أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - تواطؤ يتغذى من الذات














المزيد.....

تواطؤ يتغذى من الذات


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3749 - 2012 / 6 / 5 - 19:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تواطؤ يتغذى من الذات
كتب مروان صباح / كان الحلم لدى العربي بسيط التحقيق ويحتاج لبعض الوقت كي يحقق المسافة بين حلمه وواقعه ثم يلتفت بعدها بشكل فوري إلى إقامة العدالة الإجتماعية ليست محدودة الجغرافيا بل في العالم بأسره لتشمل باقي الأمم .
لكن سرعان ما تبدد وروكبت ميكانيزمات عقولنا وبدأت تتكشف تلك الهروات التى وضعت في الدواليب ليصبح الحلم مستحيل وتتحول جميع الأحلام إلى أوهام ويتقلص إلى حد الفردية ، وما تحقق عند الكثير هو حلم فردي وفي كثير من الأحيان أتى من غير جهد بل يمكن عنّ طريق ورقة يناصيب ، لتصبح الحياة أشبه بعداد الكهرباء تجري الأيام كما يجري تيار الكهرباء مشحوناً بشعطات كهربائية وقد نكون أقرب إلى الأموات من الأحياء لأننا أضللنا المسار بحيث لم تعد للحياة نكهة ولا لون ولا رائحة فالملل شعارنا والفراغ يحيطنا والأوطان شارفت أن تتراجع من حدود عتبة البيت إلى غرفة النوم وإذ كان في الغرفة من يشاركنا تتراجع الحدود إلى السرير ، بالرغم من سهولة الحياة وتطورها السريع من تنقل متاح للبشر وليالي ملاح لكن فجأة صارت الحياة لا تطاق بعد أن كانت ممتلئة بالإستراتيجيات في بعدها العلمي ليتحول العيش ساعة بساعة وهمّ الناس المعدة والرغيف ، هو الهدف الأعلى ورطل اللحمة هي البعد المستقبلي .
كأن المجتمعات أصيبت بتصلب الشرايين وعاجزة عن تعبئة وقتها بشيء يريح الضمير ويثلج الصدر ومنتج مفيد بينما تحولت أغلب الوظائف التى تقوم بها أشبه بالبطالة المقنعة ليصبح الفرد أداة ذاتية لتعذيب ذاته من غير قصد أو وعي مما تعزز لديه شعور بالآنا التى يعّجز فعل أي شيء خارج محور وجوديته ، فالمنطق يقول أنه يجب إجراء مراجعه منطقية للنظر في الأسباب التى أوصلت المزاج العام لهذا الحد وصولاً إلى تصور واضح حول ممكنات الخروج من الوحل ، بمعنى أخر بحاجة أن نجري نقداً ذاتياً ونعترف بالإستغراق لحالة التكلس التى تعيشها المجتمعات مما يجعلنا أن نفتش على الطريق التى يمكن الإعتماد بها على ذاتنا في إيجاد فرص تُنمي طاقاتنا دون الإرتكاز على حيطان لا يستند إليها .
ما يقال عنه إستقراراً إتضح بعد أن اسدل الستار وتكشف المستور بأنه قمع أدى إلى عقدة الخوف تنامت عبر العقود السابقة فولّدت مرحلة من الكذب الإجتماعي والتضليل بإلاضافة إلى النفاق الإجتماعي والرياء السياسي لم نقرأ لمثلها من قبل لدرجة وصل التصنع مواصيله وأجبر الفرد على تكوين مساحة يجري فيها وراء أنانيته التى لا تنتهي إلا بموته أوالإنكفاء إلى غرف الظلام متحصناً عند الخروج بإرتداء طاقية الإخفاء التى بنت له حائطاً إسمنتياً يمنعه من التنفس والإحساس بالإختناق المزمن لتتحول الحياة أشبه بعود كبريت ما ان ينتهي مفعوله يعاود إلى مربع الضجر ، إعترافات في لحظات نادرة يبوح بها المرء الذي أصيب في وجدانه للخنوع ودفع الغالي من رصيد حياته هي حقيقة غير قابلة للإنكار ، لأنها في كل مرة يهدأ الغبار وتنجلي الحقائق يتكشف أنه مازال في حالة البؤس التى حاول جاهداً أن يخرج منها بشتى الوسائل .
جاء الرحيل مبكراً للحلم العربي فثمه من كان يحلم بتحرير فلسطين ويعتقد بمشاركه أو أثنين في مظاهرة طلابية تتزاحم بها الأقدام التى تسيير بإتجاه الحدود يُنجز المهمة ليجد نفسه اليوم يتحسس ما تحت قدميه خوفاً من تكرار الدراما العراقية ، وما نراه ولا نصدقه إلا بعد معاناة كبيرة هو الاستسلام للواقع المرير والإكتفاء بالقليل وما يبقينا على قيد الحياة بحيث تتفاقم الأزمات وتدخل في دائرة التعقيدات بمرور كل يوم دون الإنتباه لنزيف الخاصرة ، الأمر الذي يجعلنا نتفهم بأن لا بد للفرد أن يعود إلى صف الجماعة التى تمثل وحدة المجتمع ومن غير الكل لا مجال للحلم والإستراتيجيات ولا بد أيضاً لمن تغلغل في دمه الدراكولية أن يتخلص منها كي يتمكن من تحقيق حلمه البسيط .
قد تورطت الشعوب الأكثر تنعماً بالهروب إلى الأمام وما يسمى في علم النفس الإنتحار الإرادي أو إنهاء الحياة بقرار ذاتي ، لكن هناك إنتحار مسكوت عنه يتوارى خلف الخجل هو معنوياً قد أبتليَّ به هذه الأيام أكثر الشعوب بحيث يلازم الأغلبية الساحقة هذا الشعور بلا إنقطاع ليتحول رنين جرس لا يكف عن التنبيه ، فمن اعتقد بأن أخذه للأرض ومحاولات تخبئة نفسه تحت سيارة قرب الرصيف تنجيهِ من قذائق طائرة تسقط حمولتها فهو يتواطأ على نفسه ومن يحاول تقليد النعامة بدفن رأسه في الرمل فجسده سيكون متعةً للقناصة .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من شروط نهوض الدولة نهوض القضاء
- يعيش خارج التقويم
- محكمة ذاتية أقامها لنفسه
- الطرف لثالث
- مرحلة لا بد من قطعها كي يعاد العقل إلى عقاله
- الخطأ يتحول إلى خطايا
- الخطوة تبحث عن مغامراً
- فلسطين الديمقراطية فيكِ عرجاء
- احتشادا وتأهب
- لعبة التكامل والابتزاز المتبادل
- وزيراً في الصباح وغفيراً في المساء
- المزهرية الفارغة يثرثر فيها غياب الورد
- جنرالات استبدلوا الشدة بالفتحة
- عادات كرسها متنكرون
- التنكر في زمن الانتخابات
- المقابر فاضت وابتلعت المدن
- القيامة بصياغة بشرية
- توهموا الصغار بأنهم أنداد للكبار
- قبيحة وتزداد قبحاً
- عواصف تخلع النوافذ بعد الأبواب


المزيد.....




- انهيار سقف ملهى ليلي يودي بحياة 44 شخصا.. وعشرات الجرحى تحت ...
- لحظة احتراق صحفي فلسطيني حيا في غزة!
- الرئيس اللبناني يحذر من نتائج الخرق الإسرائيلي للقرار 1701.. ...
- وزير الدفاع الأمريكي: الصين تشكل تهديدًا متواصلًا لقناة بنما ...
- غوتيريش: إسرائيل حولت غزة إلى -ساحة قتل-
- مقتل فلسطينية في الضفة الغربية وإسرائيل تتهمها بمحاولة -طعن- ...
- لندن.. مطالب بمحاكمة متورطين بحرب غزة
- الكونغو.. -الجمرة الخبيثة- تفتك بأكثر من 50 فرس نهر وحيوانات ...
- هل أنهى ترامب سعي نتنياهو لضرب إيران؟
- ترامب الابن يتهم كييف بالتكتم على محاولة اغتيال والده


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - تواطؤ يتغذى من الذات