أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمرقند الجابري - برزخ - قصة قصيرة














المزيد.....

برزخ - قصة قصيرة


سمرقند الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 3730 - 2012 / 5 / 17 - 11:27
المحور: الادب والفن
    


المكان هنا هاديء، هذا ما احسه للوهلة الاولى عندما استعاد بعض حواسه،لاحت له من بعيد كائنات مضيئة لها ضفائر طويلة ولا ثياب كثيابها في الروعة، وضعت امامه طبقا من الفضة، فعرف ان هذا التمر من عالم هي فيه!
إذن هو ميت الان، ودفن حتماً، وهذه روحه المشاغبة في برزخها المجهول، لم يعد يذكر تفاصيل رحيله عن الارض، هل من سرعة سيارته في شوارع ضاقت بمن شابهوه ذرعا، ام ان ازمات الربو التي احكمت عقلها بأن تنتفض على رئتيه التي ما استضافت غير الدخان متحدية تكهنات حكماء يعتاشون من اخطاء الانسان بحق صحته ؟
كانت باعثة التمر أكبر حماقاته الارضية، فبعد عامه الخامس والخمسين ضاق ذرعا بانسانة احبت كل اخطائه ولم تنتفض رافضة إلا لاجل رابطة مقدسة وابناء كانوا اصابعه ليتشبث بالحياة،بل لربما اراد شيئا جديدا يناضل من اجله باخلاص .
استغرق بضحكة مكهربة ولطم عينيه، اذ ان الوطن خديعة من نوع ما، كي يأتوا من لا نضال لهم ليقودوا الثوار بعد لجمهم ولجم صغارهم ومن تورط بزيجات من رجال لا يركنون إلى باطل، فما ان اعتلس الزمن شبابه في الانتفاضات ركن العربدة بين احضان نساء بالكاد يعرفهن مطمئنا الى حارسته الامينة فما دام هو وطنها عليها ان تدفع ما يؤكد الولاء برفع شعار زملائنا القردة الثلاثة التي تعرف متى تنتحل الصمم ولا ترى ولا تتكلم.
ارجو ان لا تجربوا هذا النوع من الم فتاة ما، تصغر صاحب برزخنا باعوام يخجل من تحديدها، فالريح تنهش الرماد بقسوة،تاركة الكثير من المرارة لطفلة حُرمت اباها مبكرا فصار لها ان تبحث عنه في زوج يملك الصفتين حنانا مجانيا، وظلا لمن ظلها في اقفاص مطلية بالذهب!
تتحرك بيادق ندمه في رقعة حنان امراتين، شريكة معلنة ولدت ثماره، ومتوارية تنتظر الغيث لاعبة دور حبيبة خرافية الانتظار، كم راق له ان تبث الفتاة البرق في وجعه القديم حينما كان الرجال لا يرون نساءهم إلا عند ليلة الزفاف، أكان يريد للزمان عودة مستحيلة ؟ وما في ذلك ؟ فهو فارسها الاوحد رغم طقم اسنانه الفاخر المصنوع في بلدان منحته الراتب والمأوى وهوية لا يقتل من معلوماتها المدرجة ادناها، بدل وطنه المعتاد على جور الجائرين وتشريد من كان لهم قلب واسنان!
للاولى ان تقضي شبابها بغسل الثياب وتدريس الصغار ليدور بقصائده على كل الدول التي تمنت ان تعمر الارض، وللاخرى ان تظل تلقاه على غفلة من هازم اللذات قد يفي بوعد يخجل من رب سماواته ان يقر بزيفه، قد يفرح ان الاخرى رضيت باحتلال المرض جسده المرمم وعبور الزمن بقاطرات عقاقيرها في اوردته المستغيثة برحمة من اُبتليَ بخلق عباده النزقين، لا فرق عند البعض بالغش الدائم الخضرة فالواهمات اكثر من علب الكولا، وما دام اعذبه اكذبه يخدم المسيرة الخمسينية فللمرأتين ان لا تلوما إلا اختيارهما .
هناك جبال من الشتائم تصل على بريد برزخه من التي كسرت قيدها برحيله فاولادها كبروا ولهم ان يعرفوا انها ان مضغت زجاج اهماله لها بين فكيها وشربت ما خلفته الجراح من زيجة مرتبكة الاركان، قد تركت حدادها عليه رغم العرف السائد بشهر واحد، اما فتاة البرق صاحبه النجوم السوداء على خديها فقد صممت لنفسها وجها آخر بقلع النجوم وتغيير سكنها وعملها وادخال قلبها الصغير في صندوق محلزن لم تستطع العرافات فتحه لربما قد ختمه سيدنا سليمان بعهوده وأحكم رصاص اغلاق القمقم في ذات مساء رحيل صاحب الطقم .
للحنين جذور في ارض المرأة يمتد من اديم الارض الى مجرات اخرى، ضج سكان البرزخ بالتمر والحلوى وما طاب من خيرات حياة قد تفنى فجأة، سأل اصحاب الضفائر اجازة صغرى غير ان الرشوى لا تنفع إلا في الارض، العطف من رب اتقن رحمته اجاز له ان يمر بفتاة تجتر حكايتها فيه على شكل احلام مؤثثة بغد لا يأتي، بكى خجلا، بكت هي الاخرى، اشتهى ان يدخن شيئا فتلاشت لاجله، منذ ذلك الحين تقاعدت صحون الفضة وعم السكون البرزخ ودخل صاحبنا النار بجدارة تاركا وراءه حطام قلب امرأتين .



#سمرقند_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مائدة نزهت في دار المدى
- مهرجان الدمى في تونس الخضراء
- تفاحة
- تمكين الام والبنت
- صبيحة الشيخ داوود
- بدرية
- طاحونة
- ارغفة الوطن
- اربعة
- وجوه
- المتسكع
- زقورة
- بعيدا عنهم
- آس نائم
- الانتظار
- انامل
- ضفائر
- غربتان
- حكاية امي
- توقد


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمرقند الجابري - برزخ - قصة قصيرة