء ، فقط ذودوا عن جسدي من يريد إخفاءه وكما قال رفيقي يحتاج الأميون إلى رؤية الدماء..ولشدة ما أصاب العقول من وباء...أصبح واجبا عليهم ترك الجثث في أماكنها..في هذا الشارع اللعين ( كانت به دار النشر التي طبعت لي ولزملاء معي عددا من الكتب ) ، في تلك الزاوية بالتحديد قرب الجدار حيث كنت أختبيء ولا أعلم من أين جاءت المعادن المخترقة الأنيقة ، على أي حال ، الأمر هكذا دائما فاحذروا ، لو تركتم جثثنا ودافعتم عن مواقعها لنلتم بعضا من شرفها ، ولكن للأسف لا أعرف لماذا تتصرفون بهذا الغباء ، حنى المتاجرون أغبياء ، لا يعرفون فنون المتاجرة بدماء القتلى ، أما المتاجرون الأذكياء فهم أصحاب اللافتات الضخمة التي تضيء فوق الأسطح بالميدان وتنطفيء ، الأوغاد ، ظهروا في كل صور ، ونالوا كما هائلا من الدعاية ، بلا أي متاجرة علنية أو يحزنون ، فقط رأس المال ، وهذا ما لا يعرف كيف يديره المتاجرون الأغبياء ، علي أي حال مرة أخرى نحن مشروع استثماري ضخم ، من أجسادنا لكل فصيل نصيب ، أزيلوا تلك اللافتات المضيئة من الميدان فهي تزعج أرواحنا ليلا ، وحتى إذا لم تزعجها ، فليكن لديكم شيء من الخجل الإنساني العميق ، من حقنا أن نتبجح بميتاتنا المشرفة أيها الجبناء ، أزيلوا لافتات الدعاية الانتخابية يا أبناء الكلاب فإنهم لا يشرفوننا ، أقيموا الميدان صرحا لنا ، فنحن قوم لا نحب الإزعاج ، وقد غادرنا عالمكم بمنتهى الجلال والعبث ، عن نفسي أتحدث أولا ثم عن إخواني ، كانت لي ابنة وهي الآن صحفية مرموقة لم تكف عن ترديد السخافات هي الأخرى ، لكنها حبيبتي وأسامحها لجمالها ولحزنها الفخم ، أما أنتم فلا أجد لكم مبررا ، لا تذكروا اسمي ، لا ينطق به فمكم البخر من النوم وشرب البيرة والأكل و اللعق والقبلات ، ربما يتعجب بعض الإخوة من المباشرة في كلامي ، ربما أرادوه فنيا جميلا منمقا عبثيا ساذجا مخدرا مهلوسا ( وكلها أشياء لا بأس لها ) ولكن الحق أقول لكم : الأموات لا يعرفون الرمزية ، الأموات لا يعرفون الحداثة وما بعدها ، الأموات يعرفون الدود و الدم والنظرة العميقة طويلة الأمد ، ويعجب البعض : هل حقا يمكن للشهداء أن يكونوا سليطي اللسان ؟ ، وهذا تعجب لا مجال للإجابة عليه من حيث أقف وأنظر وأتابع وأراقب الانتخابات الرئاسية ، وكلي رغبة في أن أمطر عليكم السماء ملائكة ميتة حتى تفيقوا ولكن للأسف حتى الملائكة فرت من سماواتكم لفظاعة المشاهد اللا أخلاقية ، هاهاهاهاها ، تصنع المظاهرة ثورة عندما تتركون الجثث وتذودون عن مواقعها حتى يؤذيهم القتل ، هذه فلسفتي وربما اختلف معي البعض من محبي الراحة الأبدية ، ولكني لا أعرفها ، فثورتي في الأرض انتهت ، لكنها لم تنته بعد في السماء .......احذروا حين ترتج سماواتكم بالهتاف ، فإنه سيكون يوم أسود على الجميع ، فلدينا ثأر قديم مع كل القتلة وفي عائلتي أيضا ومع الدولة والسلطة و مطلقي الرصاص ومعكم ومع الكاميرات ومع عمال المستشفيات ومع الأوغاد المشرحين ومع القنوات الفضائية ومع أصحاب الإعلانات المضيئة في الميدان....وبما أن أحدا لا يستجيب..وبما أن العدالة غائبة في أي مكان أو زمان شئت أن تتوجه أو تشاهد ، يا عزيزي إنها فضيحة ، يجب أن تنكس البشرية المتسكعة أمامي الآن رؤوسها خجلا من خزيها ، يا عزيزي إنكم قوم هالكون ، فقط نحن السابقون ، ولكن بقاءكم أبشع فجملوه ، أعيدوني حيث قتلت حتى أستريح في سلام وأكف الشر عن السماوات و الأرض ، فبحق شهادتي أحمل غضبا يهز أبواب الجحيم....."

هكذا نفث رفيقي في روعي ، فهل بلغت يا رفيق ؟..وللأسف لن أستطيع قص ما أردت قصه بعد هذا الكلام..فقط سأشير إليه سريعا :
- حسنا لقد احتسيت إكسير الدمار .
- دائما كانت المعارك دائرة تحت الإعلانات التجارية فوق الأسطح فهل هذا ما لم تتوقعوا رؤيته من إهانة لرفيقي ؟
- كان يتحدث في الهاتف وهو يجري بين الأجساد المتصادمة بليونة ، كان يحدث سونيا ( عاهرته ) عن القصف في سوريا ثم انقطعت الحرارة وأغرقت الدماء الأي فون الجديد.
- أيها الفتى ، أمك تحبك ، لا تبالي بالجثث المشيأة على الشاطيء فأبوك أيضا يحبك.
- ولدي هل السماء زرقاء ودافئة حقا ؟ ، حسنا دعني أحكي لك عن تجربتي : عن الجنود التي سارت في طوابير .
- لو ذهبت يوما للتزلج فوق الفوضى جارا وراءك خيبة أمل الأيام فلا تتفاجيء إذا لم تتماسك تحت قدميك ، إياك والمفاجأة.
- الحب صار قبيحا ، الفتاة ، الدم ، المسبح الممتليء ، الصورة التذكارية المهملة على الحائط ،الأحمق الجالس في المعبر منتظرا رد الآلهة ، أغنيتك المفضلة ، أبي كم تركت لي اليوم من نقود ، 73 شارع القصر العيني ، الجدران....................................



#أحمد_فرحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في مجموعة البقاعي الشعرية الجديدة الصادرة بالإنكليزية ...
- توحّش سلس: قراءة في مجموعة مرخ البقاعي الانكليزية الجديدة
- توحّش سلس: قراءة في مجموعة مرح البقاعي الشعرية الجديدة


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد فرحات - انفعالية : كلنا خالد سعيد