أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - كاوا رشيد - النظام والمعارضة تدفعان بسوريا إلى حربٍ أهلية















المزيد.....

النظام والمعارضة تدفعان بسوريا إلى حربٍ أهلية


كاوا رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 3734 - 2012 / 5 / 21 - 04:05
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


في أواخر العام الماضي وفي مقال لي " سوريا نحو حرب طائفية " وضحت بأن سوريا مقبلة على حرب أهلية وسيخسر السوريون كل شيء، الوطن والمجتمع والإنسانية قبل كل شيء, لكن بعض النشطاء السوريين حينها قالو لي بأن وجهة نظري ربما تكون غير واقعية وتأتي لانتقادي أسلوب بعض أطراف المعارضة، وحينها ترددت بصراحة حول المضي والدفاع عن فكرتي بمقال آخر، كان يجب أن تتبع سابقتها وتؤكد بأن وجهة نظري هذه تأتي من خوفي على سوريا، من النظام الذي حرمنا من كل شئ، في وطن كان من البديهي أن تكون أماً لنا، ونحن نضحي في سبيلها، ولكن فعلاً كان العكس، أصبحنا نحن والوطن ضحية نظام، تسلط على كل شئٍ جميل فيها واحتكِر كل شيء فيها لمصلحة عائلة و مجموعة مستفيدة منها حتى صار حب الوطن جرماً.
واليوم أنا على قناعة تامة بأن ليس النظام وحده من يدفع بتحويل سوريا الى ساحة لاقتتال السوريين وإشعال مسلسل طائفي لانهاية له، وهي بعض أطراف المعارضة . أي باختصار النظام وأطراف من المعارضة السورية يشتركون اليوم بنسج خيوط مستقبل قاتم لسوريا، تاريخاً و حاضراً.

النظام السوري

تعتبر سوريا دولة أمنية بامتياز، كل شيء فيها يمر عبر قنوات أمنية شبيهة بعصابات المافيا، الدولة ومؤسساتها محتكرة أمنياً تحت غطاء ما يسمى بحزب البعث قائد الدولة والمجتمع، دستورياً، لاوجود لجهة تحمي الدستور، القضاء ليس مستقلاً والقضاة بإمرة الأجهزة الأمنية، فسوريا لها علم ونشيد عربي سوري لكنها تفتقد الى معنى الدولة بشكلها القانوني .
في ظل هذا النظام الأمني ومنذ أكثر من أربعين عام استطاع وبكافة الوسائل أن يجعل من أصغر حاجب في مؤسسة صغيرة إلى وزير في الدولة مرتبطاً بجهاز أمني يستطيع ترقيته أو فصله أو إيجاد البديل له في أي لحظة، إذا ابتعد عن إرشادات ذلك الجهاز الأمني أو غيره .
كما استطاع أن يحول من جيش وطني مؤمن بحب الوطن و مدافعاً عن كرامته إلى جيش يتحكم فيه لون واحد من الشعب السوري، متمثلاً بطائفة النظام، بغية جعل هذا الجيش إلى حامٍ لنظامه وسيادة أمنه قبل الوطن والشعب، ونجح في هذا الأمر تماماً، وما يجري الآن في مدن سوريا، من قتل وهتك للأعراض لا يدل أبداً بأن هذا الجيش مكون من أبناء سوريا، وإلا كيف يقتل إبن حمص أهل حمص وابن حماه أهل حماة... إلخ .
إن نظاماً بتكوين النظام السوري سوف يجعل من كل شيء فداءً لبقائه حتى ولو أباد نصف الشعب السوري وطائفته قبل غيرها، إذا أحس بفقدان ولائها له .
واستثمر النظام سياسته الأمنية وموضوع فرق تسد بين الطوائف والأقليات السورية إلى استمراره في البقاء حتى الآن، وصمت العالم على ما يقوم به من جرائم بحق الإنسانية وكان سلاح إعلامه دائماً ـ ومازال ـ شعارات (الأسد أو نحرق البلد، وأنا وبعدي الطوفان، وإسقاطه يعني حرباً شاملة في المنطقة ) وغيرها من الشعارات التي تأخذ قسطاً من التأييد في بعض دوائر دول العالم بالإضافة إلى بعض الدول الإقليمية .
فالنظام أرادها منذ البداية أن تكون الأزمة بين النظام وجماعات مسلحة ولكن نشطاء الثورة كانوا دائماً يفشلون توقعات النظام بإصرارهم على سلميتها وأن ثورتهم هي ثورة الكرامة حتى نهاية العام الماضي ٢٠١١ استطاعت ـ للأسف الشديد ـ وبدعم مالي مشكوك في مصدره، بمصادرة الثورة وضرب النشطاء بعضهم ببعض وإنشاء هيئات ومجالس ولجان ومحاولتهم جعل هذا الى جانبه وذاك تصفيته، لأنه لم يرضخ لأوامره و أمواله. المهم؛ جعلوا من ثورة الكرامة لافتات ترفع لدعم هذا وذم ذاك وإعطاء الشرعية لهذا الطرف او ذاك، وكل شيء لقاء ثمن. وجعلوا المعادلة تتغير بشكل مباشر لمصلحة خطاب النظام وأصبح ما يتردد في أوربا والغرب بشكل عام نفس ما يردده النظام حول الجماعات المسلحة واليوم وفي كل ملتقى، حتى في مجلس الأمن أصبحت النداءات لوقف العنف لم تعد موجهة للنظام فقط وإنما لكافة الأطراف .

المعارضة السورية

في دولة الأمن والمخابرات تكون سياسة كتم الأفواه شعاراً مكتوباً في كل مكان، حتى على لوائح المرور، بدءاً من المعلم في المدرسة إلى الرئيس، ومن أراد أن يحاول تغيير أو نقد شيءٍ ما، يعتقل ويسجن، وبعض الأحيان لن يعرف ذويه أين يكون وربما يدفن بمكان سري ما.
أي أن مجرد التفكير في فكرة المعارضة لقانون أو سياسة ما في سوريا تكون جريمة والكثير اعتقلوا لمجرد كتابتهم لمقال في جريدة ما ينتقد سير خطة البلدية في تنظيف الشوارع. لذا كان تأسيس حزب أو منظمة معارضة في سوريا في زمن حافظ الأسد يعتبر تهديداً لوحدة البلاد وخطراً عليها . إلى أن جاء بشار الأسد إلى سدة الحكم ولأنه لم يأتي عبر صناديق الإقتراع وبشكل ديمقراطي فكان من البديهي بأنه سيرفض أن تكون سوريا دولة ديمقراطية تحترم فيها حقوق الإنسان لان ذلك سوف يعني إنقلابا على والده .
إلا أنه؛ فعلاً جرت محاولات تحت غطاء التغيير الديمقراطي السلمي كالمنتديات وما سمي بربيع دمشق وبعدها إعلان دمشق، ولكونها للأسف لم تستطع أن تخرج من قوقعة التشخيص ولم تستطع لم شمل الكثير من السوريين وكانت فقط مراكز لإبراز نشطاء ديمقراطيين جريئين تم اعتقال أغلبهم وزجوا في المعتقلات .
هؤلاء النشطاء للأسف الشديد لم يستطيعوا أن يشكلوا نواة للمعارضة أثناء بدء الاحداث في آذار من العام الماضي بل سارع بعضهم لاتهام الغير بالتقصير وإلى حد التعامل مع النظام ضد الثورة والثوار .
أعتقد أنه كان من الأجدر لهؤلاء النشطاء، ومن كافة الطوائف والأقليات في سوريا، لم شملها وجمع طاقاتها في تحالف أو تجمع يكون ملازماً الحراك الثوري وشباب الثورة كونهم في داخل الوطن وقريبون من الواقع. ولكن للأسف الشديد سارع بعضهم وأخص هنا رياض الترك وجماعته اللذين التحقوا بركب معارضة فنادق الخمس نجوم وضرب العهد الوطني لإعلان دمشق عرض الحائط ووضع كل أجندتها في سلة مهترئة. وعلى الرغم من الأموال التي تدفع إليهم والإمكانيات المتاحة لهم لم يستطيعوا حتى الآن إيصال السوريين الى بر الأمان وإنقاذ السوريين من القتل لأسباب عدة منها:
- لم تستطع حتى الآن إيجاد خطاب سياسي موحد وإيجاد صيغة يتفق عليها كل السوريين.
- اتبعت سياسة الإقصاء ورفض الغير مما وضعت نفسها في خانة ثقافة النظام.
- عدم قدرتها على طمأنينة الأقليات والطوائف في سوريا.
- فرض تيارات إسلامية أجندة مرفوضة سورياً و عالمياً.
- الركوض وراء الشرعية والإعتراف الرسمي العالمي قبل الشعب السوري.
- عدم وجود خطاب وآلية لدعم الثوار وشباب الحراك وعدم إشراك الشرائح الأخرى من الشعب السوري وخاصة رجال الأعمال للانخراط في الثورة.
- خطابات طائفية وشعارات تضر بالوحدة الوطنية وخاصة ضد الطائفة العلوية.
- شعارات تدعم الكراهية ووضع الجيش السوري في موقع الخيانة.
- محاربة أطراف معارضة لأطراف أخرى معارضة أيضاً ووضعها في موقع الإتهام والخيانة.

إننا اليوم كسوريون مدعوون للحفاظ على سوريا وطناً وشعباً قبل إعدام الرئيس أو إبقاءه، والعمل على وضع النقاط على الحروف ونقد ما يجري بكل شفافية، ونقل الصورة الحقيقية للواقع بكل وضوح ونزاهة. أعتقد بأن بعض أطراف المعارضة السورية أصبحت الآن شريكا للنظام في دفع سوريا الى حرب أهلية، نعم الآن وقبل أي وقت أخر. وما نشاهده ونسمعه من شهود في قلب الحدث يثبت، ودون أدنى شك، بأن سوريا تعيش حالة حرب أهلية، وهناك ظروف تساعد على فرض هذا الواقع المرير الذي لن يفوز فيه أي طرف، بل كلنا سنخسر الوطن.



#كاوا_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دمعة من الوفاء في الذكرى السنوية الاولى لرحيل الصديق نديم يو ...
- رسالة مفتوحة من بشار الأسد الى الشعب السوري
- لا للهوية العربية السورية
- حوار مع الشاعر والكاتب السياسي الكردي إبراهيم اليوسف
- حول إتفاقية الشراكة ألأوربية السورية


المزيد.....




- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - كاوا رشيد - النظام والمعارضة تدفعان بسوريا إلى حربٍ أهلية