|
الانهيار الوشيك للنظام الاقتصادي / المالي العالمي...؟! ما هي الخيارات..؟
سليمان يوحنا
الحوار المتمدن-العدد: 3738 - 2012 / 5 / 25 - 11:00
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
الانهيار الوشيك للنظام الاقتصادي / المالي العالمي...؟! ما هي الخيارات..؟ " إن الاكذوبة تقوم بدورة كاملة حول العالم .. قبل ان تنتهي الحقيقة من إرتداء سروالها " ونستون تشرشل
لحساسية ما سأطرحه ، أرغب في مستهل الامر توضيح ما يلي: الغاية من التطرق لمفاهيم ، وتفاصيل معينة وإن بدت غريبة لبعض القراء، هو ليس حبا في التهويل، او جلب بعض التشويق والاثارة ! يرجى التمعن بمحتوى البحث أدناه، او في ما نشرته سابقاً، وتفحص جوهر مجريات الأمور المتعلقة بالانهيار المالي المتسارع في الدول الواقعة على جانبي المحيط الاطلسي، وما يجري بهدوء خلال الأشهر الماضيه ،من تواصل تعزيز الحشود العسكرية الغير تقليدية في منطقة المحيط الهادي، والهندي، والبحر المتوسط، والتي تعتبرالاكبر في التاريخ من حيث قدرتها التدميرية ، هناك " 10غواصات نووية " صنف اوهايو" تتسلح ب24 صاروخ باليستي لكل منها ، بقدرة تدميرية تصل الى 1500 مرة، قياسا للقنبلة التي ألقيت على هيروشيما اليابانية ! وأربع حاملات طائرات تعمل بالوقود النووي ، إضافة الى عدد غير محدد من القطع البحرية المختلفة لدول الناتو، هذا التمركز ؛ وبموجب تحليل الخبراء العسكريين , ليس موجهاً لدول صغيرة ومتوسطة الحجم مثل سوريا، أو ايران، أو كوريا الشمالية، بل الهدف هو آسيا ــ روسيا والصين، بينما تنتشر 8 غواصات نووية، و3 حاملات طائرات اضافية في المحيط الاطلسي . المثير للقلق; هوالتحذيرات الصادرة مؤخرا من قبل قادة الدول المعنية، ورؤساء هيئات الاركان العسكرية، للولايات المتحدة الامريكية، و روسيا والصين واسرائيل . قطعاً؛ ليس هناك انسان سوّي يرغب او مجرد التفكير بشن حربٍ " ثيرموـــ نووية Thermonuclear " لأنها قد تعني نهاية البشرية بصورتها الحالية، والمرجو ان تكون كل العوامل والمحاذير الواردة في هذا البحث لا تعد الا كونها مجرد ثرثرة سياسية، او مجرد خيال خصب للكاتب، تجري بها الريح، وأن ننهض في صباح أحد الأيام، ونرى تصورا مختلف كلياً للمستقبل، ملىء بالأمل، والطمأنينة للبشرية جمعاء، وأن نعيش في تلك المدينة الفاضلة التي كتب عنها الكثير من الفلاسفة، قديما، وحديثا حبا في أجيالنا القادمة ...! أود التركيز وبنوع من التفصيل في الدوافع، والأسباب لما اعتبره أخطر تهديدان غير مسبوقان للبشرية في العصر الحديث " الانهيار الاقتصادي المالي العالمي المتسارع واحتمال وقوع حربا ثيرمو ــ نووية كنتيجة لانهيار النظام النقدي البريطاني المهيمن عالمياً. ارفق لكم الرابط أدناه لفيلم وثائقي قصير من إنتاج مؤسستنا، عن الحرب النووية، وقدرتها التدميرية على الحضارة البشرية في حال نشوبها: http://larouchepac.com/node/22345
مقدمة لابد منها: "عالمنا يجرى بسرعة، ولايترك فسحة من الزمن للتفكير ! فالعالم مشغول على مستوى الدول، والجماعات، والأفراد. استهداف مؤسساتي على أعلى المستويات، ضمن هيكلة تمتد سلطتها فوق الحكومات الوطنية، ولا تخضع لسلطة اي برلمان او دستور منتخب، ولا للسلطان القضائي لأي دولة " حصانة مطلقة "،كأننا امام مخطط غايته انشاء حكومة عالمية تُسيّر من قبل المؤسسات المالية العالمية، نجد تأثيره فيما يجري الآن للشعب اليوناني، والاسباني، والايطالي، والبرتغالي، وما هي الا مسألة وقت قصير حتى تعم الفوضى في الربيع العالمي، من إنهيار للمجتمعات الديمقراطية وسلسلة انهيار للحكومات تحت وطأة جبروت اجراءات التقشف الاقتصادي الصارم ،وتحطيم المستوى المعيشى للغالبية من اجل انقاذ نظامهم النقدي المفلس..! . في موازاة ما قيل أعلاه وضمن كمين استراتيجي محكم " خلق الازمات وادارتها" ، لنتمعن بجوهر مخططات ما سُمي بالربيع العربي، والشرق الاوسط الجديد، وما جري في كل بلد! وما سيجري قريبا سيكون رهن لوعي شعوبها، و الدور آتٍ على الباقين ولبنان لن يكون الاخير، والتصعيد فيما يجري لها الان هي محاولة " توأمة الحوادث مع سوريا والثأر من موقفها تجاه سوريا " ؟ نحن مستهدفون بالتخبط الدائم لأجيال متعاقبة، من مرحلة الاستعمار المباشر والدكتاتوريات مروراً بنظم طائفية و انفصالية لتحطيم الدول، من أجل انشاء كيانات قومية، ومذهبية متصارعة، وايدولوجيات دينية لكي تستمر لعبة " فرق تسد " لأجيال مقبلة، و ضمن الكمين البريطاني المستمر لاكثر من 320 عام؟! متوهم من يعتقد انه قابع على بر الامان ! ويبدو ان البعض تناسى بأنه لا وجود لحليف دائم في ظل نظام " العولمة " ولعبة المصالح الاستراتيجية . اليوم تُستخدم المطرقة الامريكية لتحقيق أجندة عالمية لا علاقة لها بالشعب الامريكي، ولا بالمبادىء الدستورية التي كانت الدافع للهروب الى الارض الجديدة ، وذلك هربا من الاقطاعية المالية الاوربية منذ اربعمئة عام وانشاء الولايات المتحدة الامريكية. يُخطئ من يؤمن بمقولة احلال الديمقراطية ، الامثلة على ذلك عديدة ، والأمر الواقع لا يقبل الجدل من اننا امام مخطط تفكيك السيادة الوطنية للأمم واستمرارية عجلة الفوضى الخلاقة، كما طرحها " صامويل هنتنغتون " ضمن مخطط صراع الحضارات “Clash of civilisations , Arch of Crisis”، والاب الروحي للمدعوين بالمحافظين الجدد " ليو ستراوس" صاحب نظرية وجوب وجود واجهة عدو دائمة من الشيوعية الى الاسلام السياسي، المدعوم غربيا وبقوة في ما يسمى بالربيع العربي ودفع الحركات الدينية المسيسة للواجهة ، السؤال الذي يطرح نفسه : هل هناك ديمقراطية في ظل حكومة دينية تأخذ سلطتها من الله مباشرة ؟ كم من المرات تم استخدام الدين للإيقاع بين الشعوب، والعودة الى الحروب الدينية كما حصل في العصور المظلمة " الوسطى" في اوربا والمشرق ؟ فهل من الغرابة استخدام هذا السلاح الاكثر تأثيرا من قبل تلاميذ " ليو ستراوس" الذين تمكنوا ومنذ السبعينات من اخذ زمام القيادة في ظل نظام العولمة ؟ علماً بأن هؤلاء لا يؤمنون بأي دين، ولا يمتون باي صلة للمسيحية لأن اغلبهم " ماسونيون أو من المؤمنين بالعرق الصافي "يوجينيك Eugenics " ولكنهم يستخدمون الايديولوجية الدينية المسيحية ـ الاسلامية وذلك للإيقاع بالساذجين، والمتخلفين، والسطحيين والزج بهم في دوامة خيارهم الاستراتيجي، من خلق صراع حضاري ضمن احد الاهداف لدفعهم نحو حكومة عالمية بقطب واحد. قريباً ; إما ان نعود الى تطبيق قانون كلاس ستيكل ـــ Glass Steagall Act " ، أو أننا جميعا بدأً بأوربا متجهين نحو متغيرات كبرى، وتحولات جذرية غير مسبوقة في التاريخ الحديث، وثورات شعبية ، وسياسية، وليس مستبعداً حدوث انقلابات عسكرية، ووقوع اغتيالات سياسية ،كمحاولة اغتيال بوتين قبل شهرين في مستهل حملة الآنتخابات الروسية ,او وقوع حوادث إرهابية نوعية، لفرض الامر الواقع لتحقيق أهداف محددة كما جرى في " الهجوم على بيرل هاربر في ديسمبر 1941 ، او احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 . لاشك بأن زمام الامور على وشك الخروج عن نطاق سيطرة الحكومات بصورة اكثر جدية على المستوى الدولي، لأن زمن العمل كالمعتاد قد ولى، نعم; هناك غموض في ما يحمله المستقبل القريب سلبا ام إيجابا وما كان يعتبر غير وارد ضمن الاجندة السياسية، والاقتصادية اصبح موضوع بحث، وكل الخيارات اصبحت مطروحة على الطاولة ، ليس لأن السياسيين ولدوا من جديد ! بل بسبب الظروف المتسارعة للازمة الاقتصادية التي بدأت تفرض نفسها، وفشل جميع المقاييس في التصدي لها ، هناك 11 حكومة اوربية انهارت منذ عام 2009 تحت ثقل الازمة المالية ، وتتغير الحكومات بانتخاباتٍ تفقد معناها، وجدواها في ظل سياسة الابقاء على الوضع القائم ، مع وجود حكومات لا سيادة لها ، بل اصبحت عدوة لشعوبها ، وأصبح همها تحقيق غايات المؤسسات المالية المفلسة التي مولت النظام السياسي،و الانتخابي في العقود الاربع الاخيرة ،والتي كانت السبب وراء الازمة المالية العالمية، والا ما الدافع وراء نهب اموال دافعي الضرائب في الاعوام الاربع الاخيرة، وضخها في المصارف الخاصة ،و تحويل الديون الخاصة الى ديون عامة وفرض المزيد من سياسات التقشف ضد من ليس لهم لا ناقة ولا جمل في ما يحصل اليوم؟ الاقطاعية المالية العالمية : بنك النقد الدولي IMF والبنك الدولي World Bank ومجموعة الاثني عشر مؤسسة مالية والمدعوة "Inter Alpha Group مجموعة انتر الفا المصرفية " ضمن أدوات النظام النقدي ، أذرع الاخطبوط للإقطاع المالي العالمي، مرتبطة على أعلى المستويات في اغلب الدول ماعدا روسيا، والصين، والهند،وبعض الدول التي يطلق عليها بالمارقة ! ، شبكة معقدة كالإخطبوط يمتد تأثيرها المالي، والسياسي، والإيديولوجي، في المؤسسات الدولية والرسمية لغالبية البلدان، إن المتابع للشأن الجيو – سياسي Geo-politics والعولمة الاقتصادية Globalist Economy في العقود الخمس الاخيرة،والتي ادت بنخبة من ذوي الايديولوجيات، والأهداف الخاصة، الى ايصال العالم اقتصاديا، وسياسيا، وشعبيا، واستراتيجيا الى نقطة الانفجار،ــــ نحن مقبلون سريعا نحو حقبة تاريخية حرجة، لأننا أمام ظروف وأزمات حلولها ليست ضمن المقاييس المعتادة، كما رأينا في السنوات الاربع الاخيرة من محاولات يائسة لآنقاذ نظامهم المالي، بدأ باليونان، نحن امام انهيار شامل للنظام النقدي البريطاني، اي خسارة تلك القدرة المالية، والسياسية، والتي هيمنت عالمياً لما يقارب من 320 عاما، وما يثير الحذر في هذه الحقبة; هو اليأس الذي قد يصبح جنونيا للمؤسسة البريطانية، ولجوئها الى خطوة قد تكون الاكثر خطورة في التاريخ البشري، من خلال دفع دميتها اوباما الذي صرح في المؤتمر الصحفي في ابريل، في ختام زيارة ديفد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني ، بقوله " انني الخادم الامين لصاحبة الجلالة البريطانية" في شن حربا عالمية بدأ بالشرق الاوسط ،او في حال التصعيد بما يتعلق بنظام الدرع الصاروخي الاوربي، كذريعة البلقان الجديدة، لأن الهدف هو منع آسيا من البروز كقوة اقتصادية، وكما فعلوا مع المانيا في الحرب العالمية الاولى عبر أزمة البلقان . ان ما جرى ويجري منذ بداية الستينات لم يكن صدفة، او سهواً، بل المنطق يفرض وجود منظّر ومهندس وأدوات ،استطاعت اخضاع النُظم السياسية الغربية العريقة، والمؤسسات الحكومية المعقدة، لقوى ومصالح تؤمن بنظام عالمي ،هدفه يتجاوز ما يعتقده البعض من السيطرة على النفط والغاز والنقود. الانهيار الوشيك للنظام المالي / الاقتصادي العالمي: لن اخوض فيما نشرته سابقاً، ولكن سأحاول تحديث المعلومات عن آخر المعطيات حتى شهر مايو الحالي، ولمعرفة المزيد عن الموضوع يرجى زيارة الرابط التالي:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,524658.msg5286436.html حقيقة الامر; ان النظام المالي العالمي سقط في عام 2007، ما يجري الان، هو توالي سقوط الجثث، وتوالي انهيار الحكومات الاوربية كنتيجة لذلك، وآخرها الحكومة الهولندية قبل اربع اسابيع، وبقاء اليونان من دون حكومة فعلية بانتظار إما انتخابات جديدة، او فوضى شعبية، وليس امامها مفر الا ترك العملة الموحدة " يورو" والعودة الى عملتها الوطنية " دراخما" واعادة جدولة ديونها الحقيقية وكذا الحال مع اسبانيا التي انتخبت حكومة يمينية قبل أشهر ،ويبدوا ان لعبة حكومة اليسار ضد اليمين على وشك الانتهاء عالميا .رأينا انهيار الحزب اليميني الفرنسي ممثلة بساركوزي قبل اسابيع، والملاحظ ان الغالبية من الفرنسيين صبوا جام غضبهم على الادارة الاقتصادية للحكومة المنتهية, ولن تكون هناك دولة في مأمن من هذه التغيرات، بدأ من استراليا، وانتهاء بامريكا نتيجة لسياسات التقشف الصارمة، وإنهيار الاقتصاد الفعلي بصورة غير مسبوقة منذ القرون الوسطى.لعل بعضكم يتذكر التحذير الصادر من مؤسستنا، والذي بدأ غريبا في حينه عام 2007 ، بأن سقوط النظام النقدي البريطاني الحالي هو أمر حتمي، وان عملية ضخ السيولة في محاولة لأنقاذ الديون الخاصة للمصارف، والتلاعب بالارقام لن يأتي بنتيجة، بل جعل الامور اكثر تعقيداً من خلال نهب الاقتصاد الانتاجي ،وتدمير البُنى التحتية اللازمة لاعادة الانعاش في مرحلة إعادة الاعمار في حال تبني الحلول الحقيقية . المشكلة الرئيسية التي تواجهنا اليوم، ليست الازمة المالية، بل أزمة العقول للقائمين على ادارة الازمة الحالية، الحلول قطعا; ليست ولن تكون مالية، بل إقتصادية ، انتاجية، وما يسبقها من اجراءات لإعادة هيكلة النظام المالي لحماية مدخرات المواطن. الحكومات الغربية تعمل عكس ما يجب فعله في مثل هذه الظروف، وكما جرى في الركود الاقتصادي الكبير في الثلاثينات وما فعله الرئيس الامريكي " فرانكلين ديلانو روزفلت" في عام 1933. يبدوا ان كل ماتعلمه هؤلاء في العقود الاربع الاخيرة ,من القائمين على ادارة الازمة الحالية في الجامعات ,هو كيفية تنسيق وتناسب الارقام على الورق ,و خلق فائض في الميزانية, والتركيز على المقاييس النقدية ، لذا ليس من الغرابة إلحاحهم على إستمرار ضخ السيولة، ولو كان الامر بهذه البساطة لكان بامكان كائن من كان ان يشتري ماكنة طبع النقود تعمل ليلا ونهارا، 7 ايام في الاسبوع ووالدك يرحمة الله! مايجري حاليا في الاوساط المالية والمصرفية, هو بمثابة يأس حقيقي,وهلع, بعد فشل كل المعايير وحزم الانقاذ المالية في السنوات الاربع الاخيرة، بدأ بما سمىّ خطأ بأزمة اليونان المصرفية ، وليس مستبعدا ان يتم تجميد الحسابات المصرفية للمواطنين في الحالات الطارئة، وذلك عند اللجوء الفجائي للكثيرين في سحب ودائعهم خوفا من افلاس المصارف كما يحدث الان لمصرف – Bankiaو Santander الاسباني . في يوم 14 مايو الحالي، بدأت جثة ضخمة من العيار الثقيل جدا ،والتي سميت Too Big To Fall في الترنح آيلة للسقوط ، ثاني اكبر مصرف عالمي" ج ب مورغن ــ J P Morgan " الامريكي ،الذي يئن تحت وطأة 70 تريليون دولار من المستحقات المالية ،في سوق المشتقات والتحوطات Derivatives & Hedge Funds ، مما يُنذر بجر فقاعة سوق المشتقات العالمية البالغة 2000 تريليون دولار للمصير المحتوم. لعل البعض يتذكر تصريح للسيد ماريو دراغي Mario Draghiــ رئيس البنك المركزي الاوربي ،قبل شهرين من الآن , والذي أمتلىء فخراً بعد الاتفاق على ضخ تريليون " الف مليار " من الدولارات في المصرف الاوربي، والذي كان بمثابة حائط من النار للسيطرة على مشكلة جفاف الائتمانات, وتوقف المصارف عن الإقراض فيما بينها ، بالرغم من التهليل، والتطبيل بعد كل اجتماع ماراثوني لتلك الخطط ،واعتبارها نهاية للكابوس المالي الاوربي ، فجأة قفزت قبل اسبوعين دول للواجهة، مثل اسبانيا، والبرتغال، بينما ايطاليا على وشك اللحاق بركبهم ايضا ، التحذير الصادر في نهاية شهر ابريل لايقل شؤما، عندما صرح بنك النقد الدولي ،بأنه هناك تسع تريليونات من الدولارات، اي عشر اضعاف ما تسبب بأزمة اليونان، من الديون في المصارف الاوربية على وشك الانفجار، وبحاجة الى إنقاذ " ضخ السيولة" ! وبالذات في المصارف الاسبانية ، بينما كل ما متبقى في جعبة بنك الانقاذ الاوربي هو 430 مليار، اي اقل من 5% مما هو مطلوب، واذا ما تم الاستمرار في محاولة انقاذ هذه الديون الخاصة فأنه لا مفر من خروج الامور شعبيا خارج نطاق السيطرة، والفوضى ،كما حدث في العصور الوسطى، وذلك من استهداف متعمد لتحطيم الشعوب، وبالتالي خفض النسبة السكانية للمستويات التي طالب بها التاج البريطاني علناً الى مليار إنسان ،عوضا عن المليارات السبع في عالمنا اليوم ،تحت عنوان حماية البيئة Environmentalism ووفرضها عالميا من خلال مؤسسات دولية " , Green Movements, WWF, IUCN, Club of Rome "، والإدعاء بشح الموارد الطبيعية والغذاء ، بينما في الوقت ذاته تسببوا في تدمير الانتاج الزراعي، والصناعي الغربي عمدا بحجة التحول الى اقتصاد أخضر " التنمية المُستدامة ـــ Sustainability "وفرض ما تسمى بضريبة إنبعاث غاز ثاني اوكسيد الكاربون Carbon Tax ، غايتها ليست حماية البيئة بل ذي شقين، جعل ما تبقى من الانتاج الغربي الصناعي اغلى كلفة ، مما يعني إما للافلاس او الانتقال الى دول العمالة الرخيصة، والشق الثاني إعطاء المصارف أداة لديمومة المضاربة " فقاعة الكاربون". هذا ما يصرحون به منذ دعوة ثوماس مالثوس Thomas Malthus الاب الروحي لعقيدة العرق الصافي ,والبيئيون واحزاب الخضر في مقاله المعنون عن السكان في عام 1766 ،محذرا بأن العالم يعاني من زيادة السكان في الوقت الذي كان هناك مليار فقط ، واستمر تلميذه شارلس دارونCharles Darwin بالجهاد المقدس لنشر تلك الافكار، واغلبكم يتذكر كتابه الذي صدر في عام 1859On the Origin of Species المقرر دراسته في علوم الاحياء في اغلب المؤسسات التعليمية ( اصل الانواع) وعنوانه الكامل( في أصل الأنواع عن طريق الانتقاء الطبيعي - أو بقاء الأعراق المفضلة في أثناء الكفاح من اجل الحياة ) ،وكان الاقتصاد الغربي هو المستهدف اولا لقدرته الانتاجية العالية، والتقدم التكنولوجي الكفيل في دعم الزيادات السكانية، وبدأ من عام 1971 في عهد الرئيس الامريكي نيكسون بالتخلص من نظام بريتون وودز ، وتعويم الدولار الامريكي، وتبني النظام النقدي ،عوضا عن الائتماني ،لغرض جرد اكبر اقتصاد في العالم من مقومات القوة ،وتدمير البنى التحتية الانتاجية، والتصنيع ،ووقف التقدم العلمي الصناعي تحت حجج حماية البيئة ! والاعتماد على التجارة الحرة Free Trade ،من اسواق العمالة الرخيصة في الدول الفقيرة مثل: اسيا والمكسيك...، ورأينا اغلب الصناعات الغربية تنهار لأنها غير قادرة على المنافسة امام عمالة تحصل على اقل من 5 دولارات في اليوم .
نبذة مختصرة عن البؤس الذي تسببته " حلولهم " ! اوربا على سبيل المثال:
بالرغم من السياسات التقشفية الصارمة، ووقف التمويل الحكومي للقطاعات الرئيسية ،والتي أتبعتها الدول الغربية في السنوات الاربع الاخيرة ، و أدت عموماً الى المزيد من الانهيار في المستوى المعيشي ، والقطاع الصحي ،والتعليمي، والخدمات، وتدهور سوق الوظائف، إنهيار سوق العقارات والاستمرار في نهب اموال دافعي الضرائب، وضخها في عمليات عقيمة من اجل انقاذ الديون الخاصة للمصارف ،وارتفاع العجز في الميزان التجاري للدول، وزيادة الديون العامة، مما ادى الى طبع المزيد من السيولة، وفقدان اغلب العملات قيمتها الشرائية ، ونسمع مطالبات متكررة من قبل المؤسسة المالية بالمزيد من اجراءات التقشف ،بل و اكثر صرامة ،بحيث وصل استقطاع الرواتب في بعض القطاعات الى 50% ،وخسارة نسبة كبيرة من الوظائف الحكومية، ووصلت نسبة البطالة للشبيبة في اليونان، واسبانيا، وايطاليا، والبرتغال الى 50% ،وهذا ما لم يحصل حتى في الركود الاقتصادي الكبير في الثلاثينات من القرن الماضي، كل المحاولات وكما ذكرت آنفا من سياساتٍ لأنقاذ النظام النقدي الحالي ،لن تجدي نفعاً لأننا لسنا امام قلة السيولة، او أزمة نقدية، بل هناك فائض، وكما هو واضح من فقدان اغلب العملات قيمتها الشرائية نتيجة سياسة ضخ السيولة من دون وجود قدرة انتاجية ، و صناعية لمنع التضخم النقدي ،واذا ما تم الاستمرار في ضخ المزيد كما يبدو، لأن غايتهم القصوى هو انقاذ نظامهم المصرفي ، حينها لابد وقوع المحظور،وهو التضخم النقدي الشديد في المرحلة الاخيرة Hyperinflation ، كما حصل في المانيا في ديسمبر من عام 1923 ،وكما حصل في العراق في التسعينات . لقد بدأت بعض الاوساط الرسمية في المانيا تحذر من مغبة الاستمرار في ضخ السيولة، وحزم الانقاذ، لأنها ستؤدي بالمانيا الى الافلاس ايضا ، إذن ;نحن امام قربة مثقوبة، ومهترئة، فكلما حاولوا سد ثقباً, انفجرت عدة ثقوب في وجههم ، ونسمع تصريحات رسمية مشجعة، ومنمقة بين حين وأخر، وبعد كل اجتماع بين المستشارة الالمانية والرئيس الفرنسي، أو اجتماعات وزراء المالية في الاتحاد الاوربي ،إنما غرضها الوحيد هو مجرد تهدئة اسواق الاسهم العالمية، والزام الدول بضخ المزيد من السيولة في البنك النقد الدولي.
المحاور الاستراتيجية " البقع الساخنة" للمؤسسة البريطانية في التصعيد نحو حربا عالمية " ثيرمو ــ نووية" ـ النظام الدرع الصاروخي الاوربي / ايران / سوريا / كوريا الشمالية...؟! الاستراتيجية البريطانية لها باع طويل على المسرح العالمي , ذكية، وشريرة جدا في افتعال الحوادث والازمات الاستراتيجية على مرالتاريخ، سياسيا، وايديولوجيا، ودينيا، وقوميا، والتباكي على حقوق الشعوب ،والمجتمعات، والطوائف، والديمقراطيات، وللمزيد عن التاريخ البريطاني يرجى الاطلاع على البحث السابق على الرابط التالي http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=543320.msg5402701#msg5402701 لقد تمكنت المؤسسة البريطانية عالميا وبنجاح ،في اختلاق محاور استراتيجية " قنابل موقوتة "، غايتها الحقيقية ليست كما يطبل لها الاعلام الغربي، بل بمثابة العد التنازلي للمواجهة مع روسيا، والصين وحلفائهم ،وليس مستبعدا بروز محاور اضافية للالتفاف حول العقبات الطارئة " أفريقيا وامريكا اللاتينية" والتي ابرزها كالتالي : اولا: النظام الدرع الصاروخي الاوربي " Anti – Ballistic Missile – ABM " : وقفت روسيا خلال الاعوام الماضية بشدة ،ضد فكرة انشاء مثل هذا النظام من قبل الناتو، لأن موسكو ستكون على بعد 3 دقائق فقط من تلك الصواريخ ،واقترحت روسيا عوضا عن ذلك نظام دفاع عن الارض Earth Defence System –EDS وبمشاركة روسيا ،والصين ،والغرب، ودول اخرى لمنع خطر اندلاع اي مواجهة نووية مستقبلا ضد التوازن الاستراتيجي ،او اي تهديد من قبل الدول المارقة ،اضافة لمواجهة الاخطار التي تحيق بكوكب الارض من تهديد الاجسام القادمة من الفضاء الخارجي كالنايزك، والشهب،ولكن تم رفض المقترح الروسي، والتحجج الرسمي من قبل دول الناتو في المضي قدما ،من ان نصب الدرع الصاروخي الاوربي هو لمواجهة ايران وصواريخها، بينما الخبراء الروس يعلمون بأن الغاية هو للاحاطة بروسيا، والصين ،ونزع قدرتهما على الرد على اي هجوم من قبل الغرب . وجه اوباما قبل شهرين في مؤتمر الامن النووي , والذي عُقد في كوريا الجنوبية، دعوة لكل من استراليا، واليابان ،وكوريا الجنوبية ،لأنشاء نظام درع صاروخي مماثل في منطقة المحيط الهادي، وطبعا الصين ردت بغضب ،لأن غايته هو انشاء كماشة محيطة بآسيا، ويتم استخدام البعبع الكوري الشمالي لأن ايران بعيدة عن المسرح . مع اقتراب موعد تشغيل الدرع الصاروخي الاوربي المفترض الاعلان عنه في مؤتمر دول الناتو يوم 20 مايو المنعقد في شيكاغو ،قامت القيادة الروسية في توجيه تحذير غير معتاد ،في المؤتمر الصحفي ، يوم 3 مايو الحالي على لسان قائد الاركان الروسي الجنرال نيكولاي مكاروف ،وبحضور كل من وزير الدفاع والامن الوطني ،بأن روسيا تحتفظ بحق الرد ،وفي ضربة استباقية، لأنه ينتهك مبدأ التوازن الاستراتيجي الذي منع اندلاع حربا نووية، حتى في احلك الفترات من الحرب الباردة بين الغرب والشرق ،كما كان الحال في أزمة الصواريخ الكوبية عام 1963 ، وجاء التأكيد الروسي، وعلى اعلى المستويات بأنهم ليسوا بصدد التهاون مع مثل هذا التهديد السيادي على لسان الرئيس الروسي المنتخب بوتين بتاريخ 9 مايو، وذلك في المحادثة الهاتفية مع اوباما ،مبلغا اياه انه الغي اللقاء الثنائي المرتقب بينهما ،اضافة لعدم حضوره لقمة الدول الثمان G-8 المنعقد بتاريخ 18-29 مايو الحالي، اما التحذير الاكثر خطورة ، فقد جاء قبل يومين من حضوره القمة المرتقبة اعلاه، وعلى لسان رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف في منتدى القانون الدولي في سان بيترسبيرغ، من ان اي عدوان، او تدخل عسكري ضد دولة ذات سيادة مشيراً بذلك الى ايران ،سوريا، وكوريا الشمالية ومن دون التخويل من قبل الامم المتحدة سيؤدي الى نشوب صراع عالمي مؤديا الى استخدام السلاح النووي؟! من يعرف التاريخ الروسي سيعلم من انهم ليسوا بوارد التسليم للعبة البريطانية اليوم ،علماً ان أي تصعيد بين روسيا والغرب ،او اي ضربة ضد ايران ،او سوريا ،فأن روسيا ستلجأ الى تدمير الدرع الصاروخي الاوربي في ضربة استباقية وحربا عالمية. ثانيا: إذا ما تمكنت الجهود الدولية في تحجيم التصعيد ضد سوريا عن طريق رفض اي تخويل من الامم المتحدة او مجلس الامن وكما جرى للان ومحاولة تسوية النزاع سلميا ومنع التدخل التركي " الناتو" فحينها ليس مستبعدا إستخدام الزناد الاسرائيلي " نتنياهو" لضرب ايران والتلميح الاخير من قبل السفير الامريكي لدى اسرائيل " دان شابيرو ــ Dan Shapiro " في تصريحه لاذاعة الجيش الاسرائيلي بتاريخ 17 مايو يصب في هذا الاتجاه " إن لدى البنتاغون خطة جاهزة لضرب ايران ". ان اي هجوم على ايران او سوريا هدفه إشعال منطقة الشرق الاوسط برمتها وخلق وضعا ستراتيجيا لصراع عالمي تنجر اليه روسيا وحلفائها والدول الغربية مع الدول الدائرة في فلكها، علما، لولا معارضة رئيس هيئة الاركان الامريكية الجنرال " مارتن ديمبسي" لكانت الحرب ضد ايران وسوريا قد اندلعت ما بعد الانتهاء من ليبيا؟ ولولا المعارضة الشديدة في مجلس الامن من قبل روسيا والصين لما كانت المؤسسة العسكرية الامريكية اتخذت ذلك الموقف اقله لحد الان! ، لايخفي على المتابع بأن ما نراه مؤخرا من التصعيد الاعلامي والنفاق السياسي ووصف رؤساء الدول بالدكتاتوريين واشرار في محاولة تأجيج الرأي العام وخدع الشعوب للرضوخ لأهدافهم والتدخل بحجج " الازمات الانسانية" والملاحظ حاليا تعرض الرئيس الروسي لحملة شرسة ووصفه في الاعلام الغربي كدكتاتور ! بل ذهبت الاذاعة الاسترالية أ ب س ابعد من هذا بوصفه هتلر روسيا ؟ هذا كلها من ادوات الاعلام الغربي ويطلق عليها ب " Social Engineering " هندسة اجتماعية مجتمعية لخلق الاحتقان الشعبي وفقدان التوازن في تحكيم المنطق والفوضى والتسليم بالامر الواقع! ومن ثم الفوضى، من منكم لا يتذكر التصريحات النارية التي اطلقها رئيس الوزراء البريطاني " توني بلير" أبان التصعيد الاعلامي ، السياسي قبل احتلال العراق وتأكيده في اروقة مجلس الامن بأن العراق لديه امكانية ضرب اوربا بصواريح محملة باسلحة محرمة خلال 45 دقيقة ! وما زالوا يبحثون عن تلك الاشباح لليوم !؟ وما يجرى في سوريا هو فضح الدور المخفي لما يعرفه العالم في السنوات الاخيرة عن تنظيم " القاعدة" وحقيقتها معروف لأغلب الدوائر الامنية العالمية من انها واجهة تديرها المخابرات الدولية الغربية والا ما المعنى من التعاون بين عناصر المخابرات وعناصر القوات الخاصة الغربية وبين عناصر القاعدة في تدريب المقاتلين المعارضين لنظام الاسد داخل الاراضي السورية وقيامها بالعمليات الخاصة ضد الاهداف السورية؟! الغريب ، هو تواجد عناصر القاعدة في اي بقعة تستهدفها المخططات الغربية كما الحال مع العراق وتم الصاق كل الشرور التي نفذتها عناصر شركة " بلاك ووترز" وادواتها المحلية من عمليات قتل المعارضين والابرياء لجر البلد الى الفتن الطائفية والقومية والترهيب السياسي والشعبي بشماعة القاعدة؟ دواعي الحرب من وجهة النظر البريطانية: - الانهيار الوشيك للنظام النقدي البريطاني الذي سمىّ العولمة الاقتصادية، ذو القوة المهيمنة إقتصاديا وسياسيا على المسرح العالمي، وما يهم الجانب البريطاني هو عدم السماح لبروز قوى اقتصادية اخرى على المسرح العالمي ، والمقصود بذلك آسيا ،و مجموعة ما يسمى بالبريكس التي تمثل نسبة 40% من مجموع سكان العالم : البرازيل، وروسيا ،والهند ،والصين، وجنوب افريقيا، ودعوتهم الى انشاء بنك تنمية جديد عوضا عن البنك النقدي الدولي والعودة الى الاقتصاد السيادي وليس سيطرة المؤسسات المالية العالمية . - العقبة الوحيدة المتبقية لهذه الهيمنة: هي روسيا، والصين بالدرجة الاولى ، وهذه الدول ليست بوارد الاستسلام للاجراءات التي ادت الى انهيار الاقتصاد الغربي، او التنازل عن سيادتها الوطنية، لمصلحة نظام عالمي بقطب واحد تديره المؤسسة البريطانية ،منّ لا يتذكر محاولات بنك النقد الدولي في خصخصة الاقتصاد الروسي، بعد سقوط الاتحاد السوفيتي في عهد بوريس يلتسين في التسعينات، لغرض تجريد روسيا من قوتها الآقتصادية، ورأينا كم من البارونات الاقتصادية الروسية هربت الى الغرب ،او انتهت الى السجون في ما بعد تسلم بوتين السلطة. - الرضوخ ، وتبني سياسة العودة الى ما قبل العصر الصناعي، حماية البيئة ،واجندة ما يسمون انفسهم بالخضر، ووقف العجلة الصناعية، والعلمية لتحقيق الهدف الذي صرح به الامير فيلبس زوج الملكة اليزابيث عام 1988 م، من أن عدد سكان العالم يجب ان لا يتجاوز المليار نسمة. - أن تقوم آسيا بضخ السيولة في المصارف الغربية، من أجل انقاذ نظامهم المصرفي ،بعدما افلست اوربا ،وامريكا في السنوات الاربع الاخيرة ،تحت وطأة محاولات انقاذ جبال من الديون الهائلة " المضاربات" لتلك المصارف نتيجة المضاربات النقدية البحتة في العقدين الاخيرين، اضافة لمحاولات الغرب مؤخرا في حث الصين لتعويم عملتها ،وسحب دعمها لعملتها الوطنية يوان من اجل ضرب الاقتصاد الصيني.
الحل: حاليا ; هناك صراع محموم لمعارضي شن اي حرب ضد ايرن ،وسوريا، والمتمثلة بالمؤسسة العسكرية، والاستخبارية ،لكل من الولايات المتحدة الامريكية، والاسرائيلية، والمؤسسات المشابهة في حلف الناتو، وبين دعاة شن هذه الحرب ،والمتمثلة بالقيادات السياسية المسيطرة في اغلب الدول الغربية ،الغريب في الامر هو سير القادة السياسيون عكس توصيات اكبر المؤسسات ذات الاهمية في الدولة وهي المؤسسة العسكرية ؟. وبالرغم من الظروف أعلاه، والتي قد تبدو مقلقة ،وخطيرة ،لكن علينا معرفة انه ليست هناك امور ثابتة في الكون، بل ديناميكية متغيرة، وهناك تطورات تجري من وراء الكواليس ،وهناك مؤسسات وطنية في الغرب بدأت بالتحرك والتنبه للمخطط البريطاني ،ونأمل ان يكون ذلك قبل فوات الاوان ، هذا لا يعني البتة حتمية وقوع حربا نووية عالمية ،ولكن النية قائمة، والدوافع لمثل هذه الحرب ملحة ،والاسباب في المنظور البريطاني متفرعة، ولكنها تصب ضمن هدف ايدولوجيتها الامبراطورية المميزة تاريخيا ،طبعا بريطانيا لن تألوا جهدا في منع الحلول الوطنية والحقيقية، من يعرف السياسية البريطانية تاريخيا سيدرك بأنهم لا يتهاونون في فعل اي شىء ،اذا كانت سلطتهم مهددة. افكار ومقاييس الامس لن تنفع ليست لآنها سيئة، بل لأن حاجتها انتفت في زمن الحدود القصوى لنظام معين، او سياسة معينة، علينا اللحاق بواقع مستجد بما يناسب و ضخامة الاحداث ،كما هو الحال في حقب الوثبات التاريخية المميزة ،في خيار الارتقاء او الانهيار في الحضارة البشرية. سياسيا: بداية الحلول "حجر الزاوية " والاكثر الحاحا الآن هو وجوب تحييد اوباما وان تطلب الامر مسألته ،ومحاكمته قانونيا بموجب المادة الخامسة والعشرون من الدستور الامريكي ، انتهاك صلاحياته في اعلان الحرب، كما حصل مع ليبيا من دون موافقة الكونغرس ،ولقد بدأت هذه الخطوة في الانطلاق قبل اسابيع ،عندما قدم عضو الكونغرس ولتر جونز Walter Jones مشروع القرار رقم 107 ،محذرا اوباما من انه سيبدأ ملاحقته قانونيا في حال اعلانه حرب ضد اي دولة من دون الرجوع الى الكونغرس إضافة الى التحذير الذي اصدره السناتور الديمقراطي " جم ويب Jim Webb " يوم 10 مايو من انه ليس مسموحا لشخص واحد " الرئيس " بعد الآن اعطاء الاوامر بالتدخل عسكريا في شؤون اي بلد بحجة " الازمات الانسانية humanitarian intervention" ، ولكن الخطورة واردة جدا مع بقاء " اوباما" في البيت الابيض بصلاحياته الحالية كالقائد العام للقوات الامريكية في نشوب حربا عالمية مستقبلا؟ . إقتصاديا: هناك تصاعد في الدعوات الصادرة مؤخرا من لدن المؤسسات المالية والرسمية دوليا داعية الى تبني الحل الذي عرضه الاقتصادي الفيزيائي " ليندون لاروش" قبل اربع سنوات والبدء في امرار قانون " كلاس ستيكل" بصيغته الاصلية كما جرى في عام 1933 " من دون الالتفاف والتحوير عليه " وكلما اشتدت العاصفة المالية كلما اصبحت الحلول الحقيقية اكثر الحاحا ومن ضمنها: احلال النظام الائتماني " Credit System " محل النظام النقدي " Monetary System "لأجل " خلق إئتمانات حكومية ضخمة للبنية التحتية لحث الانتاج الصناعي، والزراعي ،وخلق فرص العمل ،وزيادة الفائض الانتاجي الفعلي ،لجلب الاستقرار للجانب النقدي" ، تمرير قانون كلاس ستيكل مبدئيا ، والذي سيتكفل بفصل المصارف التجارية الحقيقية عن المصارف الاستثمارية المتعاملة بالمضاربات ،ووضع كل المصارف التجارية تحت الحماية ( إعادة تنظيم الافلاس) ومن ثم اعادة جدولة، او الغاء اغلب الديون المترتبة نتيجة المضاربات في السنوات الماضية ، اسعار ثابتة لتبادل العملات على اساس احتياط الذهب ، نقض كل ما تمخض من سياسات الخصخصة، " تأميم" الموارد الطبيعة كما فعلت روسيا وما ِتفعله الارجنتين اليوم و نقض كل القيود الاقتصادية بحجج حماية البيئة ،مع حزمة اخرى من الحلول مذكورة في البحوث السابقة . ختاما... لماذا التغريد خارج السرب...؟! سألني البعض ومنذ اكثر من 5 سنوات، ولا زلت احيانا اتلقى السؤال التالي : لماذا التغريد خارج السرب ؟ولماذا التشاؤم، والتضخيم للامور من قبل مؤسستكم في طرح الامور بصورة تعاكس اغلب التصريحات الرسمية والاعلامية والثقافية ؟ اود التذكير بالمقولة التالية ( تستطيع خدع كل الناس لبعض الوقت ،وأن تخدع بعض الناس كل الوقت ، ولكنك لا تستطيع خداع كل الناس كل الوقت) بنيامين فرانكلين. في أزمنة العمل كالمعتاد ــ Business as Usual ، يلجأ البعض الى وسيلة الانكار ضمن المعطيات المحيطة ،خوفا من الاقرار بما يعارض الرغبة النفسية ،او الرغبة في سماع ما هو خلاف المفهوم الشائع، لا تنقل لي الاخبار السيئة، او مجرد التمني بأن الامور ستكون على ما يرام،وسيلة الانكار هي عامل انساني وارد في زمن الهروب للامام عوضا عن مواجهة الاستحقاقات الصعبة، وان الامر لا يعدو كونه تهويلا ،لمجرد ان الاثباتات لم تهبط تلقائيا، ولذا فأن الامر غير مثّبت ،ويتحجج صاحبنا بأنه لم يرى اي اثباتات ! علما انه لا يحرك ساكنا في معاينة الحقائق التي تخالف مفهومه. يقينا إن اهمال المعاينة وتفحص الامور ، لا يعني بأن الحقيقة ليست كائنة ،نعم ; وكحال كل شيء غامض في الوجود ،يتطلب معرفته ،والالمام به، وبالذات ما جرى في العقود الاربع الاخيرة ، لا تصدق ان تلك المعرفة ستأتيك من قراءة الصحف، او تصفح مواقع الانترنيت ،او مجرد التمني، هناك خفايا لمجريات الامور التي تبدوا عادة في عالم التسويق، والانترنيت، والصخب الاعلامي امام اعيننا طبيعية جدا وثقتنا بأن حكوماتنا تقوم بما يلزم للصالح العام؟ في عالم يصبح اكثر تعقيدا نتيجة فجوة الاجيال والعلوم التقنية ،و حكومات المصالح Corporate States ،سياسيين ومستشاريين امتهنوا السفسطة، المغالطة Sophistry، أذكياء في فنون التضليل ،والتهويل، والخداع لتحقيق أجندة غير معلنة ،واصبحت كلمة الديمقراطية اليوم رديف للسير مع التيار السائد ، المصقل بثقافة الاعلام الرسمي Popular Opinion، واحزاب سياسية، واقع امرها المراوغة، والضحك على الذقون ،والوعود الفارغة. أغلبنا لا يدرك سبب التغيير الحاصل سلبيا في ثقافة اليوم، احيانا نشكوا بأن حتى صلات القرابة والتعاملات ليست كما عهدناها ! بل هناك تباعد وبرودة في تلك الاحاسيس التي حكمتها دوافع نبيلة فوق المصالح والماديات، هذا لم يأتي اعتباطا بل هناك أجندة غايتها انتاج ثقافة جديدة في النظم التعليمية والثقافية والاجتماعية خلال العقود القليلة الماضية في ظل الثقافة الاستهلاكية المهيمنة ضمن عصر العولمة الاقتصادية تم امرارها بمهنية عالية؟ قيّم لا تمت للمباديء التقليدية بشىء، بل تسعى لتحطيم الجيل الناشىء ،كما فعلوا مع جيل الخمسينات "Baby boomer generation " الذي يتربع اليوم على قمة الادوار القيادية في المؤسسات الحاكمة من خلال أدوات " الثورة الثقافية المضادة ــ Counter culture Revolution ــــ الثقافة الاستهلاكية وموسيقى الروك، والجنس، والمخدرات " ، واليوم في عصر ثورة الانترنيت اضيفت أساليب منها الاعلام المستهدف والشبكة العنكبوتية " cyber warfare " بتفرعاتها من التطبيقات المختلفة، وتبني نظام تعليمي غايته كسب المعلومات وليس المعرفة الحقيقية، من ينكر بأن الهم الاكبر في زمن العولمة ; هو الثقافة الاستهلاكية ، ودفع الديون التي تتراكم صعودا، لتجعل سنين الحياة المعدودة عبودية للإقطاعية المالية ، صراع لاينتهي، لأننا نعيش عصرا وواقعا يفرض سلطانه من الانهماك بالمسؤوليات لدرجة السباحة مع التيار السائد المسّير من قبل المؤسسة الحاكمة، فهل من الغرابة الاقرار بأن فرصة معرفة جوهر الحقيقة بين أطنان متراكمة من الهموم والتنميق السياسي، والتضليل الإعلامي ، تصبح صعبة المنال للغالبية ؟! التاريخ يعيد نفسه في كل حقبة زمنية قصيرة، ويستمر الانسان بدور الجلاد والضحية، وتستمر النكبات والويلات عسرا ويسرا، حتى يرتقي الانسان لنبل خصاله وفطرته الحقيقة وكما ارادها الخالق . ارجوا المراسلة في حال وجود اي استفسار وتقبلوا مني كل المحبة والاحترام.
#سليمان_يوحنا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الدور البريطاني في زعزعة العالم ..! كلما اوشك نظامهم المالي
...
المزيد.....
-
معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
-
ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
-
المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد
...
-
-كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر
...
-
نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
-
التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
-
كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
-
حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف
...
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|