انتصار للمعارضة الإيرانية وصفعة لنظام طهران

زاهد الشرقى

الحوار المتمدن-العدد: 3750 - 2012 / 6 / 6 - 13:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أصدرت محكمة الاستئناف الفدرالية فرع واشنطن العاصمة قراراً طالبت فيه وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بإعادة النظر في قرار إدراج منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة في قائمة الجماعات الإرهابية . وفي خطوة تعتبر نصراُ للمعارضة( منظمة مجاهدي خلق ألايرانية) التي تعتبر من أعرق وأقدم العناوين السياسية في المشهد السياسي هناك .وقد يأخذ هذا القرار عدة تفرعات قد تجعل النظام الإيراني يفكر كثيراً قبل الأقدام على أي خطوة في المستقبل القريب .
فالقرار صدر من القضاء وليس من جهة أو منظمة إنسانية أو حتى لم يكن مجرد طلب تم تقديمه إلى منظمة الأمم المتحدة . نعم قرار قضائي وفق ما تم تداوله في تلك الجلسة وغيرها من أدلة وإثباتات تعطي بالدليل القاطع وجوب شطب أسم المنظمة من لائحة الإرهاب .والجميع يعلم بأن القضاء ألأمريكي مستقل ولا يخضع للضغوطات التي قد تحصل في الكثير من البلدان وبالأخص العربية منها !! .

كذلك سوف يكون للقرار عدة تبعات أخرى ومنها أن تهمة ألإرهاب التي تم إلصاقها بالمنظمة قد خضعت في بداية ألأمر للكثير من التأويل والتحجيم والخداع وكان الطرف الأبرز في ذلك كله النظام الإيراني ومن يتبعه في الكثير من الدول وبالأخص العراق وتهمة الإرهاب كانت السبب في الكثير من القرارات التي سببت الظلم والحيف والحرمان للمعارضة بكافة مكوناتها .. عن طريق بث الأخبار والتقارير الكاذبة وعمليات أخرى رافقها من خلال توزيع التهم وفق ما يريد ملالي طهران وعن طريق توابعهم . كما أن النظام ألإيراني بعد هذا القرار سوف يجد من المستحيل الاستمرار في حربة الإعلامية والقمعية والظلم الذي يستخدمه ضد معارضيه في الداخل وحتى في الخارج وما حصل لساكني معسكر أشرف من هجمات عديدة خير دليل على مدى الطغيان الاستبداد الذي يمتلكه نظام لا زال يؤمن بعبودية الفرد والتسلط والظلم والحرمان والهتك بالناس .

واليوم تأتي الصفعة على وجه النظام الفاشي من خلال القضاء . وليس من السيد مارتن كوبلر الذي خان الوعود والعهود التي قطعها للمعارضة ألإيرانية وتحول من ممثل للأمين العام للأمم المتحدة إلى أحد رجال الولي الفقيه ويسير وفق ما يريد ويقرر .. والأدلة كثيرة لعل أبرزها تهربه من كل الوعود والمواثيق التي قطعها للمعارضة عندما بدأت عملية الانتقال من معسكر أشرف إلى سجن ليبرتي الجديد .. فتبين للجميع بأن ليبرتي ما هو ألا سجن يحتوي أناس من حقهم الإنساني وفق الأنظمة والقرارات الدولية أن يتمتعوا بكل شيء يضمن سلامتهم وأمنهم وخياراتهم .. فكان العكس موجود والعالم والأعلام تعرف وشاهد كل شيء مسيء هناك .

قد يقول البعض بأن قرار محكمة الاستئناف الفدرالية هو مجرد طلب إلى السيدة هيلاري كلنتون . لكن في المقابل هي خطوة وأساس كبير عندما يجد القضاء أن هناك ظلم حصل ويطالب الآخرين بتعديله والعمل على تصحيح الأمور . لو كان الأمر هو العكس لماذا لم ترفض المحكمة الطلب من أصله ؟؟ ولماذا أكلمت الإجراءات ووضعت حداً زمنياً وفترة تقدر بأربعة أشهر لتفيذ القرار وإلا سوف يكون للقضاء كلمة أخرى .أليس قرارها جاء بعد دراسة ومتابعة بكل ما قدم لها من أدلة وإثباتات تعطي بالدليل أن هناك حق مسلوب منذ سنوات وحان الوقت لإرجاعه . وليس وفق الخرافات والأكاذيب التي تبثها بعض المحطات الفضائية معروفة التمويل والغاية والأهداف .

نعم انتصار جديد يضاف للأصوات التي تنادي بالتخلص من دكتاتورية النظام الفاشي والمستبد في طهران . والذي بدأ في التحول نحو الانهيار الداخلي عن طريق كثيرة الأصوات وما يحصل في الداخل من صدمات وصراعات كثيرة وكبيرة بين معارضيه الذين لا زالوا على استعداد لتقديم كل شيء من أجل أن تتحول إيران إلى دولة وفق أسس ونظام حقيقي وليس وفق ما يريده البعض من رجال الدين هناك وتجار الموت والتخلف والجهل .

هنيئاً لعشاق الحرية في كل مكان .. والخزي والعار لكل ظالم ومستبعد لا يرحم الناس والأحرار والشرفاء .. نعم التغير قادم يا إيران وهذه المرة سوف تكون أشد واكبر من كل ما مضى .. لأن العالم أدرك أخيراً بأن وجود النظام أصبح مرضاً وخطراً كبير لأنه نظام يعتاش على الأزمات والمشاكل والتدخل في ملفات دول الجوار وبالأخص العراق وسوريا عن طرق أتباعه في السلطة هناك . وحتى دول الخليج التي لم تسلم من تلك الجارة السوء بنظامها الحالي.

انتصار للمعارضة الإيرانية صفعة لنظام طهران .. أنها البداية وستتوالى الصفعات كثيراً في قادم ألأيام .

#زاهد_الشرقى (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات