|
أحزان ناصرية من عام الردة
سمير عبدالباقي
الحوار المتمدن-العدد: 1095 - 2005 / 1 / 31 - 11:27
المحور:
الادب والفن
أحزان ناصرية من عام الردة .. عندما مات محمد رسول الله قال أبوبكر قولته المشهورة لما رأي ما صار إليه حال المسلمين: .. من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبدالله فإن الله حى.. لا يموت.. --- فإذا ما انقطع الخيط الواهي بين الخطوة والموت بين دهاء الخلفاء وأحزان الشعب.. امدد لي كفيك.. لا تشهر سيفك في وجهي عبدالناصر.. مات!! فهل نأمن غدر التحكيم وكيد ابن العاص.. عظيم؟!! وأشاعرة العرب يراؤون دمشق ويحيون القيم الرومية؟! هل نأمن غدر التحكيم..؟ والكذابون يبيعون هويات الصدق المتبتل في المؤتمرات الرسمية؟ والقوادون علي شطآن البحر الأبيض يتعاطون حبوب الوجد الوطنية؟! هل نأمن غدر التحكيم... والنخاسون احتشدوا في أسواق المدن الحرة يضعون خطوط التقسيم.. ويخفون بليل.. رائحة صكوك الصلح وتسوية الغفران؟! هل نأمن غدر التحكيم؟ ومعاوية يفاوض مكة يستقبل أشتات السفراء يبايعه كل أباطرة الأرض وتحميه سيوف الأمراء؟! --- يارب الفقراء أغثنا هذا ابن رسولك يرويه العطش يموت علي صدر الصحراء. ظمآنا.. يقتله الشوق إلي قطرة ماء والنيل علي مرمي حجر لكن التجار يسدّون الأفق يساندهم جيش الأعداء ها هي ساحات المنشية خرساء لا يسمع فيها صوت الأنصار... يزلزل عرش الكفار نهار التأميم تستيقظ مرهقة - تفرك عينيها - تتذكر - تصحو - ما أن تنطق.. ما أن تتناقل خافية الأنباء حتي تدهمها أحذية الأمن الأموي وفتوي التجريم! وتجبرها شرطة أوكتافيو أن تتزين - أن ترقص قهرا حين تمر طوابير العملاء أن ترقد قسرا ليضاجعهاتجار الأقمشة المسروقة والأحلام الوهمية!! --- في الثامن والعشرين من الشهر الباكي خرجت باب الشعرية حاسرة الرأس تودع حلما غيبيا ينبت من أرض الواقع ليموت علي صدر الشارع مهجورا... تسحقه قبة عابدين الجمهورية!. ........ عبدالناصر مات! فليرحل عنا من يعبد عبدالناصر وليتقدم من يحمل سيفه من يمسح في بردته الشعبية - أوهام تردده من يقتل خوفه.! --- يا آلهة الخبز الأسود والحارات المجهولة يا من لا تملكن سوي الأسماء الخشنة والأطفال البريه.. يتكاثف في الميدان المحزون ظلام من قرن الذل يجندل أبناء كالأشباح ضحايا للسلم الوطني يختطف صبايا استولدهن الجوع عظايا كي يصبحن شهود الردة ويصرن جواري عصر البترول الذهبي --- عبدالناصر.. مات... لا يزهر حقل الحنطة في الرابع من فبراير ميت سلسيل يعذبها الخوف ويهجرها الحلم فعيون الوالي عادت.. تستيقظ في منتصف الليل لترصد كل الأبواب عادت أشباح الموت الأسود تتعقب خطوات الشغيلة... .. كانت قريتنا تأمل يوما في قطعة خبز تبعد غائلة الجوع وتقتل صيحات الشرطي الرابض فوق الجسر يقسم أرزاق الناس. كانت تدفع من دمها راضية - ليعيش القمح!. وتحلم بالنوار الآتي عبدالناصر مات ومازالت تحلم بالنوار الآتي!. كانت ترسل أبناءً للحرب - تضيع ببرية سيناء وتحلم بالنصر الآتى.. عبدالناصر مات ومازالت تحلم بالنصر الآتي تحلم بالثوار.. تتهجي الأحرف لا تفهم أكثر مما تعلم- ترسل أبناءً للجامعة وللمصنع وتغني للسد العالى.. ولأوراق تحمل وعدا.. ينبجس من اللجة والمجهول يتفجر في أعماق الطين ويزهر فوق صدور العمال.! ... كانت قريتنا تحلم لما عبدالناصر مات ومازالت تجمع أشلاء الحلم وأشلاء الشهداء ما كانت تعبد عبدالناصر لكن كانت تحلم بالقمح وبالنصر الطالع من أعماق الجرح وكانت تنظر في عيني ناصر تقرأ تحفظ ما كانت تعنيه الكلمات وتقاوم خوفاً مجهولاً. وتصارع رعبا تعرفه يسترق السمع يلصّ الخطوات ويطارد أحلام الفتيات يتسلل مستترا بوشاح السلطة كي ينبش قبر الموتي! .... عبدالناصر.. مات قريتنا عادت تدفع من دمها- ويموت القمح قريتنا تفقد عذريتها كي تنجب أطفالاً لا للحرب ولكن.. لبيوت الأغوات..! وبنات يتقن لغات الأسواق الحرة والرقص ليدعمن الدعم الأخوي ويحمين العمق بكل الجبهات --- يارب الفقراء أغثنا فبنات بني هاشم يؤخذن سبايا كي يتشفي أحفاد أبي سفيان ويرضي الروم ويغفر عملاء الفرس ذنوب..العرب الأولى.. والفلاحات يسقن عرايا الخيام رعاة الأبل وتجار الزيت ورياح الردة تجتاح الصحراء تشوه وجه النيل تداعب أعلام البيبسي تقتل أهل البيت وعبدالناصر.. مات فليرحل عنا من يعبد عبدالناصر.. من يخشي أن ينقطع الخيط الواهي وليتقدم من يحمل سيفه من يمسح في بردته الشعبية- أوهام تردده من يقتل خوفه.! ...... فامدد لي كفيك لا تشهر سيفك في وجهي كي نأمن غدر التحكيم ولكي ننظر في عينيه - كما نظرت قريتنا المرتعبة من هول قلاع معاوية وتدبير أشاعرة القرن العشرين وكيد ملوك الزيت ولنحفظ عنه كما حفظت ما تعنيه الكلمات ..... أمدد لي كفيك لا تشهر سيفك في وجهي كي نحتمل فداحة إكمال المشوار ولكي نجمع أشلاء الفلاحين القتلي من سيناء ولنطلق أغنيات التأميم ترغرد في ساحات المنشية أمدد لي كفيك لنحرر عصفور الحلم المصري يعود يرفرف فوق حواري ميت سلسيل وباب الشعرية سمير عبدالباقي
#سمير_عبدالباقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دائرة الثقافة والإعلام المركزي لحزب الوحدة الشعبية تنظم ندوة
...
-
Yal? Capk?n?.. مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 88 مترجمة قصة عشق
...
-
الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقاف
...
-
نقط تحت الصفر
-
غزة.. الموسيقى لمواجهة الحرب والنزوح
-
يَدٌ.. بخُطوطٍ ضَالة
-
انطباعاتٌ بروليتارية عن أغانٍ أرستقراطية
-
مدينة حلب تنفض ركام الحرب عن تراثها العريق
-
الأكاديمي والشاعر المغربي حسن الأمراني: أنا ولوع بالبحث في ا
...
-
-الحريفة 2: الريمونتادا-.. فيلم يعبر عن الجيل -زد- ولا عزاء
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|