أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - المنظمة العربية للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير - ثلاثة عشر عاما على اعتقال عصفور الحرية في سورية : عبد العزيز الخير















المزيد.....



ثلاثة عشر عاما على اعتقال عصفور الحرية في سورية : عبد العزيز الخير


المنظمة العربية للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير

الحوار المتمدن-العدد: 1097 - 2005 / 2 / 2 - 10:32
المحور: حقوق الانسان
    


باريس ، 1 شباط / فبراير 2005
تقرير خاص
عصر يوم الأول من شباط / فبراير 1992 ، وبعد مطاردة استغرقت زهاء أحد عشر عاما ، وهي من أطول فترات الملاحقة والمطاردة المتواصلة التي عرفها أي معارض في التاريخ ، إن لم تكن أطولها على الإطلاق ، تمكنت دورية مسلحة تابعة للفرع 235 ( فرع فلسطين ) في المخابرات العسكرية ، بقيادة المقدم عبد الكريم الديري ، وبمساعدة دورية مؤللة من الشرطة العسكرية تواجدت في المكان بمحض المصادفة ، من اعتقال الدكتور عبد العزيز سليمان الخير في منطقة " باب الجابية " في دمشق القديمة ، مع عدد من زملائه .
لم يكن المقدم الديري مستعدا لبيع فرحته بهذا " الإنجاز " الباهر لأحد في الدنيا . وكيف كان بإمكانه أن يفعل وهو الذي كلف بهذا المهمة ( دون غيرها ) وفرّغ لها من قبل قادته قبل أكثر من عشرة أعوام على ذلك ، فارتبط " مستقبله المخابراتي " بهذا الأمر !؟ ولهذا لم يملك سوى أن يصرخ بسيده اللواء مصطفى التاجرعلى الطرف الآخر من الهاتف المحمول : سيدي لقد وقع العصفور في القفص ! وعلينا أن نسجل اعترافا للمخابرات السورية بأن ضباطها لم ينسجموا مع الحقيقة في يوم من الأيام باستثناء ذلك اليوم . فقد كان عبد العزيز الخير ولم يزل عصفورا بالفعل !
لم يحدث أي شيء غير عادي أو غير مألوف لعبد العزيز الخير بعد اعتقاله ! فما حدث له كان أمرا تقليديا .. وتقليديا جدا في عرف جميع المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي الذين مروا على أقبية أجهزة المخابرات السورية : جلسات لا نهاية لها من التحقيق تحت التعذيب . وكان من الطبيعي والطبيعي جدا أن تتركز ضرباتهم على الرأس ـ مكمن الخطر والخوف بالنسبة لجميع أجهزة المخابرات عبر التاريخ . فههنا ، في هذه المساحة الصغيرة من الجسد ، تصاغ الأسئلة الكبرى حول الحرية والديمقراطية والمستقبل . ولو كان أي منا مكانهم لما كان رضي ـ ربما ـ بأقل من تحطيم جمجمته . فالرأس المفكر والمخابرات هما الضدان والمتناقضان الوحيدان اللذان لا يمكن أن يعيشا معا . فحياة كل منهما مرهونة بموت الآخر !
خلال الأحد عشر عاما التي قضاها عبد العزيز الخير باسمه المستعار " أبو أحمد " ، لم يغادر دمشق أبدا إلا مرة واحدة ربما ، ولمدة لم تتجاوز عدة أيام . كان يتنقل ، وهو المطارد ليلا نهارا ، بكل حرية . وربما كان حرا آنذاك أكثر من أي وقت مضى ومن أي وقت سيأتي في حياته . فما من حرية بلا ضفاف يمكن أن يبلغها المرء أوسع من تلك التي يمنحها حب الناس لنا . وعبد العزيز الخير أحد أولئك المناضلين الذين يمكن أن يحسدوا ليس على حب الناس لهم وحسب ، بل وإجماعهم على هذا الحب . كان الطبيب الذي يخاطر بأمنه ليلا نهارا ليعبر دمشق من أقصاها إلى أقصاها كي يطبب رفيقا أو صديقا ، والصحفي المحترف والمرهف الذي يشرف على عدة مطبوعات ، والمناضل الذي يحرض الناس على ..الحرية والأمل . وحين اعتقل وانتهى التحقيق معه ونقل إلى سجن صيدنايا العسكري ، لم يتبدل شيء في حياته . فهو الطبيب الذي يعيش على مدار اليوم في حالة استنفار وجاهزية كاملة لتلبية نداء الواجب . فمئات السجناء الذين دمرت أجسادهم سنوات الاعتقال الطويلة ، والمعاملة البهيمية الوحشية التي تعرضوا لها في سجن تدمر الصحراوي وفروع المخابرات ، باتت حيواتهم أمانة في عنقه .. فلا طبيب في السجن إلا السجين ـ الطبيب .
هناك ، في تلك الغرفة المتطرفة من الجناح أ ـ يمين من الطابق الأول ، نجح عبد العزيز الخير بمساعدة رفيقه المهندس نزار مرادني في إنشاء عيادة " ميدانية " بما توفر من الأدوات الطبية التي استقدمها من عيادته الخاصة أثناء زيارات أهله ، وبما وقع في اليد من الصناديق الخشبية المخصصة لتعبئة الخضار ( السحاحير ، كما يقول أهل الشام ) . وفوق هذا : نجاحه في وضع جدول منتظم لزيارة وعيادة المرضى من المعتقلين . ولم يكن هذا إلا بعد أن فرض ـ بقوة إرادته ومنطقه وحجته ـ على إدارة السجن أن تتعامل مع " عيادته " وروادها من السجناء كعيادة مرضى لا كاصطبل للحيوانات . وفي هذا العيادة ، وبأدواته البسيطة ، استطاع أن ينقذ أرواح العديد من المعتقلين .
في شتاء العام 2001 أطلقت السلطة آخر دفعة من رفاقه المعتقلين على ذمة قضية " حزب العمل الشيوعي " . ولم يبق سواه !
وحده من بين جميع المعتقلين السياسيين العلمانيين في تاريخ سورية من صدر حكم بحقه يحتوي كل هذه الكمية من الحقد واللؤم : 22 عاما تنتهي في العام 2014 !! نطق بها جزار محكمة أمن الدولة فايز النوري .. بالسهولة نفسها واللذة نفسها والنشوة نفسها التي يعيشها حين يهرس عصفورا كي يصنع وجبة يسد بها شهوته وجوعه إلى القتل !
جميع المنظمات الدولية المعنية بالدفاع عن حرية الصحافة ، التي قضت معها منظمتنا وزملاؤنا شهورا ، بل وسنوات طويلة في مناقشة قضيته ، وعلى رأسها " صحفيون بلا حدود " ، رفضت تبنيه كصحفي رغم أنه كان في لحظة من اللحظات رئيسا لتحرير ثلاث مطبوعات ، إحداها كانت تطبع وتوزع سرا أكثر مما تطبعه وتوزعه صحيفة الحزب الحاكم ! لماذا ؟ لأنه لم يكتب باسمه الحقيقي ! دافعت " صحفيون بلا حدود " عن مصورين صحفيين من روسيا البيضاء تخصصوا بتصوير الفتيات القاصرات لصالح عصابات مافيا الرق الأبيض في أوربة ، وصنعوا منهم " سجناء رأي ومناضلين " ، ولكنها رفضت أن تتبناه كصحفي ! دافعت عن بشر نكرات لمجرد أن لهم أسماء حقيقية ، ورفضت الدفاع عن صحفيين مناضلين لمجرد أن لهم أسماء حركية !
يقول الشاعر السوري وسجين الرأي السابق فرج بيرقدار : " موقفها ( صحفيون بلا حدود ) أعجوبة جديرة بالتأمل ! لقد تبنوا قضيتي ودافعوا عني ورفضوا تبني قضية عبد العزيز ، رغم أنه كان رئيسي في العمل . كنت محررا وكان رئيس تحرير ! اعترفوا بالمحرر صحفيا ، ورفضوا الاعتراف برئيس التحرير على أنه صحفي "!!
في العام الماضي ، وبالتنسيق مع معهد الصحافة الدولي في فيينا ، ولجنة " كتاب في السجون " التابعة لاتحاد الكتاب العالمي ، أطلقت المنظمة العربية للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير حملة دولية للافراج عن عبد العزيز الخير . ونعيد هنا نشر بعض ما جاء في النص العربي للتعريف بقضيته :

مساء الأول من شباط / فبراير 1992 , وبعد أحد عشر عاما من المطاردة والتعقب , تمكن عدد من ضباط وعناصر الفرع 235 في المخابرات العسكرية السورية من اعتقال الطبيب والكاتب والصحفي البارز عبد العزيز الخير في حي سوق الحميدية بدمشق القديمة . وفور اعتقاله تم اقتياده إلى زنزانة انفرادية في مقر الفرع المذكور , حيث خضع على مدار شهرين ونصف لتحقيق مكثف مصحوب بتعذيب وحشي أشرف عليه مباشرة كل من العماد علي دوبا رئيس المخابرات العسكرية السورية في حينه , وعدد من الضباط الكبار في الفرع المذكور , أبرزهم العميد(آنذاك) مصطفى التاجر والعقيد عبد المحسن هلال . وفي 14 نيسان/ أبريل تم نقله مع ثلاثة من رفاقه إلى السجن العسكري الأول ( المعروف باسم سجن صيدنايا العسكري , 40 كم شمال شرق دمشق) , حيث لا يزال معتقلا حتى الآن .

في آب / أغسطس من العام 1995 , وفي إطار محاكمة المئات من أعضاء وأصدقاء الأحزاب اليسارية والوطنية المعارضة , التي ستعرف لاحقا باسم " المجزرة القضائية الثانية " , أصدرت محكمة أمن الدولة العليا , شبه العسكرية , حكما بالسجن لمدة 22 عاما مع الأشغال الشاقة على الدكتور الخير . وهو أطول وأقسى حكم يصدر في تاريخ سورية ضد سجين رأي علماني . وذلك بعد أن استندت المحكمة إلى مذكرة الاتهام المقدمة من قبل الفرع 248 ( فرع التحقيق) في المخابرات العسكرية , الذي يقوم بدور " مدع عام عسكري " استنادا إلى قوانين الطوارئ المعمول بها منذ أربعين عاما . وقد أدين الدكتور الخير بـ "الانتماء لجمعية سياسية محظورة " (حزب العمل الشيوعي ) , و " القيام بأنشطة مناهضة للنظام الاشتراكي للدولة " و " نشر أخبار كاذبة من شأنها زعزعة ثقة الجماهير بالثورة والنظام الاشتراكي " و " مناهضة أهداف الثورة " ! ومنذ ذلك الحين تبنى قضيته العديد من المنظمات الدولية والإقليمية , مثل منظمة العفو الدولية و هيومان رايتس ووتش ثم اللجنة العربية لحقوق الإنسان التي تأسست في العام 1988 و المنظمة العربية للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير بعد تأسيسها العام الماضي , بوصفه سجين رأي . وما انفكت هذه المنظمات , وغيرها, تطالب السلطات السورية بإطلاق سراحه دون قيد أو شرط . وقد لاحظت منظمة العفو الدولية في وثيقتها رقم ((MDE, 24.7.2002 أن " حزب العمل الشيوعي منظمة لم يعرف عنها أنها استخدمت العنف أو دعت إلى استخدامه (...) وأن قرار الاتهام (...) استند بشكل أساسي إلى تحليل البرنامج السياسي للحزب (...) . ولم تكن هناك أية أدلة مادية تثبت , أو حتى توحي , بأن المتهم ارتكب أيا من أعمال العنف أو خطط لارتكابها حسبما ادعت النيابة .." .

عبد العزيز الخير أمام " محكمة التفتيش البعثية " :

أسست محكمة أمن الدولة العليا في سورية بموجب مرسوم رئاسي صادر في العام 1968 جعل منها محكمة متخصصة بالقضايا السياسية المتعلقة بأمن الدولة , وأداة من أدوات نظام الطوارئ المعمول به منذ الانقلاب العسكري الذي جاء بحزب البعث إلى السلطة في 8 آذار/ مارس 1963 . وذلك إلى جانب المحاكم الميدانية العسكرية الأخرى التي تعقد جلساتها بشكل سري . وخلافا لهذه المحاكم التابعة لوزارة الدفاع , وللمحاكم النظامية التابعة لوزارة العدل , فإن محكمة أمن الدولة تخضع لإشراف مكتب الأمن القومي ( القيادة السياسية العليا لأجهزة المخابرات الأربعة وأركان الجيش) . ومن المهمات الأمنية والسياسية العديدة لهذا المكتب الذي يرأسه عضو قيادة قطرية في حزب البعث الحاكم, تعيين قضاة هذه المحكمة , وبضمنهم جنرال من الجيش أو المخابرات كعضو في هيئتها العليا. واستنادا إلى مرسوم إحداثها , فإن قرارات هذه المحكمة لا تقبل الطعن أو الاستئناف . وقد أجمع فقهاء القانون والمحامون , بمن فيهم رئيس المحكمة الدستورية العليا السابق ( نصرة ملاّ حيدر) , وهو عضو في الحزب الحاكم , على أن وجودها يشكل بحد ذاته خرقا وانتهاكا لجميع معايير القضاء العادل والنزيه المتعارف عليها دوليا , بل وحتى للدستور السوري النافذ نفسه , الذي ثبّت في مادته الثامنة والعشرين(الفقرة 4) حق المتهم بسلوك سبل الطعن في الأحكام الصادرة ضده . ونظرا لأن الأغلبية الساحقة من القضايا التي أحيلت إليها منذ تأسيسها حتى الآن تتعلق بحرية الرأي والتعبير والمعتقد السياسي , فضلا عن خصائصها الشاذة تلك , فقد اصطلح شعبيا على تسميتها بـ " محكمة التفتيش البعثية " , تذكيرا بمحاكم التفتيش التي عرفتها أوربة العصور الوسطى .
هذه المحكمة هي التي حاكمت الدكتور عبد العزيز الخيّر, والمئات من رفاقه والمعارضين الآخرين بمن فيهم أعضاء منظمة لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سورية (1992 ), استنادا إلى المرسوم (القانون الحربي Martial Law ) رقم 6 للعام 1965 . وهو أحد قوانين الطوارئ التي سنها حزب البعث الحاكم من أجل تثبيت دعائم سلطته والانفراد بها . وقد لا حظ المحامون ومراقبو منظمة العفو الدولية أن حكم الإدانة الصادر ضد الدكتور الخير " استند إلى اتهامات تتعلق بانتمائه ومعتقداته السياسية , وليس بارتكابه أي عمل من أعمال العنف أو التحريض عليها" .

عبد العزيز الخير : المناضل من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان

خلافا لمعظم أحزاب اليسار التقليدي التي ولدت في ركاب الاتحاد السوفييتي السابق وأيديولوجيته الرسمية , ركز " حزب العمل الشيوعي " منذ تأسيسه في العام 1981 , وقبل ذلك بحوالي خمس سنوات حين كان يعرف باسم " رابطة العمل الشيوعي" , على قضية الديمقراطية في سورية و " دحر الديكتاتورية " . وجعل الكفاح من أجل التعددية الحزبية والسياسية وإلغاء حالة الطوارئ وما تمخض عنها من قوانين عرفية , محورا أساسيا من محاور نضاله السياسي والفكري , إلى جانب العدالة الاجتماعية وفضح عمليات القمع والتعذيب والأشكال الأخرى من انتهاكات حقوق الإنسان في سورية . ومن بين المواقف التاريخية المتميزة والمشهودة لهذا الحزب وقوفه ضد الاحتلال السوفييتي لأفغانستان والهيمنة السياسية والأمنية السورية على لبنان , فضلا عن مواقفه الحازمة ضد أعمال العنف التي مارسها جناح من الإسلام السياسي الأصولي الراديكالي في صراعه مع النظام الحاكم .

وبحكم موقعه القيادي في الرابطة , ثم الحزب , وميزاته الأخلاقية والثقافية والفكرية العالية , والحضور الآسر لشخصيته المحبوبة , لعب الدكتور الخير دورا بارزا ومحوريا في نشاطات حزبه السياسية والثقافية والفكرية . وبعد اعتقال أعضاء القيادة التاريخية للحزب خلال العامين1981ـ 1982, قدّر له أن يضطلع بالدور القيادي الأول في الحزب لأكثر من عشرة أعوام من النضال هي الفترة التي قضاها في الكفاح الديمقراطي متعقبا ومطاردا إلى حين اعتقاله في الأول من شباط/ فبراير 1992 بفضل تعاون أحد " المعارضين " مع أجهزة المخابرات .
وبسبب دوره الفعال في فضح الممارسات القمعية للسلطة , والكفاح من أجل الديمقراطية , كرست المخابرات العسكرية السورية مجموعة " متخصصة " من ضباطها وعناصرها برئاسة المقدم عبد الكريم الديري وفرّغتها بشكل شبه كامل لتعقبه ومطاردته . وحين فشلت عدة مرات في اعتقاله , بفعل مواهبه التنظيمية واحتضان الناس له , لم تتورع عن اعتقال بعض إخوته وأقاربه أو ضربهم في الأماكن العامة بغرض الضغط عليه وابتزازه . فقد اعتدي على شقيقته( الأستاذة الجامعية سلمى) بالضرب وسط الشارع العام في مدينة اللاذقية , واعتقل شقيقه النقابي والأستاذ الجامعي هارون ,وشقيقته ندى , وابن عمه , وزوجته المدرسة منى صقر الأحمد التي اعتقلت ( وهي أم لطفل في السابعة من عمره آنذاك ) كـ " رهينة " لأكثر من أربع سنوات ( آب/أغسطس 1987 ـ كانون الأول / ديسمبر 1991 ) , حيث أطلق سراحها بسبب وضعها الصحي السيئ .

عبد العزيز الخير : "الإنسان الكامل"

حين نتذكر مقولة الفيلسوف الفرنسي الشهير جان بول سارتر عن " الإنسان الكامل" , فإن عبد العزيز الخير سيكون بالتأكيد واحدا من أولئك الناس القلائل الذين يستحضرهم المرء إلى مخيلته . فعلى مدى تجاوز الثلاثين عاما من حياته العملية , قبل السجن وبعده وأثناء ملاحقته , كان وسيبقى من الصعب الفصل بين ما هو خاص وما هو عام في همومه . فمنذ أواسط السبعينيات , وفيما انصرف معظم أبناء جيله من الأطباء لملاحقة همومهم الخاصة والتفكير باجتراح أقصر الطرق للحصول على الثروة وتسلق سلم التراتبية الاجتماعية في مجتمع شوهت الديكتاتورية قيمه الأخلاقية وبات ينظر بعين الإجلال لبعض المهن وعلى رأسها مهنة الطب لما تدره من ثروة , وبعين الاحتقار لمهن أخرى , لم تكن مهنة الطبيب تعني أي شيء لعبد العزيز الخير سوى السهر على راحة الناس وتخفيف آلامهم , وفي معظم الأحيان دون أي مقابل .
خلال الأحد عشر عاما التي قضاها مطاردا وملاحقا من قبل واحد من أشد الأجهزة الأمنية شراسة ووحشية في العالم , المخابرات العسكرية السورية , ورغم أن هاجس الاعتقال والوقوع في قبضة هذا الجهاز الدموي كان يخيم على مدار يومه الكامل , لم يكن يتورع عن المجازفة ليلا أو نهارا في الذهاب لمعاينة المرضى من الأصدقاء والمعارف حتى في الأحياء البعيدة عن مكان تخفّيه . وبعد اعتقاله قدر له أن يكون في واحد من أكبر السجون والمعتقلات السورية ـ سجن صيدنايا العسكري المصمم كي يتسع لحوالي ثلاثة آلاف معتقل . وبالنظر للانعدام شبه الكامل في الخدمات الطبية التي تقدمها سلطات السجون للمعتقلين , فقد ترتب على الأطباء من المعتقلين السياسيين , وخصوصا عبد العزيز الخير , القيام بجهود خاصة واستثنائية للعناية بالمرضى من زملائهم . وبعد إطلاق سراح الأطباء , واعتبارا من أواسط التسعينيات , أصبح الدكتور عبد العزيز الخير الطبيب الوحيد في سجن يضم أكثر من 750 معتقل سياسي , الأمر الذي ألقى على عاتقه أعباء الخدمة الطبية لهؤلاء جميعا .
عن هذه الأعباء المضنية , وعن الاندفاع غير العادي لعبد العزيز الخير للقيام بهذه الأعباء , يقول الزميل نزار نيوف الذي عرفه في السجن عن قرب وتمكن من رسم بورتريه له وتهريبه إلى الخارج , وهو الصورة الوحيدة لعبد العزيز الخير منذ تخفيه في العام 1981 :
" رغم أنني كنت أعرفه سماعا قبل عشر سنوات على اعتقالنا , إلا أنه لم يتسن لي الالتقاء به وجها لوجه إلا بعد تسعة أشهر على هذا الاعتقال , أي مساء 5 شباط / فبراير1993 حين استدعوه إسعافيا إلى زنزانتي الانفرادية في الجناح ج / أيسر من الطابق الأول , قبل نقلي إلى سجن تدمر الصحراوي ببضع ساعات . وبعد سبع سنوات ونصف على هذه الواقعة , أي في 13 أيلول / سبتمبر 2000 , تمت إعادتي مجددا إلى هذا السجن بعد إغلاق سجن المزة العسكري. ونظرا لأنه الطبيب الوحيد في سجن صيدنايا , فقد كان المعتقل الوحيد الذي سمح له بزيارتي في زنزانتي الانفرادية . وخلال الأشهر السبعة التي قضيتها في هذا السجن قبل إطلاق سراحي في 6 أيار/ مايو 2001 , قدر لي أن أكون شاهدا على واحدة من أنبل ملاحم التضحية ونكران الذات التي يمكن للمرء أن يشهدها خلال حياته (...) لا أذكر أنه كان يمضي يوم دون أن يسمع المعتقلون طرقات استغاثة قادمة من أحد المهاجع عند الفجر . وكان الجميع يعرف أن إدارة السجن ستوقظ عبد العزيز الخير في هذه الساعة من الليل من أجل الخدمة الإسعافية الطبية . وبالنظر لأنه ليس طبيبا رسميا للسجن , فقد كان بإمكانه رفض ذلك . إلا أنه ما تأخر يوما من الأيام عن القيام بواجبه الإنساني النبيل (...) . وفي مرحلة من المراحل استطاع أن يقنع إدارة السجن بتحويل إحدى الزنازين الشاغرة المجاورة لزنزانته إلى "عيادة ميدانية " يزورها المعتقلون وفق جدول منتظم , فضلا عن الحالات الاسعافية . وقد زود هذه العيادة بتجهيزات كان معظمها من تصميمه وتصنيعه أو تصنيع رفاقه في الحزب , لا سيما المهندس نزار مرادني . وبالأدوات الجراحية البسيطة التي استقدمها من منزله , استطاع أن يجري عمليات جراحية عديدة , وعمليات إسعافية في منتهى الخطورة . صحيح أنها كانت صغرى بحكم الإمكانيات المتوفرة , إلا أنها أنقذت الكثيرين من موت محتم أو عاهة دائمة . غير أن " الأهم" من هذا كله , وهو ما سيتذكره المعتقلون طوال حيواتهم , هو ذلك النبل والشهامة والتواضع الذي لا يفارقه لحظة واحدة , حتى في ذروة آلام عموده الفقري الناجمة عن التعذيب الوحشي الذي تعرض له في فرع المخابرات العسكرية 235 (...) وكنت ألاحظ في كل مرة أراه أن علامات الإرهاق تتزايد على جسده , وأن شحوب الوجه الذي يسببه التعب والاستيقاظ المتكرر بشكل شبه يومي في منتصف الليل وعند الفجر , والسهر على العناية بالمرضى في ظل عدم وجود الأدوية والتجهيزات الطبية الضرورية , قد أصبح علامة فارقة لا تكاد تبارح محياه (...) وإذا كان لا بد لنا من تكثيف شخصيته بعبارة واحدة , فلن نعثر على تعبير أكثر دقة وصدقا من مفهوم " الإنسان الكامل " الذي أبدعه سارتر في سياق حديثه عن شخصية" القديس الأحمر" تشي غيفارا" .

عبد العزيز الخير : الكاتب والصحفي و .." مؤرخ أعراس الديكتاتورية" !

أجبر القمع , وبالتالي الكفاح السري , عددا كبيرا من الكتاب والصحفيين الموهوبين في سورية , كما في بلدان أخرى كثيرة , على التخلي عن أسمائهم الحقيقية لصالح أسماء مستعارة , خصوصا منهم أولئك الذين كرسوا جهودهم للمؤلفات والأدبيات الحزبية . وريثما ينتهي الوضع السياسي الشاذ , وتنتقل سورية من حكم التسلط إلى الديمقراطية , سيكون من العسير جدا على أي شخص ,باستثناء الكاتب نفسه , وبعض زملائه محدودي العدد , التحقق من الشخصيات الحقيقية التي تقف وراء هذا النص أو ذاك . ولعله أمر مخز ومجلبة للعار , وتعبير عن ذهنية بليدة , أن معظم المنظمات الدولية المعنية بالدفاع عن حرية الصحافة والتعبير قد أسقط من حسابه هذه الظاهرة حين وضع معاييره في تصنيف الكتاب والصحفيين . وهذا ما اصطدمنا به في نقاشنا مع عدد من هذه المنظمات بشأن قضية عبد العزيز الخير , حيث رفضت هذه المنظمات تبني قضيته ككاتب وصحفي , في الوقت الذي تبنت فيه , ونحن متأكدون من ذلك بالأسماء والوقائع , قضايا مصوري أفلام دعارة (بورنوغرافرز) اعتقلوا في بلدانهم لأسباب جنائية تتعلق بتسويق فتيات قاصرات من روسيا البيضاء وبلدان أخرى في" سوق الرق الأبيض" الأوربي , وهو ما سيكشف عنه التقرير السنوي لمنظمتنا في أيار/ مايو القادم.

قام عبد العزيز الخير بمهمة رئيس تحرير صحيفة النداء الشعبي خلال الفترة 1981 ـ 1984 . وفي ظل إشرافه عليها, ورغم أنها كانت صحيفة سرية , تحولت إلى أكثر الصحف السورية شعبية وطباعة وتوزيعا , بسبب حساسية وسخونة الموضوعات التي كانت تعالجها وعلاقتها بالحياة والهموم اليومية للمواطنين السوريين . ومنذ التاريخ المذكور وحتى اعتقاله ,كان الدكتور الخير عضو هيئة تحرير صحيفة الراية الحمراء التي وصل عدد نسخها الموزعة أواسط الثمانينيات إلى ما يزيد عن سبعة آلاف نسخة من كل عدد , وعضو هيئة تحرير مجلة الشيوعي الفكرية ـ النظرية التي لعبت دورا مهما في طرح ومناقشة العديد من القضايا التي لم تكن مطبوعة سورية أخرى تتجرأ على الاقتراب منها , إما لأسباب أيديولوجية أو لأسباب أمنية , أو لكليهما معا . وكان من اللافت أن هذه المجلة قد فتحت أبوابها لجميع المثقفين السوريين دون أدنى اعتبار لانتماءاتهم السياسية والأيديولوجية . وبعد أن تمكنت السلطة من اعتقال معظم الكوادر الثقافية والفكرية في الحزب أواسط الثمانينيات , أصبح القيام بالإشراف على هذه المطبوعات الثلاث ملقى على الدكتور الخير وحده تقريبا .

خلال عمله في هذه المطبوعات , وعلى مدى أكثر من أحد عشر عاما , كتب عبد العزيز الخيّر مئات المقالات والتحقيقات والتقارير الصحفية والأبحاث الفكرية , فضلا عن مساهمته في تحرير أعداد كبيرة من الكراسات السياسية والنظرية . ويؤكد العديد من رفاقه الذين استطلعت المنظمة آراءهم على" أن كتاباته امتازت بالحيوية والجرأة والعمق وجدة الطرح والحرفية العالية التي يفتقدها محررون كثر حتى في أعرق الصحف" . ولعل الأكثر شهرة من بين ما كتبه هو " الكتاب الأسود " الذي أعده أواسط الثمانينيات وأصبح مرجعا أساسيا للعديد من المنظمات الدولية في قضايا القمع والإرهاب التي تمارسها السلطات السورية ضد معارضيها , فضلا عن بيانه الشهير " عرس الديكتاتورية " الذي كتب ووزع على خلفية الاستفتاء على رئاسة الرئيس الراحل حافظ الأسد في تشرين الثاني / نوفمبر 1991 . وكان هذا البيان أحد الأسباب الأساسية التي دعت محكمة أمن الدولة إلى أن توجه له تهمة " نشر معلومات كاذبة من شأنها زعزعة ثقة الجماهير بالثورة والنظام الاشتراكي " ! ومن المعلوم أن سورية شهدت في ذلك الشهر حملة " تجييش هستيرية " لا سابق ولا لاحق لها لإجبار الناس على المشاركة في المسيرات ليلا نهارا "تعبيرا عن حبها وولائها لقائد الأمة حافظ الأسد " . وقدرت دوائر مقربة من وزارة الداخلية السورية أن عدد الأوراق التي وجدت في " صناديق الاستفتاء" فاق الـ 62 مليون ورقة , أي ما يتجاوز عدد مواطني سورية الأحياء والأموات منذ مطلع القرن التاسع عشر!

عبد العزيز الخير : رهينة الحقد الديني والسياسي

في تشرين الثاني / نوفمبر من العام 2001 أطلق النظام السوري آخر ثمانية معتقلين من " حزب العمل الشيوعي " , بحيث لم يبق معتقلا على ذمة هذا الحزب سوى الدكتور الخيّر وحده . ورغم المناشدات العديدة التي وجهتها منظمات إقليمية ودولية لإطلاق سراحه , ما يزال النظام السوري يصمّ أذنيه عن سماعها , ويضرب بها عرض الحائط . ومن الواضح أن هناك سببين أساسيين يفسران هذا التعنت الرسمي الأرعن وإصراره على الإبقاء عليه معتقلا في الوقت الذي أطلق فيه جميع رفاقه , أولاهما تحدّر الدكتور الخيّر من الطائفة العلوية , وثانيهما بيانه الشهير " عرس الديكتاتورية " . فمن المعروف أن الدكتور عبد العزيز ينحدر من عائلة " الخيّر" وهي من إحدى أكبر الأسر في هذه الطائفة , إن لم تكن أكبرها وأكثرها حضورا على صعيد المكانة الاجتماعية والدينية . وهو فضلا عن ذلك ابن بلدة القرداحة التي تنتمي إليها أسرة الأسد . وقد جرت سياسة النظام خلال العقود الثلاثة الماضية وفق عرف يقول بأن عقوبة " العلوي المعارض " يجب أن تكون أشد من عقوبة من ينحدر من طائفة أخرى , لأن الأصل في منطق هذا النظام هو" ولاء العلوي للسلطة وليس معارضتها " ! هذا في حين يرى النظام أن عبد العزيز الخيّر تجاوز في بيانه " عرس الديكتاتورية " جميع الخطوط الحمر التي وضعت حول شخصية الرئيس الراحل حافظ الأسد و " قدسية " هذه الشخصية !

عبد العزيز الخير : جرح الحرية النازف منذ أحد عشر عاما

اليوم , الأول من شباط / فبراير 2003 , يكون قد مضى [ثلاثة عشر عاما ] على اعتقال عبد العزيز الخيّر . وفي هذه المناسبة المؤلمة لضمير كل مناضل من أجل حقوق الإنسان وحرية الرأي في العالم , تتوجه المنظمة العربية للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير بندائها الحار إلى جميع المنظمات المحلية والإقليمية والدولية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان وحرية الصحافة والتعبير , مناشدة إياها جميعا المشاركة الفعالة في حملتها من أجل الضغط على النظام السوري لإطلاق سراحه دون قيد أو شرط . فقد آن الأوان لواحد من أعمق جروح الحرية في تاريخ سورية أن يتوقف بعد أحد عشر عاما من طعنة الديكتاتورية الغادرة !
الحرية لعبد العزيز الخير وكافة معتقلي الرأي في سجون النظام الشمولي في سورية , وفي مقدمتهم الكاتبان والصحفيان : عارف دليلة ، حبيب عيسى .



#المنظمة_العربية_للدفاع_عن_حرية_الصحافة_والتعبير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر الكردي / السوري مروان عثمان يدخل اليوم الحادي عشر من ...
- تشارك فيه المنظمة العربية للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير : ...
- مؤسسة - مارتن إينالس- الدولية تقر ترشيح المنظمة للمحامي السو ...
- صحفي جديد ينضم إلى قائمة معتقلي الرأي في مملكة الظلام السعود ...
- ما الذي يجري في راديو سوا !؟ صحفيي الإذاعة في يوم حقوق الإنس ...
- ما الذي يجري في إذاعة سوا؟! فصل صحفية بسبب - النشاط الحقوقي ...
- إلى : هيئة تحرير الحوار المتمدن
- اعتقال الكاتب نبيل فياض قرينة جديدة على عدم مصداقية الرئيس ا ...
- مطالبة بحجب جائزة نوبل عن أدونيس بسبب تاريخه المخزي في التوا ...
- المخابرات السورية تعتقل الكاتب جهاد نصرةومعلومات عن حملة اعت ...
- المخابرات السورية تعتقل الكاتب والباحث نبيل فياض وتقتاده إلى ...
- بيان صحفي ـ حجب - الحوار المتمدن - في السعودية يكشف عن خواء ...
- النظام السوري على وشك ارتكاب جريمة جديدة :البروفسور عارف دلي ...
- بيان صحفي مشترك حول اعتقال الكاتب السوري محمد غانم
- حياة الكاتب والأستاذ الجامعي السوري السجين عارف دليلة في خطر
- إلى السيد بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية
- خطوتان إلى الوراء في ميدان الشفافية الإعلامية في العراق وفضي ...
- صحفي سوري لا يزال رهن الاعتقال في منزله منذ ثلاثة أسابيع
- اعتقال الباحثة والناشطة اللبنانية في مجال حقوق الإنسان سميرة ...
- توجه مذكرةإلى الأمين العام للأمم المتحدة تعترض فيها بشدة على ...


المزيد.....




- السفير عمرو حلمي يكتب: المحكمة الجنائية الدولية وتحديات اعتق ...
- -بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعلن اعتقال 7 أشخاص من 4 ...
- فنلندا تعيد استقبال اللاجئين لعام 2025 بعد اتهامات بالتمييز ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بالعدوان على غزة ولبنان ...
- أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت.. تباين غربي وترحيب عربي
- سويسرا وسلوفينيا تعلنان التزامهما بقرار المحكمة الجنائية الد ...
- ألمانيا.. سندرس بعناية مذكرتي الجنائية الدولية حول اعتقال نت ...
- الأمم المتحدة.. 2024 الأكثر دموية للعاملين في مجال الإغاثة
- بيتي هولر أصغر قاضية في تاريخ المحكمة الجنائية الدولية
- بايدن: مذكرات الاعتقال بحث نتانياهو وغالانت مشينة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - المنظمة العربية للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير - ثلاثة عشر عاما على اعتقال عصفور الحرية في سورية : عبد العزيز الخير