أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حزبون - اليد الخفية في الثورة العربية















المزيد.....

اليد الخفية في الثورة العربية


جورج حزبون

الحوار المتمدن-العدد: 3732 - 2012 / 5 / 19 - 20:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم كل ما جرى ، وكل ما طرح من أفكار ، حول الانتفاضات العربية ، تظل أمورا كثيرة غير واضحة ، تحديداً فيما يتعلق بالغايات النهائية ، واضح إن الشعوب رفضت الظلم والاستبداد ، وهذا طبيعي ، وأسقطت حكومات ، وحتى تاريخه لم تزال أنظمة بعضها قائم ، فالتحركات الشعبية المتعددة لم تطرح برامج سياسية ، استقر الأمر فقط على إسقاط رأس النظام القائم حسب الشعار المركزي والتاريخي ، لكن إي نظام سنقيم لم يطرح احد مفهوماً له، سوى الحركات الإسلامية ، وهم يعرضون الشريعة والدولة الدينية ، ويرفضون الدولة المدنية ، حيث هي لا تقيم حكم الله ، رغم أنهم لم يكونوا المبادرين لإسقاط النظام او المستبد ، إلا ان الفراغ السياسي قدم للاسلامين فضاءاً واسعاً لطرح البديل ، إمام شعوب فقيرة متدينة تسود بينها الأمية .
خروج الحركات الاسلامية بهذا الزخم ، احتاج الى اسناد لوجستي ومالي كبير ، وقد توفر بسرعة ، في مصر وسوريا وتونس وليبا، يبدو ان الأمور مستمرة ولن تقف عن تلك البلدان ، وقد أظهرت الانتخابات التشريعية المصرية إنفاقا ماليا هائلاً لا يمكن ان يكون مصدره محلياً ، والتحركات الراهنة لانتخابات الرئاسة واضحة أيضا في الإنفاق والاهتمام ، مع ان تأثير الاسلامين تراجع في مصر بسبب انكشاف مقاصدهم وأهوائهم وأساليبهم وغاياتهم وارتباطاتهم ، والانتخابات الرئاسية ستبين ذلك ، وفي سوريا يبرز واضحاً دور المال السياسي دعما للاسلام السياسي ، فكيف وصل ؟ وعن اية طريق ؟ ولماذا ؟ ومن يقف خلف ذلك الدعم .
متذ بداية التاريخ الاقتصادي وضع مؤسس هذا الفكر ( ادم سميث ) في كتابه ( ثورة الامم ) وقرر ان مهمة الدولة هو حماية الذين يملكون من الذين لا يملكون ، ولكنه اصطدم بحصول مفاجآت تتحقق في السوق لا تفسير لها فأطلق عليها تسمية ( اليد الخفية ) ، والامر هنا يبحث عن اليد الخفية التي تتلاعب بثروة الامم والشعوب ، لغير صالح تلك الشعوب ، فهي تعمل على تنصيب حكومات وافراد وقوى تستطيع خدمة مصالحها خاصة وتحديداً الاقتصادية ، وتكون اداتها في صراعها على السوق والتلاعب بقوانينه ، وتاريخ الاستعمار بل ونشوئه ارتبط بالسوق والثروة ، ومع المتغيرات العالمية والتاريخية ، نشئت اساليب للاستحواذ غير تقليدية ، وليس ضرورياً الأركان الى المنافسة الشريفة فقط ، في حين وجود وسائل وادوات اخرى تحقق نفس الغابة ، وهنا يمكن دعم قوى محلية وباشكال متعددة تعمل بامرتها تحقق مطالبها ، وايضا ليس مجرد افراد او احزاب او قوى دينية بل أيضا ما يسمى منظمات غير حكومية .
يتركز الصراع الاقتصادي العالمي الراهن حول الطاقة ، ومع ارتفاع الاسعار تكدست ثروات مالية هائلة لدى الحكومات خاصة الخليجية لا تجد سبيلاً لانفاقها ، ولكنها ايضا قلقة على مصير واستمرار تلك الثروة ، وعلى ضرورة تأمين مكانتها واذ شئنا هيبتها في ظل عدم امكانية توفر قدرات بشرية وعسكرية لها ، فاتجهت لتحصين موقعها في الاقليم والتخوم ، بخلق نفوذ سياسي مؤثر ، وهنا بدأت عملية التحرك لاحتواء الحركات الدينية ، بعد ان تراجع دور اليسار في الإقليم العربي ، وتساقطت القوى القومية بفعل تناقضاتها المتعددة ، وبروز تيارات الاسلام السياسي التي شجعها الفراغ والاحباط الشعبي والفقر والبطالة ، بل وتمادت خاصة في أفغانستان حيث السعودية وأميركا تحالفتا على استنزاف الاتحاد السوفيتي هناك ، عبر حركات عسكرية إرهابية مقلقة للبعض ولتكن وسليه للبعض الأخر بتلك الغيبيات الدينية والفتاوى الاجتهادية الجهادية المزرية ، فيتم تحجيم سلطة او تغيرها ، فقد توفرت الاداة والوسيلة وتحالف الطامحون للسيطرة على الشعوب ومستقبلها ، وحققت تلك البلدان حضوراً قدم لها مكاناً بين صفوف طغاة التاريخ واساطين المال والثروة والسيطرة .
يقول الاقتصاديون ، ان الغاز اخذ يحتل مكاناً هاماً واساسياً في احتياجات الطاقة ، وتقول ، منظمة الطاقة العالمية ، ان قطر تحتل المركز الثالث كاكبر مصدر للغاز في العالم بعد روسيا وايران ، فهي تملك 14% من احتياط الغاز العالمي ، وهنا يتضح أكثر دور اليد الخفية للتلاعب بالأسعار والاسواق ، اكبرها نفوذاً هو عالم الطاقة ، ويكون للغاز الدور الاكثر اهمية ، بعد حصار ايران ،بحيث يتركز التنافس السوقي بين روسيا وقطر ، والاخيرة ترغب في خروج روسيا من الاقليم ، حتى لا تكون له محطات نقل مربحة ومريحة عبر قزوين وميناء جيهان التركي وسواها من خطوط يجري العمل على إقامتها او تصميمها ، وتطرح قطر نفسها كجهة قادرة على سد الاحتياجات والهيمنة الاقتصادية في الاسواق الاوسطية ، واذا كانت تعوزها القوة العسكرية القادرة على الحماية والهيبة ، فان قوة نفوذ الاسلام السياسي تستطيع سد تلك الثغرة فقط عبر إنفاق مالي يعتبر بالنسبة لها بسيطاً مهما بلغ ، وهذا يفسر شدة التوتر السياسي مع روسيا في المحافل الدولية وغيرها .
قديماً قبل سقوط بيزنطية كان أهلها يتناقشون ويختلفون حول / طبيعة الملائكة ذكر ام انثى / وفيما سقطت الاندلس ودول وملوك الطوائف يتنازعون ويتحالفون مع الاسبان ضد بعضهم البعض ، واليوم تنهار قيم الامة ومقدراتها ، وتنهار مفاهيم القومية ، ويتراجع مفهوم المواطنة ، على مذابح الطاقة !!؟ وهي مسؤولية للقوى الثورية العربية التي دفعت ثمن باهظ لنهجها البطريركي ، واستقلايتها واملاكها للحقيقة ، جميعاً من شيوعين وقومين ويسارين فكراً ونهجاً ناضلوا واخطائوا وواصلوا تمسك بالموقع ورفض التجديد حتى التكلس ، ولا شك ان تلك التحركات الاسلامية السياسية المتلفعة بالدين والعاملة على تطويعه لإغراضها لن تستطيع الثبات في معركة ليست معزولة عن حركة التاريخ والحرب الدائرة بين قوى النور وقوى الظلام ، ليس الامر هنا متدين وغير متدين وليس الدين يطلب من يفرضه بالقوة والاكراه ، فهو حال بين العدالة الاجتماعية والاستبداد ، واقامة المجتمع الانساني المحكوم بالمساواة والعدل بلا يد خفية وليست محاولات استخدام الإسلام السياسي جديدة ، خاصة لدى السعودية التي تأسست فيها عام 1912 أول حركة للإخوان المسلمين الوهابية اصطدمت بمؤسسها عبد العزيز عام 1931 ، ثم قامت حركة حسن ألبنا عام 1928 ، وكانت الغايات دعم السلطة السياسية بالسلطة الدينية ، واستخدام الدين كعامل لمنع التطورات السياسية ، ودفع الناس للتشكي للسماء من حيث هي المسئولة عن حالتها وليس النظام القائم .



#جورج_حزبون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو عولمة اسلامية
- شرق اوسط برعاية تركية
- على درب ايار
- الدين والثورة والواقع
- مسيحيو الشرق والمواطنة
- ماذا بعد اوسلو الان ؟
- الامن القومي العربي
- قراءة تاريخية لواقع معاصر
- قمة بغداد
- الاممية الاسلامية
- ربيع الشعوب ام اعدائها
- عن اذار المراءة والثورة
- المصلحة والايدولوجيا
- مطلوب ثورة في الثورة
- مهام الثورة المضادة
- سوريا والطريق الصعب
- العاصفة تقترب
- استكشاف المفاوضات
- اتفاق مصالحة ام مصلحة
- نعم اسرائيل ايضا تتغير


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حزبون - اليد الخفية في الثورة العربية