أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - ويبقى العراق يتيما وإن تعدد الآباء














المزيد.....

ويبقى العراق يتيما وإن تعدد الآباء


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 3733 - 2012 / 5 / 20 - 01:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الأزمة السياسية أصبحت ثابتا من ثوابت يوميات العراق. مبادرات، لقاءات، حوارات، مبادرات، أوراق متعددة للحل، نقاط. الظاهر أن دور الأبوة، ودور الخيمة، ودور مالك مفتاح الحل، قد تعدد ممارسوه، بقطع النظر عن النوايا والدوافع والمؤهلات. فرئيس الجمهورية صاحب مبادرة، وله ورقته ونقاطها، ويمارس دورا أبويا لأطراف الأزمة. ورئيس إقليم كردستان صاحب مبادرة، ويمارس دور الرعاية لإيجاد مخرج للأزمة، وزعيم التيار الصدري صاحب مبادرة، ويمارس دور الأبوة والرعاية لجهود إنهاء الأزمة، وله ورقته ونقاطها، ونائب رئيس الجمهورية حاول أيضا أن يكون الأب والراعي نيابة عن رئيس الجمهورية، موسعا نيابته إلى ما هو أوسع من رئاسة الجمهورية، لتشمل الأبوة والرعاية. ورئيس الكتلة النيابية للتحالف الوطني، لطالما أراد أيضا - وهو الضليع فيي ممارسة الدور الأبوي - أن يكون أبا وراعيا وجامعا لأطراف الأزمة. ورئيس المجلس الأعلى يتحدث دائما بلغة الأبوة الحكيمة التي تريد أن تجمع الأبناء المتخاصمين على طاولة حكمته. وهناك من يدعو المرجعية ليورطها من جديد بعدما تداركت ما وُرِّطَت به من قبل، فأغلقت الباب أمام السياسيين، لتعلق دورها الرعوي الما-فوق-دستوي. ثم إن رئيس السلطة التنفيذية نفسه لا يحسب نفسه طرفا، بل يرى نفسه الأجدر لدور الأبوة، فهو لا غيره الذي يجب أن يكون الداعي والراعي للقاء الوطني لحل الأزمة، وله مبادرته وورقته ونقاطها.
لا أدري ما هو سر هذه الرغبة في ممارسة دور الأبوة، تارة كرغبة من قبل نفس من يحب ممارسة هذا الدور الأبوي والرعوي، وأخرى برغبة ودفع من آخرين، تارة ربما بقدر من ثمة أهلية واستحقاق، وأخرى بما يبعث علامات استفهام أمام مدى تحقق ذلك.
أمامنا عراق يتيم، ويبقى يتيما، وأمامنا رغم ذلك هذا العدد من الآباء المتبنين له، أو المدعوّين من غيرهم لتبنيه ورعايته، خروجا من الأزمة أو الحالة الأزموية، ربما استعدادا لاستقبال أزمة جديدة، ما دامت المشكلة لن تحل من جذورها، بل تبقى الحلول عبارة عن ترقيعات لا تنقذ وطنا ولا تسمن من الأزموية المستدامة.
وكما تعدد الآباء تعددت المدن التي تمثل دار الحضانة والرعاية لليتيم المغرق في بحر الأزمات، فهناك حتى هذه اللحظة تنافس بين ثلاث حاضنات، ألا هي بغداد، وأربيل، والنجف. ولكن يبقى اليتيم بلا أب، وبلا مأوى، وبلا حضانة، ما زلنا نختزل العراق في قضية ضيقة شيعية هنا، وقضية ضيقةسنية هناك، أو في قضية ضيقة كردية هنا، وقضية ضيقة عربية هناك.
ثم هل سيصار فعلا إلى سحب الثقة من حكومة المالكي؟ أو هل سيُعمل على استبداله بمرشح آخر من التحالف الوطني؟ رموز دولة القانون تحذر من انهيار العراق برمته بانهيار رئاسة المالكي للحكومة العراقية. ولو افترضنا تحقق خيار سحب الثقة أو الاستبدال، فمن يا ترى هو البديل عن المالكي؟ إبراهيم الجعفري؟ أحمد الجلبي؟ قصي السهيل؟ عادل عبد المهدي؟ يبدو إن الأول هو الأكثر حظا في هذا الرهان، وقد يقبله حزب الدعوة، لكونه وتياره للإصلاح الوطني ما زالا يعتبران أنفسهما جزءً مما يسمى بـ(بيت الدعوة) أو (البيت الدعوي)، وسيكون ربما موضع قبول من نفس الأطراف التي أسقطته آنذاك. أما الجلبي، فهو لا يستوفي أحد الشرطين اللذين لا تنازل عنهما سوية من قبل الشيعسلاموية العراقية، وأيضا من قبل الدولة الراعية للشيعسلاموية العراقية، ألا هي إيران، وذلك كونه - صحيح – شيعيا، بل ومتبنيا للمشروع السياسي الشيعي، إلا أنه ليس إسلاميا، لأن شرطي كل من الشيعسلاموية العراقية وإيران، هو ألا يكون رئيس وزراء العراق إلا شيعيا، وإلا إسلاميا، فأن يكون سنيا خط أحمر، وأن يكون شيعيا علمانيا خط أحمر أيضا. وعادل عبد المهدي باستقالته من نيابة رئاسة الجمهورية آنذاك، قد سجل لنفسه - أو هكذا أراد - رصيدا لدى بعض الجمهور، ولدى المرجعية، إلا أن حزبه المجلس الأعلى لم يعد لاعبا أساسيا في التحالف الشيعسلاموي، ليؤهله الترشح لرئاسة الوزراء. أما قصي السهيل، فيمكن أن يكون هو الآخر البديل، بحكم أن التيار أصبح فعلا لاعبا أساسيا، وذا ثقل مؤثر، ومغازلا من قبل العراقية والكردستاني على حد سواء. وهناك آخرون يرون في أنفسهم الأهلية، ومنهم نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة، وزير النفط السابق حسين الشهرستاني المنتمي للسيستانية السياسية والقريب من دولة القانون.
أما المؤهل الحقيقي لقيادة العملية السياسية ورئاسة السلطة التنفيذية، فهو ليس من الذين لهم فرص وحظوظ حاليا، إذن تبقى الخيارات تدور فيمن كان العراق يستحق من هو أكفأ وأكثر أهلية في الكثير من النواحي.
لا يحتاج العراق إلى آباء ومربين وراعين، بل إلى عقليات بعيدة عن هذه الانتماءات الأجنبية على مبادئ المواطنة، والوطن، والديمقراطية، والدولة المدنية، إلى عقليات تؤمن بالإنسان، بالمواطن، بالتعددية السياسية، لا بالمكوناتوية السياسية، أو التعددية المكوناتية.
19/05/2012



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سليم مطر من دفع له ليفتري علي
- الدولة الكردية التي أتمنى أن أرى تأسيسها
- ماذا نسي كمال أتاتورك في عملية علمنته لتركيا؟
- قالت: الحمد لله كلنا مسلمون
- رئيس وزرائنا يعلن حربه الفكرية ضدنا نحن العلمانيين
- سيبقى العراق وطنا بلا عيد وطني
- الربيع العربي ومدى قدرته على إنتاج عملية ديمقراطية 2/2
- الربيع العربي ومدى قدرته على إنتاج عملية ديمقراطية 1/2
- الديمقراطية والإسلام .. متنافيان – إجابة على تعليقات القراء
- إجاباتي على أسئلة الحوار المتمدن
- الديمقراطية والإسلام .. متعايشان أم متنافيان 2/2
- الديمقراطية والإسلام .. متعايشان أم متنافيان 1/2
- لماذا تضامن العراق (الديمقراطي) مع ديكتاتوريات المنطقة
- دعوة تشكيل الأقاليم ما لها وما عليها
- هادي المهدي القتيل المنتصر
- الشرقية تسيء إليّ مرة أخرى بإظهاري محاضرا دينيا في تسجيل قدي ...
- حول التيار الديمقراطي العراقي مع رزكار عقراوي والمحاورين
- ليكن التنافس حصرا بين العلمانية والإسلام السياسي
- علاوي - المالكي - جزار التاجي - الخزاعي - ساحة التحرير
- عملية التحول الديكتاتوري والشباب الأربعة وهناء أدورد وساحة ا ...


المزيد.....




- ما الطريقة الصحيحة لاستخدام الشوكة والسكين أثناء تناول الطعا ...
- مصر.. القوات البحرية تنقذ 3 سائحين بريطانيين بعد فقدانهم خلا ...
- لماذا تريد أوكرانيا ضرب العمق الروسي باستخدام صواريخ غربية ب ...
- فون دير لايين تكشف عن أعضاء المفوضية الأوروبية الجديدة
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لقتلى قوات كييف في كورسك
- المجر تكشف كيف تحمي مصر أوروبا
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل 3 عناصر في -حزب الله- (فيديو)
- -حماس- تدين بأشد العبارات قصف إسرائيل لمربع سكني مكتظ شرق مخ ...
- بفيديوهات جنسية.. ضجة في العراق وتحرك أمني إثر ابتزاز شبكات ...
- روسيا.. إطلاق أقمار صناعية للأغراض العسكرية


المزيد.....

- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - ويبقى العراق يتيما وإن تعدد الآباء