جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 3742 - 2012 / 5 / 29 - 14:10
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
كل أصحاب الديانات الأخرى يفهمونني بشكل جيد حين أتحدث عنهم أو عن غيرهم كالإسلام وخصوصا حين أقول بأن محمد بشرٌ وليس ملك ويجب أن ندرس شخصيته كواحدٍ من الناس العاديين ,والجدير بالذكر أنني لم أقرأ حتى الآن لأي كاتب عربي كتابا أو أطروحة تتحدثُ عن محمد باعتباره إنسانا يصيب ويخطئ بل الكل يتعامل معه كما يتعاملون مع كائن ليس بشرا بقدر ما هو مقدس ومنزه عن الخطأ ,وحين أحاول الكتابة عن محمد بصفته بشرا رسولا أو بصفته عبارة عن مرسال بين الله وبيننا لا يقبل المسلمون كلامي عنه كبشر عادي ولكن لا أحد من المسيحيين واليهود يأخذ كلامي بحساسية زائدة كتلك الحساسية المتواجدة عند المسلمين حتى وإن تحدثتُ عن المسيحية أو عن اليهودية,ولكن لا أدري لماذا قومي المسلمون يأخذون كلامي بكثيرٍ من الحساسية وبكثير من الأفكار وكأنني أمشي في طريقٍ تحفها الكثيرُ من المخاطر والاتهامات غير المنطقية بالعمالة الخارجية رغم أنني لا أجد ثمن الخبز فكيف برجل مثلي لا يجد ثمن الخبز مُتهم بالتقرب من دوائر صهيونية, ثم وإن كان هذا الكلام صحيحا ً و100% فإنه يشرفني التقرب من المسيحيين ومن اليهود ومن البوذيين ومن عبدت الأبقار ذات الحليب الناصع البياض والكامل الدسم ولا يعيبني في شيء طالما أتعامل معهم بإنسانية وبصدق ليس مثله صدق, وأريد أن أنوه إلى شيء يعترف فيه القرآن اعترافا صريحا بأن محمداً واحدا من البشر الذين يأكلون الطعام ويمشون بالأسواق ويتغوط كما يتغوط الناس ويقح ويسعل فهذه كلها صفات البشر ولكن المسلمين الذين يؤمنون بهذا الكلام لا يقبلوا بأن يأخذوه على محمل الجد (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا (20-الفرقان).
فكيف مثلا يعترفون به بأنه بشر مثله مثل كل الناس وحين أكتب عنه مقالا كواحدٍ من هؤلاء الناس أتعرض للهجوم وللسب وللشتم وما خُفي كان أعظم خصوصا حين أذكر طباع كل صفة من صفاته الشخصية, إن محمدا واحدا من الناس الذين عاشوا في عصره أو في عصرنا ويعاني من نفس الأمراض التي يعاني منها كل الناس لذلك لا حرج بأن أكتب عنه وعن شخصيته الجميلة فأصحاب الوجوه الجميلة من أهم الميزات التي تميزهم هو نجاحهم وقوة حظهم أي أنهم محظوظون جدا,وأنت إذا أردت تشغيل مندوب مبيعات عندك فأهم شيء هو أن يكون وجه العامل وجهاً جميلا جدا سواء أكان الموظف شاباً أو فتاة,لأن الناس تطيل النظر في الوجوه الجميلة وينصاعون إلى آرائهم بسرعة حتى وإن كانوا غير مقتنعي برأيهم والمهم أن قوة الشخصية جمال+فصاح+جرأة تعطي كاريزما قوية, وأن يكون جريئاً معناها أن الجرأة تنبع من فصاحة اللسان وتأثير سحر جمال الوجه وجمال الإنسان على الفئة المستهدفة العمل فيها مهم جدا لإتمام العملية,فإذا كنت أنت كذلك فإن الله كذلك إذ أن الله لا يختار شخصا غير مقبول المنظر وتنفر منه الناس إن الله يختار جنوده بعناية فائقة جميلو المظهر والهيئة جدا وأذكياء نوعا ما,وفصحاء اللسان كما دعا موسى ربه( قَالَ رَبّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسّرْ لِيَ أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مّن لّسَانِي * يَفْقَهُواْ قَوْلِي * ).
ولا حرج أن أكتب عنه أيضا كشخصية مشهورة ومرموقة وعن صفات تلك الشخصية البشرية ولا حرج أن أكتب عنه كشخصية جريئة وعن صفات تلك الشخصية الجريئة, إن الناس نجدهم على أنواع مختلفين ومفترقين ومتشاكلبين ومتشابهين ومحمد واحد من هؤلاء البشر, فلماذا لا يؤمن المسلمون بما جاء في القرآن عن محمد؟ الله من فوق سبع سموات قال عن محمد بأنه بشر وبأنه إنسان عادي والمسلمون يعاملونه كشخصية مقدسة وهذا خطأ كبير جدا فمحمد بشرا وليس مقدسا أو منزها عن الخطأ أو السهو أو النسيان,وأعتقد أن هذه النقطة يجب على المسلمين أن يأخذوها بكل روح رياضية وأن يتجاوزوها إلى ما بعد ذلك وأن يدرسوا شخصية محمد كواحد من البشر فلماذا كل هذه التهم ولماذا كل هذه الحساسية!!!.
إن المشكلة كل المشكلة في المسلمين أنفسهم حيث لا يفهمونني بالشكل الصحيح على الإطلاق,والغريب في الموضوع أنني حين أكتب عن الإسلام وعن شخصية محمد البشر الإنسان الذي يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لا أكتب من أجل أن يقرأ لي المسيحي ولا أكتب من أجل المسيحيين ولا من أجل الديانة المسيحية ,أنا أكتب عن المسلمين وعن محمد لكي يقرأ لي المسلمون أنفسهم ولكن الغريب في الموضوع أن الذين يقرؤون لي أكثر هم المسيحيون ويكتبون التعليقات ومنهم من يختلف معي في الرأي ومنهم من يتفق معي. أنا أكتب لكي يفهمني المسلمون ويرون صورتي بكل وضوح غير مشوشة ولكن سبحان الله أكتب للمسلمين لكي يستفيدوا من كتاباتي ومع ذلك يستفيد منها غير المسلمين ويبقى المسلمون يجلسون دون أن يستفيدوا من كتاباتي شيئا رغم أنني أكتب من أجلهم ومن أجل توعيتهم ومن أجل أن يصحوا من سباتهم العميق ومن أجل أن أريهم بأن محمدا فعلا هو واحد من الناس ومن البشر حملته أمه من أبيه وخرج من مجرى البول مرتين مرة من أبيه ومرة من أمه,أنا أكتب من أجل المسلمين ولا أكتب من أجل اليهود ولا من أجل البوذيين.
وكل المنتسبين لغير الديانة الإسلامية يفهمونني بشكل جيد رغم أن كل ما أكتبه ليس من أجلهم وأحيانا أقف مشدوها من كثرة تعليقاتهم على مقالاتي والتي أكتبها عن الإسلام لكي يستفيد منها المسلمون بالدرجة الأولى فأجد المسلمين يرفضونها رفضا قاطعا سواء أكان الرافضون من داخل بيتي أو من داخل النظام البيئي الذي أعيش به بالكامل, إن كل الناس تقبل كتاباتي عن الإسلام ويرونها تنويرية تنور للمسلمين طريقهم نحو الهداية ما عدى المسلمون أنفسهم حيث يرونها ضلالا وبعدا عن الله ويرون محمدا كائنا مقدسا وليس بشرا عادياً وما أريد أن أقوله هو أن محمد بشر مثله مثل كل البشر.
والمسلمون اليوم يرون شخصية محمد كما كان يتمناها المشركون حين قال لهم أنا رسول الله إليكم,فكانوا يطلبون منه أن يكون خارقا أو يكون بصحبته أحد الملائكة كزملاء له بالعمل مع الله فقرأ عليهم محمد:(وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا (93)) (الإسراء: 93-90)،وهذا معناه شيء واحد وهو أن محمد عبارة عن إنسان عادي وطبيعي مثله في الطباع مثل كل الناس, وجملة إلا رسولا معناها الحصر(هل كنت إلا بشرا رسولا) (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (الكهف 110) كان محمد يرفض بأن يكون خارقا أو ساحرا بل عاش ومات وهو انسان طبيعي.
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟