أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - أسبابُ عجزِ القوميةِ الفارسية عن التطور الديمقراطي














المزيد.....

أسبابُ عجزِ القوميةِ الفارسية عن التطور الديمقراطي


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3745 - 2012 / 6 / 1 - 08:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشبه القومية الفارسية في لحظتها التاريخية الراهنة العصبية القومية العربية في زمن الخمسينيات. حيث المركز العسكري الشمولي في هياجه السياسي، يحركُ صخبَ الجماهير الزبدي، ويفجر معارك لا لزوم لها، معارك ضد حلفاء ممكنين، أو أناس محايدين.

ابتلاع الدولة الفارسية لبلدان الأتراك والعرب والكرد والبلوش منذ تكون الإمبراطورية البهلوية شكّل آلةً حكومة عسكرية لم تقدم أيديولوجيا قومية أو إنسانية ديمقراطية لجميع الشعوب الداخلة في هيمنتها.

الابتلاع الأول جرى في ظروف الاستعمار الكولونيالي:

(منذ عام ١٩٢٠م، باتت بريطانيا تخشى من قوة الدولة الكعبية الحاكمة للأحواز، فاتفقت مع إيران على إقصاء أَمير عربستان وضم الإقليم إلى إيران. حيث مَنح البريطانيون الإمارةَ الغنية بالنفط إلى إيران بعد اعتقال الأمير خزعل على ظهر طراد بريطاني حيث أصبحت الأحواز وعاصمتها المحمرة محل نزاع إقليمي بين العراق وإيران وأدى اكتشاف النفط في الأحواز وعلى الأخص في مدينة عبادان الواقعة على الخليج العربي مطلع القرن العشرين إلى تكالب القوى للسيطرة عليها بعد تفكك الدولة العثمانية «الرجل المريض»، وبعد ذلك عادت تسميتها القديمة الأهواز بعد سقوط الأسرة القاجارية إثر الاحتلال الروسي لإيران وتولي رضا بهلوي الحكم في إيران)، موسوعة ويكيبديا.

عملية تمدد القومية الفارسية جرت من خلال تهديدات الروس القومية المبتلعة للقوميات الأخرى من خلال شمولية رأسمالية حكومية، فقوى ذلك طابع رأسمالية الدولة الفارسية، وقدم لها الاستعمارُ البريطاني هديةً إيجابية مليئة بالنفط من أجل تقاسم النفوذ في العراق والخليج.

إن الطابع القومي العسكري لم يَهضم الحداثة الغربية إلا كتقنيات، وظل شمولياً في هيمنته السياسية الاجتماعية على الجمهور، سواء أكانت هيمنة ذكورية على النساء، أم هيمنة الارستقراطية الفارسية على الشعب وهيمنة القومية الفارسية على الأقاليم غير الفارسية.

يفاقم ذلك تباينُ النسبةِ العددية للقومية الفارسية عن القوميات الأخرى:

(عدد الفرس ٣٠% من تعداد السكان ضمن جغرافية ما تسمّى بإيران، وتشكل الشعوبُ غيرُ الفارسية النسبة المتبقية منها، وتتمثل في الآذريين الأتراك (٢٥ مليون نسمة)، الأحوازيين (عشرة ملايين)، الأكراد (عشرة ملايين)، البلوش (أربعة ملايين)، التركمان (أربعة ملايين)، إلا أن جميع السلطات في إيران تختزل في القومية الفارسية).

إن إمكانية النمو القومي الديمقراطي غير ممكنة، ولهذا فإن الأيديولوجيا القومية الفارسية الليبرالية لا تنمو، وتصطدمُ بنزعةِ هيمنةٍ كبيرة، مثل روسيا، فإذا نمت الليبراليةُ الديمقراطيةُ وركائزها من تعاونٍ إنساني وتعددية وعلمانية وحداثة فإن ذلك يعني انهيار السيطرة على القوميات الأخرى المُلحقة بالقوة للمركز.

كذلك فإن الارستقراطية الحاكمة لم تتحول لطبقة وسطى ولم تساعد على نشوء طبقة وسطى ديمقراطية، وأعطاها نمو الموارد وتحولها من الزراعة للصناعة والنفط إمكانيات كبيرة لتقوية المركز بشكل إداري عسكري.

من هنا نجد أن الارستقراطية الحاكمة تتبدل من مَلكية إلى (جمهورية) دون تغيير في العمق الاجتماعي الثقافي.

القومية الحادة والمذهبية شكلان للارستقراطية الحكومية الفارسية في نموها، فاسم الدولة (إيران) يأتي من اقتراح ألماني نازي سنة ١٩٣٦، مثلما أن خيارَ ولاية الفقيه يعكس عجز الارستقراطية القومية عن تَمثُل العناصر الديمقراطية الإنسانية سواءً في الإسلام أم في الثقافة الغربية.

العناصرُ الفاشيةُ المذهبية مكوناتٌ متداخلة ترفض العقلانية والديمقراطية وتُصعّد في الجموع الهياجَ العاطفي العصبي لتحويله لعنف، ولهذا يجري نشر هذه الثقافة خارج حدود إيران في (المجال الحيوي) وتسعير العداء القومي المذهبي.

ونظراً لضآلة عدد الفرس وعدم قدرة هذا العدد على تكوين (إمبراطورية الرايخ الفارسية) يتم تعويضه بالعنصر المذهبي حيث تتضخم القومية بشكل غير حقيقي.

لقد وجدت في المذهبية الإثني عشرية قناعاً تخفي به طابعها الاجتماعي السياسي، عبر تصعيد دور اللاعقلانية والأسطرة والعبادات الاحتفالية.

لقد شكلت لها المذهبية مخرجاً توسعياً كذلك.

كما أن وجود أهل المذهب في المناطق الزراعية المتدنية التطور يتيح للعناصر القومية الفارسية اللاعقلانية التغلغل واستغلال الكادحين والفقراء البسطاء في وعيهم وفي ظروف عيشهم الصعبة والذين لم يعبروا زمنية نهضة ديمقراطية ليبرالية.

ومع تحول هذا المشروع لآلة حربية واقتصادية كبيرة عبر الحرس الثوري يصل المشروع إلى مرحلة تنفيذ لا تجد منافذ سليمة ولا علاقات آمنة. لكونه يصطدم بالقوميات والأديان والمذاهب والدول الأخرى، فنجده ضد الغرب والعرب والشعوب في الداخل، ولهذا تحول القومية المتعصبة إيران لمشروع روسيا مستبدة عسكرية أخرى تنتظر التفكك الداخلي.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحمد شفيق طيارُ التحول الاجتماعي
- رياضُ الترك رمزاً (٢-٢)
- رياضُ الترك رمزا
- مع الرأسماليةِ الحرة يمينٌ ويسارٌ جديدان
- الشيوعيون العربُ والثورة السورية (٢-٢)
- الشيوعيون العربُ والثورة السورية (١-٢)
- فصل المذاهب عن السياسة الحديثة
- الإخوانُ المسلمون في سوريا (٢-٢)
- الإخوان المسلمون في سوريا (١ -٢)
- مير حسين موسوي من رئاسةِ الحكومة إلى السجن (٣-٣)
- مير حسين موسوي من رئاسةِ الوزراءِ إلى السجن (٢-٣ ...
- مير حسين موسوي من رئاسةِ الوزراء إلى السجن (١-٣)
- ولاية الفقيهِ ضد الليبرالية
- عبدالخالق السامرائي بين النبل والخيال (٢-٢)
- عبدالخالق السامرائي بين النبلِ والخيال (١-٢)
- صراع قوتين في الانتخابات المصرية
- الشيخ يوسف القرضاوي والوعي بالديمقراطية (٢-٢)
- الشيخُ القرضاوي والوعي بالديمقراطية (١-٢)
- الإخوان المسلمون بين إعصارين
- صعودُ الاشتراكيين الديمقراطيين


المزيد.....




- مدرسة تأوي نازحين تتحول إلى ركام بسبب غارة إسرائيلية على جبا ...
- اتفاق السلام في أوكرانيا.. ما سر غموض تصريحات ترامب؟
- الولايات المتحدة.. إصابة شرطيين في تبادل لإطلاق نار (فيديو) ...
- الجيش الأمريكي يشن سلسلة من الغارات على مواقع مختلفة في اليم ...
- السعودية تحذر من الحج بلا تصريح وتحدد طريقة الحصول عليه
- موقع عبري يتحدث عن أسوأ كابوس لإسرائيل قد يتحقق على يد بن سل ...
- الخارجية الروسية تعلق على تصريحات ألمانيا بشأن نقل صواريخ -ت ...
- كارثة.. ارتفاع حصيلة ضحايا حادث تحطم قارب في الكونغو والمفقو ...
- بودابست: انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي سيفتح الطريق أمام ...
- محللون: ضربات واشنطن باليمن حرب بلا إستراتيجية والعمل البري ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - أسبابُ عجزِ القوميةِ الفارسية عن التطور الديمقراطي