أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد الملك بولس - محاولة لقراءة المستقبل القريب














المزيد.....

محاولة لقراءة المستقبل القريب


عماد عبد الملك بولس

الحوار المتمدن-العدد: 3742 - 2012 / 5 / 29 - 16:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(إلي أي هاوية تتجه البلاد؟)

عندما يكون البناء كبيرا، لابد من عناية خاصة عند هدمه، فلا يمكن هدمه من أحد جوانبه و إلا انهار خارج دائرته و هذا قد يجعله يصيب ما حوله بشكل غير مدروس و خارج السيطرة، إذن يتطلب الهدم عناية بما يحيط بالمطلوب هدمه، و خصوصا لو كان هذا الهدف في وسط الزحام. الهدم في الحالة المصرية سهل، و لكن لماذا لا يضربنا أعداؤنا ضربة قاتلة و نحن ضعاف؟ هل لأننا لسنا ضعافا و نحن لا ندرك هذا؟ هل لأن عدونا يستفيد من وجودنا بالشكل الذي نحن عليه أكثر من ضربنا و استعدائنا !!!؟ أي أننا أصبحنا نعمل لصالحه فلا تجب التضحية بنا؟؟؟؟!!!

في لعبة الشطرنج الدولية الضرورية الكبري (وهي لعبة رقعتها العالم، و لاعبوها هم كل الدول، و قطع الجيوش هي شعوب هذه الدول، و تعمل كل دولة لصالحها، و تسخر كل إمكانياتها لصالح شعبها. في هذه اللعبة يستفيد كل طرف من أخطاء الطرف الآخر، و يدرسه و يرصد احتياجاته لديه، و جديده الذي يمكن أن يفيده، فالــ"حاجة" و الــ "مصلحة" هي اسم اللعبة).

و قواعد هذه اللعبة ترسخت منذ القديم، وهي تتبدل كل يوم و تتطور بالتطور الإنساني، و كلما صارت الدولة "ديناميكية" صارت أكثر قدرة علي الفوز في اللعبة، و الفوز في اللعبة لا يكون لفرد، بل لشعب، و الشعب / أو مالك أمر الشعب، يحدد مكاسبه أو خسائره، و هذه بدورها تدخل في تطور اللعبة.
و الشعب المصري تحول إلي شعب "ديناميكي" فاعل بعد نزع ما كان يعزله عن الفعل و التفاعل، فماذا حدث بعدها؟ حدث تدخل في مساره ليقوده إلي مصالح أخري غير مصالحه، بحجج ميتافيزيقية تبرر ذاتها بخدمة الدين و باستعادة المجد التليد، أي تتبني معارك ماضية و تتجاهل اللعبة الحديثة، و هذه خدعة لأرباب هذا المبدأ ذاتهم، لأن عدم إدراكهم اللعبة يجعلهم يخسرون الرؤيا فورا و يتبنون الوهم و بالتالي لا يصلون لشيء.

دعونا نتخيل اللعبة من وجهة نظرنا كمصريين:

ألم يكن الأجدر بنا الانتباه لما نملك لحمايته من السلب في وقت ارتباكنا؟ (لم نفعل: تعدينا علي الأرض الزراعية و خالفنا قوانين البناء، و سرقنا الوقود المدعم و ساعدنا علي انتشار الفوضي بالاحتجاج الذي بلا عائد، الخ ...)

ألم يكن الأجدر بنا النظر إلي ما يقوينا و الابتعاد عما يضعفنا؟ (لم نفعل: خالفنا الدرس القديم: الاتحاد قوة، و ضربنا بعضنا ببعضنا و استسلمنا لكل ما يفرقنا، حتي كدنا نتوه عن هويتنا الوطنية)

ألم يكن الأجدر بنا اللجوء إلي أهل العلم لقيادتنا في الطريق الجديدة التي طرقناها بدلا من الارتجال و الاستئساد الفارغ الجاهل؟ (لم نفعل: بل ادعينا العلم، و استجبنا لمن ضللنا بشعارات عاطفية بلا معني و لا نتيجة)

ألم يكن الأجدر بنا توحيد جهودنا فاتجاه طلبات مترابطة نعرف إلي أين تقودنا؟ (لم نفعل: بل نظرنا تحت أقدامنا و كنا مفعولا به في كل الحالات!!! لأننا لم نفكر أو نخطط)

و ما علاقة هذا بالمستقبل؟

الجواب: الموقف من الرقعة في اللعبة هو ماضٍ لا يتغير بمجرد الإدراك، و لا بالرغبة، بل بالتخطيط و العمل و المثابرة، و الدفاع عن المكتسبات، و إن لم ندرك الموقف نُقاد من فخٍ إلي فخ، و نصادر مستقبلنا (بالمناسبة: المستقبل يمكن أن يتغير بالعمل، و العمل وحده، أما إذا استسلمنا و نمنا في أحضان أوهامنا، فاستمرار الانزلاق و التردي).

المثال الحي: خانة انتخابات الرئاسية، يمكننا أن نجعلها بداية، إذا أعملنا عقولنا و لم نستسلم للضجيج الخادع و الشعارات العاطفية الرنانة و الفارغة، بسؤال بسيط: أين مصلحة الشعب أي الوطن؟ و أين نقف في الرقعة (الداخلية و الخارجية) و ما حركتنا القادمة و ما ارتباطها بما فات و كيف نصل إلي هدفنا؟ (هدفنا هو مصلحة الوطن)

لمعرفة الخطوة القادمة، لابد من الإجابة علي بعض الأسئلة:

• هل في الاستسلام للارتباك الحل، و تعطيل كل الإجراءات؟ النتيجة ستكون إعادة كل شيء من البداية إلي النقطة صفر، و بقاء المجلس العسكري، ماذا يستفيد المجلس من بقائه إن كان سيرحل في كل الأوقات؟ الإجابة ليس المجلس هوالمستفيد لكن من المستفيد بانشغال الجيش بالداخل لأطول وقت؟ هل هناك حرب سنفاجأ بها؟ أم هناك مؤامرة لضربنا من الخارج؟ أم أن المجلس يدبر أمرا (لا نعلمه و لا يجب أن يعلمه العامة) لم يكتمل و يريدون إطالة أمد بقائهم فوق في السلطة لاستكماله؟

• هل نغفل عن تأسيسية الدستور و المرتبطة بمستقبل الشعب إلي عشرات قادمة من السنين؟

• ماذا لو تم حل مجلس الشعب؟ ما الخطة البديلة؟ و في هذه الحالة هل تكون تأسيسية الدستور كأن لم تكن؟ و هذه خسارة وقت.

• ماذا لو تم تمرير تعديل قانون السلطة القضائية؟ ما تداعياته؟ و هل يتم التوازن بين السلطات؟ هل لابد من تكليف خبراء من كل الأطياف

• هل ما تُلعب معنا هي لعبة غزة؟ و كلنا يعرف نتيجتها.

• أسئلة الحكومة القادمة:إعادة هيكلة الشرطة و هل تُدرج الميليشيات بها و كيف تنكسر الدولة البوليسية بما لا يكسر الدولة ذاتها؟ الاقتصاد و كيف تتهيأ مفاتيحه لمن يمسك بها؟ هل تتغير قوانين الأزهر (و الكنيسة)؟ هل تتغير عقيدة الجيش بعد كل هذا؟


إن عرفنا الإجابات نستطيع التحرك لمصلحتنا، و اختيار خانة واحدة للحركة، لكنها في الطريق إلي مصالحنا، و إن لم نعرف، ستكون الحركة عشوائية، و ستجلب خسائر جديدة، فماذا نريد؟؟؟؟؟



#عماد_عبد_الملك_بولس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا وقت للدموع
- خريطة طريق لشفيق
- من فاز في الجولة الأولي للانتخابات المصرية؟
- البحث عن الثورة المصرية (2) كيف ننجح؟
- البحث عن الثورة المصرية - (1) البداية: لم ينجح أحد إلا أعداء ...
- الدستور الذي نريد
- مطلوب خطة عاجلة و جهود متضافرة لإنقاذ مصر


المزيد.....




- القيادة المركزية الأمريكية تنشر فيديوهات توثق عملية تجهيز ال ...
- -صنع في الصين-.. فستان متحدثة البيت الأبيض يهز مواقع التواصل ...
- -أكسيوس-: التهديدات الأمريكية بالانسحاب من المفاوضات حول أوك ...
- جولة جديدة من المفاوضات الأمريكية الإيرانية يوم السبت في روم ...
- تدريبات جوية مشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة في ...
- ما دلالات بدء الانسحاب الأميركي من سوريا؟
- ماكرون يستقطب العلماء الأجانب بعد تقليص ترامب تمويل الأبحاث ...
- الولايات المتحدة تضع خطة لمراقبة وقف إطلاق النار في أوكرانيا ...
- الأمين العام لحزب الله: الفرصة التي نمنحها للحل الدبلوماسي غ ...
- الرئيس الفلسطيني في أول زيارة إلى دمشق منذ 16 عامًا... ما هي ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد الملك بولس - محاولة لقراءة المستقبل القريب