ابراهيم جوهر
الحوار المتمدن-العدد: 3748 - 2012 / 6 / 4 - 09:46
المحور:
الادب والفن
الأحد 3 حزيران : ...................... يومية : إبراهيم جوهر - القدس
على هذه الأرض أمل
نمت على غضب وحزن ورثاء ، واستيقظت طليق النفس باحثا عن تفاؤل في صفحة اليوم . بدأت بالسطور الأولى ؛ لحظات الفجر الصبوح والصباح المتفتح ...كان لا بد من انعكاس هموم الليل المتراكمة على بهاء الصباح لكنه طردها وأنا أستشعر معنى ( على هذه الأرض ما يستحق الحياة ) .
الجمال يحيط بي ؛
الطيور المتفائلة ، وبدايات الشروق الذهبية ، والنسمات الحانية بسحر لذيذ ، ومنظر الأفق البعيد ، واتساع الفكرة ، وامتداد الحلم ...( على هذه الأرض ما يستحق الحياة ...) .
نويت التفاؤل . نويت البحث عن الجمال وسط ركام الدمامة . سأبحث عن رحيق في زهرة الشوك . سأحمل شجرة الصبر هذا المساء إلى مبنى ( جمعية الشبان المسيحية ) وقاعته الفخمة لأعرضها على خشبة المسرح أمام الطلبة الخريجين وذويهم والحضور .
مبنى الجمعية وقاعة المسرح الجميلة يقابلان فندق ( الملك داود) تماما ؛ يفصل بين المبنيين شارع بعرض ثمانية أمتار فقط .
( هنا نسفت منظمة صهيونية المبنى . المنظمة المتطرفة كانت برئاسة مناحم بيغن . وهنا أقام الرئيس أنور السادات حين زار القدس . هنا كان تاريخ . هنا يكون تاريخ . ) وهنا سأكون الليلة – وقد كنت – مع ( صبرتي )، ورسالتي ، وأحلامي ، وكلماتي .
لا أطيق ( الوداع ) في العادة ، لكني في وداع طلبتي أعرف أنهم ذاهبون إلى نوافذ المستقبل ليواصلوا زراعة الورود ، والصبر ، والأغاني ....
هنا ؛ في القاعة الفاخرة عزفت الطالبة ( أحلام درويش ) لفيروز ، وللوطن .
موطني ...( تذكرت سريعا لحظتها السادات ، وبيغن ، والانتداب .....)
ها هو ( موطني ) يعلو على أصابع ( البيانو ) بأصابع ( أحلام ) ...
المواقف تحمل لغة .
اللغة تحمل مواقف .
المكان له روح . الروح مكانها الأرض ، والسماء ، والصدور .
ظلت ( صبرتي ) صابرة . ظللت صابرا . ( على هذه الأرض ما يستحق الحياة ) على هذه الأرض صبر ، ومستقبل .
( اليوم أهداني طلبة الصف التوجيهي العلمي كلمات شكر ، وساعة رملية .
الكلمات تقول : ( الأب الغالي : لو جمعوا كل المعاني من عرب وعجم لن تساوي شكركم ، لن تجاوز العدم . )
كلمات ، وساعة ...رسالة صدق وإحساس بالمعاني المشرعة على الأفق .
#ابراهيم_جوهر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟