|
اتركوها يرحمنا و يرحمكم الله
عايده بدر
باحثة أكاديمية وكاتبة شاعرة وقاصة
(Ayda Badr)
الحوار المتمدن-العدد: 3740 - 2012 / 5 / 27 - 08:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد سقوط النظام السابق و قيام الثورة وصلت قناعة لدى العالم كله أن الشعب المصري ليس شعبا فقيرا مادة و روحا بل أنه حين يصر على القيام بوجه الطغاة فإنه قادر على أن يبهر العالم بما يقدم و كانت الثورة أو هكذا آمنا بها ضربة ساحقة لكل القواعد التي وضعها المحللون عن شخصية الإنسان المصري الفقير الذي يسعى للموت في سبيل المال قامت الثورة في نفوسنا أولا و امتدت لتسحق نظاما عاتيا ظل يطبق على النفوس مدة لا تقل عن ثلاثين عاما وحينها ظننا أننا فتحنا باب الحرية لننهل لهذا الشعب ما يستحق من حرية و كرامة و عدل و حياة كريمة و سعينا لننال كل هذا و لم نكتفبالانتظار ... كانت الانتخابات الرئاسية هي المرحلة الأخيرة في إعداد الدولة الجديدة لنبدأ مشوار العمل الجاد و على أسس جديدة لكن ما هذه المسرحية الهزلية التي يعرضونها علينا الآن و التي يطالبون بكل وقاحة أن يلعب فيها الشعب المصري دور الميت من أول فصل و حتى النهاية لمْ تسرق الثورة كما يرددون و لكن تمت المقايضة عليها و لمصلحة من ؟؟ أن يكون الاختيار بين مرين لا عسل فيهما ؟؟؟ هذا التطرف الواضح في كفتي الميزان الانتخابي ؟ فإما نختار التيار الإسلامي و إما نختار النظام السابق بوجهه الجديد و هذا مايجعلنا نتسآل أين ذهبت الأصوات التي رشحت مرشحي الوسط و اليسار ؟؟؟ لا أحد ينكر الآن و بعد ظهور مثل هذه النتيجة الهزيلة أن هناك إبعاد متعمد لممثلي تيار الوسط فأين ذهبت الأصوات التي رشحت حمدين صباحي و عمرو موسى و د. أبو الفتوح ؟؟؟ هل غرقت تلك الأصوات في اليم ؟ أم تم التلاعب فيها ؟ رأينا جميعا الحملات الدعائية و المؤتمرات التي أقاموها و رأينا كيف ألتف كثيرون حولهم للتأييد مما يعني أن هذا الشعب الذي قام بالثورة من اجل إصلاح الفساد و طلب الحياة بكرامة لم يكن يسعى بالتأكيد لأن ينتخب تيار الوسطي ليفوز في النهاية إما التيار الإسلامي المتشدد أو التيار الذي يمثل وجه النظام السابق كيف نقوم بالثورة لنغير فيأتي هذا التغيير للخلف در .... لمصلحة من أن يظل هذا الشعب واقعا تحت مظلة العبودية في كل صورة لها فإما أن نأخذ مقومات حياتنا من تبعية إرشادية أو نأخذها من يد النظام السابق و الاختيار حق متاح فعلا كما يريدون لنا مصر البلد الإسلامي الوحيد الذي عرف عنه منذ دخله الإسلام أنه بلد الإسلام الوسط غير المتشدد فماذا يحدث في مصر الآن ؟ بل ماذا يحدث في البلاد العربية الآن ؟؟؟ ماذا يريدون لنا أن نقوم به بأيدينا ما يحدث في بلاد الربيع العربي و ينعكس صداه في كل مكان لهو مؤشر خطير ... ما يحدث في تونس من تجاوزات الإسلاميين المتشددين هو الصورة المكتملة لما يريدون أن يجعلوه أمرا واقعا في مصر و الدور سيحل تباعا على بقية دول الربيع لا يتوهم أحدا أن الامر سيكون سهلا لو حصل أي من المرشحيين الموجودين على منصب الرئاسة فكل الوعود البراقة و أيمانات المسلمين التي يحلفون بها كذبا وعود لا تمثل لهم قيما و ما حافظ هذا أو ذاك على عهد و لا وعد يجعلنا ننظر بعين التخوف و نخشى كثيرا فإن أختيارنا لن يمثل اختيار لمرحلة مؤقتة كما يحاولون إيهامنا بأن المدة قاصرة على أربع سنوات ليس إلا فما إن يركب احدهم سلطان الدولة فلن يترك مكانه و لو " بالطبل البلدي " كما يقول البسطاء ... من يضمن لنا تنفيذ الوعود ؟ و هم من الأساس لم يحافظوا على وعد و لا عهد من يحب مصر و من رشح نفسه لمصلحة الناس و لمصلحة البلد كما يردد الجميع عليه أن يضحي من أجلها .. فليتركوها لتختار الناس بحرية بدلا من الاختيار الواقع تحت ضغوط التلويح بالأموال و الطعام و الوقود و شراء الأصوات و حالات التزوير التي تم ضبطها لانتخاببات المجندين و ما خفي كان أعظم و كانت عيانا بيانا أتركوها يرحمكم الله ليس لبيان حسن النوايا فقط و لكن لأنكم تعلمون بالأساس كيف حصلتم عليها ... يا من تاجرتم بالدين تارة و تاجرتم بالقيم تارة و قمت بتزوير البطاقات الانتخابية و أحييتم الموتى ليقوموا بالانتخاب .... كفاكم قبح الله أعمالكم دماء الشهداء و الأبرياء في رقابكم من قال أنكم فريقان بل أنتم فريق واحد اتفقتم على تقسيم تركة الثورة فيما بينكم و على الشعب أن يفرح فقد ضمن الجنة بصكوك غفران لمن ينتخب التيار الإسلامي أو ضمن الدنيا و مباهجها التي لن يراها من الاساس إذا انتخب النظام القديم و لتذهب الثورة إلى الجحيم فما عادوا يحتاجونها بعد بلوغهم أهدافهم و لتذهبوا أنتم الثوار لتلحقوا بالشهداء لربما تحييون في الآخرة حياة حرة كريمة أما في الدنيا فمع مزيد من أسف تم حجز جميع الأماكن إن لم تنهض قوانا جميعا للبحث عن حقنا المسلوب في اختيار رئيسا لهذا البلد العظيم .. رئيسا من أنفسنا و ليس من أنفسهم .. رئيسا لم يشتري ذممنا و ضمائرنا و قبلها أصواتنا فعار علينا أن نتنفس هواء هذا البلد العظيم الذي سنسأل عنه يوم الحساب فيما ضيعناه و لمن أضعناه سنظل نبحث عن أصواتنا نحن من صوتنا لتيار الوسط .. نحن من أردناها وسطية كما نادى بها الإسلام الذي نعرفه حق المعرفة .. نحن من أردناها دولة مدنية تراعي حقوق جميع مواطنيها و تسعى لكرامتهم و حريتهم ... لا نريد رئيسا بالإجبار و لا رئيسا بالإضطرار فهذه مصر الكنانة لو كانوا يعلمون حفظ الله مصرنا و وقاها من كل شر و سوء
#عايده_بدر (هاشتاغ)
Ayda_Badr#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نَهْرٌوَ بَحْرٌ ،،، يَلْتَقِيَان / عايده بدر
-
قراءة في قصيدة - نرجسة فوق جرح الحمام - للمبدع جوتيار تمر /
...
-
لك ،،، للحلم / عايده بدر
-
قراءة نقدية عايده بدر في نص - قصة الحب الأولى - للشاعرة ماجد
...
-
غياب ،،،، / عايده بدر
-
فرااااغ ،،، / عايده بدر
-
عرافة
-
فناء
-
عصيان ،،، / عايده بدر
-
هل قلت لك ،،، / عايده بدر
-
مطر ،،، / عايده بدر
-
صوت الماء
-
المجلس العسكري ....و الجيش .........و الشعب
-
الجيش و رموز الفساد ..... و الشعب
-
استقالة النظام من النظام
-
الحزب الوطني الحاكم .. استقالات بلا حدود
المزيد.....
-
مهرجان للأضواء في كوبنهاغن.. المدينة تشعّ نورا يكسر رتابة ا
...
-
حادث عرضي وليس تخريبًا: السويد تكشف أسباب قطع كابل بحري في م
...
-
عشية زيارته لتركيا: الشرع يتحدث عن الانتخابات وسلاح -قسد-
-
بروكسل ترد على مطامع ترامب حيال غرينلاند
-
العراق.. تريث إزاء المشهد السوري
-
تقري أممي يشير إلى فشل في تطبيق قرار تجميد الأصول الليبية
-
الشرع إلى تركيا بدعوة من أردوغان
-
الأنصاري: نأمل أن يطلب ترامب من نتنياهو الوفاء بتعهداته وإرس
...
-
نتنياهو في واشنطن.. هل يستجيب ترامب لمطالبه؟
-
مفاوضات وقف إطلاق النار.. -حماس- تتهم إسرائيل بـ-المماطلة-
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|