أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - محكمة ذاتية أقامها لنفسه














المزيد.....

محكمة ذاتية أقامها لنفسه


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3743 - 2012 / 5 / 30 - 20:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


محكمة ذاتية أقامها لنفسه
كتب مروان صباح / مهما تعاظمَ حجم تأثير الأيدولوجيا وتغلغلها في حياة الفرد الأمريكي إلا أنها لا تستطيع تبرير ما قامت به إدارة بوش الأبن في العراق والتى عبر عنها بشكل مفضوح وزير الحرب الأمريكي الأسبق رامسفيلد في كتابه المعلوم والمجهول محاولاً تبرئة نفسه من أفعال إرتكبها خلال سَيّره إلى بغداد وقد تصل إلى جرائم تعادل تلك التى قامت بها الآلة العسكرية الهتلرية في الحرب العالمية الثانية مما أوجبت عقدة الضمير أن تتحرك لديه دون أن يعترف بصراحة والذي إضطرته أن يدافع عن مرحلة قذرة دفع ثمنها شعباً كاملاً من قتل بالجملة إلى تنكيل بمختلف الأوجه ، كأنه يحاكم نفسه في محكمة أقامها هو ليبرر جميع الأكاذيب التى بنى حربه عليها من إدعاءات باطله تكشفت للعالم بعد إحتلال العراق .
بعيداً عن روايات التلفيق والتضليل المكشوفة التى استدعت قبل غزو العراق والمبررات التى وضعت من خلال الميديا لسنوات أدت في نهاية المطاف بالتأثير المباشر على من يدفع تكلفت الحرب إلا أنه لم يكُف عن التلاعب بالكلمات ساعياً لإصدار صك غفران يلوذ بفعلته كي يغسل يديه من دماء الأبرياء التى تجاوزت الدماء مرفقيه لتلامس رقبته التى تجعله يشعر بالإختناق الدائم ، بينما حالة الإطمئنان التى كان يتظاهر بها أثناء قيادته وزارة الحرب النابعة من الثقة الزائدة بغطرسة القوة النووية التى سيطرت بها على العالم بتفوقها في الحرب العالمية الثانية ، إلا أن قد تراجعت إلى حد التقزم وبدا أقرب إلى العاجز المنعزل الذي لا يتذكر من سيرته الطويلة إلا تلك البقع الحمراء المنتشرة على الثوب الأبيض ، الخديعة التى إحتلت بها العراق والتدفق لأكثر من مئتان ألف جندي وعشرات الالاف من المرتزقة الذين جُلبوا من أنحاء العالم الفقيرة كي يمارسوا العقد المركبة لديهم لسنوات قضوها في غابات التوحش أمام طواطؤ دولي وصمت شعبي عالمي تحولوا جميعاً متفرجين مهمتهم الوحيدة رصد الفواجع التى تأتي عبر صرخات الألم .
الواقع أكبر من التهرب والتمويه الذي يؤرخه رامسفيلد لأنه يحمل الألم ولا يقبل أي جراحات تجميلية تُختصر ببعض الكلمات فهو غير مؤهل أبداً لقول الحقيقة وما من حقيقة تأتي في أرذل العمر بحيث سيرته سبقت أخرته وعرفت بالشيطنة ويصعب تصديقه بأن في خلال أيام إنتصر ملاكه على شيطانه فهو يفتقد كلياً إلى المصداقية ويقول عكس ما يفعل ويمارس الكذب والخداع في أبشع صوره وأشكاله ، وعدالته إنتقائية تصب دائماً في مصلحته وتأتي بطابع سياسي فاقدة للأخلاق وقد أصابة الخاصرة العراقية بجرح عميق يصعب الإضمام بحيث إمتدت إلى محيطه ليصاب بذات المصاب .
لقد بدأت الحرب وإنتهت وأعدم من أعدم بمقصلة العصر وعلى رأسهم رئيس الدولة الذي أتهم بحوزته دمار شامل ليتضح كوضوح الشمس بأن الإفتراء هو أساس العملية والهدف الحقيقي يكمن في إعادة العراق إلى مربع التخلف لكن المخيف والمسكوت عنه والمؤجل لدرجة جعلت الوزير رامسفيلد أن يقيم محكمة لنفسه في ظل غياب وعدم إكتراث عالمي بينما يضيع الحق بين موازين القوى ومعها العذابات والجراحات وتُهون الأمور من بعض ، من أدمنوا تفسير الماء بالماء كي يلوذوا بالذهب الأسود ، ما من مراجعة أو محاسبة دولية لما جرى بالعراق النازف وأهله المنكوبين ، وجميع أدوات الإجرام المتفلتين من العدالة الذين يستخفون بعقول البشر ويراهنون بأن الله أنعم عليهم بالنسيان ويعتقدون أن الإنسان بمجرد أن يدفنّ اباه وينفض التراب عن ملابسه ينسى بمرور الوقت من جاء به إلى هذه الدنيا ، لهذا يوجد بشكل دائم لمن يسعى إلى نهج دموي وإرساء قوانين دموية تلطخ الأخلاق بالدم ، حالة من السفالة التى تجعل من الصعب أن تتمكن من إحداث إختراق للأعراف السائدة .
هذا الكتاب دليل واضح لا لبس فيه عن الدوافع الباطلة التى أُخِذت بها قرار الحرب وتَحّمِل من المراحل الدقيقة التى بنيت عليها الفكرة وكيف تنامت وتعززت لتصبح واقعاً مجهولاً مغايراً عن الغرف المغلقة بحيث تعطي لمن يرغب بإصدار اطروحات مضادة بتنفيذ ما جاء فيه لكي لا تتكرر هذه المسألة دون محاكمة حتى لو جاءت بأثر رجعي .
فمثة أشخاص قد يستمروا في الحياة يأكلوا ويشربوا ولكنهم بعزلة عن الحاضر ولأنهم مهمشون ومطردون إلى قارعة التاريخ التى علِقُوا بدمائه فأصبحوا أحياء صامتين كالأموات وإذ تكلموا يكونوا أشبه بالتقيؤ ، لأن من لا يعترف بجرائمه ولا يقدم إعتذاراً فأنه يصر على عدم التلقح من أخطاءه وسيجد نفسه محروم من بلوغ الرشد حتى لو كان في أرذل العمر .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطرف لثالث
- مرحلة لا بد من قطعها كي يعاد العقل إلى عقاله
- الخطأ يتحول إلى خطايا
- الخطوة تبحث عن مغامراً
- فلسطين الديمقراطية فيكِ عرجاء
- احتشادا وتأهب
- لعبة التكامل والابتزاز المتبادل
- وزيراً في الصباح وغفيراً في المساء
- المزهرية الفارغة يثرثر فيها غياب الورد
- جنرالات استبدلوا الشدة بالفتحة
- عادات كرسها متنكرون
- التنكر في زمن الانتخابات
- المقابر فاضت وابتلعت المدن
- القيامة بصياغة بشرية
- توهموا الصغار بأنهم أنداد للكبار
- قبيحة وتزداد قبحاً
- عواصف تخلع النوافذ بعد الأبواب
- انتحر الحب
- الجميع متهمين على أن تثبت براءتهم
- بافلوفية


المزيد.....




- مصرية توثق جانبًا مختلفًا لدبي عبر صور عفوية لعمال منطقة الر ...
- وصفتها بـ -لحظات تاريخية-.. هكذا تفاعلت أحلام مع وصول طائرات ...
- ارتفاع حصيلة قتلى عواصف أوروبا.. شاهد جهود البحث والإنقاذ وس ...
- خلال اتصال هاتفي.. الملك عبدالله والسيسي يحذران من تصفية الق ...
- هل فعلا سكر الفواكه أقل ضررا من غيره؟
- الحكومة الإسرائيلية تضيف هدفاً جديداً إلى أهدافها المعلنة من ...
- الناتو يترك للدول الأعضاء حرية اتخاذ القرار حول استخدام أوكر ...
- دراسة: بعض المأكولات الصحية تزيد احتمالات إصابة الأطفال بالس ...
- السيسي وعبد الله الثاني يحذران من خطورة استمرار الحرب في غزة ...
- -كانت غزة تموت ببطء-.. مشعل يؤكد تغيّر موقف بايدن حول بقاء - ...


المزيد.....

- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - محكمة ذاتية أقامها لنفسه