|
نرفض المحاكم الثورية كما نرفض المحاكم العسكرية ، و لا بديل عن القضاء المدني النزيه
أحمد حسنين الحسنية
الحوار المتمدن-العدد: 3749 - 2012 / 6 / 5 - 19:50
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
بدأت كتابة قبل أن أعرف العدد النهائي للمشاركين في تظاهرة اليوم بميدان التحرير ، لأن أعداد المشاركين لا تؤثر في مواقف حزب كل مصر - حكم . إننا عندما نصل لرأي نراه صائب ، أو يكون لنا مبدأ معين يتعلق بقضية معينة ، فإننا لا نغير رأينا ، و لا نستبدل مبادئنا ، بسبب أعداد المخالفين لنا . لن نغير رأينا في قيادات هؤلاء الذين يقودون مظاهرات التحرير منذ سقط مبارك ، من الإبريليين و البرادعيين و الكفايتيين و الصباحيين و إتحادات و منظمات شباب خيانة الثورة من الليبراليين و اليساريين ، وغيرهم ؛ و هو الرأي الذي ذكرته مرات عدة من قبل ، كان آخرها في المقال السابق على هذا المقال مباشرة ، و أعني مقال : إما الزحف إلى طرة ، و إما إنتظار نتيجة الإنتخابات ؛ و هو المقال الذي كتبته في الثاني من يونيو 2012 . رأينا فيهم إنهم صنائع السلطة و عملائها ، و إنهم هم الذين أضاعوا الثورة في مرحلة ما بعد الحادي عشر من فبراير من العام الماضي ، 2011 ، في ما أطلقت عليه : جُمع قتل الثورة ؛ و هم من غرروا بشباب و صبية في نوفمبر و ديسمبر من العام الماضي ليشاركوا في محاولة السلطة الحالية نشر الفوضى ليعرقلوا الإنتخابات البرلمانية ، و كانت نتيجة تغريرهم بهؤلاء الشباب و الصبية هو أن السلطة حصدت برصاصها نفوس أكثر من خمسين مواطن مصري أغلبهم شباب و صبية لاقوا حتفهم و هم يظنون بقيادات الإبريليين و غيرهم الوطنية و الصدق . خونة ، و عملاء ، هؤلاء القيادات ، فما الذي يتوقع أن يخرج من تحت أيديهم ؟؟؟ لا شيء ينفع الشعب ، هذا كان رأينا ، و هذا ما حدث ، و هذا ما توقعته للتظاهرات التي بدأت في مساء الثاني من يونيو 2012 . إنه رأي مبني على خبرة مرة ، كما ذكرت في مقال الثاني من يونيو 2012 . في مقال الثاني من يونيو 2012 توقعت إنه لن يأتوا بشيء مفيد ، و قد تأكد ما توقعته ، ففي صباح اليوم التالي و على أحد القنوات الفضائية من خلال الإنترنت إستمعت لأحد هؤلاء القيادات ، يذكر أول مطالبهم ، و هو مطالبتهم السلطة بإقالة النائب العام . مطلب ذكرني بمواقف الإبريليين الرافضة لكتاباتي في العام قبل الماضي ، 2010 ، عندما كنت أكتب عن ضرورة الثورة الشعبية السلمية ، بينما كانوا هم يقفون على أبواب النائب العام لتقديم طلبات بحق بعض موظفي الحكم المحلي ، و يعتبرون ذلك هو النضال و يسفهون رأيي . كذلك ذكرني طلبهم - أعني هؤلاء القياديين الموجودين في التحرير - إقالة النائب العام ، بمطالبتهم من قبل في مارس من العام الماضي ، 2011 ، بإقالة حكومة شفيق ، فكان أن عاد شفيق ليكون مرشح للرئاسة ، و يصل للجولة الثانية في الإنتخابات الرئاسية ، لهذا فمن المحتمل أن تستجيب السلطة الحالية لطلب عملائها فتقيل النائب العام ، لتعينه بعد ذلك وزيراً للعدل في الحكومة القادمة . الأغرب إنهم يقولون عن تظاهراتهم ، و منذ العام الماضي ، إنها لحماية ، و أحيانا لإستكمال ، الثورة ، ثم يتضح أن نضالهم عبارة عن تقديم طلبات لولاة الأمور . إنهم يطالبون نفس السلطة التي إختارات هيئة المحكمة ، و إختارات النائب العام ، و بالتأكيد هي من كتبت الأحكام ، بأن تصلح نفسها . إنهم يفكرون بعقلياتهم التي برمجتها الأجهزة الأمنية ، و التي تجعل النضال تقديم طلبات ، و إستبدال أشخاص ، كما إستبدلوا شفيق بشرف ، و شرف بالجنزوري ، و ربما قريباً - لا قدر الله - مبارك بشفيق . لكن الأخطر من طلبهم إقالة النائب العام هو مطلبهم الجديد ، و هو إقامة محاكم ثورية . لماذا محاكم إستثنائية ؟!!! هل نحن في الإتحاد السوفيتي في أوائل عهده ، أو في كوبا الخمسينيات ، أم في ألمانيا النازية ؟؟؟ مطلب خطير ، و خبيث ، يدل على نية سيئة ، و دليل جديد دامغ يضاف لأدلة أخرى دامغة ، على عمالة تلك التيارات و التنظيمات للسلطة . سأجيب على لماذا ؟ أولاً : لأن المحاكم الثورية تشوه الثورة ، و تقوض ما تبقى من جهاز العدالة . ثانيا : لأنها تريد من المعارضة أن تتبنى تلك الفكرة لستخدمها بعد ذلك ضدها . السلطة من قبل ، و تحديدا في صيف العام الماضي ، و إلى أولى جلسات محاكمة مبارك ، روجت من خلال عملائها في الصحف المدعوة بالقومية لمطلب محاكمة مبارك عسكرياً ؛ و بعد أن فشلت في أن تجعل الشعب يتبنى فكرة محاكمة مبارك عسكرياً ، فإنها تريد الآن ما هو أسوء : محاكم ثورية . إنه إصرار السلطة على إنزال فكرة المحاكم الإستثنائية لأرض الواقع ، لتجهز بعد ذلك على معارضيها . إنها تريد من المعارضة أن تتبنى فكرة المحاكم الإستثنائية ، العسكرية في البداية ، و الآن الثورية ، لتستخدمها بعد ذلك كأداة لقمع أي صوت معارض لها بالرصاص . إنها تريد أن يأتي مطلب المحاكم الإستثنائية منا أولاً ، لتسخدمها بعد ذلك ضدنا ، و عندما نحتج تقول لنا : لقد كان هذا مطلبكم ، و ما طالبتم أن يطبق على غيركم ، يجب أن تقبلوا أن يطبق عليكم . إننا في حزب كل مصر - حكم كنا ، و لازلنا ، واضحين و صرحاء في رفضنا للمحاكم الإستثنائية ، أكانت عسكرية ، أو ثورية ، أو بأي مسمى ، أو شكل ، يصدر عن السلطة . ما نريده هو القضاء المدني العادل النزيه العلني و القوانين المدنية العادلة . لم يستثن حزب كل مصر - حكم أحد من مظلة العدالة المدنية النزيه و القوانين المدنية العادلة ، حتى عندما قبضت السلطة على مواطن إسرائيلي - أمريكي و إتهمته بإنه يحاول الوقيعة بين الشعب و الجيش ، و ظنت إنها ستخيفنا من الحديث بسبب الجنيسة المزدوجة لذلك الشخص و التهمة الخطيرة الموجهة إليه ، فإننا لم نرتعب ، و لم نحد عن مبادئنا ، و طالبنا له بمحاكمة مدنية عادلة نزيهة علنية تصدر حكمها بناء على قانون مدني عادل ؛ و في هذا الشأن أرجو مراجعة مقال : في قضية التدخل الإسرائيلي ننتظر حكم القضاء المدني النزيه ؛ و كتبته و نشرته في الخامس عشر من يونيو 2011 ؛ و كذلك مقال : هل يعقل أن نتنياهو و ليبرمان يتآمران على طنطاوي و سليمان و مجلسهما ؟ ؛ و كتبته و نشرته في الثالث من سبتمبر 2011 ، و أخيراً مقال : أولها كذبة ، و أوسطها مهزلة ، و نهايتها فضيحة ؛ و كتبته و نشرته في السابع و العشرين من أكتوبر 2011 . كذلك فإنني عندما كتبت في السادس عشر من مايو 2011 مقال : لماذا لا يُحاكم هؤلاء عسكرياً أيضاً ؟ ، فإن محتوى المقال يدل بوضوح على إستنكاري المعاملة المختلة التي كان يطبقها نظام طنطاوي - سليمان ، حين كان يريد تقديم مبارك لمحكمة مدنية ، بينما يحاكم النشطاء بمحاكم عسكرية ؛ و أن هدفي كان ، مثلما لازال ، هو أن تكون المحاكم المدنية هي الوحيدة التي يقف أمامها كل المواطنين المصريين ما عدا العسكريين الموجودين في الخدمة العسكرية . حتى مبارك - أكرر - لم نستثنه من الحق في المثول أمام قضاء مدني عادل نزيه في محاكمة علنية ، و قد ذكرت ذلك مراراً و بكل صراحة و ضوح . حزب كل مصر - حكم يريد إصلاح مصر ، و إصلاح مصر لا يكون بهدم ما تبقى من جهاز العدالة المدنية ، التي أفسدها نظام مبارك ، بل بالعمل على إصلاح النظام القضائي المدني بتطهيره ، و مراجعة القوانين المدنية ، و حظر العمل بالقوانين الإستثنائية ، و القضاء تماما على فكرة المحاكم الإستثنائية التي يريد نظام طنطاوي - سليمان أن تتبناها المعارضة ليستخدمها بعد ذلك ضدها . حزب كل مصر - حكم يحذر أعضائه و مؤيديه و كافة المواطنين المصريين من عملاء السلطة المتسربلين بسرابيل المعارضة ، و من سمومهم التي ينفثونها تحت غطاء الثورة و حمايتها . الآن هناك إنتخابات رئاسية ستحسم قريبا ، إن شاء الله ، و علينا إنتظار نتيجتها ، و خلال فترة الإنتظار علينا أن نعمل ما في وسعنا لإسقاط مرشح نظام طنطاوي - سليمان . تنبيه : لم تتغير السلطة ، و قد عادت لأساليبها القديمة ، لهذا أجد نفسي مضطر للعودة لنشر التنبيه القديم الذي كنت أستخدمه قبل قيام ثورة الخامس و العشرين من يناير 2011 ، و هو إنني غير مسئول عن أي تلاعب أو تشويه تقوم به الأجهزة الأمنية التابعة للنظام الحاكم ، و أرجو من القارئ الكريم في حالة وجود تلاعب أو تشويه أن يركز دائما على الأفكار الأساسية بأي مقال ، فهذا هو الأهم . ملحوظة : بدأت هذا المقال في تمام الساعة الرابعة و خمس و أربعين دقيقة مساء ، و إنتهيت منه في تمام الخامسة و أربع و أربعين دقيقة مساء ، بالتوقيت الصيفي للمنفى القسري : بوخارست - رومانيا و الذي يتقدم بثلاث ساعات على توقيت جرينتش ، و ذلك في يوم الثلاثاء الخامس من يونيو 2012 .
#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إما الزحف إلى طرة ، و إما إنتظار نتيجة الإنتخابات
-
لهذا سيظل حزب كل مصر - حكم على دعمه لمرسي في الجولة الثانية
-
الفلول هم الحكام و الأمن و القضاء و الإعلام و غير ذلك ، إنهم
...
-
الدساتير لا تؤسس الديمقراطيات الحقيقية ؛ البيئات السياسية ال
...
-
أتمنى أن يصبح هناك قسم للرسائل القصيرة داخل الموقع
-
في ألمانيا أعدمتم حوالي خمسمائة نازي ، إذا لا تطلبوا منا أن
...
-
توماس جفرسون من المحتمل أن يكون من أصل مصري
-
القبيلة الخليجية تتجه من الرابطة الدموية إلى الرابطة المدنية
-
قصر عابدين يجب أن يصبح المقر الرسمي و الفعلي لرئيس الجمهورية
-
نريد رئيس للجمهورية من صميم القيادة الإخوانية ، هذا قرارنا ل
...
-
سليمان هزم هيلاري بالنقاط و صفع البرلمان و أكد على الإنقلاب
-
في هذه الحالة نريد رئيس للجمهورية من صميم القيادة الإخوانية
-
الأهم هو : كيف إستخدمت تلك الجمعيات الأموال الأمريكية ؟
-
سحق ربيع العرب سيبدأ من مصر بتمويل من آل سعود
-
المجلس العسكري مكانه الصحيح قفص الإتهام
-
كان على الشعب أن يقبض عليهم ثم يتحفظ عليهم بنفسه
-
أحذر من إنقلاب عسكري تخطط له جهة أعلى من المجلس العسكري
-
الحكم بالنسبة لنا وسيلة من أجل تحقيق غايات نبيلة
-
نبيل العربي و عمرو موسى وجهان للعملة الناصرية
-
هل سيتمتع الإخوان في مصر بنفس شجاعة أردوغان ؟
المزيد.....
-
هذا الهيكل الروبوتي يساعد السياح الصينيين على تسلق أصعب جبل
...
-
في أمريكا.. قصة رومانسية تجمع بين بلدتين تحملان اسم -روميو-
...
-
الكويت.. وزارة الداخلية تعلن ضبط مواطن ومصريين وصيني وتكشف م
...
-
البطريرك الراعي: لبنان مجتمع قبل أن يكون دولة
-
الدفاع الروسية: قواتنا تواصل تقدمها على جميع المحاور
-
السيسي والأمير الحسين يؤكدان أهمية الإسراع في إعادة إعمار غز
...
-
دراسة تكشف عن فائدة غير متوقعة للقيلولة
-
ترامب يحرر شحنة ضخمة من القنابل الثقيلة لإسرائيل عطّلها بايد
...
-
تسجيل هزة أرضية بقوة 5.9 درجة قبالة الكوريل الروسية
-
مقتل ثلاثة من أفراد الشرطة الفلسطينية بقصف إسرائيلي لرفح
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|