مجدي جورج
الحوار المتمدن-العدد: 3741 - 2012 / 5 / 28 - 09:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في عام 2000 وصل للإعادة في انتخابات الرئاسة بفرنسا الزعيم اليميني المتطرف جان ماري لوبين منافسا لجاك شيراك وهنا برهنت الامة الفرنسية علي انها ضد التطرف فخرجت عن بكرة أبيها مصوتة لجاك شيراك الذي حصل علي 82٪ من الأصوات في سابقة لم تحدث من قبل وعندما نباهي ذلت مرة بهذا الامر رد عليه الفرنسيين باننا لم نصوت لك بقدر ما صوتنا ضد لوبين ولصالح قيم الجمهورية الفرنسية من الحرية والإخاء والمساواة وهذه القيم نحن نخاف عليها مع جان ماري لوبين لذا خرجنا بهذه الكثافة وقوة وصوتنا بهذا التصويت .
لقد خاف الفرنسيين علي قيم الجمهورية الفرنسية وخافوا من احتمال المعاملة السيئة للأجانب الموجودين بفرنسا وخافوا علي صورة فرنسا .
تفس هذا الامر تكرر مع الزعيم اليميني جورج هايدر في النمسا وتكرر أيضاً بهولندا مع خيرت فيلدرز .
واذا قارنا بين كل ماسبق وبين الإشكالية التي نحن بصددها الان بمصر وحالة الاستقطاب التي نعيشها الان والتي أسفرت عنها نتيجة الجولة الاولي من الانتخابات الرئاسية ، فقد افرزت هذه الجولة خياران كلاهما في الحقيقة مر .
فشفيق رغم كل احترامنا له لا يمكن ان يكون انفصال عن نظام مبارك واختيارنا له بمثابة اعادة لهذا النظام السئ ولكن الاكثر مرارة منه هو اختيار محمد مرسي وتكريس نظام ديني يحاول الجميع من حولنا التخلص منه كنظام حكم سئ جدا اثبت فشله شرقا وغربا، نظام يكرس للطائفية والتمييز الديني ويضع الناس في درجات مرة بناء علي انتمائهم الديني فالمسلم درجة اولي والمسيحي عند الاخوان ربما سيكون درجة عاشرة ومرة اخري بناء علي جنسهم فالرجل درجة اولي والمرأة درجة ثانية .
لقد خاف الفرنسيين من لوبين لانهم اشتموا رائحة عداء للأجانب في خطابه وفي مصر لم يخفي أبدا التيار الاسلامي وعلي راسه جماعة الاخوان المسلمين عدائهم الشديد لأبناء الوطن من الاقباط ، فهل يهب المصريين مسلمين قبل الاقباط ليس للتصويت من اجل شفيق ولكن من اجل الدفاع عن إخوتهم المهددين في وطنهم ؟
وكما خرج الفرنسيين للدفاع عن قيم الجمهورية الفرنسية من حرية وأخاء ومساواة فهل يخرج المصريين بكثافة ليس للتصويت لشفيق ولكن للتصويت لقيم التسامح والتعايش المشترك التي تربينا عليها منذ صغرنا ؟
وهل احلم وأضيف ان المصريين سيخرجوا عن بكرة ابيهم للتصويت في الجولة الثانية ويحصل شفيق علي اكثر من 80٪ من اصوات المصريين ليس من اجل عيون شفيق ولكن من اجل مصر وتجنبا للإخطار التي يمكن ان تتعرض لها مصر في حال وصول الاخوان للسلطة ؟
أخيرا كلنا امل في المراهنة علي وعي الشعب المصري الذي اذهل العالم بثورة سلمية اطاحت بأقوي ديكتاتورية في المنطقة بان يحسن الاختيار في هذه الفترة العصيبة فهل يكون الشعب المصري عند حسن ظننا ؟
مجدي جورج
[email protected]
#مجدي_جورج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟