أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف عبد الكريم - بركاتك ( قصة قصيرة )














المزيد.....

بركاتك ( قصة قصيرة )


أشرف عبد الكريم

الحوار المتمدن-العدد: 3743 - 2012 / 5 / 30 - 05:17
المحور: الادب والفن
    


بركاتك

" نعيش عصر الديموقراطية ، ولك الحرية ف أن تختار مرشحك ، لكن أرجوك لو قررت انتخاب أحمد شفيق فامسح رقمي واسمي من عندك ... أظن أنا حر " لم أكد أنتهي من وضعها على صفحتي بالفيسبوك من جهازي النقال حتى جاءتني الرسائل تعلن في حفاوة عن ترحيبها بشطبي من قائمة الأصدقاء ، ابتسمت رغم شعور بالضيق ظللت أطارده ؛ فاليوم بداية أجازتي .. أمامي أسبوع أقضيه في حارتي قبل العودة إلى العمل في السياحة في المحافظة البعيدة ..أشعر بها كأرض محتلة ، أو أننا سافرنا خارج الوطن ؛ أبتسامتنا لا ترتسم إلا في وجوههم ، واهتمامنا لا ينصب إلا عليهم .. إنه منفى لكنه يبدو اختيارياً.
اليوم هو أول أيام انتخابات الرئاسة .. لا حديث للناس في السوبر جيت إلا حولها .. من الأجدر ؟ من الأقرب ؟ من ال ...؟ ... وحدها المضيفة لم تستغرق في الأحاديث السياسية ، بل ربما أبدت امتعاضاً لانشغال الناس عن جمال ساقيها اللتين كشفت عنهما تنورتها القصيرة ، وعن استدارة النهدين وبياض النحر الذي زاد ألقه بلوزتها البيضاء الرقيقة.
وهي تقدم لي القهوة لامست – ربما عن غير عمد- بطنها كوعي ، فسمرته مكانه حتى استدارت ، وفردتُ جناحيَّ رويداً ..رويداً كطائر يهم بالإقلاع ، فلامست خصرها اللين ، تمنيت عندها لو أني جسمي كله كان كوعاً .
زاد اهتمامها بي بعد شكري لها على القهوة ، وتفحصتني بعينين واسعتين ..من شعر رأسي إلى المنتصف ( هو اليوم الأبيض يظهر من أوله )
عدد من بقي في السوبر جيت إلى المحطة الأخيرة في عبد المنعم رياض ليس كبيراً ، اتاح نزول الركاب من حولي لها فرصة الجلوس على الكرسي المقابل ، وتنهدت كمن يعلن التخلص من حمل ثقيل ، ثم نظرت إليَّ فجأة ، فارتبكت ؛لأن عيناي كانتا على آخر عروة في بلوزتها ، رفعّتْها دون أن تستر شيئاً ،وسألتني :
-لكن اشعر باني شفتك قبل هذه المرة!
-ممكن .. أنت كن أي منطقة؟
-من القللي.
- من أجل هذا ..بالتأكيد تقابلنا ذات مرة ؛ فأنا من عابدين
-معقولة!! ( وكأنها تعرف كل ساكني عابدين!!)
سألتها إن كانت ستنتخب ، قالت:
-ليس اليوم ..أو ليس الآن على الأقل ..أنا متعبة .
كنت أكثر منها تعباً ، لكنني أريد أن أستريح من ثقل صوتي بوضعه في الصندوق الشفاف ، وأتابع ما يجري من بعيد.
بعد نزولنا طلبت منها انتظاري أمام المدرسة لدقائق ريثما أعطي صوتي ، بعد أن مررت من أمام بندقية الجندي ، نظرت إلى الفناء ، فوجدته ممتلئاً ، والشمس عالية ، هي لن تنتظرني حتى يحين دوري ، خرجت إليها ، بعد خطوات من سيرنا مددت يدي نحو كفها ، فاستسلم لي ، مررت إصبعي بين عقل أصابعها ، فضغطت على كفي ، دعوتها لشرب الشاي في شقتي ، وبعد : أممم ، وبعد : مع أنه ليس وقت شاي " جاءت : ( لكن ماشي ).
بدت الحارة خالية .وربما للحرارة ، وربما كانوا في حرم لجنة الانتخاب .. سهَّل هذا من مأمورية تسريبها إلى شقتي .. خمسون جنيهاً وضعتها في حقيبة يدها ، لم تلق عندها رضا ، وتساءلت :
-هكذا تقديري عندك؟ تعللت بالجهل ، وضاعفت المبلغ ، طبعت قبلةً متعجلةً على فمي ، وقالت وهي تغلق أزرار بلوزتها :
-نشوفك ..باي ، وحركت أصابعها ومضت.
استلقيت على سريري في غيبوبة لذيذة ، أفقت بعدها على أذان العشاء وأصوات التلفاز والناس ، ارتديت ملابسي ، وغسلت وجهي ، ورتبت شعري بيدي على عجل ؛ لألحق اللجنة قبل الإغلاق ..وصلت لباب المدرسة ، فاعتذر لي الجندي بأن التصويت سيكون لمن هم بالداخل فقط ، نظرت إليهم في الفناء ، فكانت بينهم بتي شيرت أبيض جداً ..تروج لمرشح ، ولما استدارت كان على ظهرها صورة لأحمد شفيق.


الكويت 23 مايو بعد انتهاء اليوم الأول من انتخابات الرئاسة.



#أشرف_عبد_الكريم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وفد فتح والانقلاب على قرارات الاجماع الوطني


المزيد.....




- صورة شقيق الرئيس السوري ووزير الثقافة بضيافة شخصية بارزة في ...
- ألوان وأصوات ونكهات.. رحلة ساحرة إلى قلب الثقافة العربية في ...
- تحدث عنها كيسنجر وكارتر في مذكراتهما.. لوحة هزت حافظ الأسد و ...
- السرد الاصطناعي يهدد مستقبل البشر الرواة في قطاع الكتب الصوت ...
- “تشكيليات فصول أصيلة 2024” معرض في أصيلة ضمن الدورة الربيعية ...
- -مسألة وقت-.. فيلم وثائقي عن سعي إيدي فيدر للمساعدة بعلاج مر ...
- رايان غوسلينغ ينضم لبطولة فيلم -حرب النجوم- الجديد المقرر عر ...
- بعد ساعات من حضوره عزاء.. وفاة سليمان عيد تفجع الوسط الفني ا ...
- انهيار فنان مصري خلال جنازة سليمان عيد
- زمن النهاية.. كيف يتنبأ العلم التجريبي بانهيار المجتمعات؟


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف عبد الكريم - بركاتك ( قصة قصيرة )