جعفر الحيدري
الحوار المتمدن-العدد: 3747 - 2012 / 6 / 3 - 15:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قد ْ تُورِقُ الأغصانُ بعد َذبولِها, هكذا كُنا وبفرشاةِ الأملِ رسمنا لوحة ً للتحرير من سجن ِ جلاد ٍ.. تأنُ إلى ألانُ بنا الأضلاعُ منْ سياطه ِ, وعلى الضميرِ وفوق َ الجَماجِم ِ شيدَ بلاطه ُ.
نعم يا شعبَ أميركا ... كنا نُمَني النفسَ بفجر ٍ هو للأيتام ِ عيدٌ وللأرامل ِ ثوبٌ جديدٌ , نمنيها لأننا لم نعلم إن للحريةِ وجهٌ قبيحٌ هو الاستعمارْ وعلى الشعوبِ أن تكافحَ ذاتياً لتكسر الأصفاد , لم نعلمْ إن للإنسانيةِ لونٌ عنصُري ومذهبٌ طائفي يُحاربُ الأحفاد لأنهم رضعوا ثورةُ الأجدادِ .
فبالأمسِ جيفارا واليوم غاندي وغداً على رَحِم ِ الأمةِ أن يلدَ الحسينْ ليصرخ لا أعطيكم بيدي إعطاءَ الذليل ولا افِرُ منكم فرارَ العبيد .
لا نريدُ سوى الحياة لا نطلبُ غير الحرية هكذا ولِدنا وترعرعنا وعلى السماحة هرِمنا , ولأننا ننتمي لعائلة الأرض الطيبة فكلُ صباحا ً تُفَتّحُ علينا نافذةُ الشمس لتضيء الكون بلا تمييزٍ نوعي أو جنسي , هي الحريةُ نريدها كالشمسْ في كلِ يومٍ وغدٍ وأمسْ .
يا شعبَ الولايات المتحدة نحنُ قومٌ لا نموتُ على المَعِدَة بل نأكلُ لنعيش كالنحلة في مجتمع ٍ مدني ٍ تجمعهُ الألفةُ والوحدة, عليكم من اليوم أن لا تنْخَدِعوا وتُخدَعوا بما يَعدَكُم قادَتكُمْ في حَملاتِهم الانتخابية فما الأيام ُالسابقة ببعيدة ولا القادمةُ بأبعد , فلا بوش بأفضل من أوباما ولا ألأخير بأفضلُ من المرشح الجمهوري الجديد مت رومني ..؟
التجاربُ خيرٌ من التحليل ِ ,جعلونا أيها الشعبُ الطيب قادتكم مختبرا ً للفئرانْ تُجَربُ علينا الإشعاعات بآلاف الأطنان , كذبوا علينا وقالوا سوفَ نجعلُ من العراقِ واشنطن ونيويورك وميشيغان .
صدقنّاهُم لأننا مغفلينْ, استنصرناهُم لأننا مظلومينْ, أمنّاهُم لأننا مهزومينْ, نَسينا إن فاقدَ الشيء لا يعطيه , نسينا إن أميركا تتعكزُ بإقتصادها على استعمارِ اقتصاد الآخرين , نسينا المعلم فغضبنا على التلميذ , أردنا أن نشتري شرفا ً بالحريةِ فكان سجن أبي غريب رسالة الشرفِ , وهلمَ جرى مجازرٌ وجرائمٌ يندى لها الجبين .
فيامن تتبجحون بالحرية يامن تسوّقون لنا الديمقراطية بمانشيتات هوليودية , أبصروا بعينكم شاهدوا مجازركم لأنكم سكتم صمتم أمام مجرمي الحرب من رؤسائكُم , فهل تعلمون إن حجمَ التلوث الإشعاعي المسببْ للأمراض السرطانية اللوكيميا يهدد الملايين من الشعب العراقي وهو يوازي سبع قنابل ذرية من التي أصابت هيروشيما ,هل تعلمون ماذا فعلت شركة بلاك وتر من مجازر , هل سمعتم بمجزرة حدثت في مدينة حديثة راح ضحيتها 24 مدنيا عراقيا قتلوا بدم بارد ,مئات الجرائم اليومية يمارسها جنودكم في حق العراقيين ,اغتصاب العشرات من النساء والأطفال وحتى الرجال في 37 سجنا ً تحت إمرتكم في العراق , فيها عدد السجناء يصل 400 ألف سجين , منهم 10 آلاف امرأة , 95% تم اغتصابهن ,إضافة إلى قتل وإرعاب الأطفال وهم لم يبلغوا الحلم بل كانوا أحداث صغار , كلُ تلك صورٌ يندى لها جبين الإنسانية فأي ديمقراطية أعطاها لنا رئيسكم المنتخب بوش , فهل قتل النساء الحوامل في قاموسكم ديمقراطية أم قتل الأسرى واغتصاب الرجال واظاهرهم أمام العالم بلا ملابس يسمى حرية .
يا شعب أميركا العظمى هل الحرية والديمقراطية تكون بعدم محاسبة الجاني والقاتل والمرتكب للجريمة وعدم تقديمهم للمحاكم , حاسبوا واسألوا وطالبوا رئيسكم بوش أو اوباما كيف بكل وقاحة ذهبوا ليسنوا قوانين في المحاكم الدولية لحماية مجرميهم من الجنود رعاة البقر وإعفائهم عن المحاكمة في محاكم جرائم الحرب بل يتبجح رئيسكم بان قرارات القاضي الأميركي له الأولوية على أي قرارات أخرى حتى لو كانت اتفاقية جنيف بحق التعذيب .؟؟؟
لكن المخزي والمقرف هو التنصل من الوعود والعهود , أمريكا تعلم قبل غيرها إن الأرضية العراقية هش َّ وهي في أي وقت تكون معرضة للانفجار و للزلازل , فعراق بلا جيش أو جيش بلا وطنية , لما يحمله من هوية طائفية لأنه اليوم عبارة عن منظومة حزبية ائتلافية ماركته مسجله باسم الائتلاف الوطني الإيراني , أميركا ذهبت , فجثمت على صدر العراق تركه ثقيلة من الأحزاب الطائفية المتناحرة المتناطحة , وهي بهذا ضربت شوطا من الصراع بين الأقطاب المذهبية السنية الشيعية , رحلت وانسحبت أميركا في نصف الشوط والطريق طويل شائك شاق فبقى العراق وأبناء العراق والوطنين بين حيتان طائفية تحكمهُ وهي تعلم بضرس ٍ قاطع إنها قاصدة لدمار العراق وتركهُ بلا بنيةٍ تحتية متعكز على الأحزمة الناسفة ومتكأً على التدخلات الخارجية حتى من اضعف الدول المجاورة .
فيا شعب أميركا اسألوا قادتكم كيف سمحوا لهذه الأحزاب الطائفية أن تحتكر السلطة وتكتم الأفواه وتوزع الثروات على عوائل قليلة , كيف سمحت أمريكا تعطيل الدستور وسلب الحريات والفكر والتعبير عن الرأي وهي ترى بأم عينيها التقارير التي تشير إلى انتهاكات حدثت وتحدث على حقوق الإنسان من سجن وتعذيب وترويع وانتهاكات أخلاقية وجسدية وجنسية وهدر للأموال ومؤسسات من الفساد الإداري والمالي يديرها عصابة مافيوية بقيادة المالكي وائتلافهُ الفاسد .
اسألوا ياءيها الشعب المتحرر إن كنتم كما تدعون , كيف قادتكم يسمعون ويرون منظمات حقوق الإنسان من منظمات مدنية وحقوقية ومنظمات العفو الدولية كهيومن رايتس ووتش وهي تصرخ وتندب بالفساد والانتهاكات كل يوم وقادتكم ورؤساؤكم وقدوتكم وكونغرسكم صامت كصمت القبور أمام حجم الدمار في الكيان العراقي وأخرها وليس أخرا ً هو ماحدث من تعدي على العبادات والديانات من حرق للمكاتب الشرعية للمرجعية الدينية في النجف المتمثلة بالمواطن العراقي والمرجع العربي السيد الصرخي الحسني وما تبعهُ من عمل إجرامي يمثل الامتداد الطبيعي للإعمال الإجرامية التي وقعت من قبل احتلالكم الغاشم وهو تهديم مسجد السيد محمد باقر الصدر في الناصرية سعيا ً لإسكات الأفواه وتكتيمها في عراق تنعتوه بالجديد الديمقراطي .
واخيرا ً لا نريد يا شعب أميركا إلا أن نعيش بسلام ٍ ووئام ٍ على هذا الكوكب كما تنعمون انتم بالسلام والأمان , ولا نريد أن يتسع بيننا ثقب طبقة الأوزون لأنه بالتالي سوف نكون كلنا الضحية .
فالسلام على العراق يوم ولد شامخا ً ويوم مات بأحتلالكم ويوم يبعثُ حيا ً برجاله الأوفياء .
رابط المطالبة بوقف الانتهاكات والفساد الحكومي
http://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?t=325013&page=1
رابط الجرائم والإشعاعات النووية بحق الأطفال
http://lifecd.blogspot.com/2010/11/stronger-us-crimes-in-iraq.html
رابط تهديم المساجد والحريات الدينية
http://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?t=317801
رابط حرق المكاتب الدينية ومن أمام أنظار الحكومة العراقية
http://www.youtube.com/watch?v=6ekQx6M8YSw
#جعفر_الحيدري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟