محمود فنون
الحوار المتمدن-العدد: 3745 - 2012 / 6 / 1 - 10:52
المحور:
الادب والفن
حوسان تستقبل حالما
يعود الى حوسان اليوم محمد عيسى خليل زعول بعد غياب دام ثماني سنوات
خرج من بيته يحمل الحلم الفلسطيني
يعود وقد حرقه الشوق الى ذكرياته ..يعود الى حوسان ليتجول فيها ..لكن ليس على قدميه بل على اكف العاشقين
يعود ..تضمه امه تحاول زرعه مرة ثانية في احشائها علها تعيد الى قلبه نبضه ..تلثمه وتضمه وتغسل وجنتيه بدموعها..هو يشتهي حضنها الدافيء ويحن الى الطفولة التي انتزعتها منه سني العمر الذي لم يكن ليتوقف..ثم جاء الكفاح الوطني ليقول كلمته في حياته كلها .
عاد وكله شوق يصهر روحه وقلبه ..وسؤال كبر مع مرور السنين ..ما شكله؟ وهل ظل يحتفظ بلون عينيه؟..هل سيعرفني؟ هل سيلقي بنفسه الى أحضاني وأحمله وادور وأدور وتدور بنا الدنيا ؟ وهو يضرب عللى ظهري معاتبا على طول الغياب .. لا..لا..
فقد كبر ولكن سأحمله وأدوربه كما كنا بعد مولده ..واتفحص كل قطعة من جسده
..وأنظر في عيني امه مترددا كي لا اتلقى عتابها ..اخفض رأسي ..ارفع رأسي .. انظر من زاوية العين .. ولكنني لا استطيع ان أعتذر فالشهداء لا يعتذرون .
عاد ..ذهب حالما ..وعاد حالما..ان مياه كثيرة قد جرت في تهر الحياة منذ عام 2004م
يحلم ان دمه المتوحد مع دماء الشهداء قد غسل تراب الوطن وعاد زاهيا تكسوه حلة من بهاء الحرية والوحدة والتقدم.
هو اعطى دمه للارض كي يعيش ابنه حرا .
وطفل صغير يقترب من الجثمان الحي ..ينصت باذنه ..يميل برأسه ..يكاد يلتصق بالنعش ,ثم يركض هاتفا وبيده حجر..عاشت فلسطين ..عاشت فلسطين
جماهير جوسان ..جماهير العرقوب ..مئات ومئات من جماهير الشعب ...تتحشد لاستقباله وحمله على الاعناق لاستقبال الشهيد العائد ..تدور به في شوارع حوسان التي احبها .قبل ان يتوحد في ترابها الى ابد الآبدين .
#محمود_فنون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟