|
الخطوة تبحث عن مغامراً
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 3733 - 2012 / 5 / 20 - 22:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الخطوة تبحث عن مغامراً كتب مروان صباح / فتشّ البغل عن أب ينتسب له فتعثر ولم يجد فقرر أن يعلن بأن الحصان خاله هكذا هو حال مراكز إستطلاعات الرأي في الأوطان العربية بسبب عدم إستقلاليتها المادية وغياب الكفاءات حولها وإقتلاع الضمير ورميه إلى جانب الرصيف وإدمان التسول دون محاولة إيجاد قنوات حرة تغذي العمليات بشكل سليم ومحايد ، في هذه الميمعة تحولت مراكز الإستطلاع بشكل سلس إلى أشبه بصالونات التجميل مهمتها ترقيع الثقوب ونفخ العيوب كي تسوق المنكوب ولم تبدأ الحكاية اليوم بل تقدم ابن خلدون بمقدمته وشخص الحال العربي وطرح الرجل حلول عبر تفكيك العقدة من جذورها إلا أن ضعف القراءة واللجوء إلى الإرتجال يدعو من على هذه الأرض الطيبة بأنبيائها وعلماءها الراقدين تحتها بشموعهم المضيئة أن يتورطوا من جديد في التقليد ويعيدوا إنتاج ما ابتكره الغرب لكن دون مهارة التمكين والنقل السليم . رغم إنشراح صدورنا للمناظرة التى أجريت للمرشحين موسى وأبو الفتوح وشجاعتهما بخوض تجربة جديدة كان يحلم بها كل عربي أن يراها يوماً ما واقع في بلده إلا أن رغم الثقة التى تحلى بها الرجلين أتت ناقصة وفيها بعض التردد بل خالية من أي اضافة أو إبتكار يسجل كأمتياز عربي وشأنها شأن جميع ما ينقل دون أي أعادات إنتاجية بطابع يشبه الناقل ، المسألة ليست مكاتب ويافطات وطاقم يؤدي وظيفة في مكان معين بقدر ما هي ثقة تبنى تدريجياً وعلى مراحل بين المؤسسة والناخبين أو المتلقين والجهات المتنافسة في إستدعاء المعرفة لما يمكن أن يكون في القريب العاجل من أراء مختلفة لكنها قد أدمنت على الإنزلاقات ومن إخفاق إلى أخر دون أن تتعلم من الدروس وإستخلاص العبر ، ففقدت سمعتها وثقتها لدى الجمهور قبل البدء وفي كل مرة يصدر باسمها نتائج توقعية لأي حدث قائم يقابله المراقبين بخلاف لما أصدرته تماماً وذلك يعود إلى رغبة الممول أو ذاك المرء الذائب إحتراقاً في إعادة كتابة سيرته الذاتية الوعرة كي تلاءم صورته الإنتخابية ، فترسخ لدى الأغلبية صورة سوداء من غير السهل تغييرها أو تحريضهم بالتعامل معها والذي جعل الناس أن ينفروا أكثر خصوصاً بعد الإنتخابات الفلسطينية التى جرت عام 2006م بحيث جاءت الإستطلاعات مغايرة تماماً لما قدمت من توقعات المراكز المتخصصة التى فرضت ذاتها لسنوات بأنها تمتلك مهنية عالية وكفاءة توازي تلك التى في الغرب مع بعض التواضع لكن غاب عن ذهنها بأن الشفافية أولا والإستقلالية ثانياً غير متوفرتين لهذا أخفقت بشكل مخزي مما جعلنا نعتقد بأنها كانت تعتمد على ما يسمى التزوير المتبع في الوطن العربي بينما الأنكى من ذلك لم تستقيل او تحاسب على تقصيرها المتعمد التى بدورها ضللت شريحة كبيرة من عامة الشعب ، في حين سبق الإنتخابات البرلمانية في فلسطين إنتخابات البلديات التى كانت أكبر إستطلاع واضح وصريح للمزاج الشعبي مما دفع بعض الأصوات لتبرير تقصيرهم بإتجاه أن هناك إختلاف بين هذا وذاك كأن من يقترع هم شعبين ليس شعب واحد . في الحقيقة أن اللوم لا يقع فقط على مراكز الإستطلاع وحدهم بل هناك خلل جسيم في سلوك المواطن العربي وهي نتيجة طبيعية لقهر دام لعقود من الطمس بل توارثته الأجيال بصمت دون أن يطرحوا الأسئلة حول الكم والكيف مما أدى إلى إنتزاع الحقائق من إجاباتهم في أغلب الأوقات وتواروا خلف خوفهم عند قول الحقيقة وتحت كذب اعتقدوا أنه أبيض كي ينجو من العقاب أو بالآحرى الإنتقام ، لهذا تجد في السنوات الماضية أن نسبة المقترعين ضئيلة تكاد لا تذكر ليست بسبب معرفتهم المسبقة بأن النتيجة محسومة لكن الرعب المركب الذي يحوّل بين الفرد والصندوق وهواجس الشبح الأمني المخيم الذي بنى روايته وصُدقت بأنه قادر على إختراق الحواجز مما أدى إلى إختصار وعدم الإقتراب من أي شيء والسير جانب الحائط وتقبيل فم الكلب وإذا قضت الحاجة لعق لعابه لا شيء مستحيل ، فهي ثقافة تغلغلت داخل الأنماط السائدة حتى تحولت إلى سيكولوجيات تحتاج إلى معالجة دقيقة عبر تأهيل جدي يبدأ في المدارس والنوادي الإجتماعية يحاصر تلك المخاوف وينتزعها بشكل تدريجي كي يحل مكانها ثقافة تليق بالإنسان الحر القادر على تحمل المسؤولية وأعبائها . دائما الخطوة تبحث عن من يبدأ بها فمن يحبو اليوم لا بد له ان يمشي يوما ما هذه سنة الخلق لكن ما من سبيل لمراكز الإستطلاع من أن يتحلوا أولاً بالشفافية والمحايدة الكاملة والرهان على ارضاء الشعب ثانياً كي تتراكم العلاقة عبر السنوات من خلال السمعة الصادقة التى تبنى عبر التجارب والإحتكاك المباشر ، يتوهم أن من لا يبني بيتاً حتى الخمسين لن يبنيه إلى الأبد ومن تعلم أو حصل على مؤهل أكاديمي حتى الستين عليه أن يتقاعد وينتظر الموت لأن الفرصة قد ذهبت ولن تأتي بل بالعكس تماماً لأن عملية بناء الثقة مفتوحة لمن يرغب ومصمم ووقتها غير محدد حتى بعد الموت فمن أبتكر اهم العلوم والفلسفة وغيرها اموات لكن سيرتهم خالدة لن تموت . والسلام كاتب عربي
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فلسطين الديمقراطية فيكِ عرجاء
-
احتشادا وتأهب
-
لعبة التكامل والابتزاز المتبادل
-
وزيراً في الصباح وغفيراً في المساء
-
المزهرية الفارغة يثرثر فيها غياب الورد
-
جنرالات استبدلوا الشدة بالفتحة
-
عادات كرسها متنكرون
-
التنكر في زمن الانتخابات
-
المقابر فاضت وابتلعت المدن
-
القيامة بصياغة بشرية
-
توهموا الصغار بأنهم أنداد للكبار
-
قبيحة وتزداد قبحاً
-
عواصف تخلع النوافذ بعد الأبواب
-
انتحر الحب
-
الجميع متهمين على أن تثبت براءتهم
-
بافلوفية
-
أحياء لكنهم شهداء
-
بين الأشباه والسعاديين
-
أصوات بُحّت لفرط الصراخ
-
منطقة الصفر
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|