أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - سامي حسن - مهدي عامل في ذكرى استشهاده














المزيد.....

مهدي عامل في ذكرى استشهاده


سامي حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3737 - 2012 / 5 / 24 - 08:58
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


في مثل هذه الأيام، تحديداً، في الثامن عشر من أيار 1987، امتدت يد الغدر الطائفية، لتغتال المفكر الكبير مهدي عامل، الذي تحل ذكرى استشهاده، هذا العام، في ظل ثورات شعبية عربية، كان قد أشعل فتيلها الشهيد محمد البوعزيزي في تونس، وأخذ لهيبها في طريقه، أربعة أنظمة مستبدة. ثورات وصلت شراراتها إلى معظم الدول العربية، بما في ذلك لبنان. ففي تناغم مع ما بات يعرف بالربيع العربي، وتحت شعار "الشعب يريد إسقاط النظام الطائفي"، شهد لبنان، في العام الماضي، حراكاً مدنياً، كان من حسن حظ النظام وقواه السياسية الطائفية، أنّه لم يدم طويلاً. الأمر الذي يدفع إلى التساؤل، ألم يحن الوقت بعد، كي يعمل اللبنانيون، بجميع طوائفهم، من أجل تحويل شعار إسقاط النظام الطائفي إلى واقع ملموس؟ أما آن الأوان، لتخليهم عن القوى السياسية الطائفية، التي أقل ما يقال فيها، إنّها، أدخلت لبنان في أتون حرب أهلية حصدت مئات الآلاف من الضحايا، وإنّها، بحكم طبيعتها وارتباطاتها، تمثّل مع النظام الطائفي الذي تدافع عنه، خطراً مستداماً على السلم الأهلي والأمن والاستقرار في لبنان، فضلاً عن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية؟
لكن، من قال إنّ اللبنانيين راغبون في تغيير طبيعة نظامهم السياسي؟ من قال إنّ الطائفية ليست مرضاً وراثياً مستعصياً، كان ولا يزال وسيبقى، ينخر جسم المجتمع اللبناني؟ إذ من أين لهذه القوى السياسية الطائفية الاستمرار، لولا تأييد اللبنانيين لها والتفافهم حولها؟ في محاولتنا للإجابة عن تلك التساؤلات، نقول بداية، إنّ وجود الأديان والمعتقدات، وانتماء الناس إليها، ليسا بالظاهرة الغريبة والطارئة على المجتمعات البشرية. فهي موجودة منذ الأزل. ولم يمثّل الدين، أو تعدد الطوائف، عائقاً أمام بناء الدولة العلمانية الديموقراطية الحديثة في العديد من دول العالم. وبناءً عليه، فإنّ جوهر المشكلة في لبنان ليس وجود الطوائف، بل تحول هذه الأخيرة إلى مؤسسات وأحزاب سياسية بفعل النظام السياسي ودولته الطائفية، الذي يسعى بكل قواه إلى الحفاظ عليها وضمان استمرارها. وهو ما كان قد عبر عنه الشهيد مهدي عامل بقوله: «إنّ تغيير الدولة التي بها تكون الطوائف طوائف، بإمكانه في شروط تاريخية محددة، هي التي فيها تقوم الدولة بتعطيل إعادة إنتاج الطوائف، ككيانات سياسية، أن يجعل من المجتمع اللبناني مجتمعاً متجانساً، حتى في تعدد طوائفه نفسه. ليس تعدد الطوائف بالمعنى الديني للكلمة، هو الذي يحول دون توحيد المجتمع وتجانسه، ودون توحيد الدولة وتجانسها، كدولة مركزية واحدة، وكأداة لتوحيد المجتمع».
المفارقة أنّ قادة القوى الطائفية الأساسية في لبنان، سواء في الموالاة أم في المعارضة، لا يترددون في الزعم أنّهم ليسوا مع الطائفية السياسية، وأنّهم لا يعارضون الدولة العلمانية أو دولة المواطنة، وأنّ الواقع اللبناني، بتركيبته ودستوره، هو ما يدفعهم، رغماً عنهم، إلى الرضوخ للعبة الطائفية واستحقاقاتها. الحقيقة هي أنّه لا يمكن تصديق هذه المزاعم، لأنّ هذه القيادات هي اليوم صاحبة النفوذ والسيطرة والأمر والنهي في لبنان، وبإمكانها تغيير الواقع و الدستور، لكنّها لا تريد ذلك، لأنّ مصالحها، كما أشرنا سابقاً، لا تتحقق إلا باستمرار الطائفية كنظام ودولة وأيديولوجيا. هذه الأيديولوجيا التي لطالما كان لها الدور الأكبر في تشويه الوعي الوطني والطبقي للبنانيين، واستبداله بالوعي الطائفي، وإقناعهم، بأنّ ما يسمى فرادة المجتمع اللبناني وخصوصيته وتنوعه، يتطلب نظاماً سياسياً هو النظام الطائفي.
في هذا السياق، يمكن القول، إنّه لا يمكن الطائفية أن تسيطر كأيديولوجيا إلا إذا بنت دولة طائفية. ولما كانت الطبقة المسيطرة سياسياً هي المسيطرة أيديولوجياً، فإنّ التحرر الكامل من السيطرة الأيديولوجية لا يمكن أن يتحقق إلا بالتحرر من السيطرة السياسية لهذه الطبقة التي هي في حالة لبنان، البرجوازية الكولونيالية بشرائحها المتعددة، التي يعبر عنها، وينتمي إليها، زعماء الطوائف. من هنا يمكن القول، إنّ الهدف من تكريس الطائفية كنظام ودولة ووعي، هو الحيلولة دون ظهور قوى سياسية جماهيرية، ديموقراطية، علمانية، يسارية، جماهيرية تخوض الصراع على أساس انتمائها الطبقي والأيديولوجي. فإبقاء الوعي الطائفي هو شرط استمرار النظام السياسي الطائفي، واستمرار سيطرة زعماء الطوائف على طوائفهم. وإن بروز زعامات غير تلك الموالية للنظام الطائفي، يعدّ تهديداً لهذا الأخير. ولعل هذا ما يفسر، اغتيال زعامات من وزن الشهيدين معروف سعد وكمال جنبلاط، وربما، يفسر أيضاً، اغتيال الشهيد مهدي عامل، الذي أدّت أفكاره، ومساهماته النظرية والسياسية، دوراً مهماً في تعرية النظام الطائفي ودولته، وكشف الدور الذي تقوم به الأيديولوجيا الطائفية في تثبيت دعائم النظام، وتزييف وعي اللبنانيين.
نختم بالقول، إنّ المخرج من الأزمات المتعاقبة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي يعانيها المجتمع اللبناني، يتطلب إسقاط نظامه السياسي الطائفي، وإحلال نظام سياسي جديد، يبنى على أسس ديموقراطية حقيقية، ويستبدل الدولة الطائفية، بدولة مدنية لجميع مواطنيها. فإذا كانت، شرارات البوعزيزي، التي وصلت إلى لبنان، هي شرارات قليلة، خفيفة، إلا أنّ إمكان تحوّلها إلى لهيب، كما حصل في العديد من البلدان العربية، هو إمكان قائم. فلبنان، ليس استثناءً.



#سامي_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مساهمة في النقاش الكردي الفلسطيني - حوار المظلومين
- خيار الدولة الواحدة استراتيجية أم تكتيك؟
- انتصار الشعب وضعف السلطتين
- القومية، اليهود، الإسرائيليون
- العد العكسي لتفكك النظام الطائفي في لبنان
- مجموعات مناهضة العولمة في المنطقة العربية واقع وآفاق
- تعليق على دراسة - الدين والدولة في فلسطين-
- غزة تسقط خيار الدولتين
- المتمركسون والأيديولوجيا
- فتح وحماس واليسار /كل الجمال بتعارك إلا جملنا بارك
- العدوان الاسرائيلي على لبنان ... حماس.. والتاريخ الذي يعيد ن ...
- الصراع على سلطة الحكم الذاتي؟!
- حق العودة وخيار الدولة الواحدة الديموقراطية العلمانية
- لبننة العراق استنساخ على الطريقة الأمريكية
- فيلم أمريكي طويل*
- تعليق على بلاغ الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين
- مؤسسات المجتمع المدني وإشكالية مصادر التمويل
- حول انتخابات التشريعي الجبهة الشعبية واليسار الفلسطيني..إلى ...
- شباب بلا عمل
- في الخصوصية الفلسطينية


المزيد.....




- فرنسا: هل ستتخلى زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان عن تهديدها ...
- فرنسا: مارين لوبان تهدد باسقاط الحكومة، واليسار يستعد لخلافت ...
- اليساري ياماندو أورسي يفوز برئاسة الأوروغواي
- اليساري ياماندو أورسي يفوز برئاسة الأورغواي خلال الجولة الثا ...
- حزب النهج الديمقراطي العمالي يثمن قرار الجنائية الدولية ويدع ...
- صدامات بين الشرطة والمتظاهرين في عاصمة جورجيا
- بلاغ قطاع التعليم العالي لحزب التقدم والاشتراكية
- فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح ...
- الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - سامي حسن - مهدي عامل في ذكرى استشهاده