أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ختام الغرباوي - الوجود مخيف بلا روحانيين














المزيد.....

الوجود مخيف بلا روحانيين


ختام الغرباوي

الحوار المتمدن-العدد: 3743 - 2012 / 5 / 30 - 23:07
المحور: الادب والفن
    


ماهو سر ارتباط المثقفين بمدينتهم ؟؟؟؟
لا أعتقد أن لأمر يحمل أية خصوصية
بمقدار ما أن أهل الأدب
يسافر فكرهم حتى يغيبوا بعض الشيء عن الواقع
على هذا يبحثون عن مكان مستقر يألفهم و يألفونه
حتى يتفرغوا لصناعتم
الحياة لا تكف عن التبدل والضجيج
سفر ، حروب ، موت ، ولادة ، زواج ، طلاق ، تجارة ، تكنولوجيا
يحاول الأديب الدخول في دير بعيد يترهبن فيه
الراهب لا يتبدل ما حوله ولا يحتاج شيئاً
فإذا لم يكن هذا ممكنا حول المدينة التي يعيش فيها الى دير
لابد من ركن هاديء في هذا العالم ، مكان لا طمع ولا طموح
الشعراء روحانيون بنظر هولدرلين بسبب أفكار من هذا النوع كما أعتقد
نادرا ما أرى هذا النوع من الرياضة في الكتابة رغم أني أبحث عنه
رياضة تأمل ، هدوء بلا آخرين بلا حكايات ، بلا ضغط على القاريء
الوجود مخيف وكل هذا الضجيج والصراع مجرد فزع بشري جماعي
محاولة لنسيان ما هو جوهري في حياتنا
لقد سمح بوذا لنفسه أن يهان و يتعذب ليعرف تحولات النفس والحكمة
كما سمح المسيح لهم بالبصاق في وجهه ودق المسامير
البعد الصوفي التأملي في الرسالة المحمدية تم طمره
لصالح السياسة والبعد الحربي بينما الروح والدين نقيض الضجيج
مازال هناك روحانيون يجوبون العالم في كل اللغات والثقافات
كائنات تخفف الألم و تبعث السكينة والهدوء في كلمات قليلة
البشر يتظاهرون بالمظاهر و هذه قشرتهم الثقيلة التي حجبت عنهم
عظمة الروح.
الكاتب المنفي من العالم الثالث يفيد من العزلة كثيراً
هذه الحرية غالية الثمن طبعاً
كل إنسان هو مجرد إنسان عاجز عن تخطي نفسه كما يقول نيتشه
Human, All Too Human
هذه العبارة كانت عنواناً لأجمل كتب نيتشيه بعد زرادشت
الإنسان محكوم بابرام تعهدات وبالوفاء بها
يبني أفخاخاً لنفسه ليصطادها و يدميها ثم يبكيها
الإنسان يحتاج زوجة أطفالاً عملاً أقارب دواء ديناً بيتاً
يحتاج أشياء كثيرة ليستطيع الوقوف وسط الناس ويكون صالحاً
الإنسان الصالح ليس كاتباً لا يمكن له أن يصلح للأدب
الإصلاح يجعله خائفا من الناس من السلطة من التفكير
لهذا تجد كتابة الصالحين كلها عن كتاب آخرين
أجانب أو أسلاف موتى
هناك على الدوام أدباء يقرأون ولا يتأملون
لهذا يكتبون عسر هضمهم للمعرفة الذي هو غالباً ( ثرثرة )
رجل منفي و شرير مارس أبعد حدود القسوة على نفسه
يستطيع أن يكتب (( أنا أعتقد ، و أنا أؤمن ، أنا أفكر ))
هذه مرتبة و مكان قاس مؤلم بعيد لا يصله سوى راهب
الشعر مقامات وطبقات صوفية عرفانية
وليس تهريجات لفظية
كان جدي الحاج تركي يستخدم تعبيراً غريبا حين يمل شيئا أو أحداً
يقول ( طابت نفسي من كذا ) و ( طابت ) بمعنى ( شفيت ) كأن
كل شغف و وله و تعلق هو نوع من المرض لا نلبث حتى نشفى منه
هكذا تطيب نفسنا و تبرأ باستمرار الى أن نشفى نهائياً
من اللذات بهدمها / الموت
والى ذلك الحين نحن في الحقيقة مرضى وما نفعله أعراض هذا المرض
نحتاج روحانيين طابت روحهم من الدنيا
أدباء حقيقيين عندهم رغبة و تجربة و كلمات
هذا شعبي مريض ، مريض جداً
وهذا الكلام مازال أعمى لا يصلح وصفة بعد
لم أجد شاعراً يرافقني حتى الجدار
ولم أجد مكانا يهرم معي
عندي ما يكفي من الطرقات لكتابة العذاب
عندي ما يمنع السبيل من الإنجاب
قدم كهذه لا يمكن لها أن تسعى بمشيأتي
الضياع سوء تفاهم بين العبد و ربه
بيتي ربي
على مدّ البصر جماجم شعراء
الحاج تركي احتفظ بكوفيته ببستانه واسمه قرناً كاملاً
ها أنا أخسر كل شيء حتى اسمي في مهب الكراهية والدم
الشاعر الذي لم يظهر مثله في الأقاليم البعيدة
الذي يكتب هذه الأبيات لا بيت له ولا اسم
[email protected]



#ختام_الغرباوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البارزاني والمالكي
- شوبنهاور ينصح عشيرة الدليم بالإنتحار الجماعي
- قاتلوا الإيمان بالشرف
- سيد مقتدى وجندي أمريكي أسود
- تهديد الصائغ بقطع لسانه مربد ٢٠٠٦م
- جاموسة مأمورة و بقرة لونها فاقع يسرُّ الناظرين


المزيد.....




- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ختام الغرباوي - الوجود مخيف بلا روحانيين