أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مجاهد عبدالمتعالي - ثوابت الأمة أم ثوابت الرعب؟!














المزيد.....

ثوابت الأمة أم ثوابت الرعب؟!


مجاهد عبدالمتعالي
كاتب وباحث

(Mujahid Abdulmotaaly)


الحوار المتمدن-العدد: 3739 - 2012 / 5 / 26 - 04:14
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


لا زلت أذكر دعوة صديق عابر وصلتني نيابة عن أحد الأندية الأدبية كما يزعم، وكان ذلك قبل سنوات يقول فيها: أنه يرغب في استضافتي لأتحدث عن الوسطية كما أفهمها، وسأكون ضيفاً على النادي برفقة شخص من الإسلامويين، ولم يسمه لي، فقلت له: وهل تظنني فعلاً الشخص المناسب لمقابلة الجمهور، فكلنا ندرك ما في لقاء الجماهير من ضرورات المهارة الديماغوجية، أكثر من الخطاب المعرفي، بل إن الخطاب مع الجماهير يصبح خطاباً ديماغوجيا/دهمائياً مهما تزيَّا بثوب المعرفة الصرفة، ولهذا لا أثق بالخطاب الثقافي عندما يتشيأ من خلال الإعلام، ليصبح كليشيهات جاهزة، ويكفي ما نعانيه من كتابة في الصحافة، وما يعانيه ظهر الكاتب من إنحناء وتقرفص، ليستطيع المقال تجاوز أوهام الرقيب.
إن هذا الصديق العابر عندما سألته هل أنا الشخص المناسب فعلاً؟! أجاب: بنعم، ومن باب التأكيد سألته عن مفهومي عن الوسطية، فأخبرني أني سأتحدث عن الوسطية كما أفهمها، وسيأتي الشخص الآخر، ليتحدث عن الوسطية كما يفهمها الإسلاميون، وبهذا يكتمل المشهد الميلودرامي لكلينا..... الخ.
إعتذرته بصراحة أشكره على قبولها، مبينا له عدم استعدادي لخوض معركة، تعيد لي ما سبق وقلته لوزير التعليم العالي عندما اجتمع ببعض المثقفين في صالون اليمامة الثقافي إبان إشراف وزارة التعليم العالي على معرض الكتاب، وكان اللقاء بعنوان (ماذا يريد المثقف من السلطة) واختصرت المراد فيما وضحته من أن المثقف يريد من السلطة أن تتخلص من إسلوبها القديم في المراوحة بين الحصانين اللذين تقود بهما العربة، فحيناً تضع اللجام والرسن على الحصان الملتحي ليجر العربة، ثم تعود فتضع اللجام على الحصان غير الملتحي، وذكرته بأن العالم تجاوز فكرة (الحنطور) البدائية، وأصبحت العربات تسير بالدفع الذاتي، وهذا ما نتمناه من (السلطة) إن صح فعل التمني منها.
الوسطية كما تريد السلطة أن يفهمها الشعب، هي تلك الوسطية الخداج بين إسلاموي وليبرالوي، بين من تلبس النقاب، وبين من تكتفي بالحجاب، بين من تريد قيادة السيارة، وبين من تعارضها، بين من يلبس الجينز، ومن ثوبه دون الركبة، بين من يلبس العقال، ومن لا يلبسه، ومن يحب الخروج على هذا النص المسرحي سوف يطرده المخرج، حتى ولو كان الخروج على النص بسيطاً، ومحافظاً على روح المسرحية ــ حتى بعض من تحمس لبعض هذه القضايا على بساطتها لم يسلم من التوقيف ولو بضعة أيام!!.
الوسطية كما يجب أن نفهمها هي أن نكون في المنطقة الوسط بين الحكومة والمعارضة، فلا يتحدث المثقف في الإعلام ليؤدي دوره كموظف حكومي بمسمى "مثقف"، ولا ينجرف باتجاه خطاب تحريضي تعبوي، يحدث إشكالاً في (النظام العام) كما تفعل المعارضة المخجلة في تسفيه نفسها، أكثر مما تسفه غيرها.
لكن (النظام العام) لا يعني فيما نفهمه أن تستنكر الحكومة التجمعات السلمية للمطالبة بالحقوق المنقوصة أو المنتهكة، بحجة (النظام العام) نظراً لأن الحكومة مدعومة بدار الفتوى لا تجيز هذه التجمعات، وبالمقابل لا بأس عندها بمظاهرات الشوارع، وبعض العبث بالنظام العام إثر فوز فريق كروي على آخر!!.
الوسطية هي أن لا تكون مع الحكومة ولا مع المعارضة، ولكنك تؤمن بمفهوم الدولة ككيان، ومن مظاهر صحة هذا الكيان قبوله لنقد حكومته، مع التفريق ما بين مصطلح الحكومة والدولة عند من لا يعرف الفرق، فالحكومة هي طاقم كبار موظفي الدولة من أفراد متغيرين، والدولة هي الكيان أرضا وشعبا ورمزا سياسيا.
الوسطية ليست أن تكون في حالة تخنث فكري، تتجاذبك صراعات هامشية ذات اليمين واليسار، تُنفخ فيها روح الأهمية بعبارات كـ (التغريب ومؤامرة خارجية أو من جهة أخرى الإرهاب ومؤامرة داخلية) وكل ذلك تحت يافطة مملة يتقاطع فيها ميلودراميي المشهد الاجتماعي السعودي تحت عنوان (عدم الخروج على ثوابت الأمة)، والتي مع مرور السنين نكتشف أن ثوابت الأمة ليست إلا ثوابت (توازنات الرعب) التي تزرعها السلطة بين أطياف شعبها، بفجاجة تعيد إلى ذاكرتنا ما حصل في نهاية الخمسينات وأوائل الستينات عندما أعلنت الأحكام الشرعية/ العرفية، فيختفي مثلاً لا حصراً إبراهيم بن أحمد عبدالمتعالي في سجون الحكومة دون إبلاغ أهله بشكل رسمي http://shorfat.com/forum/showthread.php?t=29837، فلا يجد أبناءه الصغار بعد أن كبروا حتى شهادة وفاة تثبت موته، فما بالك بالمعايير الدولية في من يستمرئ (الغياب القسري) لمواطنيه، لتصبح القضية في نطاق (مجهولي المصير)، إلا من ظنون التقصي على استحياء، وتسقط الأخبار همساً.
الوسطية بفتح السين هي أن تكون في المنتصف كشاهد حق بين المعارضة والحكومة، مؤمنا باستحقاقات وطنك كعضو في هيئة الأمم المتحدة، لكن لا تتنفج من أجل (الحكومة المتغيرة) ما يزري باحترامك لنفسك قبل احترامك لـ(وطنك الثابت)، محاولاً تجاوز خوفك من عرَّابي (توازنات الرعب) فيه.



#مجاهد_عبدالمتعالي (هاشتاغ)       Mujahid_Abdulmotaaly#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيعة من كلية الشريعة إلى نجران
- الشيخ الحصين وحرية التعبير... هل عليها قيود في السعودية
- الإيمان في حالة قلق
- الغذاميون الجدد... دونكيشوتات ما بعد -حكاية الحداثة-
- العقل وتبرير الجبناء
- الثورة بين إدارة الشعور وإرادة الشعوب
- عابرون في تزييف عابر
- الجزيرة العربية ليست إيران
- التساؤلات اللزجة ضد ثورة الياسمين
- الغثيان بين السدنة والكهنة


المزيد.....




- ماذا فعلت الصين لمعرفة ما إذا كانت أمريكا تراقب -تجسسها-؟ شا ...
- السعودية.. الأمن العام يعلن القبض على مواطن ويمنيين في الريا ...
- -صدمة عميقة-.. شاهد ما قاله نتنياهو بعد العثور على جثة الحاخ ...
- بعد مقتل إسرائيلي بالدولة.. أنور قرقاش: الإمارات ستبقى دار ا ...
- مصر.. تحرك رسمي ضد صفحات المسؤولين والمشاهير المزيفة بمواقع ...
- إيران: سنجري محادثات نووية وإقليمية مع فرنسا وألمانيا وبريطا ...
- مصر.. السيسي يؤكد فتح صفحة جديدة بعد شطب 716 شخصا من قوائم ا ...
- من هم الغرباء في أعمال منال الضويان في بينالي فينيسيا ؟
- غارة إسرائيلية على بلدة شمسطار تحصد أرواح 17 لبنانيا بينهم أ ...
- طهران تعلن إجراء محادثات نووية مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مجاهد عبدالمتعالي - ثوابت الأمة أم ثوابت الرعب؟!