|
ويسألونك: لماذا يتم اختيار ممثلي المجلس الوطني وفق خيارات دولية وليس خيارات داخلية وطنية شعبية ! 2
عبد الرزاق عيد
الحوار المتمدن-العدد: 3749 - 2012 / 6 / 5 - 13:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يسألونك: لماذا يتم اختيار ممثلي المجلس الوطني وفق خيارات دولية وليس خيارات داخلية وطنية شعبية ؟!
أي يسألونك : لماذا لا يتم انتقاء أشخاص على اساس مطالب الشارع (اناس يلبون طموحات الشارع) ......نقول : إن تشكيل المجلس تم بعيدا عن الشارع ومطالبه وهذا يفسر لنا : كيف يمكن لعضو في المكتب التنفيذي يستمر بحماية دولية ،رغم أنه تجاوز كل الحدود السيادية الوطنية السورية بل والعربية ...عندما يعتبر إسرائيل (حاجة ضرورية لنا العرب) وهم بذلك يسوقون مثال (السيدة بسمة قضماني) !!! ، ويساءلون عن مصلحة الغرب في دعم أناس لا يجدون قاعدة شعبية لمواقفهم وأرائهم في مجتمعاتهم ...بل يتساءل البعض ما هو سر دعم الغرب إعلاميا وسياسيا لجورج صبرة منذ حطت أقدامه على أرض فرنسا ؟؟؟
هل يعقل أن الغرب لا يعرف أن جورج صبرة هو سليل حزب شيوعي ستاليني ؟ وأن حزبه لم يدخل سجون البعث الشمولي بسبب ديموقراطيته، بل بسبب تطرف شعاراته القومية التي أراد أن ينافس بها البعث والمزاودة عليه من حيث أولوية الدعوة إلى الوحدة العربية الشاملة وللتو ...أو شعار تحرير فلسطين من الماء إلى الماء ....والأطرف ما في الأمر أن أعضاء حزب الشعب يعرفون أن حزبهم كان ولا يزال على أبواب انشقاق بين خط الترك المتبني لأولوية الديموقراطية وإسقاط النظام في سوريا، وبين الخط الذي قاده جورج صبرة في ضرورة رفع الحصار عن النظام السوري وفك العزلة عنه انطلاقا من وحدة الموقف الوطني معه في مواجهة المشروع الامبريالي والصهيوني، وذلك حتى فترة قيام الثورة ، ومن ثم خروج صبرة من سوريا ليركب ظهر الثورة وشعاراتها في اسقاط النظام، وذلك بعد أن هبط عدد قاعدة حزبه إلى 300 شخص هم من الشيوخ الهرمين ، بعد خيبة أملهم في الحزب الذي ادعى أنه حزب الشعب، وأنه ولم يعد (الحزب الشيوعي –المكتب السياسي المعروف برياض الترك ...كما الحزب الشيوعي الرسمي المسفيًت –والمتروّس اليوم الذي يحسب على النسل االبكداشي : الصهر والابن)....
ويقول أبناء حزب الشعب المنقلبين عليه والمنشقين عنه أن (جورج صبرة) قاد هذا التيار الانتهازي الداعي إلى الحوار مع العصابات الأسدية بعد الدعوة إلى فك الحصار عنها ،بالضد من تيار رياض الترك بغض النظر إن كان ذلك نتاج تحول في فكر الترك باتجاه الديموقراطية وأولوية اسقاط النظام ، أو نتاج رغبة ثأرية انتقامية من عصابة نظام حبسه أكثر من خمسة عشر عاما ....وهذا التساؤل مصدره خيبة الأمل في الوعود التجديدية التي أطلقها هذا الحزب الستاليني العتيد (البكداشي –التركي : الذي سمى نفسه باسم ( حزب الشعب ..والديموقراطي أيضا!!!)
لهذا يستبعد البعض الآخر-في الحزب وخارجه- أن يكون الدعم الإعلامي الغربي المبتذل –على الطريقة البعثية السورية- لصبرة بسبب علمانيته (الستالينية )، بل بسبب مذهبيته الطائفية (أي بسبب اسمه الديني المسيحي جورج) ...وهذا ما يثير اعتراضا جديا ، سيما من المدافعين عن العلمانية الفرنسية الشديدة المراس التي لا تأبه –ولوشكليا- للانحيازات الدينية والمذهبية ،ويضيف المدافعون عن وجهة نظر عدم الانحيازية الفرنسية ، أن الفرنسيين والانكليز هم الأكثر معرفة (انثربولوجية) وثقافية ودينية بمنطقة الشرق الأوسط ،بسبب تاريخ احتكاكهم الكولونيالي الطويل مع المنطقة لقرون من الزمن منذ الحروب الصليبية ، بالإضافة إلى تطور علوم الإناسة والجناسة والدلالة (السيميولوجيا) في فضاءاتهم الأكاديمية التي تتيح لهم تلمس- أو على الأقل- تحسس البطانة الوجدانية الداخلية للخصوصيات الثقافية والأنثربولوجية للمخيال الثقافي اللاشعوري العربي والإسلامي والشرق أوسطي ...فهذه المعرفة تتيح لهم تلمس بل واكتشاف أن المخيال الرمزي تحركه اليوم في سوريا فكرة ( الشهادة) ، وهي فكرة دينية إسلامية خلاصية عظيمة ومقدسة ،بغض النظر عن درجة تدين الشهداء أو مدنيتهم بل وعلمانية هؤلاء الشهداء الأبرار...
إن الموت لدى كل الشعوب له طعم الميتافيزيقا حتى اليوم، بغض النظر عن شدة أثر هذه الطعوم ، إن كانت إسلامية أم مسيحية أم يهودية أم وثنية ...ولهذا فإن عقل الباحث والمفكر والسياسي الأوربي قادر على استيعاب وفهم خصوصية المشروعية الثقافية والرمزية لمبدأ الشهادة وخصوصيته المقدسة......بوصفه خصوصية ثقافية عميقة الجذور الضاربة في الوعي الإنساني ، بل وحتى اللاوعي الجمعي للشعوب والجماعات الاثنية والدينية والمذهبية ، ولهذا فإن العاملين في مراكز البحث العلمي والجامعي والأكاديمي يستوعبون ويتحسسون دلالة الكثافة الرمزية لفعل الشهادة الواقعي والرمزي،بوصفه فعلا ينتمي إلى شبكة دلالية معقدة ، لا بد من مراعاة حساسياتها ...ولهذا نقولها بصراحة وعلنية : إن فعل الشهادة اليوم في سوريا ينتمي إلى الضمير الجمعي الأكثري وشبكة رموزه ودلالاته المؤسسة على القول الإلهي "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا ، بل هم عند ربهم يرزقون ...صدق الله العظيم " ..هذا القول الإلهي لا يمكن له شعوريا وأخلاقيا ورمزيا بل وطنيا - (وعلى جورج صبرة وحزبه أن يفكروا بذلك مليا)- أن تكون قيادته وتمثيله من خارجه ..من خارج مصفوفته المشاعرية الجمعية ..من خارج منظومة ثقافة الشهادة الرمزية والوجدانية، حتى ما بعد الثورة على الأقل، أما ما بعدها فإن الشعب السوري الذي اختار فارس الخوري المسيحي كقائد لحراكه الوطني الشعبي في الأربعينات والخمسينات ...فإنه لن يكون أقل وعيا وطنيا ومدنيا مع ربيعه السوري والعربي اليوم الذي يقدم الأمثال للعالم قاطبة على مدى نضج وعيه الوطني المدني الديموقراطي الذي يتخطى المذهبي والطائفي ،والذي ليس هو بحاجة لامتحانه اليوم في محنته التراجيدية التي تتجاوز تراجيديات العصور ...حيث ستتذكر البشرية مجزرة الحولة لقرون قادمة...
لا داعي لامتحان الضمير الوطني الشعبي السوري المقهور في هذه اللحظة المأزقية الممزقة للروح والوجدان ،إنه يلتحم بهذه اللحظة المصيرية بضمير الله –حيث ذروة العناق الخلاق بين الأرض والسماء- ضمير الله الذي لا يمكن امتحانه على مدى تسامحه وقبوله لخلقه وأبنائه من الآخر الوطني والقومي والإنساني...إن ضمير الشعب السوري اليوم هو المرجعية الشرعية والأخلاقية والإنسانية للبشرية جمعاء ...أليس هو اليوم رمز الشهادة العليا التي توحد بين ضمير البشر وضمير الله في ذروة سؤدد الكرامة والحرية التي تترأرأ أمام باصرة الإنسانية ...!!!
#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل يعرف الأخوان المسلمون حلفاءهم اليساريين حقا ؟؟!!
-
مذبحة -الحولة- بين (الثابت والمتحول ) !!
-
خيبتنا بالمثقف الفلسطيني : (بشارة وعطوان ) !!؟؟؟
-
ويسألونك: لماذا يتم اختيار ممثلي المجلس الوطني وفق خيارات دو
...
-
يسألونك هل مشكلة المجلس الوطني ب (غليون) الذي استقال ؟
-
هل خطاب ميشيل كيلو خطاب سلطة أم معارضة ا؟
-
ويسألونك عن رئيس المجلس الوطني القادم ..!؟
-
المجد للمرأة السورية في الأرض والسماء : فالجنة تحت أقدامهن ا
...
-
المهم كشف القفا لمقدس الخوف والرعب.. (الطائفي – الأسدي ) : ا
...
-
هل هناك سلطة ومعارضة في إطار الدولة والمجتمع في سوريا ؟
-
-الجهاد- أم -الدفاع عن النفس- ؟! قبلة على جبين شبابنا: جيل ل
...
-
العجائبي والخارق والعار في سلوك القاصر (بشار) ...!!!
-
بين -الممانعة - السياسية و-المماتعة - الجنسية !!!!
-
العلاقة بين مفهوم الثورة والجهاد في الثورة السورية
-
ليت الرئيس المنصف المرزوقي كان منصفا مع الشعب السوري !؟
-
حول ما جرى معنا في أربيل كردستان
-
التكتل الديموقراطي لربيع دمشق
-
حول اتهام الشباب السوري الغاضب في مصر بالتشبيح ...!!
-
نداء تضامن مع مطالب الثورة السورية الداخلية ب-الثلث المعطل-
...
-
حول ممكنات قيام برلمان سوري معارض !!!
المزيد.....
-
الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و
...
-
عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها
...
-
نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|