أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سالم الميامي - محمد ليس بكذاب















المزيد.....


محمد ليس بكذاب


سالم الميامي

الحوار المتمدن-العدد: 3731 - 2012 / 5 / 18 - 14:25
المحور: الادب والفن
    


محمد ليس بكذاب...
والوحي إلهام يجري مجرى الدم في العروق
عقله ليس كعقل الناس وقلبه ليس بشرياً محضاً
لم يفهمه أحد باستيعاب كامل ونسبة فهمهم له قليلة جدا لا تتعدى الشذرات
حتى متبعوه لم يدركوه تماماً
اما من لم يتبعه أبداً فلم يعرفه قط
ماذا يفعل والبون شاسع بينه وبين عوام الناس
لكنه قرب الأشياء حتى تدركه العقول بمستوياتها الضعيفة
لقد أدرك ماهية الله بفهم مطلق يكتنفه الإيمان
الله هو القوة المطلقة الموجدة الخالقة التي لا وصف لها بكلمات أرضية
والإنسان مخلوق عرضي لا شأن للكون وللوجود به
فسواء وجد أو لم يوجد فكل شيء يسير بحتمية أو ربما بعشوائية غير مدركة بعقل الانسان الضئيل
محمد ليس بكذاب
إنه نبي
وهو رسول إلى هذه المخلوقات المبعثرة التي لا تدرك ذواتها
رسالته لم يفهمها أحد وأخذت طريقا دنيوياً مبهماً
أتباعه عطلوا كل شيء عجلة الزمن وتطور الاشياء
رغم نجاحاتهم الخارقة في نشر الأفكار والعقيدة
أما أتباعه المتأخرون فقد أفسدوا كل شيء
واستنسخوا صور اليوميات في سنن لم يكن مرادها التقليد الأعمى
في لحظات الوحي كان يتقمص كل الوجود؛ المكان، الزمان، والمعرفة المطلقة
هو لا يعرف لماذا ولكنه هكذا
أراد متبعوه أن يقلدوه لكنهم لم يدركوا ما أدرك
محمد ليس بكذاب
هو رسول من عند الله لكن هل عرف البشر من هو الله
فالوجود كل شيء فيه إلا الله
فالشيء لا يوجد نفسه فكل ما هو خارج الوجود هو الله
فهو الواجد وليس الموجود، وإن كان موجوداً أصبح مرئياً ملموساً
خاضعاً لمختبر الإنسان
وهذا ما فهمه قصار العقول
محمد ليس بكذاب
فهو بشر ليس كالبشر الآخرين
لقد كان بسيطاً رغم قوته
فهو لم يكن قائدا كالإسكندر
ولا دكتاتورا كهتلر
ولم يجبر أتباعه على فعل أي شيء
لكنه كان ينقل وحي الله إليهم
ومن أدرك شيئا منه أتبعه
كان يستخرج منهم طاقاتهم الإيجابية
فكل واحد كان يتضاعف عشرات المرات في القدرة والطاقة
في غزوة بدر الكبرى كان قوم قريش لا يدركون سر قوة العصبة الضعيفة
فالمعركة لم تكن متكافئة والملائكة المسومين كانوا حقيقيين
انهم طاقة المسلمين
وعندما عادوا كبشر دنيويين في معركة أحد وفكروا بالغنيمة هزمهم الدنيويون الأقوياء
محمد ليس بكذاب
انه بشر أو فوق مستوى البشر
ماذا كان يفعل في غار حراء وهو الرجل الأمي؟
فهو لم يكن يقرأ الكتب
لقد جاءته المعارف من أعماق الكون
كان يتأمل ويتفحص ثنايا الوجود
كانت طاقته هي التي حركت الأحداث وفق مرامه
لقد كان جسدا يعرف كيف يصوغ اللذائذ
وفكراً يدرك كيف يسبر مجاهيل المعرفة
وروحاً تدرك أسرار الكون
محمد ليس بكذاب
إنه رسول ونبي
رسول إلى المعذبين الضائعين المظلومين الحائرين المقهورين
ونبي كان يرى الأفق أمامه كضوء الشمس الساطعة
لقد أدرك طاقة الإنسان الهائلة فأيقن ان لا فناء لها
فلا بد أن يكون هناك عالم آخر
حيث يمتد إلى المالانهاية
فليس من الحكمة ان يسير الوجود بعشوائية غامضة
فلابد ان يكون لكل شيء معنى وسبب وغاية
لقد أدرك جزءا من غاية الوجود
ولكن كيف ينقل فهمه إلى الآخرين بكلمات أرضية حددتها المعرفة الضئيلة
ومفاهيم محدودة لا تتعدى تجارب معرفية منقولة عبر الأجيال خالية من الإبداع الخارق
فمن أدرك بعض شيء تبعه وأفنى حياته من أجل المعنى
ومن لم يدرك أي شيء غاص في مجاهيل الضياع والعدم
محمد ليس بكذاب
فهو أكبر من كل شيء وإلا لما أتبعه هذا الكم الهائل من البشر منذ أكثر من أربعة عشر قرناً
ورددوا أسمه في كل يوم عشرات المرات
أي قوة خارقة تلك التي جعلت الملايين تتبعه
هل هي قوة إقناعه أم الحاجة الفعلية لمثل هذه العقيدة؟
إنها القوة السحرية التي جعلتهم يلتصقون به
إن قرآنه معجزة!
وكلماته معجزة!
وتشكيل هذه الدولة الكبيرة المترامية الأطراف التي حملت مبادؤه هي أكبر معجزة!
فالإمبراطوريات في التاريخ لم تنشأ إلاّ على ابادة الناس واحتلال أراضيهم
بينما ما فعلته دولة محمد ليس إلاّ إقامة العدل ونشر السلام دون المساس بسكان الأرض الأصليين
محمد ليس بكذاب
معظم اتباعه منذ بداية دعوته وليومنا هذا لم تكن لهم القدرة والفهم على استيعاب كل ما كان يريد
وهو كان يدرك ذلك فتعامل معهم بالمنطق الذي يفهمونه
لقد كان يتنبأ بأن من سيتبعه سيختلف كثيرا في التطبيق
فالأمة ستختلف و تتمزق الى عشرات الفئات
لأنها ستتمسك بالقشور وتترك المعاني العميقة التي من أجلها وضعت التعاليم
لقد كان يفهم خبايا النفس البشرية لكنه آثر أن تسير الأمور هكذا
فما كان يصبو إليه تحقق حتى لو كان بعض الحلم
وكل من جاء من بعده سار بتعاليم فرقته ومعتقداتها الاجتهادية مناصباً العداء للفرق الأخرى
والكل يحفظ عن ظهر قلب ما قال الرسول وتنبأ لكن لا أحد يفعل شيئاً لتصحيح المسار
آل بيته وصحابته المقربون كانوا يحملون من السجايا ما جعلهم يتميزون عن غيرهم بصفات فريدة
فعلي ابن عمه كان يستوعب الكثير من تعاليمه ويدرك أغوارها
لقد كانت الأخلاق هي معيار شخصيته والآخرة هي كل مبتغاه
وعمر كان ثائراً مجدداً وهو يماثل علياً في الإدراك والفهم
لكنه كان يعرف كيف يتعامل مع البشر في الدنيا قبل مجيء الآخرة
لقد كانا وجهين لعملة واحدة
لكن! للغباء المطبق الذي استفحل عند قبائل العرب وعصبيتهم الهمجية فقد بدأ اول انشطار
في تطبيق العقيدة وإدراك مفاهيمها السامية فهم مازالوا دنيويون متعصبون رغم حبهم للآخرة
أما أبو بكر وعثمان فكانا يرومان إقامة دولة العرب دون أن يخرجا عن جوهر الدين
محمد ليس بكذاب
فبعض الذين اتبعوه هم الكذابون
والذين تطاولوا على شخصيته ومعجزاته هم الكذابون
معجزاته حقيقية غير تلك التي نسجت حوله من تخاريف الاقوام
إنها بلاغة قرآنه وتفاني أصحابه وانتشار دعوته وخوارق الإيمان
أما الرموز التي وسعت من رصيد قدراته فكانت تكمن وراءها معاني أعمق
من حدوثها الحقيقي على أرض الواقع
فطاق كسرى لم ينفطر عند ولادته
والقمر لم ينشق
ولم يأكل من يديه أربعون رجلاً وما زال في الإناء بقية زاد رغم اكتفاء الجميع
وهو لم يطير ويجلس مع الإله المجسد فان فعل هذا فقد
اخترق قوانين النسبية والجذب العام
ومثل هذا قد لا يكون مستحيلا في غير هذا الوجود
لكن معظم هذه الاشياء فعلها بقدراته الداخلية بالإلهام والإيحاء والوحي
بصيرته اكبر من كل شيء وكثافة وعيه الداخلي جعلت كل الحقائق في متناول يديه
فكل شيء أمامه مكشوف وواضح
حتى أنه توقع الأشياء لأنه عرف كيف يحسب حركة الزمن والأحداث
هذا هو محمد
فكيف يقولون عنه أنه كذاب؟
فمحمد ليس بكذاب



#سالم_الميامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مجلس أمناء المتحف الوطني العماني يناقش إنشاء فرع لمتحف الإرم ...
- هوليوود تجتاح سباقات فورمولا1.. وهاميلتون يكشف عن مشاهد -غير ...
- ميغان ماركل تثير اشمئزاز المشاهدين بخطأ فادح في المطبخ: -هذا ...
- بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات ...
- تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض ...
- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...
- ترجمة جديدة لـ-الردع الاستباقي-: العدو يضرب في دمشق
- أبل تخطط لإضافة الترجمة الفورية للمحادثات عبر سماعات إيربودز ...
- الأديب والكاتب دريد عوده يوقع -يسوع الأسيني: حياة المسيح الس ...
- تعرّف على ثقافة الصوم لدى بعض أديان الشرق الأوسط وحضاراته


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سالم الميامي - محمد ليس بكذاب