أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وفاء عبد الرزاق - على قدر المستطاع من التشابه قصة قصيرة














المزيد.....

على قدر المستطاع من التشابه قصة قصيرة


وفاء عبد الرزاق

الحوار المتمدن-العدد: 3749 - 2012 / 6 / 5 - 23:04
المحور: الادب والفن
    



( على قدر المستطاع من التشابه )



مازال الظل مثقوبا فاغرا فمه..و يتساءل.

الكلمات مجرد كلمات لا تسأل ولا...
لكن هو له تساؤلاته:
- لماذا صنعوه من جلد فاخر؟
جلد حقيقي لثعبان سلخوه ليدبغونه بإحكام،،تلمسوه وتأكدوا من صفائه..

لا يحتاج لإضافة ألوان، فهو أسود مشبَّع بدوائر بيض،، مرقَّط جميل يسر الناظرين الباحثين عن التباهي والافتخار بثمنه الباهظ.

الصانع الماهر وهو يصنعه على قياس 39 ويتفوه بتذمر، صدرت منه دمدمة:
- جلد الثعبان للثعابين...نصنع من كل لون أربعة مقاسات فقط،، ونرفع أثمانها عاليا.
حين اختاره ذات يوم الرجل ذو السترة الزرقاء الفاخرة ودفع ثمنه دون تفاوض،، طلب من حارسه أن يضعه في السيارة.
كانوا صامتين، السائق والحارس والرجل ذو السترة الزرقاء،،وهو الغريب الوحيد في السيارة، تائه غير عارف لوجهته،، لا يشم غير رائحة غلاف العلبة التي وضعه فيها البائع ورائحة الرجل الذي اشتراه.
كل له لغته ...غرباء عنه لا يعرف منهم سوى أعينهم المبحلقة.

ركن السائق السيارة في مرآب القصر الكبير وأخذه إلى غرفة السيد، ثم تركه جانبا منتظرا أن يرحمه أحد ليعرف أين مستقره الأخير.

السادة لا ينهضون باكرا،، ويتأخرون ليلا.
دخل السيد إلى غرفته ثملا ورائحة الخمر تلوَّث هواء الغرفة، نظر إلى العلبة التي رفع السائق عنها الغطاء وأمعن النظر في تفاصيل الحذاء.
في حينها،، تمنى السائق أن يملَّ منه سيده ليلبسه، خاصة وأن مقاس قدمه 39 كما السيد.
شعر الحذاء بيد السيد الثقيلة وهو يرفعه من غرفته الصغيرة ويضعه أمامه ،، تجشأ بعد وجبة دسمة ومسح جلده الأملس.
قال في ذاته:
- ما أنا إلا حذاء سيدي وصنعوني لأكون في خدمة قدمك.

فتح الرباط عنه، لكنه تململ وقال غدا يومك ،،لي موعد مع السيد الرئيس.

استغرب الحذاء.. ترى هل للرؤساء رؤساء !
وقت ودع الحارس سيده إلى غرفة نومه قال له: - نوما هانئا أيها الرئيس.
نظر إلى قدم السيد اللينة المترفة وجواربه البنية واستبشر خيرا رغم سمنة الرجل وكرشه المتهدل.
لم ينقض خوفه مما سيحل عليه غدا.. لكن.
في الصباح وخارج حدود الطاولة الكبيرة لم يسمع غير الشتائم تصب على رأس السيد،، بينما عشرات من الأحذية مثله تنتظر حركة أقدام سادتها لتتخلص من هذه الساعة اللعينة.
لمح حذاء الرئيس الكبير من أسفل كرسيه المصنوع من جلد كوبرا نادرة، يتلون بعدة ألوان حسب الضوء الساقط من النافذة عليه وحسب مزاج السيد الكبير.
حين غضب على الآخرين أصبح داكنا، ولما سمع السادة الآخرين يتوسلون الهدوء لسيدهم الأكبر تلون بلون رصاصي لامع.

لماذا كل هذه الضجة الصادرة من حذاء وكرسي؟
مجرد سؤال طرأ على بال حذاء.
حذاء الرئيس ضاج مثله وعابس في وجوه باقي الأحذية.

وقف ذو الحذاء الضاج مؤشرا بإصبعه:
- لا أعرف من أية جلود أنتم وكيف ترضون لرئيس الوزراء أن يتآمر على الحكم ..أنا باق وبقوتي سأقهركم جميعا وما جلدك أيها السافل إلا جلد كلب حقير.
سحبوا السيد وقادوه حيث أمر الرئيس إلى غرفة خاصة ريثما يصدر مرسوم بتنحيه عن رئاسة الوزراء.
انتظرا حتى خيم الليل.


.. نظرا إلى بعضهما،،، جلد أفعى متعب من ثقل رجل أكرش،، وجلد الكلب.



#وفاء_عبد_الرزاق (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واقع لا واقع فيه
- ورد نقص في قصتي المنشورة
- بين الحلم وجفنه قصة قصيرة
- مظفر بخير
- قصيدة سيدة النجاة
- فنجان قهوة
- آثرتُ خمرتكَ
- قصيدة بعنوان ( رجاء )
- لحظة أنوثتي
- ديوان ( من مذكرات طفل الحرب)
- قصيدة ( بياضٌ معتَّق)
- مقتطفات من ديوان ( أمنحُني نفسي والخارطة)
- ورد البوح
- (بيتُ الطين ) القصيدة الفائزة بجائزة نازك الملائكة
- في عالم جبار عودة الخطاط الشعري / (ألشِّعر التصاق روحي وجنون ...
- قراءة في مجموعة بردانه الشمس للشاعر جبار عودة الخطاط
- حوار مع الشاعر حكمت الحاج


المزيد.....




- عن -الأمالي-.. قراءة في المسار والخط!
- فلورنس بيو تُلح على السماح لها بقفزة جريئة في فيلم -Thunderb ...
- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وفاء عبد الرزاق - على قدر المستطاع من التشابه قصة قصيرة